Archive for the ‘للاطباء فقط’ Category

الوداع

فيفري 9, 2013

مهمآ كآنت حآجة النآس للشمس „
فهي تغيب كل يوم دون أن ..يبكي لـ فرآقهآ شخص !
لأنهم يعلمون بـ أنهآ ستعود ..
هذه هي الثقه !! التي أعيشهآ كل لحظه
حين أتذكر منَ أحبهمْ ،،. ?
ربمآ أبكي .. حين أدرك بـ أنهم آبتعدوَ
ولكـنَ ..
سيعودون  وقت مـَا ? ..!
رُبما بَعدَ كُلّ إنتظَار هُـنَاكَ أَمرَ { مُفْرِح } ،
حَتى حروف الـ ( و د ا ع ) , إن عَكستها سترى شيئاً مختلفاً يوحي بنظرة التـفـــاؤل

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

العلاج الغير جراحى لاورام المج (الملخص العربى لرساله الماجستير المقدمه من الطبيب هشام ابراهيم تحت اشراف الدكتور يلسر متولى

أفريل 1, 2010

مقدمه

يُطلق وصف أورام المخ على أي نمو شاذ بأي خلايا أو أنسجة تتواجد ضمن الجمجمة، سواء أكانت أوراما حميدة لا تحتوي على خلايا متسرطنة أو أوراما خبيثة تتكون من خلايا سرطانية أو أورام ناشئة بمواضع أخرى من الجسم وتنتشر لتصل إلى المخ وتسمى أوراماً ثانوية.

رغم التطور الملحوظ في العلاج الجراحي وكل من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي لأورام المخ فإن المآل المرضي لهؤلاء المرضي مازال غير جيد ، لذا فنحن في حاجة ماسة إلى وسائل علاجية جديدة حيث يحتاج هؤلاء المرضى إلى علاجات متعددة للسيطرة على هذه الأورام.

لقد كان يُعتقد أن إستئصال أكبر كم ممكن نسيج الورم يُحسن بشكل ملحوظ فترة بقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة ، ولكن لا يوجد أي دليل قوي يثبت ذلك من خلال الدراسات العشوائية ، كما أن الإستئصال الكامل لأورام المخ في حد ذاته هو عملية صعبة المنال سواء كان ذلك لطبيعة أورام المخ (خصوصا الأورام الدبقية) في توغلها داخل نسيج المخ أو لوجود الورم في مناطق قريبة من مراكز حيوية في المخ ، وبالتالي فإن الإستئصال الجراحي نجاحه محدود وقد يؤدي إلى مضاعفات عصبية أو عجز في بعض وظائف المخ.

العلاج الإشعاعي هو علاج باستخدام التطبيقات المختلفة للإشعاع المؤين لتدمير الخلايا السرطانية وتقليص الورم ، وقد لُوحظت قدرة العلاج الإشعاعي على إطالة فترة بقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة في خلال الثلاث عقود الماضية ، ويُستخدم العلاج الإشعاعي كعلاج مساعد بعد العلاج الجراحي وخصوصا في الأورام الدبقية أو كعلاج شفائي في حالات أورام الأديم الظَّاهِر العصبي وأورام الخلايا التناسلية أو كعلاج لمجرد إيقاف إزدياد حجم الورم والحفاظ على حجمه الحالي كما هو الحال في الأورام السحائية وأورام الغدة النخامية.

أما العلاج الإشعاعي الجراحي فهو يستخدم جرعة عالية من الإشعاع تطلق لمرة واحدة وبدقة عالية على نسيج الورم فقط وليس على كل المخ كما هو الحال في العلاج الإشعاعي العادي بغرض تدمير الورم نهائيا ، ومن أشهر وسائل هذا العلاج هو سكين جاما. وقد أُستُخدم هذا العلاج في باديء الأمر في علاج أورام المخ الحميدة مثل الأورام السحائية وكذلك أورام الغدة النخامية وكان بديلا جيداً للجراحة. أما الآن فيستخدم هذا العلاج ايضا في أورام المخ الثانوية محققا نجاح جيد في حالات مختارة ولكن هذا العلاج مازال نجاحه محدود في مجال الأورام الدبقية.

أما العلاج الكيماوي فقد لعب دور مساعد منذ البداية وذلك لنجاحه المحدود كعلاج وحيد لأورام المخ لصعوبة إجتيازه للحائل الدموي الدماغي ، وأحدث أنواعه هو عقار التيموزولميد واللذي حقق نجاحا لحد ما في علاج الأورام الدبقية وخصوصا عند إقترانه بالعلاج الإشعاعي حيث أدى إلى زيادة فترة بقاء المرضى على قيد الحياة مقارنة بالعلاج الإشعاعي منفرداً.

لذا يعتبر العلاج الإشعاعي والكيماوي هما العمود الفقري للعلاجات غير الجراحية لمعظم أورام المخ وخصوصا الأورام الدبقية وذلك عند إستخدامهما بشكل متزامن مع بِدء العلاج الكيماوي بشكل مبكر وإستكماله بعد الإنتهاء من العلاج الإشعاعي.

العلاج المناعي هو أحد وسائل العلاج التي ظهرت لمهاجمة أورام المخ والتي أوضحت نتائج مشجعة حيث يتميز بقدرته على مهاجمة خلايا الورم بخصوصية وفعالية عالية مع الحفاظ في نفس الوقت على خلايا المخ ، ويعتبر العلاج المناعي آمن وفعَّال حسب الدراسات التي أُجريت عليه. والعلاج المناعي قد يكون علاج مناعي نشِط أو علاج مناعي سلبي أو علاج مناعي يتبنى إستخدام خلايا مناعية معينة واللذي نادراً مايستخدم حالياً.

العلاج المناعي النشِط يستهدف إستثارة جهاز المناعة لدي المريض لإحداث إستجابة مناعية مضادة للورم وذلك عن طريق لقاحات معينة ، ويوجد بعض اللقاحات التي أظهرت نتائج واعدة في مجال علاج أورام المخ وتنتظر المزيد من الدراسة على أعداد كبيرة من المرضى ، أم العلاج المناعي السلبي فيتضمن إعطاء المريض أجسام مضادة معدَّة مسبقاً خارج جسم المريض وتستهدف هذه الأجسام المضادة خلايا الورم ، ومن أشهر أنواعه عقار البيڤاسيزيوماب واللذي أظهر نتائج مشجعه خصوصاً عند إقترانه بالعلاج الكيماوي. وبالرغم أن العلاج المناعي لم يُكتشف ولم يُستخدم ليكون علاج وحيد لأورام المخ إلا أنه سوف يأخذ مكانه كعلاج مساعد هام جداً وفعَّال.

حيث أن أورام المخ وخصوصاً الأورام الدبقية تتميز بوعائية دموية عالية فإن العلاج المضاد لتكوين الأوعية الدموية سيكون من العلاجات الفعَّالة والهامة واللذي بدأ يُستخدم بشكل كبير لعلاج أورام المخ ، وعقار البيڤاسيزيوماب السالف ذكره له تأثير مضاد لتكوين الأوعية الدموية وأيضا يقلل التضخم الناشيء حول معظم أورام المخ التي أظهرت إستجابة جيدة لهذا العقار ، لذا فالعلاج المضاد لتكوين الأوعية الدموية له قدرة عالية على إيقاف نمو الورم.

أما العلاج الچيني فيتم بإستخدام مادة چينية مثلRNA أو DNA وإدخالها داخل خلايا الورم لتحقيق هدف مُعين وهو تدمير خلايا الورم ويتم ذلك عن طريق إدخال چين إنتحاري أو چين مثبط للتورم أو چين يزيد الدفاعات المناعية للجسم أو چين يقلل من قدرة الورم على تكوين أوعية دموية جديدة ، وحتى الآن العلاج الچيني هو علاج تحت الدراسة ولم يتم تطبيقه على أعداد كبيرة من المرضى ولكنه أظهر نتائج مشجعة في هذه الدراسات الأولية ، ويعتبر العلاج الچيني أحد الأسلحة المتاحة لمهاجمة أورام المخ وسوف يكون وسيلة علاج فعَّالة وخصوصاً عند إستخدامه مع كل من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي.

أما بالنسبة للعلاج الهرموني فقد حقق نتائج باهرة في علاج أورام الغدة النخامية سواء في تقليل حجم الورم أو في السيطرة على الإفراز الهرموني وتوصيله الى معدلاته الطبيعية بالنسبة للأورام المفرزة للهرمونات ، وتوفر كل من محفزات الدوبامين ومشابهات السوماتوستاتين أدى الى طفرة في مجال علاج هذه الأورام.

ونظراً لأن أورام المخ دائماً ما تكون مصحوبة بتورم وتضخم في نسيج المخ المحيط بها مما يؤدي الى زيادة في الضغط داخل الجمجمة مُحدِثاً العديد من الأعراض ، لذا فإن دور الأدوية المثبطة للتورم هو دور حيوي وهام جداً حيث تُستعمل تقريبا في كل أورام المخ ، ومن أهم هذه الأدوية وأكثرها إستعمالا هي الكورتيكوستيرويدز وأهمها عقار الديكساميثازون وقد حققت هذه الأدوية نجاح رائع في تقليل التضخم المحيط بالورم وبالتالي تقليل الأعراض الناتجة عنه بشكل جيد وسريع ولكنها أيضا مصحوبة ببعض الآثار الجانبية مما إستلزم البحث عن بدائل لهذه الأدوية يكون لها آثار جانبية.

بالرغم من التقدم الملحوظ في فهم بيولوچيا أورام المخ إلا أن التقدم في إطالة فترة بقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة تقدم بسيط نوعاً ما ، لكن مازال العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي وإستخدامهم بشكل متزامن له أهمية قصوى ، وظهور بعض العلاجات الجديدة التي أظهرت نتائج مشجعة يعطي الأمل لهؤلاء المرضى ويجعلنا نتوقع تقدم وشيك في مجال علاج أورام المخ.

انقر هنا لتنزيل الرساله فى نسق PDF

انقر هنا لتنزيل الرساله فى نسق Microsoft word 2007

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الفيتامينات

ديسمبر 15, 2008

حبوب الفيتامينات.. هل كلها مفيدة؟….الإكثار من تناولها يؤدي إلى نتائج عكسية….يعتقد الكثير من الناس أن تناول الحبة السحرية المليئة بالمقويات ستزيح عنهم وتخلصهم من الشعور بالتعب والإرهاق. وبسبب هذا الاعتقاد السائد يكثر الطلب عليها، فنصف المرضى أو أكثر دون مبالغة يسألون السؤال الشهير: «دكتور أشعر بالتعب في أنحاء جسمي، وفقدت نشاطي اليومي تماماً، فهل من الممكن وصف فيتامينات تنشطني؟» الكل هنا يسقط المشاكل البدنية التي قد تنجم عن كثرة الأعباء أو بذل الجهد المضاعف أو حتى عن الإصابة بأمراض أخرى مخفية أو لم يتم تشخيصها بعد،على نقص الفيتامينات. «كلا» فليس كل «تعب» تئن به أجسامنا نرجعه إلى نقص الفيتامينات، ولا تناول «الحبة السحرية» سيعيد لاجسامنا النشاط المفقود.

ما هي الفيتامينات؟

* وللإجابة على هذا السؤال بشكل علمي ومنطقي، يجب فهم ماهية الفيتامينات وما آلية عملها وفائدتها. فبشكل عام فان الفيتامينات عبارة عن مركبات كيميائية يحتاجها الجسم بمقادير معينة وموزونة، ولا تمد الجسم بالطاقة كما يعتقد البعض، كما أنها لا تدخل في بناء طاقة الجسم. الا انها ضرورية لتسهيل قيام التفاعلات الكيميائية داخل خلايا الجسم والمساعدة على معالجة الغذاء المتناول والاستفادة منه وتحويله إلى طاقة وأنسجة حية. ومع إن الاعتقاد السائد بأن الفيتامينات غير ضارة بالجسم أو غير سامة، وبالرغم من صحة ذلك في معظم الفيتامينات، إلا أن الجرعات الكبيرة من بعض أنواعها واضحة السمّية.

ولقد ظهرت أدلة كثيرة على مدى السنوات الماضية على أهمية تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات، والسؤال هو هل من المفيد أيضاً تتناول نفس هذه الفيتامينات والمعادن على شكل حبوب أو شراب؟ وكان الجواب في اعتقاد العلماء بأن غالبية الناس يحصلون على كفايتهم من الفيتامينات والمعادن من الطعام المتناول يومياُ، لذا ليس لتناول المكملات الغذائية الإضافية سوى قيمة محدودة. ولكن هناك شرائح من الناس قد تحتاج دون غيرها إلى تناول المكملات الغذائية كالأطفال الرضع والحوامل والمرضعات، وكبار السن، والنباتيون، وهنا يمكن وصف الفيتامينات كمكملات غذائية حسب حاجة كل شخص على حدة.

أصل الفيتامينات

* هناك 13 فيتاميناً أساسيا يحتاجها جسم الإنسان، خمسه منها يقوم الجسم بتصنيعها بما يكفى لحاجته، والباقي يحصل عليه من الغذاء. وتنقسم الفيتامينات إلى مجموعتين:

1. الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون وتشمل فيتامين ( أيه A) و(ديD) و(إي E ) و(كيه K) والتي عادة ما توجد في الأجزاء الدهنية من المصادر الحيوانية.

2. الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء وتشمل فيتامين (سي C) ومجموعة فيتامين (بي B).

أما الفيتامينات التي يقوم بتصنيعها الجسم فهي، البيوتين (Biotin) والمعروف بفيتامين (H)، والنياسين (Niacin) والمعروف بفيتامين (B3)، وحمض البانتوثين (pantothenic Acid) والمعروف بفيتامين (B5) وفيتامين كوليكاليسفيرول (cholecalciferol) والمعروف بفيتامين (D) وفيتوناديون (phutonadion) والمعروف بفيتامين (K).

ومن هذه الفيتامينات الخمسة تنتج البكتيريا الصديقة في الأمعاء ثلاثة منها هي فيتامين H)، B5، (K بكميات كافية لحاجة الجسم.

الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون

* فيتامين أيه (A): وهو الفيتامين المعروف باسم ريتينول (Retinol)، يوجد طبيعياً في الحيوانات فقط. وأهم مصادره الغذائية المشتقات الحيوانية كالزبدة والقشدة والحليب والجبن وزيت كبد السمك وصفار البيض والنخاع واللحوم الحمراء، والمشتقات النباتية كالجزر النيئ والسبانخ والخس والكرنب وورق العنب والرجلة والفجل والعنب والجوافة والحمضيات والتين والبلح. ويحتاج الجسم منه يوميا إلى 2500 وحدة دولية. وهذا الفيتامين لا يذوب في الماء ولكن يذوب في الدهون ومذيباتها ويستطيع الجسم أن يصنع فيتامين (أيه) من مركب البيتاكاروتين (Beta carotene) وهذا المركب يوجد في جميع الخضروات والفواكه الطازجة ذات اللون الأخضر والأصفر، وعندما يصل مركب البيتاكاروتين مع الغذاء إلى الأمعاء الدقيقة يتم تحويله في جدران الأمعاء إلى فيتامين (أيه).

ويعتبر فيتامين(أيه) مهما جداً لتطور نمو الجنين، وللأطفال بعد الولادة، وهو ضروري لتطور نمو العظام والأسنان وسلامة الجلد ويؤخر عملية الشيخوخة، كما أنه مهم جداً للرؤية أثناء الليل أو الظلام ولنمو الأغشية المخاطية. ويؤدي نقصه إلى العمى الليلي كما تضعف الأغشية المخاطية فتضعف مقاومتها للإصابة بالعدوى، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالرمد الجاف، وهو تقرن نسيج العين الذي قد يفضي إلى العمى. كما يؤدي إلى التهاب المجاري التنفسية والبولية والتناسلية والتهاب اللثة والجلد الذي يصبح خشنا وجافاً.

زيادة الجرعة

* أن تناول جرعات كبيرة ولمدة طويلة في غياب النقص، ودون الحاجة إليها من فيتامين (أيه) يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفيتامين في الجسم إلى درجة سامة، فتؤثر على العظام والجلد والشعر والأغشية المخاطية والكبد والجهاز العصبي. وتشمل أعراض ارتفاع النسبة، الضعف والوهن وفقد الشهية والقيء والصداع والاضطراب النفسي وتأخر النمو وتشقق الشفتين وجفاف الجلد وتساقط الشعر إلى حد الصلع وتضخم الكبد واليرقان.

* فيتامين دي (D): ويعرف علمياً بـ«كوليكاليسفيرول» (cholecalciferol). وقد اكتشف هذا الفيتامين في أوائل القرن العشرين وبعد ذلك تم الربط بينه وبين مرض ترقق العظام (الكساح) الذي يصيب الأطفال، ويعرف بمرض لين العظام عند إصابة البالغين به. وتتلخص أعراض مرض الكساح بتأخر ظهور الأسنان وتشوهها حال ظهورها وإصابتها بالتسوس، كبر الرأس وبروز الجبهة والفكين، تقوس الضلوع وصغر حجم القفص الصدري، تضخم مفاصل الركبة والقدم وتقوس عظام الأرجل.

أما مرض لين العظام فينتشر بدرجة أكبر بين السيدات الحوامل والمرضعات، وذلك لاعتماد الجنين على الأم كمصدر للكالسيوم لبناء الهيكل العظمى، فيقوم باستهلاك مخزون جسمها، مما يسبب نقص الكالسيوم لديها فتصاب بلين العظام التي تصبح رخوة أو هشة وسهلة الكسر.

يعمل فيتامين «دي» على تنظيم مستوى الكالسيوم والفوسفات في الدم، بتنشيط عملية امتصاصها في الأمعاء وضبط إعادة امتصاصها في الكليتين وإفرازها خارج الجسم عن طريق البول، مما يسمح بتوفير النسبة الطبيعية التي يحتاجها الجسم لتكوين عظام صحيحة ومنع حدوث انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم. كما يعمل فيتامين «دي» على تنشيط جهاز المناعة في الجسم، وينظم إفراز هرمونات الغدة جار درقية.

يوجد فيتامين «دي» في المشتقات الحيوانية مثل الكبد والزبد والبيض واللبن ويحتوي كبد بعض الأسماك على كميات كبيرة جداً من هذا الفيتامين ويشتهر زيت كبد الحوت باحتوائه على كميات كبيرة منه. ومن أهم مصادره الطبيعية أشعة الشمس، فتعمل الأشعة فوق البنفسجية الطبيعية من الشمس على تحويل مركب الارجسترول الموجود في الطبقة الدهنية تحت الجلد إلى فيتامين «دي» عند تعريض الجسم لها، لذلك يعتبر تعريض الأطفال لأشعة الشمس لفترة ما يومياً من الوسائل الهامة في وقايتهم من مرض ترقق العظام أو الكساح. ويلزم للشخص البالغ يومياً نحو 400 وحدة دولية من فيتامين «دي» والحامل والمرضع من 400 – 800 وحدة دولية، والطفل قبل البلوغ 300 إلى 400 وحدة. ويلزم لعلاج الكساح 500 – 1500 وحدة يومياً.

مشاكل الجرعة الزائدة

* يؤدي الإفراط في تناول فيتامين «دي» بجرعات كبيرة ولمدة طويلة إلى الاضطرابات المعدية المعوية كفقدان الشهية والغثيان والقيء والإسهال والتعرق الزائد والعطش الشديد والجفاف والصداع والدوار، كما ترتفع نسبة الكالسيوم الأمر الذي يؤدى إلى ترسب الكالسيوم في شرايين القلب وفي الكلى فتتكون حصوات الكلى وقد يتطور الأمر إلى حدوث قصور في الكلى مع ارتفاع ضغط الدم. كما تزداد نسبة الكالسيوم في العظام والأنسجة المحيطة مما يضعفها ويجعلها أكثر عرضة للكسور المتعددة.

* فيتامين «إي» (E): ويعرف باسم «توكوفيرول» (tocopherol) والشهير بفيتامين (E) مضاد الأكسدة، لكونه يعمل على منع أكسدة العديد من الأحماض الدهنية غير المشبعة ولذلك فإن فيتامين «إي» يؤدي دوراً هاماً في المحافظة على أغشية الخلايا التي تحتوي على كميات وفيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وله تأثير كبير في تنشيط عمليات الأيض المختلفة التي تتم داخل جسم الإنسان.

أما الأمر الهام الذي لم تثبته الأبحاث الطبية حتى الآن هو دور فيتامين «أي» في علاج الإجهاض المتكرر وحالات العقم والام الولادة واضطرابات الدورة الشهرية، حيث أثبتت التجارب على الحيوانات أن نقص فيتامين «إي» يسبب تلك المشاكل ولكنها لم تثبت على الإنسان. كما يعمل هذا الفيتامين على تحسين جهاز المناعة. ويقلل من احتمال تكوين جلطات دموية.

أما عن دور فيتامين «إي» في الوقاية من سرطان البروستاتا، فقد تم إيقاف الدراسة الطبية الشهيرة “Selenium and Vitamin E Cancer Prevention Trial (SELECT) التي بدأت من عام 2004 حتى 2008، التي أثبتت أن تناول فيتامين «إي» فقط أو مع السلينيوم، وهو عنصر كيميائي ومادة ضرورية للجسم يتسبب نقصه في زيادة نسبة التعرض للسرطانات، لم يحقق الوقاية من سرطان البروستاتا.

يوجد فيتامين «إي» في المشتقات الحيوانية والنباتية مثل لحوم الحيوانات واللبن والبيض والبذور الزيتية والتي تعتبر من أغنى مصادر هذا الفيتامين وبالأخص جنين القمح وبذرة القطن والنخيل والفول السوداني والسمسم وبذور البرسيم والخس وفي زيت الأرز والشعير والشوفان والذرة وفول الصويا والأوراق الخضراء مثل البرسيم والخس والجوز والسبانخ وبذور دوار الشمس والقرنبيط واللوز وثمرة الأفوكادو.

نتائج سلبية

* قد يؤدي تناول الجرعات الكبيرة من فيتامين”إي” إلى الاضطراب الهضمي والإحساس بالضعف والوهن.

* فيتامين «كيه» (K) : وهو من الفيتامينات القابلة الذوبان في الدهون ويعد عنصرا ضروريا ظاهريا، لان البكتيريا الموجودة في الأمعاء قادرة على إنتاجه بكميات معينة وكافية. وتتركز أهمية هذا الفيتامين في عملية تجلط الدم، حيث يشارك في تكوين البروتينات المساعدة على تجلط الدم والتي تساعد على التئام الجروح وشفائها تماماً، كما ينشط بروتينات بناء العظام، فيلعب دورا مهما في تنشيط بروتين (الكالسين) الذي يسمح بتثبيت الكالسيوم في عظام الجسم، ولذلك يربط مرض ترقق العظام أحيانا بنقص هذا الفيتامين. ويعتبر فيتامين «كيه» أحد المساهمين في تكوين الأغشية الخلوية وخاصة في الدماغ ، ولكن حتى الآن لم يعرف بعد حجم الكمية التي ينتجها الجسم والتي تعد كافية لحاجته، لذا فمن الصعوبة تحديد القيمة اليومية لهذا الفيتامين. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يسبب نقص فيتامين «كيه» النزف الغزير بمجرد جرح الجسم حتى لو كان الجرح بسيطاً.

ونادرا ما يعاني البالغون من نقص هذا الفيتامين، فالتغذية اليومية كفيلة بتغطية الحاجة اليومية منه. وتظهر علامات نقصه على شكل عدم اندمال الجروح ونزف اللثة وكثافة الحيض وظهور كدمات زرقاء بلا سبب ودون رضوض، وفي حالات نادرة ظهور النزف الدموي في البراز أو تغير لونه إلى اللون الأسود الحالك. ويتزايد خطر النزف مع استعمال بعض الأدوية كحالات العلاج المطول بالمضادات الحيوية والأسبرين، وبعض الملينات، والعقاقير المسيلة للدم، وفي بعض الأمراض المزمنة في الكبد.

وفي الواقع أن 70% من حصيلة الجسم من فيتامين «كيه» يتم تصنيعها في القناة الهضمية بواسطة البكتيريا المفيدة في الأمعاء، أما 30% فتستمد من الأطعمة وبالأخص الخضروات الخضراء والورقية كالملفوف والسبانخ والقرنبيط، ويوجد أيضا في الحبوب وفول الصويا.

الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء

* فيتامين «سي» (C): فيتامين «سي» هو حمض الاسكوربيك المشتق من الجلوكوز في النباتات ومعظم الثدييات، ماعدا الرئيسيات ومنها الإنسان نتيجة لعدم وجود إنزيم L جلونولاكتون( L-gulonolactone) المطلوب لتصنيع الفيتامين في جسم الإنسان. حمض الاسكوربيك عامل مختزل ولهذا فهو مطلوب لحفظ المعادن في الحالة المختزلة مثل (الحديد +2 ) و(النحاس +2 )، وبذلك فهو يعزز امتصاص الحديد عن طريق إبقائه في الحالة المختزلة اللازمة لامتصاص الحديد. والحمض مطلوب أيضاً لإضافة مجموعة الهيدروكسيل إلى إنزيمي (البرولين والليسين) أثناء عملية تصنيع الكولاجين. وهو مطلوب أيضا ً لهدم الحمض الأميني التيروسين أثناء تصنيع هرمون الأدرينالين، وهو أيضاً مهم لتصنيع أحماض المرارة (العصارة الصفراء). وتحتوي قشرة الغدة فوق الكلوية على كميات كبيرة من الحمض لاستخدامه في تصنيع الهرمون الستيرويد (مثل الكورتيزون والالدوستيرون). كما ويعمل حمض الاسكوربيك كمضاد للأكسدة مع فيتامين «إي» وفيتامين «أيه»، وبذلك يساعد على تقليل الأضرار التي تصيب الجسم بسبب التعرض للمواد الكيميائية السامة والملوثات البيئية كدخان السجائر.

وبما أنه يساهم في تصنيع الكولاجين، فهو يساعد على نمو وتشكل الغضاريف والعظام والأسنان والتئام الجروح وتكوين الأربطة والأوتار والأوعية الدموية وتكون الهيموجلوبين ونضج كريات الدم الحمراء.

ان الجسم لا يقوم بتصنيع فيتامين «سي» ولا تخزينه، لذا فمن المهم جداً تناول الكثير من الأغذية المحتوية على هذا الفيتامين في الوجبات اليومية.

تحتوي جميع أنواع الخضروات والفواكه على فيتامين «سي»، ولكن هناك بعض الأنواع التي تحتوي على كميات كبيرة منه، كالفلفل الأخضر والكيوي والفراولة والبرتقال والليمون والبروكلي واللفت الأخضر والبطاطس والبطاطا الحلوة والشمام. وتعد البابايا والمانجو والبطيخ والعنب البري والتوت البري والأناناس والقرنبيط والملفوف والفلفل الأحمر، الأعلى نسباً في احتوائها على فيتامين «سي».

يسبب نقص فيتامين «سي» داء الإسقربوط الذي يؤدي الى تورم اللثة ونزيفها والرعاف، والتهاب المفاصل وفقر الدم والشعور بالإعياء والإرهاق وعدم النشاط، جفاف الشعر وتكسره، جفاف البشرة وتقشرها، انخفاض المناعة، وبطء التئام الجروح، زيادة الوزن وتباطؤ عمليات الأيض. ويعتبر الآن من الأمراض النادرة وتعود سبب الإصابة به إلى عدم تناول الخضروات والفاكهة الطازجة لفترات طويلة.

من النادر جداً أن يصل ارتفاع فيتامين «سي» إلى درجة السمية وذلك لعدم قدرة الجسم على تخزينه، كما وأنه من النادر أيضاً أن يسبب الإفراط في تناول هذا الفيتامين آثارا جانبية لكونه قابلاً للذوبان في الماء، وإن حصلت فهي لا تتعدى الغثيان والإسهال أو احمرار وتهيج في الجلد أو حرقان في البول.

* مجموعة فيتامينات «بي»

* هي مجموعة من الفيتامينات تتألف من ثمانية أعضاء تعمل مع بعضها البعض وقد توجد في بعض الأغذية معاً كخميرة البيرة والكبدة. ولكل فرد من هذه المجموعة وظيفة يختص بها داخل الجسم.

* فيتامين «بي1»: أو الثيامين، وهو أحد فيتامينات «بي» المركبة القابلة للذوبان في الماء، وهو مهم جداً للقيام بالعديد من الأعمال الحيوية في الجسم، ومنها في:

– الجهاز العصبي وأداء العضلات.

– عمل الخلايا العصبية والعضلية.

– عمل الإنزيمات المختلفة في الجسم.

– إنتاج حمض الهيدروكلوريك الضروري لإتمام عملية الهضم.

– يساهم في عمليات الأيض للمواد الكربوهيدراتية.

ويسبب نقص فيتامين «بي1» مرض البري بري، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي ويسبب الشعور بالإرهاق والضعف العام والتعب والإمساك وزيادة ضربات القلب، ثم يبدأ تورم الجسم وتضخم الطحال وفقدان الشهية والاضطرابات المعدية والمعوية، والنسيان والتنميل في اليدين والقدمين،وضمور وآلام في العضلات والأعصاب.

اما مصادر فيتامين «بي1» فهي المشتقات الحيوانية مثل لحم البقر والكبد والسمك والبيض واللبن. وفي المشتقات النباتية يوجد في الخضراوات وبعض الفواكه مثل الحبوب بمختلف أنواعها والبقول والخميرة وفول الصويا والبندق.

*فيتامين «بي2»: ويعرف علمياً باسم الريبوفلافين، ويلعب دوراً مهماً في جسم الإنسان فهو ضروري لإتمام عمليات الأكسدة والتنفس، ويساهم في عمليات بناء أنسجة الجسم، كما يقوم بدور هام في بناء هيموجلوبين الدم.

والأمراض التي تنشأ من نقص هذا الفيتامين هي اضطراب النمو وإصابة الإنسان بالأنيميا وسقوط الشعر وجفاف الجلد وقد يؤدي النقص الشديد إلى أمراض العين والقرنية،وفقدان التوازن أثناء السير.

ويوجد فيتامين «بي 2» في المشتقات الحيوانية مثل لحوم الحيوانات والطيور والأسماك والألبان والبيض والجبن. كما يوجد في المشتقات النباتية من الخضراوات والفواكه مثل الفول السوداني والحبوب والخميرة.

* فيتامين «بي3»: والمعروف علمياً باسم النياسين (Niacin) أو حمص النيكوتين (Nicotinic acid). وأهم استخدامات هذا الفيتامين هو المساعدة على منع مرض البلاغرا (كلمة لاتينية تعني الجلد الخشن)، وهو من الأمراض الخطيرة النادرة، وله ثلاثة أعراض أساسية:

– أعراض جلدية : تظهر الأعراض الجلدية على شكل جفاف وخشونة، مع بقع حمراء شبيهة بحروق الشمس في اليدين والقدمين وحول الرقبة والوجه، تتحول فيما بعد إلى قشور بنية اللون. – أعراض معوية: وتتمثل في تكرار الإسهال والقيء، مما يؤدي إلى فقدان الشهية، وآلام البطن، يليها التهاب وتقرحات في الفم واللسان.

– أعراض عصبية: وتظهر مع تقدم المرض، فيعاني المريض من التهاب الأعصاب مع الهذيان والاكتئاب وكثرة النسيان وعدم المبالاة.

وللعلاج يحقن المريض بفيتامين «بي3» يومياً بمعدل (10- 100) ملغم كما يوصي الأطباء بالإكثار من تناول الأغذية المحتوية على هذا الفيتامين.

يوجد فيتامين «بي3» في المشتقات الحيوانية مثل اللحوم خصوصاً الكبد والأسماك والبيض واللبن والدواجن. كما يوجد في المشتقات النباتية مثل الحبوب الكاملة والخبز والخضراوات والبقول وبالأخص الفول السوداني.

* فيتامين «بي6»: ويعرف بالبيريدوكسين، وتكمن أهميته في عمليات الأيض للأحماض الأمينية، كما يساعد على تحويل التربتوفان الحمض الأميني إلى النياسين، والسيروتينين (مادة كيميائية في المخ). كما يساعد فيتامين «بي6» أيضا الجسم على إنتاج بعض البروتينات مثل الأنسولين، الهيموجلوبين، والأجسام المضادة لمقاومة العدوى.

ويسبب نقص هذا الفيتامين تلف الجلد والجهاز العصبي كاختلال في الأعصاب الطرفية ونوبات الصرع، وفقدان الوزن والنحافة، ونقص هذا الفيتامين فقط نادر ويحدث غالباً نتيجة نقص عام في فيتامينات «بي» المركبة. وقد يحدث هذا النقص لدى مدمني الكحول، كما قد يحدث النقص أيضاً لدى المرضعات ولدى العلاج باستخدام عقار (isoniazid) المضاد للسل.

ويؤدي تناول جرعات كبيرة من فيتامين «بي6» إلى خلل في الأعصاب الحسية كالشعور بآلام حارقة وتنميل وعدم القدرة على تنسيق الحركات العضلية الإرادية، أو حتى الشلل.

ويوجد هذا الفيتامين في المشتقات الحيوانية والمعدنية مثل خميرة البيرة وجنين القمح والكلى واللحوم. ويتناول الإنسان من هذا الفيتامين يومياً كمية كافية من الغذاء لذلك نادراً ما يصاب الشخص بنقص فيه.

* فيتامينا «بي9» و: «بي 12»: يعمل هذان الفيتامينان من مجموعة فيتامين «بي» معاً. ويعرف فيتامين «بي9» بحمض الفوليك، وفيتامين «بي12» بالكوبالامين. وبمساندة فيتامين «بي12»، يساعد حامض الفوليك على السيطرة على إنتاج خلايا الدمّ الحمراء ويساعد على توزيع الحديد بشكل صحيح في الجسم. ويؤدى نقص هذا الفيتامين إلى فقر الدم. ويحتاج الجسم إلى فيتامين «بي12» وفيتامين «بي9» لتكوين الحمض النووي (DNA). وينصح الأطباء المرأة الحامل بتزويد غذائها، حيث يستهلك الجنين مخزون الأمّ من حمض الفوليك. ووجود كمية كافية من حمض الفوليك في جسم المرأة قبل الحمل، يمكن أن يساعد على منع حدوث التشوهات الخلقية للجنين التي قد تصيب دماغ الجنين وعموده الفقري بسبب نقص حمض الفوليك، لذا تحتاج النساء لأخذ حامض الفوليك كلّ يوم، وحتى في الفترة التي تسبق الحمل، للمساعدة على منع حدوث هذه التشوهات.

أما الفيتامين «بي12» فيبلغ احتياج الجسم منه يومياً حوالي 5 ميكروغرامات ويخزن بكميات كبيرة في الكبد، وبالتالي فان نقص هذا الفيتامين ينتج عادةً عن الفشل في امتصاصه وليس لنقصه في الغذاء. ويؤدي نقصه إلى فقر الدم الخبيث الذي يتميز بإنتاج كريات الدم الحمراء العملاقة لفشل نضوج الكريات الحمراء، يصحبها التهابات الفم وتلف الجهاز العصبي.

ويوجد هذان الفيتامينان في المشتقات الحيوانية والنباتية مثل البيض والكبد والحليب والبروتينات الحيوانية الأخرى بالإضافة إلى البقوليات كالعدس وبذور القمح، والخضراوات كالملفوف والموز والبرتقال والليمون.
 
د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

التفاؤل.. يقوى الصحة و الحيويه

ديسمبر 12, 2008

النظرة المتفائلة في الحياة تنبئ بصحة أفضل وعمر أطول

وجه أنظارك نحو الوشاح الفضي الذي يحيط بالغيوم المتلبدة الداكنة بدل التحديق فيها.. هذه العبارة تنادينا للنظر الى الحياة بإيجابية، برغم الصعاب. وبالفعل فان التحلي بروح البهجة يساعدنا على اجتياز مواقع صعبة تعترض طريق حياتنا. ولكن السؤال هو: هل ان الاشخاص الذين ينظرون الى القدح وهو نصف مملوء، يتمتعون بحياة صحية افضل من الاشخاص الآخرين المتشائمين، الذين يرون القدح وهو نصف فارغ؟

وفقا لسلسلة من الدراسات من الولايات المتحدة واوروبا، فان الجواب هو نعم. فالتفاؤل يساعد الناس على التكيف مع المرض والشفاء من العملية الجراحية. ولعل الامر الذي يعزز الانطباع الاقوى هنا، هو تأثير النظرة المستقبلية الايجابية على الصحة بمجملها وعلى طول العمر. وتقول لنا الابحاث ان النظرة المستقبلية المتفائلة مبكرا في الحياة، يمكنها ان تتنبأ لصاحبها بصحة افضل وبمعدلات اقل في الوفيات، خلال فترات متابعة تراوحت بين 15 و 40 سنة.

* قياس التفاؤل

* ولدراسة التفاؤل، فقد احتاج العلماء اولا لتطوير طرق موثوقة لقياس هذه الخاصية. ويستخدم نظامان على نطاق واسع: الاول يقيس التفاؤل الطَبْعِي )الخاص بطباع الانسان) dispositional optimism، والنظام الآخر هو لقياس الاسلوب التعليلي explanatory style.

ان التفاؤل الطبعي يعتمد على التوقعات الايجابية لمستقبل شخص معين. وهذه التوقعات ليست محصورة في جانب واحد او جانبين من الحياة، بل انها توقعات معمّمة لنتائج مقبلة جيدة في شتى المناحي. ويوظف الكثير من الباحثين «اختبار التوجهات الحياتية» Life Orientation Test المكون من 12 بندا، لقياس التفاؤل الطبعي. اما الاسلوب التعليلي فهو يستند الى مسألة كيفية تفسير الشخص للأنباء الجيدة او السيئة. فالمتشائم يأخذ الملامة على نفسه عند ورود الأنباء السيئة (هذا بسببي)، ويفترض ان الوضع سيظل مستقرا (انه سيستمر الى الأبد)، وتكون له تأثيرات شاملة (انه سيؤثر في كل ما اعمله). اما المتفائل، من جهة اخرى، فانه لن يأخذ الملامة على نفسه بسبب الاحداث السلبية. وبالعكس، فانه ينزع لأن يمنح لنفسه التقدير لدى ورود الانباء الجيدة، وهو يفترض ان الامور الجيدة سوف تستمر، ولديه الثقة بأن التطورات الايجابية ستحدث في مختلف مناحي حياته. ويوظف الباحثون في الغالب استبيانات خصائص الاسلوب Attributional Style Questionnaire او طريقة تحليل محتوى التعليلات الشفوية Content Analysis of Verbatim Explanations، لتقييم التفاؤل المستند الى الاسلوب التعليلي.

* التفاؤل ومرضى القلب

* وفي بعض الدراسات ركز الباحثون على الصلة بين التفاؤل وبين بعض الحالات الصحية المعينة، ويقول الشعراء والفنانون ان القلب المفعم بالسرور والبهجة بمقدوره ازاحة المشاكل والصعوبات – والآن يقول العلماء ان التفاؤل ربما يساعد القلب نفسه.

وفي إحدى الدراسات قيم الاطباء 309 مرضى في اواسط اعمارهم كانوا ينتظرون خضوعهم لعملية جراحية لفتح مجاز لمرور الدم موازٍ للشرايين التاجية (المتضيقة او المسدودة). وبالإضافة الى الفحص الجسدي قبل العملية، خضع كل مريض الى تقييم نفسي موجه لقياس التفاؤل والكآبة والاضطراب العصبي إضافة الى تقييم التقدير الذاتي. وتابع الباحثون كل المرضى لفترة ستة اشهر بعد الجراحة. وعندما قاموا بتحليل البيانات وجدوا ان عدد المتفائلين الذين تطلب الأمر اعادة ادخالهم الى المستشفى، كان اقل بمقدار النصف من عدد المتشائمين. وفي دراسة مماثلة على 298 مريضا من الذين عولجوا من تضيق الشرايين، ظهر ان للتفاؤل دورا وقائيا، اذ وجد ان المتشائمين كانوا يتعرضون ثلاث مرات اكثر للاصابة بالنوبات القلبية، او يحتاجون لعملية اخرى لإزالة تضيق الشرايين او لفتح مجاز للدم في قلوبهم، مقارنة بالمتفائلين.

* التفاؤل وضغط الدم

* النظرة المفرحة قد تساعد الناس على الشفاء من عمليات القلب، فهل بمقدورها ايضا خفض خطر ظهور احد عوامل الخطر الكبرى لأمراض القلب، ألا وهو ارتفاع ضغط الدم؟ يفترض بحث اجري في فنلندا، أن الجواب هو نعم. وقد قيّم العلماء حالات 616 رجلا في اواسط اعمارهم كان لديهم ضغط عادي للدم في بداية الدراسة. وتم ربط كل نظرة ذهنية مستقبلية لكل رجل مع اسئلة حول توقعاته في المستقبل، كما تم تقييم عوامل الخطر للاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية لدى كل واحد منهم، مثل التدخين، السمنة، النشاط البدني، الافراط في تناول الكحول، ووجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم. وعلى مدى اربع سنوات، ظهر ان الرجال الأكثر تشاؤما كانوا سيتعرضون اكثر بثلاث مرات لارتفاع ضغط الدم من أقرانهم المتفائلين، حتى مع أخذ عوامل الخطر الاخرى بنظر الاعتبار. وقد وجدت دراسة اميركية على 2564 رجلا وامرأة في عمر 65 سنة فأكثر، ايضا، ان التفاؤل جيد لضغط الدم. واستخدم الباحثون سلما من اربعة بنود للمشاعر الايجابية في تقييم كل مشارك لدى زيارته في منزله. كما قاموا ايضا بقياس ضغط الدم، الطول، والوزن وجمعوا بيانات عن العمر والحالة الزوجية وتناول الكحول، ومرض السكري، وتناول الادوية. وحتى، ومع اخذ كل العوامل الاخرى بنظر الاعتبار فإن الاشخاص من ذوي المشاعر الايجابية كان لديهم ضغط دم منخفض، مقارنة بالذين كانت نظرتهم سلبية. وفي المتوسط فإن الناس الذين كانت لديهم اعلى المشاعر الايجابية رصد لديهم اقل ضغط للدم.

* التفاؤل وأمراض القلب

* ضغط الدم المرتفع سبب مهم لمرض الشرايين التاجية. وان كان التفاؤل يخفض من خطر ارتفاع ضغط الدم، فهل بمقدوره ايضا الحماية من ظهور مرض الشرايين التاجية نفسه؟

ولأجل الاجابة على هذا، فقد قام باحثون من جامعتي هارفارد وبوسطن بتقييم حالات 1306 رجال، بلغ معدل اعمارهم 61 سنة. وتم تقييم الاسلوب التعليلي للتفاؤل او التشاؤم لدى كل متطوع، إضافة الى قياس وتقييم ضغط الدم، الكوليسترول، السمنة، التدخين، تناول الكحول، والتاريخ العائلي للاصابة بأمراض القلب. ولم يكن أي من الرجال مصابا بمرض في الشرايين التاجية عند بدء الدراسة. وفي غضون السنوات العشر اللاحقة، كان احتمال ظهور امراض القلب اكثر بمرتين لدى المشاركين من الرجال الأكثر تشاؤما، مقارنة بالرجال الأكثر تفاؤلا، حتى مع أخذ عوامل الخطر الاخرى بنظر الاعتبار.

* التفاؤل والصحة العامة

* التفاؤل يبدو وكأنه يحمي القلب والدورة الدموية- كما ان بمقدوره ربما، تقديم نفس الفوائد للصحة العامة.

وقد أقيمت دراسة موسعة قصيرة المدى، الصلة بين التفاؤل وبين الصحة العامة لـ 2300 من البالغين الكبار. وخلال سنتين، كان الاشخاص من ذوي النظرة المستقبلية الايجابية يظلون على الأغلب في وضعهم الصحي ويتمتعون بحياتهم الخاصة، اكثر من أقرانهم الأقل تفاؤلا.

البقاء بصحة جيدة على مدى عامين، شيء ـ والبقاء لفترة طويلة، شيء آخر. الا انه ولـ 447 من المرضى الذين تم تقييم التفاؤل لديهم كجزء من التقييم الطبي العام بين عامي 1962 و 1965، كانت فوائد النظرة الايجابية مرغوبة فعلا. وعلى مدى 30 سنة فان التفاؤل كان على صلة بنتائج نهائية افضل في ثمانية مقاييس للوظائف الجسدية والعقلية وللصحة.

* التفاؤل والنجاة

* من الواضح ان الناس الأصحاء يعيشون عمرا أطول. وان كان التفاؤل يحسن الصحة فعلا، فان عليه ان يزيد طول العمر ايضا- ووفقا لدراستين من الولايات المتحدة ودراستين أخريين من هولندا، فانه يقوم بذلك! الدراسة الاميركية الاولى قيمت 839 شخصا في بداية الستينات من القرن الماضي، ونفذت اختبارا نفسيا حول التفاؤل – التشاؤم، إضافة الى فحوص طبية. وعندما فحص الاشخاص بعد 30 سنة من ذلك، ارتبط التفاؤل بطول العمر: فكل 10 نقاط زيادة في التشاؤم في اختبار التفاؤل – التشاؤم النفسي، قابلتها معدلات زيادة في الوفيات بلغت 19 في المائة. ودققت دراسة اخرى أحدث في حالات 6959 طالبا أدوا امتحانا شاملا حول الشخصية لدى دخولهم جامعة نورث كارولاينا في منتصف الستينات من القرن الماضي. وخلال السنوات الـ 40 التالية، توفي 476 من اولئك الطلاب لأسباب عديدة، كان السرطان اكثرها شيوعا. وعلى كل حال فقد ادى التشاؤم الى نسبة عالية منها: فقد كانت نسبة الوفيات لدى الطلاب الاكثر تشاؤما اعلى بنسبة 42 في المائة من الطلاب الاكثر تفاؤلا.

اما الدراستان الهولنديتان فقد جاءتا بنتائج مماثلة. ففي الاولى درس العلماء 545 رجلا اصحاء لم يكن لديهم مرض في القلب او مرض السرطان لدى تقييم التفاؤل الطَبْعي لديهم سنة 1985. وخلال السنوات الـ 15 التالية، قل لدى المتفائلين خطر الوفاة بامراض القلب والاوعية الدموية بنسبة 55 في المائة، مقارنة بالمتشائمين، حتى مع اخذ عوامل خطر امراض القلب والاوعية الدموية والكآبة بنظر الاعتبار.

اما الدراسة الاخرى من هولندا فقد قيمت 941 رجلا وامرأة تراوحت اعمارهم بين 65 و 85 سنة. وظهر ان الاشخاص الذين اتسموا بالتفاؤل الطَبْعي قل لديهم خطر الوفاة في غضون تسع سنوات من المتابعة، بنسبة 45 في المائة.

* آليات محتملة

* وان اخذت هذه الدراسات معاً، فانها تشير باستمرار الى ان التفاؤل جيد للصحة. ولكن لماذا؟ وما الذي يضع الفضة في الوشاح الفضي (للغيمة المتلبدة)؟

ان المتشائمبن قد يفترضون ان هذا التأثير ربما يكون ظاهريا أكثر من كونه تأثيرا حقيقيا. فالناس الاصحاء غالبا ما تكون لديهم نظرة باهرة للمستقبل مقارنة بالآخرين، ولذلك وربما يكون التفاؤل في الواقع ناتجا عن الصحة الجيدة، وليس العكس. وللرد على هذه الفكرة يمكن للباحثين اعادة ضبط نتائجهم، بدراسة المشاكل الصحية الموجودة قبل اجراء البحث، ومنها السكري، امراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، والمشاكل العقلية مثل الكآبة. وقد اشارت الدراسات التي تم فيها أخذ هذه العوامل بالاعتبار، الى ان وجود المشاكل الصحية لن يقلل من فوائد النظرة المستقبلية الايجابية على الحياة. وإضافة الى ذلك، فان متابعة الاشخاص لـ 15، 30 و 40 سنة قادت الى تمكين العلماء من تقليل أي تأثيرات غير دقيقة على نتائج الابحاث.

التفسير الآخر هو تفسير سلوكي. فمن المحتمل ان يتمتع المتفائلون بصحة افضل وحياة اطول مقارنة بالمتشائمين، لانهم يتبعون اسلوبا صحيا في حياتهم، وينشئون شبكة اجتماعية داعمة لهم، ويحصلون على رعاية صحية افضل. وتبشر بعض الدراسات بأن المتفائلين هم على الاغلب من ممارسي التمارين الرياضية واقل تدخينا، ويعيشون مع شركاء حياتهم، ويطبقون النصائح الطبية مقارنة بالمتشائمين. الا ان التفاؤل لا يرتبط عموما بالنظام الغذائي الافضل او برشاقة الجسم، بل وحتى ومع ضبط النتائج لأخذ عوامل خطر امراض القلب والاوعية الدموية، فان التأثيرات المفيدة للتفاؤل تظل موجودة.

وإضافة الى المزايا السلوكية للتفاؤل فانه قد يقدم فوائد بيولوجية تحسّن الصحة. وقد وجدت دراسة اجريت عام 2008 على 2873 رجلا وامرأة من الاصحاء، ان النظرة الايجابية للحياة ارتبطت مع مستويات منخفضة من هرمون التوتر «الكورتيزول»، حتى مع اخذ عوامل العمر، العمل، الدخل المادي، العِرق، السمنة، التدخين، والكآبة في الاعتبار. ولدى النساء، لا الرجال، فان النظرة البهيجة الطَبْعية ارتبطت كذلك مع انخفاض علامتين للالتهابات (سي-ريأكتيف بروتين وانترلوكين-6) C-reactive protein and interleukin-6 اللتين تنبئان بمخاطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية. والفوائد الأخرى المحتملة تشمل انخفاض مستويات الأدرينالين، وتحسن وظيفة المناعة، وتدني نشاط نظام تخثر الدم. واخيرا فان الوراثة يمكنها ان تفسر بعضا من هذه الارتباطات، فمن المحتمل ان تحدد الجينات المتوارثة لدى بعض الناس سمة التفاؤل، وهذه هي نفس الجينات التي تؤثر مباشرة على الصحة وطول العمر.

* سماء صافية

* هناك حاجة لإجراء دراسات اكثر لتوضيح الصلة بين التفاؤل وبين الصحة الجيدة. وعلى الاكثر فان هناك عدد كثير من الآليات التي تلعب دورها في ذلك.

الشخصية البشرية معقدة، ولا يعرف الاطباء إن كان التفاؤل جزءا من التركيبة العصبية للانسان، او ان التفاؤل الطَبْعي ينمو مع تنشئة الطباع البشرية. وهم اليوم يواصلون مراكمة أدلتهم حول صلة التفاؤل بالصحة الجيدة.

دز ياسر متولى

http://yassermetwally.com

تساؤلات حول فترة النوم الصحية

ديسمبر 12, 2008

مقدمه 
 
س: سمعت بنتائج دراسة وجدت ان الناس الذين ينامون بين ست ساعات ونصف وسبع ساعات كل ليلة، يعيشون حياة اطول من الذين ينامون ثماني الى تسع ساعات. ما هي الفترة الصحيحة للنوم؟

ج: انك تطرح سؤالا مهما، الا ان من الصعب الاجابة عنه. وذلك لما يلي:

تصور انك تشرع في تنفيذ دراسة مثلى، أي من افضل الدراسات، للاجابة على هذا السؤال. اولا: ينبغي عليك ادخال عدد كبير من الناس فيها – ربما نحو 100 الف شخص. ثم، عليك ان تطلب عشوائيا، أي كيفما اتفق، من عدد منهم ان يناموا خمس ساعات كل ليلة، وتطلب من آخرين النوم ست ساعات، ثم من آخرين ثماني ساعات، وهكذا دواليك. كما ينبغي عليك ايضا ان تفكر بوسيلة ما للتأكد من ان المشاركين قد نفذوا فعلا الطلبات بالنوم لفترتهم المحددة. وبعد ذلك عليك مراقبة صحة المشاركين – لعقود من السنين.

* نتائج إحصائية

* وكما ترى فان مثل هذه الدراسة المثلى ليست عملية.. لذلك، فإن الذي يحصل بدلا عنها، هو اجراء دراسات الملاحظة، التي تضع بعد مراقبة حالات الناس لسنوات كثيرة، علاقة احصائية بين عاداتهم والنتائج الصحية التي ظهرت بممارسة تلك العادات.

وقد توجهت دراسات عديدة من هذا الصنف، الى المشاركين بالسؤال عن عادات النوم لديهم. ولم تظهر نتائجها تطابقا كاملا. الا ان غالبيتها تفترض ان ابتعاد الانسان عن «الفترة الجميلة» التي يرقد فيها لفترة تتراوح بين ست وثماني ساعات، يقود الى تعرضه اكثر لاخطار الوفاة.

الا ان دراسات الملاحظة لا يمكنها ان تبرهن على الاسباب (التي تؤدي الى تلك الاخطار)، ولهذا فإنها لا تستطيع ان تشير مثلا الى ان تغيير فترة النوم من فترة ست الى سبع ساعات خلال العشرين سنة المقبلة، سوف يساعد على اطالة العمر.

وقد وجدت دراسة ممتازة من جامعة بنسلفانيا، ان الناس الذين ينامون لفترة تقل عن ثماني ساعات في الليلة، رصدت لديهم مستويات أدنى من الأداء الادراكي مقارنة بالأشخاص الذين ينامون ثماني ساعات او اكثر. وإن كان ذلك صحيحا، فان عليك ان تنام لفترة ثماني ساعات ونصف الساعة كل ليلة، إن كان هدفك هو النهوض بفكر صاف، لكن عليك النوم بين ست وسبع ساعات ان كنت تريد العيش لعمر اطول! ما الذي ينبغي عليّ عمله؟ كقاعدة، فاني انام سبع ساعات كل ليلة في ايام العمل، وثماني ساعات في يومي عطلة نهاية الاسبوع، لأن هذه هي الفترات التي احتاجها لكي اشعر بوضع افضل. ان كل الدراسات التي تحدثت عنها تقدم لنا اجابات «في المتوسط». ومع ذلك فاننا اشخاص مختلفون، وبعض الناس يحتاجون الى فترة نوم اكثر من الآخرين. واعتقد ان بمقدورك ان تحدد فترة النوم لنفسك شخصيا وفقا لمتطلباتك، وذلك بالإنصات الى حكمة بدنك

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

8 خطوات.. لتعزيز مناعة الجسم

ديسمبر 11, 2008

مقدمه

جهاز حيوي للدفاع ضد الميكروبات وضغوطات الحياة اليومية

 لجهاز مناعة الجسم أهمية خاصة وعالية في تعزيز قدرات الإنسان على مقاومة عدوى الأمراض الناجمة عن الفيروسات والبكتيريا والفطريات والديدان والطفيليات. وكذلك له أهميته العالية في مقاومة الجسم لتأثيرات العوامل البيئية الضارة، بأنواعها الفيزيائية والكيميائية والاجتماعية، كالإشعاعات والتلوث البيئي وضغوطات توتر الحياة اليومية وغيرها.معلوم أن غالبية الأمراض، بخلاف الإصابات وأذى النفس، إنما هي ناتجة عن تأثيرات الميكروبات والعوامل البيئية. ولذا فإن حرص الإنسان على رفع كفاءة عمل هذا الجهاز الحساس أساس في حفاظه على قدرات بدنية عالية للقيام بمتطلبات الحياة وأعبائها. كما أنها الأساس في حماية جسمه من الأمراض. وإلا فإن الأمراض الميكروبية ستتكالب على الجسم لتنهش في قواه وسلامة أعضائه. وسيغلب على الإنسان ذاك الخمول وتدني القدرات على أداء الأنشطة اليومية.

* تعزيز جهاز المناعة

* ولأحدنا أن يسأل: هل هناك من طرق، يُمكن اتباعها، لرفع قدرات جهاز مناعة الجسم، وللحفاظ على مستوى عالٍ من تلك القدرات؟ والإجابة هي: نعم، ثمة عدة أمور يُمكن بالاهتمام بها رفع تلك القدرات التي تُمكن جهاز مناعة الجسم من خدمة الجسم والحفاظ عليه. والشأن هنا لا يبدأ بالذهاب إلى الأطباء ولا بشراء أصناف الأدوية من الصيدليات، بل من نوعيات ممارسة الحياة اليومية ما يتم خلالها من طريقة للعيش.

وبالمراجعة لمجموعة من الإصدارات الطبية، يُمكن تلخيص ثمانية عناصر مساعدة على تعزيز قدرات جهاز المناعة.

* النوم الكافي ليلا

* ان نوم الشخص البالغ ما بين سبع إلى ثماني ساعات ليلا، أمر مفيد للغاية في ضبط عمل أجهزة الجسم. والدراسات التي تناولت شأن أهمية النوم الليلي، ولمدة كافية منه، أثبتت جدوى ذلك في رفع مناعة الجسم وتقليل الإصابة بالأمراض المزمنة، كأمراض شرايين القلب والسكري والسمنة والربو وغيرها. وتشير المصادر الطبية إلى أن الدراسات المقارنة أثبتت أن النوم الليلي يُسهم في تقليل الإصابات بنزلات البرد وغيرها من الأمراض الفيروسية والبكتيرية، وفي تسريع معالجتها، وفي رفع قوة استجابة الجسم لأنواع لقاحات الأمراض المُعدية.

ولذا فإن أول العناصر التي من المهم العناية بها، أسوة بممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية، إعطاء الجسم قسطاً كافياً من النوم الليلي.

* شرب الماء

* تناول الكمية اللازمة للجسم من الماء وسيلة لإمداد الجسم بحاجته من هذا العنصر الغذائي الحيوي. وضرورة الماء للجسم تنبع من دوره في تسهيل نقل العناصر الغذائية لأجزاء الجسم المختلفة، وإلى خلايا المناعة المنتشرة في كافة أنسجة الجسم، القريبة والبعيدة، عبر الدم، وتسهيل تنقل خلايا مناعة الجسم عبر الأوعية الليمفاوية. والماء له دور في تسهيل حصول التفاعلات الكيميائية الحيوية اللازمة لإنتاج الطاقة وإنتاج الكثير جداً من المواد الكيميائية الفاعلة في الجسم وأنسجته، ومن أهمها المواد الكيميائية المعنية بشأن تفاعلات جهاز مناعة الجسم. كما أن توفر الماء يُسهل إخراج السموم من الجسم ويحرم الميكروبات من فرص دخولها إلى الجسم وتكاثرها فيه. ومن أبسط الأمثلة ما يُؤدي إليه جفاف أغشية الجهاز التنفسي العلوي في تسهيل حصول الالتهابات الميكروبية فيه.

وعلامة حصول الجسم على الكميات الكافية من الماء، إخراج الإنسان لبول فاتح اللون.

* تناول الأطعمة الصحية

* تناول تشكيلة من وجبات الطعام المحتوية على الخضار والفواكه والبقول والحبوب الكاملة ومشتقات الألبان واللحوم والمكسرات، أساس في تغذية الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة لإنتاج الطاقة وبناء أنسجة الجسم. وأساس أيضاً في تزويد الجسم بالمعادن والفيتامينات، اللازمة لإنتاج وإجراء التفاعلات الكيميائية الحيوية بالجسم. وأحد أهم المظاهر المشتركة لنقص العديد من الأملاح أو الفيتامينات، تدني مناعة الجسم وسهولة الإصابة بالأمراض الميكروبية.

ولذا فإن تتبع مدى وجود نقص للمعادن أو الفيتامينات بالجسم، ومعالجة ذلك بتعويض الجسم بها، خطوة مهمة نحو رفع كفاءة عمل جهاز المناعة.

ويجب الحرص على حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية، بتناول كمية متوازنة ولازمة من الأطعمة، حفاظاً على عمل جهاز المناعة بشكل طبيعي.

وكذا الحرص على تناول الأطعمة الطازجة، ما أمكن. وتقليل تناول الأطعمة الجاهزة.

* تخفيف الإجهاد والتوتر

* ومن أولى خطوات معالجة الإصابات بالأمراض الميكروبية، اللجوء إلى الراحة وتجنب الإجهاد النفسي والبدني. ويُؤدي التوتر النفسي والقلق والاكتئاب إلى خفض مستوى نشاط مناعة الجسم، وإلى سهولة الإصابة بالأمراض المُعدية والتأثر بالملوثات البيئية. وهناك تأثيرات مباشرة لهذه الاضطرابات النفسية وتأثيرات غير مباشرة على مناعة الجسم. عبر تأثيرها على النوم والغذاء والنشاط البدني وعمل أجهزة وأعضاء الجسم والتعرض للمؤثرات البيئية وغيرها.

* الامتناع عن التدخين

* وحينما يُدخن الشخص، فإنه يُعرض جسمه لأكثر من 4000 مركب كيميائي، 60 منها معلوم أنها قد تتسبب بأحد الأمراض السرطانية. وغني عن الذكر أن التدخين يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بشقيها المُعدي وغير المُعدي. وتتأثر خلايا مناعة الجسم المنتشرة بشكل خاص على أغشية الجهاز التنفسي، من الأنف وحتى الرئة. ومعلوم أن من مهام هذه الخلايا ملاحظة ومقاومة الميكروبات التي قد تدخل عبر هذا المنفذ إلى الجسم. وتشير المصادر الطبية إلى أن التحسن في نشاط وكفاءة جهاز مناعة الجسم يبدأ بعد شهر من التوقف عن التدخين.

* ضبط المضادات الحيوية

* تُستخدم المضادات الحيوية كأحد وسائل معالجة الأمراض البكتيرية. ويؤدي سوء استخدام هذه المضادات الحيوية، بأشكال عدة، إلى عدم قدرة جهاز مناعة الجسم على مقاومة البكتيريا. كما أن كثرة تناولها، وبلا داع طبي، يُربك تفاعلات جهاز المناعة مع أنواع البكتيريا الموجودة في الجسم أو التي قد تُصيبه.

ولذا فإن مقاومة الإصابات البكتيرية تتطلب اللجوء إلى الأطباء للتأكد من مدى الحاجة إلى تناول المضاد الحيوي. كما تتطلب اتباع الوسائل العلاجية الطبيعية المفيدة في القضاء على الميكروبات.

* ممارسة الرياضة البدنية

* وهناك عدة آليات، يتم من خلالها عمل ممارسة الرياضة البدنية على تنشيط عمل جهاز مناعة الجسم. منها ما يتعلق بتنشيط القلب والرئة والدورة الدموية والأوعية اللمفاوية، وبالتالي تغلغل خلايا المناعة في الجسم بشكل واسع وكاف. ومنها ما يتعلق بالتغيرات الهورمونية والكيميائية في الجسم نتيجة ممارسة الرياضة البدنية. ومنها ما يتعلق بتنشيط كفاءة عمل أعضاء الجسم، كالعضلات والمفاصل والجهاز الهضمي والكبد والدماغ والغدد الصماء وغيرها. والمطلوب، والذي ثبتت فاعليته في رفع مناعة الجسم، ممارسة رياضة إيروبيك الهوائية، يومياً لمدة نصف ساعة من الهرولة.

* الضحك والمرح

* العواطف والمشاعر المليئة بالإيجابية، مضمونة في رفعها من مستوى عمل جهاز مناعة الجسم. وهناك العديد من الدراسات الطبية التي أثبتت دور الفرح والضحك والفكاهة في تقليل الإصابات بالأمراض الفيروسية أو البكتيرية الشائعة. وكذلك أثبتت دور نقيض ذلك على مناعة الجسم.

 د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

النشره العصبيه (the neurology bulletin)

ديسمبر 9, 2007

ان كنت طبيب امراض عصبيه و كنت من المهتمين بعلم اشعه الجهاز العصبى (neuroradiology) فانى اقدم لك موقع النشره العصبيه (the neurology bulletin)

و ادا ارد ان تاجد فكره جيده عن  البرامج التعليميه المجانيه التى يمكن تنزيلها من النشره العصبيه يمكنك باحدى الطريقتين

1- بالنقر هنا

2- او بتتبع الوصله: http://advertisement.yassermetwally.com

للاطباء فقط

ديسمبر 3, 2007

اود ان انبه اطباء النفسيه و العصبيه الى انه يمكن تنزيل رسائل الماجستير و الدكتوراه التى اشرف عليها الدكتور ياسر متولى باحدى الطريقتين التالييتين

 1- بالنقر هنا

2- بتتبع الوصله : http://yassermetwally.com/thesis.pdf

و الرسائل موضوعه فى نسق PDF لسهوله تنزيلهاو قرائتها او طبعها

و سوف يتم وضع رساله جديده من وقت لاخر