Archive for the ‘اهو كلام’ Category

الحب …الزواج…السياسية

ماي 17, 2008

مقدمه

الحب شيء جميل في الحياة. الارتباط عاطفيا بانسان من الجنس الآخر هو تلبية تلقائية لغريزة البقاء. الحب تعبير مهذب عن الرغبة في عيش مشترك بين رجل وامرأة. الهدف هو الانجاب عبر علاقة جنسية مشروعة بالزواج.

كل حب هو مغامرة عذبة أو شقية. أشقى حب هو ذاك الذي يكون من طرف واحد بلا تجاوب عاطفي من الطرف الآخر. يقول الشاعر القديم: «على أن قرب الدار ليس بنافع / إذا كان مَنْ تهواه ليس بذي ودِّ». أسوأ حب هو ذاك الذي يماثل حب شاعر الألمان غوته وهو في الخامسة والسبعين من العمر للوليتا في السادسة عشرة من عمرها.

حتى الفشل في الحب عذاب نفسي رائع! الفشل العاطفي قد ينتهي بتدمير العاشق الخائب، أو يحفزه على النجاح في الحياة. لكن الجرح يبقى غائرا في القلب إلى آخر خَفْقَة حياة.

هذه هي الرؤية الكلاسيكية للحب التقليدي. غير أن الثورة الجنسية في ستينات القرن الماضي اشاعت ديمقراطية الحب. بات الحب حقا لكل انسان، من غير شرط أن ينتهي كل حب بزواج. أصبح الحب للحب متعة لملايين العشاق من كبار وصغار. مهدت لهذه الديمقراطية العاطفية ثورة التنوير والثورة الرأسمالية الصناعية. كلاهما حرر الحب من قيود الكنيسة. كلاهما دفع الرجال والنساء إلى اللقاء في المدينة. في المصنع. في المكتب. في المتجر. في الشارع. في الجامعة والمدرسة. في المقهى…

ثورة الستينات جعلت الحب الممتنع سهلا ومتاحا. ثم جاءت ثورات الاتصال الالكترونية منذ التسعينات لتهدم الفواصل والحواجز بين العشاق، حتى في أشد المجتمعات انغلاقا وفصلا بين الجنسين. ان الصوت رسول العشاق وممهد للقاء. الصوت حافز أكبر لكسر القيود والتقاليد.

لكن الحب ما زال خطرا على الحياة السياسية. المؤسسة السياسية، عموما تتمسك بفضائل العائلة والزواج، حتى في أشد الدول والمجتمعات انفتاحا وتسامحا. ما زالت السياسة كالكنيسة تفترض في السياسي الزواج. هيلاري غفرت لزوجها بيل مغامرة الحب الشفهي مع مونيكا لوينسكي. غالبت قهرها العاطفي. تريده أن يظهر بجانبها في الحملة الانتخابية، ارضاء لملايين الأسر الأميركية الفاضلة.

«نيويورك تايمس» المؤيدة لهيلاري كشفت عن مغامرة عاطفية لمنافسها العجوز الجمهوري جون ماكين (71 سنة) مع امرأة بنصف عمره خلال حملته الانتخابية الفاشلة قبل ثماني سنوات. قالت الصحيفة ان مدراء الحملة أجبروا الفتاة على مغادرة العاشق العجوز، كيلا تحطم مستقبله السياسي. قَبْلَ ماكين، دمر غاري هارت وادوارد كيندي فرصهما الانتخابية الرئاسية. الأول عندما أجلس فتاته بلباس البحر على ساقيه. الثاني سقطت به وبفتاته سيارته في البحر. غرق حبه ومستقبله الرئاسي. خرج هو سالما. لكن لم يجرؤ على ترشيح نفسه. خاف أن يلقى مصير شقيقيه الرئيس جون وروبرت. إداورد اليوم من أقدم واقوى الزعماء الديمقراطيين في الكونغرس.

بعض الزعماء دعموا شعبيتهم وحياتهم السياسية بالحب والزواج. تزوج عرفات سكرتيرته المسيحية سهى التي تصغره سنا، فدعم الوحدة الوطنية الفلسطينية. كانت عذرية جمال عبد الناصر وإخلاصه لزوجته من ركائز جماهيريته. أحاطت «الندية» ايفيتا زوجها خوان بيرون بهالة الشعبية الواسعة. اضطر مساعدو الزعيم اليوغسلافي تيتو لملء مكتبه الرئاسي بفتيات جميلات. لعب الحب دوره. اقترن تيتو بالفتاة بيانكا، فأضفى الزواج مزيدا من احترام اليوغسلافيين لزعيمهم الكبير.

ارتبط سنة لبنان تاريخيا بالعروبة من خلال تعلقهم بالوحدة مع سورية. جارى زعماء السنة أبناء طائفتهم في الزواج من سوريات. ما زالت هذه العلاقة الاجتماعية قائمة بين المجتمعين الشقيقين، على الرغم من حملات الكراهية المتبادلة حالياً بين ساسة البلدين.

أذكر هنا ثلاثة زعماء لبنانيين تزوجوا من أسر سورية عريقة. تزوج رائد الاستقلال رياض الصلح فتاة من أسرة الجابري الحلبية. صاهر الزعيم الراحل صائب سلام أسرة مردم الدمشقية. اقترن تقي الدين الصلح بسيدة من آل البرازي في حماة كانت أرملة سياسي لبناني. أضيف إليهم زعيما درزيا معاصرا هو وليد جنبلاط هو زوج  ابنة أحمد الشرباتي وزير الدفاع السوري الأسبق.

الزوجة الأولى تعاني من ظلم الساسة والمسؤولين. يتقدمون في الثراء ويترهلون في البقاء. فيجددون شبابهم بالزوجة الثانية. ظل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أمينا وفيا لزوجته ورفيقة عمره. غير أن عددا كبيرا من رجال نظامه أضافوا إلى تراثهم الزوجة الثانية. نسوا الحبيبة الأولى التي شَقَوْا حتى رضيت بهم أزواجا.

هل عرف الساسة والزعماء الحب، وكانوا سعداء في الزواج؟

كل انسان عرف حبا في حياته. الزعماء والساسة ليسوا استثناء. المرأة تجتذبها الشهرة والمال في الرجال قبل الوسامة، ربما باستثناء سيسيليا زوجة الرئيس ساركوزي السابقة التي تركت الرجل في أوج انتصاره كسير القلب. أصلح ساركوزي العطب في القلب بزوجة أخرى. الرئيس الداهية الراحل فرانسوا ميتران اختار باباً مُوارباً. الزوجة الثانية محرمة في المسيحية. ملايين الرجال والنساء يجدون الحل في الحب. الحب لعشيق أو عشيقة. أنجب ميتران من عشيقته ابنته «غير الشرعية» ميزانين. بقي هنا السياسي المثقف لغزا غامضاً حائراً بين السرطان والحب والموت. عندما اقترب منه الموت راح يطرق أبواب القساوسة والفلاسفة والمثقفين. يناقشهم في ماهية الموت وما بعد الحياة. عندما مات وقفت الزوجة والعشيقة وميزانين جنبا إلى جنب أمام الجثمان في الكنيسة.

المال قد لا يجلب السعادة لرجالات السياسة والحياة العامة. كل مليارات محمد الفايد لم تسعده. ما زال يلاحق قضائيا الاسرة البريطانية المالكة. يركبه هاجس الاعتقاد بأنها «اغتالت» مع المخابرات البريطانية الاميرة ديانا الزوجة السابقة لولي العهد الامير تشارلز وعشيقها «دودي» نجل الفايد، لانها كانت على وشك الزواج منه. هذه هي الديمقراطية الرائعة التي تساوي امام القضاء بين الملوك ومهاجر ثري لم يحصل على الجنسية البريطانية.

كتب زوج على قبر زوجته الراحلة: «لقد انطفأ سراج حياتي». خفق قلب الأرمل للحب مرة أخرى. ذهب الى القس حائراً ماذا يفعل؟ اجابه القس: الأمر في غاية البساطة. أضف هذه العبارة على قبر الزوجة الراحلة: «لكني أضأت سراجا آخر».

أصعب ما في الوجود ذكاء الزوجة الجاهلة. اشقت الزوجة الفيلسوف الكبير سقراط. لكنه كان ينصح ابنه بأن يضيء سراجا في حياته: «تزوج، يا بني، تزوج. اما ان تكون سعيدا. واما ان تغدو فيلسوفا».

وأنت يا بنيَّ تزوج من تحب. إذا اخفقت في الحب، فلا تظن ان لا حياة بعد الفشل. نعم، ما الحب إلا للحبيب الأول. لكن تَذَكَّرْ، يا بنيَّ، ان البحر مليء بالأسماك التي تنتظر بلهفة الطُعْمَ في صنّارة الصياد.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

نعاس سائق السيارة.. هل الحل «غفوة» قصيرة أم قدح من القهوة؟

أفريل 25, 2008

 مقدمه

* حينما تنتاب المرء حالة من النعاس في آخر الليل، فإن الأمر يكتسب أهمية عالية إذا ما كان الإنسان يقود سيارته أو انه يؤدي أعمالاً بدنية أو ذهنية مهمة. وفيما تتراوح النصائح للمرء آنذاك بين تناول القهوة أو أخذ قسط من الراحة أو النوم لوقت قصير أو الحديث مع شخص آخر، أو الاستماع إلى الموسيقى، تظل النصيحة إما بتناول القهوة أو أخذ «غفوة» هي الأفضل. لكن السؤال، هل تتساوى فائدة «الغفوة» مع فائدة القهوة، للتغلب على نعاس آخر الليل حال قيادة السيارة، مثلاً؟

الإجابة هذه المرة تأتينا من فرنسا، وتحديداً من مدينة بوردو. والتي قال الباحثون فيها ان كلاهما مفيد للتغلب على النعاس، إلا أنهم قالوا: ثمة فرق في التأثير لأي منهما، وهذا الفرق في التأثير مبني على مقدار عمر سائق السيارة. ولذا رأى الباحثون من جامعة بوردو أن السائقين الصغار في السن عليهم اللجوء إلى غفوة من النوم آنذاك، بينما سيستفيد متوسطو العمر من تناول قدح من القهوة. والدراسة المنشورة في عدد ديسمبر من مجلة «النوم» الأميركية طريفة في نتائجها. وشملت 24 سائقاً ممن تتراوح أعمارهم ما بين العشرينات والأربعينات. ووجدت الدكتورة باتريشا ساغاسبي وزملاؤها الباحثون، أن مستوى الوعي سيرتفع لدى جميع المشاركين، دون تمييز، حال تلقي جرعة من الكافيين، كما في قدح من القهوة أو الشاي أو غيرها. وكذلك كان الحال عموماً بعد أخذهم غفوة لمدة ثلاثين دقيقة، لكنهم لاحظوا أن ذلك كان أكثر فائدة لصغار السن منهم، وبصفة مهمة.

وكان الباحثون قد قاموا بتقييم مستوى الوعي لدى جميع السائقين لدى قيادة السيارة بأحد الطرق السريعة لمدة ساعة ونصف، وذلك في أربع حالات، واحدة في فترة من النهار والثلاثة الباقية في الليل. وتحديداً في فترة ما بين الثانية والثالثة والنصف صباحاً بعد إما غفوة نصف ساعة، أو بعد تناول قدح من القهوة العادية، أو بعد تناول قدح من القهوة المنزوعة الكافيين. وطريقة تقييم مستوى الوعي كانت عبر ملاحظة عدم تخطيهم للخطوط الطولية المرسومة على الطرق السريعة للتفريق بين المسارات فيها. ووجد الباحثون أن أداء المشاركين في القيادة الليلية كان أفضل حال إما بتناول القهوة أو أخذ غفوة النصف ساعة، مقارنة بأدائهم بعد تناول القهوة المنزوعة الكافيين. وفيما بين القهوة أو الغفوة، وجد الباحثون أن صغار السن استفادوا بشكل أكبر من لجوئهم إلى النوم نصف ساعة. علل الباحثون الأمر بملاحظتهم أن صغار السن حينما ينامون فإنهم يستغرقون بشكل أعمق فيه.

وعليه استنتج الباحثون أن ثمة ما يبرر لجوء كبار السن إلى تناول القهوة بدلاً من النوم لفترة قصيرة، في محاولتهم المحافظة على مستوى أعلى من الوعي أثناء أداء المهام بالليل.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

زيت الدماغ و الاضطربات الوجدانيه

أفريل 24, 2008

مقدمه

  كانت منى فى الثلاثين من عمرها عندما أنجبت مولودها الثانى، بعد عام بالضبط على مولودها الأول، زوجها كان سعيدا وفخورا، السنة الماضية التى أمضياها مع طفلهما الأول كانت سلسلة من حلقات السعادة اليومية، ورغبتهما كانت شديدة فى إنجاب الطفل الثانى الذى جاء ليكمل أسرتهما، ولكن الزوج شعر بالمفاجأة عندما لاحظ أن منى لم تكن تبدو سعيدة، بل كانت كئيبة، لا تبدى اهتماما كافيا بالصغير الجديد، وتطلب أن يتركوها وحدها، وفى حالة من العصبية، وأحيانا تبكى دون سبب، حتى إرضاع طفلها الذى أحبته كثيرا مع طفلها الأول، أصبح يبدو لها وكأنه عمل تقوم به وهى مكرهة عليه. تقول الإحصائيات أنها حالة من كل عشر أمهات شابات، وهى ما أطلق عليه العلماء «اكتئاب ما بعد الولادة». منذ عشر سنوات فتح العالم أبوابا جديدة فيما يتعلق بمثل هذه الحالات،  لقد كان هؤلاء الأمهات ينخفض لديهن الاستهلاك اليومى لأحد الأغذية الأكثر أهمية بالنسبة للدماغ والمعروفة بـ«أوميجا 3» والتى لا ينتجها الجسم، وهى أساسية وضرورية لتكون الدماغ وتوازنه إلى درجة أن الجنين يمتصها بوجه خاص عن طريق المشيمة، ولهذا السبب فإن المخزون عند الأم – وهو قليل أساسا فى مجتمعاتنا العصرية – يهبط بصورة مرعبة خلال الأسابيع الأخيرة من فترة الحمل وبعد الولادة. أثبتت الدراسات والإحصائيات أن الاكتئاب والقلق والتوتر فى بلاد شرق آسيا هو أقل بما يتراوح بين ثلاث مرات وعشرين مرة عما هو عليه فى أوروبا، والشرق الأوسط، وأمريكا، وتعود هذه الأرقام – وفقا لما تقوله مجلة «لانسيت» – أن الفرق بين هذه البلدان يرجع إلى استهلاك الأسماك وثمار البحر و التى تعد غنيه بـ أوميجا 3
 .
  يشكل الدماغ جزءا من الجسم، وكسائر خلاياه، فإن خلايا الدماغ تجدد مكوناتها باستمرار، وبالتالى فإن خلايا الغد تتكون مما نأكله اليوم. وهنا لابد أن نعلم أن ثلثى الدماغ يتكون من الحوامض الدهنية، وهذه الحوامض هى المكونات الأساسية لأغشية الخلايا العصبية والتى يتم من خلالها جميع الاتصالات بين الخلايا العصبية فى جميع مناطق الدماغ والجسم، وأن ما نأكله يندمج مباشرة بهذه الأغشية ويشكل نسيجها.. فإذا ما كنا نأكل دهونا مشبعة مثل الزبد والدهون الحيوانية، والتى هى تتسم بالجمود، حتى دون وضعها فى الثلاجة، فإن جمودها ينعكس جمودا فى خلايا الدماغ، وعلى العكس من ذلك، إذا كنا نتناول دهونا سائلة على درجة حرارة الجو، فإن أغشية خلايا الدماغ تكون أكثر ليونة ومرونة، والاتصال فيما بينها يتم بشكل أكثر استقرارا وثباتا، وخاصة عندما تكون هذه الأغشية أكثر غنى بـ«الأوميجا 3». أما تأثيرات ذلك على السلوك،  فإنها ليست قليلة ويكفى أن تقول أنها تعيد التوازن إلى تصرفاتك فتبدو أكثر فاعلية وحضورا وتحضرا. وقد أثبت فريق من الباحثين الفرنسيين أن نظاما غذائيا غنيا بالأوميجا 3 يزيد على المدى الطويل من إنتاج المواد الناقلة لرسائل الخلايا الدماغية، التى تحمل الطاقة والانشراح إلى الدماغ . والسؤال الذى يطرح نفسه مع أهمية الدور الذى يلعبه الأوميجا 3 على حياتنا وصحتنا النفسية والجسدية، هو: أين نجد الحوامض الدهنية الأساسية من نوع أوميجا 3

 إن المصادر الأهم للحوامض هذه هى الطحالب والثمار البحرية، وهى تصلنا عن طريق الأسماك التى تختزنها فى أنسجتها الدهنية، والأسماك الطبيعية أكثر غنى من أسماك المزارع أو الأحواض الصناعية، ومن الأسماك الطبيعية سمك السلمون والأسماك الصغيرة بوجه عام مثل الأنشوجة غير المعلبة والسردين والرنجة وسمك التونة، حتى المعلب منها، يشترط عدم انتزاع الدهون منه، أو تصفيته، هناك أيضا مصادر نباتية للأوميجا 3 منها حبوب الكتان «كل يوم ملعقة طعام»، أو على شكل زيت، أيضا زيت الجوز، كذلك جميع الخضروات تحتوى على مادة تتحول إلى أوميجا 3، وإن كان بكمية أقل، أما مصادرها الأكثر غنى فهى أوراق الرجلة، والسبانخ، والطحالب البحرية. ويضيف الكتاب: إن الأعشاب والأوراق الطبيعية التى تتغذى عليها الحيوانات البرية كالماعز والأرانب البرية أكثر غنى بالأوميجا 3 من لحوم حيوانات المزارع، وجميع الزيوت النباتية لاتحتوى على أوميجا 3 باستثناء زيت بذور الكتان، ولذلك ينبغى التوقف عن استخدام جميع زيوت الطبخ العادية باستثناء زيت الزيتون والامتناع نهائيا عن زيوت القلى، التى تقوم بدور كبير فى أكسدة الأنسجة بسبب ما ينتج عنها من جذور حرة، كذلك الحد من استهلاك الزبد والقشدة ومنتجات الألبان، لأنها تحد من امتصاص خلايا الجسم للحوامض الدهنية من نوع أوميجا 3، وللتأكد عمليا من الحصول على كمية كافية من الأوميجا 3 ينبغى تناولها على شكل مكملات غذائية. تشير الدراسات إلى أنه للحصول على تأثيرات مضادة للاكتئاب ضرورة تناول ما يتراوح بين جرامين و ثلاثة جرامات يوميا من زيوت السمك سواء كبسولات أو سائل «شراب»، وتوصى العديد من الكتب بالجمع بين زيت السمك ومكمل فيتامينى مكون من مزيج من فيتامين E وفيتامين C والسيلينيوم للحفاظ على الأوميجا 3 من التعرض للأكسدة داخل الجسم. والغريب أن زيوت السمك هى الزيوت الوحيدة التى لا تسبب السمنة، فقد لاحظ العلماء أن المكتئبين الذين يتم علاجهم بزيوت السمك لا يزيد وزنهم رغم الكمية الكبيرة التى يستهلكونها يوميا، بل على العكس تماما، أن بعضهم قد فقد وزنه.

الغذاء للعقل والقلب

أثبت العلم أن للتغذية تأثيرا عميقا على معظم الأمراض الكبرى، ومع ذلك  بالكاد بدأ أطباء القلب يعترفون بذلك حتى وإن كانوا لا يصفون زيت السمك رغم الدراسات فى هذا المجال، ورغم التوصيات الرسمية التى تصدر حاليا من الجمعية الأمريكية لأمراض القلب، أما الأطباء النفسيون فهم لا يزالون بعيدين كل البعد، رغم علمهم بأن الدماغ يتأثر بالغذاء شأنه شأن القلب، فهو يتألم عندما نقوم بتسميمه، وهو يتألم أيضا عندما لا نغذيه بمكوناته الأساسية. أليس من الغريب حقا أن يكون الأمر قد استلزم مرور الفين وخمسمائة عام قبل أن يصل العلم الحديث إلى هذا الاستنتاج الذى كانت جميع العلاجات القديمة الطبيعية سواء كانت تبيتية أو صينية أو هندوسية أو إغريقية أو رومانية تصفه فى مقدمة اهتماماتها، فقد كان أبقراط أبو الطب يقول: «اجعل طعامك دواءك، ودواءك طعامك» كان ذلك منذ ألفين وأربعمائة عام!

للسيطرة على حالتنا النفسية وعلى دماغنا العاطفى المتحكم فى انفعالاتنا طرقا عديدة: الكلام مع القلب، حركات العين، الغذاء وما نتناوله من طعام.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

علاج الإدمان الإلكتروني.. بالصدمات الكهربائية

أفريل 19, 2008

مقدمه

في طريقة جديدة لمعالجة إدمان الانترنت، وخصوصا ممارسة الألعاب الالكترونية، لجأ أطباء صينيون إلى العلاج بالصدمات الكهربائية. ويقوم أخصائيو مركز علاج الإدمان في مقاطعة داكسنغ، وهو المركز الذي يواكب تطبيقات الطرق العلاجية العسكرية والمدنية، بتوفير العلاج التقليدي للشبان المدمنين الكترونيا، إضافة إلى علاجهم بواسطة صدمات كهربائية خفيفة بجهد كهربائي يسير. وقد حققت الطريقة نجاحا عاليا في الشفاء وصلت نسبته إلى 70 في المائة.

وتعاني الصين التي تشهد نموا في الثراء وازدياد الضغوط على الشبان وخاصة المراهقين، من انتشار إدمان الألعاب الالكترونية. وترتبط هذه الظاهرة بمحاولة الشباب الهروب من الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تتطلب منهم التفوق في التحصيل الدراسي، وتقودهم إلى الانغماس في لذة ممارسة الألعاب التي لا تتطلب أي مجهود يذكر. وتنتشر في الصين مراكز صحية لمعالجة الإدمان الالكتروني، إلا أن مركز علاج الإدمان على الانترنت، يتميز عنها بالانضباط الصارم. ويقول أطباؤه إن نسبة 30 في المائة من المدمنين لا يشفون منه، بسبب إصابتهم بالكآبة أو مقاومتهم لنصائح الاستشاريين. ونقل موقع «انفورميشن ليبريشن» الالكتروني الذي أورد الخبر، عن أحد الاختصاصيين في علم النفس في المركز أن «أرواحهم ذهبت إلى العالم الافتراضي!».

وتقدر السلطات الصحية الصينية نسبة المصابين بإدمان الانترنت من بين مستخدميه من الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، بـ13 في المائة. ورغم أن الاختصاصيين في الدول الغربية لا يزالون مترددين في تحديد كنه هذا الإدمان الالكتروني، فان نظراءهم الصينيين لا يترددون في مقارنته بإدمان المخدرات ولعب القمار. ويتفق الاختصاصيون في كوريا الجنوبية التي تعتبر الدولة الأولى في العالم من حيث توصيلاتها الالكترونية، مع رأي الصينيين في هذا المجال، وقد افتتحوا أخيرا معسكرا للعلاج بالطريقة الصينية

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

ادمان الإنترنت و الكمبيوتر

أفريل 19, 2008

مقدمه

إدعدد مستخدمي الإنترنت يتزايد عاماً بعد عام، وبعد دخول الإنترنت الكثير من الدول العربية وانتشاره في البيوت والمقاهي في الكثير من تلك الدول مثل: مصر والإمارات العربية وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين ـ فقد لزم علينا أن ننظر إلى الأمر نظرة موضوعية؛ لبحث جوانبه الإيجابية والسلبية، ونتعرض هنا لمشكلة تطرح نفسها على الساحة العالمية يسميها البعض “إدمان الإنترنت”، وحسب ما جاء في دراسة لـ”كيمبرلي يونج” أستاذة علم النفس بجامعة بيتسبرج في برادفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن 6% من مستخدمي الإنترنت في العالم في عداد المدمنين، ولكن ما إدمان الإنترنت؟ وفيم يستخدم هؤلاء المدمنون الإنترنت؟ ومن الأكثر تعرضاً لتلك الظاهرة؟ وما الأعراض؟ سنرد على تلك الأسئلة وغيرها في محاولة للوصول إلى معرفة أعمق بنوعية المشكلة.

تعريف مصطلح إدمان الإنترنت:

يختلف العلماء في تعريف كلمة “إدمان” فيصر البعض على أن الكلمة لا تنطبق إلا على مواد قد يتناولها الإنسان، ثم لا يقدر على الاستغناء عنها، وإذا استغنى عنها تسبب ذلك في حدوث أعراض الانسحاب لتلك المادة التي تعرضه لمشاكل بالغة، وبالتالي لا يستطيع أن يستغني عنها مرة واحدة، بل يحتاج إلى برنامج للإقلاع عن تلك المادة باستخدام مواد بديلة وسحب المادة الأصلية بشكل تدريجي كما هو الحال في أغلب حالات المخدرات.

في حين يعترض بعض العلماء على هذا المفهوم الضيق للتعريف حيث يرون أن الإدمان هو عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما.. بصرف النظر عن هذا الشيء طالما استوفى بقية شروط الإدمان من حاجة إلى المزيد من هذا الشيء بشكل مستمر حتى يشبع حاجته حين يحرم منه.

وبالتالي اقتنع بعض العلماء أن هناك من يسمون بمدمني الإنترنت في حين اعترض آخرون وتعرضوا لاستخدام بعض الناس الإنترنت استخدامًا زائدًا عن الحد على أنه نوع من أنواع الرغبات التي لا تقاوم (COMPULSION) وبصرف النظر عن التعريف واختلاف العلماء في التسمية؛ فإنه لا خلاف على أن هناك عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت يسرفون في استخدام الإنترنت حتى يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية.

فيم يستخدم هؤلاء الإنترنت؟

حسب نتائج الدراسات التي تمت في هذا المجال فإن أكثر مجالات استخدام المدمنين للإنترنت هي كالتالي:

* حجرات الحوارات الحية (chat rooms) حيث يقوم الناس بالتعرف على أصدقاء جدد، ويقضون أوقاتاً طويلة في الثرثرة مع هؤلاء الأصدقاء عن مشاكلهم الشخصية أو عن الأمور العامة، أو في كثير من الأحيان يكون الحوار عن الجنس، وقد يقوم الشخص بعمل علاقة غرامية عبر الأثير، وقد تستغرق تلك العلاقة شهوراً، وفي بعض الأحيان يتقابل الطرفان في الحقيقة ويحدث الزواج؛ ولا يلزم هنا ذكر مدى شرعية تلك النوعية من العلاقات التي يتحدث الطرفان فيها بما يعف اللسان عن ذكره من محرم الكلام.

* مجال آخر يسرف فيه المدمنون ألا وهو مواقع الجنس على الإنترنت التي تعرض الصور الفاضحة.. وللأسف فإن العرب لم يسلموا من استخدام تلك المواقع بل إن الكثير من شبابنا يقع في هاوية الدخول إلى تلك المواقع سواء مواقع الجنس أم حجرات الحوارات الحية التي يتحدث فيها المشتركون عن الجنس.

* ألعاب الإنترنت التي تماثل ألعاب الفيديو.

* نوادي النقاش حيث يقوم كل نادٍ أو مجموعة بتبني قضية معينة أو هواية معينة، ويتم عمل مقالات وحوارات بين المشتركين حول تلك القضية أو الهواية.

* عمليات البحث على الإنترنت حيث يحتوي الإنترنت على كم هائل من المعلومات، وقد يستهوي ذلك نوعية معينة من العقول التي لا تشبع من الرغبة في الحصول على كل ما تقدر عليه من معلومات في مختلف مجالات الحياة.

ما الذي يجعل الإنترنت مسببًا للإدمان لبعض الناس؟

لدى مدمني الإنترنت بصفة عامة قابلية لتكوين ارتباط عاطفي مع أصدقاء الإنترنت والأنشطة التي يقومون بها داخل شاشات الكمبيوتر، يتمتع هؤلاء بخدمات الإنترنت التي تتيح لهم مقابلة الناس وتكوين علاقات اجتماعية وتبادل الآراء مع أناس جدد، توفر تلك المجتمعات المعتبرة (Virtual communities) وسيلة للهروب من الواقع، وللبحث عن طريقة لتحقيق احتياجات نفسية وعاطفية غير محققة في الواقع.

كما أن مستخدم تلك الخدمات يقدر أن يُخبئ اسمه وسنه ومهنته وشكله وردود فعله أثناء استخدامه لتلك الخدمات، وبالتالي يستغل بعض مستخدمي الإنترنت -خاصة الذين يحسون منهم بالوحدة وعدم الأمان في حياتهم الواقعية- تلك الميزة في التعبير عن أدق أسرارهم الشخصية ورغباتهم المدفونة ومشاعرهم المكبوتة مما يؤدي إلى توهم الحميمية والألفة.. ولكن حين يصطدم الشخص بمدى محدودية الاعتماد على مجتمع لا يملك وجهًا لتحقيق الحب والاهتمام اللذين لا يتحققان إلا في الحياة الحقيقية، يتعرض مدمن الإنترنت إلى خيبة أمل وألم حقيقيين.

لاحظ د.جون جروهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخدامًا وإسرافًا لاستخدام الإنترنت؛ بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة.. ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيحد إلى حد كبير من استخدامه له، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لاستعماله الإنترنت.

بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة الأولى حيث لا يتخطاها إلا بعد وقت أطول مما يحتاج إليه أغلب الناس.

من هم أكثر الناس قابلية لإدمان الإنترنت؟

حسب بعض الدراسات التي تمت في هذا المجال فإن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب حالات الاكتئاب وحالات الـ “bipolar disorder” والشخصيات القلقة…  وهؤلاء الذين يتماثلون للشفاء من حالات إدمان سابقة. إذ يعترف الكثير من مدمني الإنترنت أنهم كانوا مدمنين سابقين للسجائر أو الخمور أو الأكل، كما أن الناس الذين يعانون من الملل (كربات البيوت مثلاً) أو الوحدة أو التخوف من تكوين علاقات اجتماعية أو الإحساس الزائد بالنفس لديهم قابلية أكبر لإدمان الإنترنت حيث يوفر الإنترنت فرصة لمثل هؤلاء لتكوين علاقات اجتماعية بالرغم من وحدتهم في الواقع.

يقول العلماء: إن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد هم أيضًا عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت.

ما هي أعراض إدمان الإنترنت؟

يحس مدمن الإنترنت بأنه في حالة قلق وتوتر حين يفصل الكمبيوتر عن الإنترنت في حين يحس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه، كما أنه في حالة ترقب دائم لفترة استخدامه القادمة للإنترنت، ولا يحس المدمن بالوقت حين يكون على الإنترنت، ويتسبب إدمانه في مشاكل اجتماعية واقتصادية وعملية.

ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع رغبته كما أن جميع محاولاته للإقلاع عن الإدمان تبوء بالفشل، وكثيرًا ما يستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة؛ ليتهرب من مشاكله الخاصة.

ما هي آثار الإدمان السلبية؟

* مشاكل صحية:

يتسبب الإدمان في اضطراب نوم صاحبه بسبب حاجته المستمرة إلى تزايد وقت استخدامه للإنترنت حيث يقضي أغلب المدمنين ساعات الليل كاملة على الإنترنت، ولا ينامون إلا ساعة أو ساعتين حتى يأتي موعد عملهم أو دراستهم، ويتسبب ذلك في إرهاق بالغ للمدمن مما يؤثر على أدائه في عمله أو دراسته، كما يؤثر ذلك على مناعته؛ مما يجعله أكثر قابلية للإصابة بالأمراض، كما أن قضاء المدمن ساعات طويلة دون حركة تذكر يؤدي إلى آلام الظهر وإرهاق العينين، ويجعله أكثر قابلية لمرض النفق الرسغي (carpal tunnel syndrome).

* مشاكل أسرية:

يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت وقضائه أوقات أطول وأطول عليه في اضطراب حياته الأسرية حيث يقضي المدمن أوقاتًا أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه.

وبسبب إقامة البعض علاقات غرامية غير شرعية من خلال الإنترنت تتأثر العلاقات الزوجية حيث يحس الطرف الآخر بالخيانة، وقد أطلق على الزوجات اللاتي يعانين من مثل هؤلاء الأزواج بأنهن أرامل الإنترنت (ctberwudiws). ويعترف 53% من مدمني الإنترنت أن لديهم مثل تلك المشاكل، وذلك طبقًا للدراسة التي نشرتها كيمبرلي يونج في مؤتمر مؤسسات علماء النفس الأمريكيين المنعقد عام 1997.

* مشاكل أكاديمية:

بيّن الاستطلاع الذي نشره أ.بربر عام 1997 في مجلة USA Today تحت عنوان: “تساؤلات حول القيمة التعليمية للإنترنت” أن 86% من المدرسين المشتركين في الاستطلاع يرون أن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم؛ وذلك بسبب انعدام النظام في المعلومات على الإنترنت، بالإضافة إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين معلومات الإنترنت ومناهج المدارس.

وقد كشفت دراسة كيمبرلي يونج -السابقة الذكر- أن 58% من طلاب المدارس المستخدمين للإنترنت اعترفوا بانخفاض مستوى درجاتهم وغيابهم عن حصصهم المقررة بالمدرسة، ومع أن الإنترنت يعتبر وسيلة بحث مثالية فإن الكثير من طلاب المدارس يستخدمونه لأسباب أخرى كالبحث في مواقع لا تمت لدراستهم بصلة أو كالثرثرة في حجرات الحوارات الحية أو كاستخدام ألعاب الإنترنت.

* مشاكل في العمل:

بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس يحدث في بعض الأحيان أن يضيع العامل بعض وقت عمله في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في غير موطن تخصصه، ويشكل ذلك مشكلة أكبر إذا كان العامل مدمنًا للإنترنت، كما أن سهر مدمن الإنترنت طيلة ساعات الليل يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائه لعمله.

ولحل تلك المشكلة يقوم بعض رؤساء الأعمال بتركيب أجهزة مراقبة على شبكات الكمبيوتر في محل عملهم؛ للتأكد من استخدام الإنترنت فقط في مجال العمل.

ولكن هل هناك علاج لإدمان الإنترنت؟

حسب رأي الدكتورة “يونج” فإن هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، أول ثلاث منها تتمثل في إدارة الوقت، ولكنه  –عادة- في حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت؛ بل يلزم من المريض استخدام وسائل أكثر هجومية:

أ  –  عمل العكس:

فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع نطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم نطلب منه أن يضعه في حجرة المعيشة… وهكذا.

ب –  إيجاد موانع خارجية:

نطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلاً ـ حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.

جـ- تحديد وقت الاستخدام:

يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان  –مثلاً- يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعيًّا نطلب منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيًّا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.

د  –  الامتناع التام:

كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت. فإذا كان المريض مدمنًا لحجرات الحوارات الحية نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعًا تامًا في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.

هـ- إعداد بطاقات من أجل التذكير:

نطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسًا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلاً ويكتب عليها أيضًا خمسًا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجًا في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكّر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.

و –  إعادة توزيع الوقت:

نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت؛ ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل: قراءة القرآن، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا.. نطلب من المريض أن يعاود ممارسة تلك الأنشطة لعله يتذكر طعم الحياة الحقيقية وحلاوتها.

ز  –  الانضمام إلى مجموعات التأييد:

نطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقيقية بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلاً أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسجد؛ ليكوّن حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.

ح- المعالجة الأسرية:

في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض؛ ليقلع عن إدمانه. .

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

السيطرة على أمخاخ الذباب

أفريل 19, 2008

مقدمه

نجح العلماء في السيطرة على أمخاخ الذباب الاناث وجعلها تتصرف كالذكور بعد إدخال تعديلات جينية عليها تتحكم في سلوكها الجنسي.

وقد نجح فريق علمي من جامعتي أوكسفورد البريطانية وييل الأمريكية في جعل ذبابة فاكهة أنثى تطلق أصوات تودد وهو سلوك جنسي لا يفعله عادة سوى الذكور. وتم نشر الدراسة في صحيفة “جورنال سيل”.

وقال الباحثون ” في العادة يكون على الذكر العمل بكل جدية لاقناع الأنثى بقبول تودده إليها ففي الكثير من الأنواع على الذكر، حتى ذبابة الفاكهة، أن يبدي بإثارة الاهتمام لاظهار إعجابه بالأنثى”.

وأضافوا “إذا أحبت الذبابة الأنثى الأصوات فانها تسلم نفسها للذكر الذي يصدرها”.

وكانت دراسات سابقة قد اشارت إلى ضرورة توفر مجموعة من ألفين خلية عصبية في الأمخاخ من أجل هذا السلوك الجنسي “إصدار الأغنية الغزلية” بين الحشرات. خلايا عصبية

ويبدو أن ذكور وإناث ذبابة الفاكهة لديهم نفس العدد من هذه الخلايا العصبية.

وقال البروفيسور جيرو ميسينبويك من جامعة أوكسفورد “يبدو أن لدى ذكر وإنثى ذبابة الفاكهة نفس العدد من الخلايا العصبية في المخ ولكنهما يتصرفان بطريقة مختلفة فالذكور فقط هي التي تغني والاناث تستجيب للأغنية بتمكين الذكور من نفسها”.

وتابع قائلا “والسؤال الكبير هو لماذا؟ ما هو الاختلاف؟”.

وللتحقق من هذا الأمر تم وضع الذباب في ستوديو صوت صغير للغاية وتم تعديل الحشرات جينيا بحيث تؤدي حزمة ضوء إلى تنشيط الخلايا العصبية الخاصة بالأغنية التوددية.

في البداية لاحظ الباحثون ان الذباب الذكور استجاب وبدأ يغني.

واضاف البروفيسور ميسينبويك “وتساءلنا ما الذي يمكن أن يحدث لو اثرنا تلك الخلايا العصبية لدى الاناث التي لا تظهر في العادة مثل هذا النوع من السلوك وقد أردنا أن نعرف ان كانت لها قدرة خفية على القيام بالأمر”.

وتابع “وقد فوجئنا مع إطلاق حزمة الضوء باهتزاز الذبابة الأنثى (المعدلة جينيا) وإطلاقها لأغنية التودد”.

وقال البروفيسور ميسينبويك “وكان سؤالنا إذا كان لدى الذكر والأنثى من ذبابة الفاكهة نفس القدرة على إصدار أغنية التودد فلماذا يصدرها الذكور فقط؟”.

وأجاب “ربما تكون هناك مراكز في مخ الذكر هي الذي تدفعه إلى ذلك وخطوتنا القادمة هي التعرف عليها”.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com