Archive for 27 ديسمبر, 2013

النسيان

ديسمبر 27, 2013

مقدمه

فكر في الأسباب التي قد تكون على الأرجح هي الأسباب الرئيسة للنسيان قبل أن تتوقع الأسوأ، فقد يكون عدم الحصول على قدر كاف من النوم هو السبب! هل تشعر بالقلق لأنك أصبحت تنسى كثيرا مؤخرا؟ من المفارقة أن القلق ذاته يعد من أسباب النسيان. والقلق والتوتر والاكتئاب والحرمان من النوم هي الأسباب الأربعة الرئيسية للنسيان عند تقدم العمر. قد يتعين عليك التحدث مع طبيبك لتحديد سبب النسيان خاصة إذا كان التغير مفاجئا أو استثنائيا وغير معتاد. وتقول الدكتورة آن فابيني، رئيسة أمراض الشيخوخة في كمبردج هيلث ألاينس والأستاذة المساعدة بكلية الطب جامعة هارفارد: «إذا ساءت الأمور بعد مرور بضعة أشهر أو إذا كان هناك شخص يسأل عن حالتك، فمن الضروري زيارة الطبيب».
أسباب كثيرة

إذا استشرت شخصية تعد مرجعا في مجال الطب عن الأسباب المحتملة للنسيان، ستجد أن هناك مجموعة من الاحتمالات من بينها أورام المخ والأمراض المعدية مثل الزهري فضلا عن الصداع النصفي. مع ذلك من بين هذه الأسباب توجد أسباب عادية شائعة جديرة بالتفكير.

* المشروبات الكحولية: يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول المشروبات الكحولية إلى النسيان.

* العقاقير: يمكن أن تؤثر العقاقير المهدئة وبعض مضادات الاكتئاب وبعض عقاقير ضغط الدم سلبا على الذاكرة حيث قد تؤدي إلى حالة من الخمول أو الارتباك تؤثر على انتباه المرء للمعلومات الجديدة. وينبغي استشارة طبيب أو صيدلي إذا ساورتك الشكوك في احتمال تأثير أي من العقاقير التي تتناولها على الذاكرة.
* اضطرابات الغدة الدرقية: قد يؤثر اضطراب مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية على الذاكرة وقد يؤدي أيضا إلى اضطرابات النوم والاكتئاب، وهو ما يؤدي بدوره إلى النسيان. ومع أن هرمون الغدة الدرقية لا يكون السبب، ربما من الأفضل أن ينظر الطبيب في هذا الأمر لاستبعاد هذا الاحتمال.

التوتر والقلق

يعد اعتلال المزاج لدى البالغين من أكثر أسباب مشكلات الذاكرة شيوعا. وقد يحدث هذا نتيجة مرض وراثي أو أمور تبدو إيجابية في الظاهر مثل الانتقال إلى منزل جديد. في الحالتين، يمكن أن يزيد توتر الحياة الجديدة من صعوبة سيطرتك على الأمور. ويؤثر التوتر والقلق على الذاكرة لأنهما يعرقلان التركيز ويمنعان استيعاب معلومات ومهارات جديدة وإدخالها في الذاكرة. وقد ينتهي بك الحال إلى نسيان أمر فقط لأنك لم تكن منتبها بالقدر الكافي.

الاكتئاب

عادة ما يكون النسيان من أعراض الاكتئاب. ويظن الكثيرون أن الاكتئاب هو الشعور بالحزن الخانق وفقدان الدافع للحياة وتراجع الابتهاج بالأشياء التي كانت في الماضي سببا من أسباب بهجتك. مع ذلك يمكن أن تتغير المؤشرات مع تقدم العمر. وتوضح فابيني: «للاكتئاب لدى كبار السن أعراض جسدية. لا يدخل الناس ويقولون إنهم مكتئبون، بل يقولون إنهم يشعرون بألم في الكتف وصداع وآلام في المعدة ولا ينامون جيدا».

الحرمان من النوم

قد يكون عدم الحصول على قدر كاف من النوم المريح هو أكثر أسباب النسيان وإن كان لا يلتفت إليه كثيرون. ويمكن أن يزداد الأرق مع التقدم في العمر. وتقول فابيني: «لا يتمتع كبار السن بفترة طويلة من النوم العميق، وهو ما يحرمهم من الراحة. لذلك ربما لا يشعرون بالنشاط عند استيقاظهم في الصباح لأنهم لم يناموا جيدا». ويمكن أن يتسبب عدم الحصول على نوم مريح في اعتلال المزاج. وقد يكون القلق من الأسباب أيضا. وتوضح فابيني قائلة: «ليس من النادر أن يعاني الناس من القلق لعدم قدرتهم على النوم، أو قد يمنعهم القلق من النوم بشكل جيد. والنتيجة واحدة في الحالتين».

طلب المشورة

إذا كنت تعتقد أنك غير قادر على النوم جيدا، ينبغي استشارة الطبيب. لا ترتكن إلى الأسطورة التي تزعم أن كبار السن لا يحتاجون سوى بضع ساعات من النوم. وتقول فابيني: «إذا كنت ممن ينامون تسع ساعات ليلا وأنت في التاسعة والعشرين من العمر، ستظل كذلك عندما تبلغ التاسعة والسبعين. مع ذلك قد تتغير نوعية النوم مع تقدم العمر، فعلى سبيل المثال قد تستيقظ كثيرا أثناء الليل أو تعاني من صعوبة في العودة إلى النوم مجددا». وربما من الجيد للذاكرة أن تمنح مخك راحة. وتقول فابيني: «مع التقدم في العمر، قد تتراجع القدرة على الانتباه والتركيز في أكثر من شيء معا. ويمكن أن يجعلك تقسيم الانتباه تظن أن لديك مشكلات في الذاكرة».

في النهاية، تذكر أن الإرهاق الذي يؤثر سلبا على الذاكرة ونمط الحياة بشكل عام ليس بالأمر الطبيعي. قد يكون الألم الذي لا يتم التعامل معه جيدا أو اضطرابات النوم أو انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية في الدم من أسباب الإرهاق والنسيان. وتقول فابيني: «إذا كنت تشعر بالإرهاق أو تحتاج إلى الطاقة، فمن المهم أن تعرض الأمر على طبيبك، حيث قد تكون لديك مشكلة طبية تحتاج إلى الاهتمام أو تحتاج تقييم حالة جديدة».

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

التأخر الدراسي عند الطفل.. أسبابه و علاجه

ديسمبر 22, 2013

مقدمه

لا شك أن جميع الآباء يتمنون التفوق الدراسي لأبنائهم من أجل مستقبل أفضل لهم، ولذلك يمثل الفشل والتراجع في الدراسة مشكلة كبيرة للطالب وللأسرة على حد سواء. والحقيقة أن المشكلة تكاد تكون عالمية ولها الكثير من الأسباب، بعضها يتحملها الطالب وبعضها لا ذنب له في حدوثها، كما أنه ليس كل طالب يعاني من التعثر الدراسي school backwardness يكون بالضرورة طالبا مهملا أو مستهترا أو محدود القدرات العقلية، فهناك الكثير من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى التراجع الدراسي سواء عضوية أو نفسية أو اجتماعية. ومن العجيب أن الوالدين أو المدرسة قد يكونون من هذه الأسباب.

* أسباب عضوية ومرضية

يمكن أن يكون الطفل مريضا بمرض عضوي يمنعه من استيعاب دروسه بسهولة مثل:
– ضعف السمع مما يجعل الطفل غير متابع للشرح داخل الصف. ويجب أن يتنبه الآباء لهذا الأمر إذا كان الطفل لا يستمع بشكل جيد للحوارات في المنزل أو يتأخر في تلبية النداء أو يضطر إلى رفع صوت التلفاز أو الكومبيوتر بشكل أكثر من المعتاد خاصة إذا حدث ذلك بشكل مفاجئ أو بعد الإصابة بعدوى معينة في الأذن أو في حالة تناول بعض الأدوية بكثرة التي يكون لها آثار جانبية سيئة على قوة السمع مثل بعض أنواع المضادات الحيوية aminoglycoside.

– كما قد يكون الأمر راجعا إلى مشكلات البصر خاصة قصر النظر وهو الأمر الذي يمكن ألا تتم ملاحظته بسهولة داخل المنزل حيث يتمكن الطفل من رؤية الأشياء القريبة أو القراءة بوضوح ولكنه يعاني من رؤية هذه الأشياء المكتوبة على السبورة خاصة إذا كان في مكان يبعد عنها.

– إذا كان الطفل يعاني من مرض مزمن يجعله يتغيب باستمرار عن المدرسة مثل الربو الشعبي Bronchial Asthma في حالة تعرضه لأزمات تستلزم راحته بالمنزل ومن ثم لا يتمكن من مواكبة أقرانه، أو يمكن أن يكون ذلك مرضا آخر له تأثير على الإدراك السليم أو الصحة الجسدية بشكل عام مثل الأنيميا أو مرض السكري الذي لا يخضع للعلاج uncontrolled diabetes، أو غيرها. ومن المهم أن يدرك الآباء ضرورة التزام أطفالهم بالعلاج والإرشادات الصحية الوقائية تجنبا للإصابة مثل عدم التعرض لروائح معينة أو الأتربة أو التغيير الحاد في الجو بالنسبة للطفل مريض الربو الشعبي واتباع نظام غذائي متوازن والالتزام بحقن الإنسولين بالنسبة للطفل مريض السكري.

– و قد يكون الطفل مصاي باحد انواع الصرع و هى نوبات الصرع اللتى تؤدى الى كثره سرحان الطفل التناء الحصه الدراسيه (Absence attacks, Petit mal) و تؤدى الى ضعف التركيز و التحصيل الدراسى

* أسباب نفسية واجتماعية

هناك الكثير من العوامل النفسية التي تؤثر على استيعاب الطفل داخل المدرسة بعضها متعلق بالطفل نفسه مثل:

– أن يعاني الطفل من نقص التركيز سواء كان ذلك كجزء من مرض نقص الانتباه ووفرة النشاط أو بشكل عارض وغير مرضي.

– الخلافات والتوترات الدائمة بين الوالدين في المنزل تخلق جوا سلبيا للتحصيل وتمثل بيئة ضاغطة نفسيا على الطفل.

– أن يعاني الطفل من حالة نفسية سيئة للكثير من الأسباب مثل تمييز الوالدين لأحد الإخوة أو يعاني من القلق أو الخوف المرضي.
– التعامل الخاطئ مع الطفل سواء بإهماله في المنزل أو عقابه الدائم على توافه الأمور وإدارة الأمور بصرامة أكثر من اللازم أيضا تجعل الطفل غير قادر على استيعاب علومه بسهولة.

– الأسر التي تعاني من الفقر والظروف الاقتصادية السيئة تجعل الأطفال غير مؤهلين للتحصيل سواء عن طريق اشتراكهم في العمل مع الآباء أو كنتيجة لعدم توافر البيئة المناسبة للمذاكرة وافتقاد وجود أدوات معينة مثل الكومبيوتر أو غيرها.

– الإيذاء البدني للطفل والإهانات المستمرة تجعل من الصعب عليه استيعاب علومه ومن ثم يتعرض للمزيد من الإهانات والإيذاء وهكذا.

* مشكلات المدرسة

يمكن أن تمثل المدرسة بيئة العامل الأساسي في تأخر مستوى الطفل الدراسي لكثير من الأسباب مثل:

– عدم وجود نظام تعليمي جيد يحكم الدراسة أو التسيب في الحضور والانصراف مما يجعل الطلاب لا يلتزمون بالدراسة.

– عدم وجود أدوات أو وسائل إيضاح بالمدرسة مثل أجهزة الكومبيوتر أو عدم وجود مدرسين مؤهلين بشكل كاف وعدم متابعة الطلاب باستمرار.

– الخوف المرضي للطالب من المدرسين في حالة استخدامهم للإيذاء البدني كعقاب أو قسوتهم في التعامل مع الطلاب.

* حلول التعثر الدراسي

يبدأ التعامل مع التراجع الدراسي من معرفة الأسباب المؤدية له، ويعتمد أيضا على مدى التراجع وطبيعته وبشكل شخصي يختلف من طفل لآخر. وعلى سبيل المثال في الأسباب العضوية مثل المتعلقة بالسمع أو البصر أو المشكلات الصحية يجري العلاج بالشكل الملائم بعد التشخيص الجيد للحالة والتنبيه على الوالدين بضرورة تجنب الإصابة بالطرق الوقائية المختلفة

وبالنسبة للحالات التي يتعرض فيها الطفل لمتاعب نفسية أو اجتماعية يجري العلاج النفسي وفي الأغلب مع وجود الأبوين ومحاولة التوصل إلى السبب ولفت نظر الآباء لضرورة أن يحافظوا على عدم وجود بيئة متوترة بالمنزل وكذلك عدم التمييز بين الأبناء وتجنب العقاب البدني أو السخرية من الطفل نتيجة لتراجع مستواه خاصة أمام الآخرين.

وبالنسبة للأسباب التي تتعلق بالمدرسة يستحسن الانخراط في مدرسة تتمتع بالنظام الجيد من دون صرامة أو قسوة في التعامل ويمكن توفير دورات تدريبية للمدرسين للتوعية بمساعدة الطلاب المتعثرين دراسيا، إذ من المهم جدا أن يعيدوا ثقة الطالب بنفسه ويبدأ التعامل بشكل متدرج مع الطالب المتراجع حتى يستطيع اللحاق بأقرانه من دون الإحساس بالفشل وكذلك من المهم أن تقوم المدرسة بمواكبة أحدث الطرق للتعليم وتوفير وسائل الإيضاح الحديثة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com