Archive for 7 سبتمبر, 2011

رُهاب المناطق المكشوفة (agoraphobia)

سبتمبر 7, 2011

مقدمه

«أغورافوبيا» (agoraphobia) هي حالة «رُهاب المناطق المكشوفة» أو المناطق العمومية، أي الخوف من تلك المناطق. وهذه الكلمة المركبة مأخوذة من الإغريقية، إذ تعني «أغورا» موقع السوق، و«فوبيا» الرهاب.

وقد يعاني المصابون بهذه الحالة من أعراض القلق الشديد عندما يغادرون بيوتهم، أو عندما يجدون أنفسهم في المناطق المكتظة بالناس. كما أنهم يتوقعون، وهم داخل بيوتهم، إقبال القلق عليهم عند خروجهم. ونتيجة لذلك فإنهم يقومون في العادة بتجنب الأوضاع التي تقودهم إلى القلق، وهذا ما يفسر خوف زميلة ابنتك من مغادرة البناية التي تقطنها، لأنها تعرف المكان جيدا.

أعراض الرهاب

* أحد الأسباب التي تدعو المصابين برهاب المناطق المكشوفة للبقاء داخل بيوتهم هو الخوف من ظهور أعراض الهلع، مثل ازدياد سرعة نبضات القلب، ضيق في التنفس، عرق اليدين، والرجفة. ومن الأعراض المحتملة الأخرى فقدان السيطرة على النفس في المناطق المكشوفة، الشعور بالعجز والانفصام عن الآخرين (بل وحتى الشعور بأن جسم الشخص ليس حقيقيا)، الهياج غير المعتاد.

وقد تظهر هذه الأعراض سويا مع نوع آخر من اضطرابات القلق، وبالأخص اضطراب الهلع (panic disorder)، إلا أنها يمكن أن تظهر وحدها.

وفي الحالات الشديدة يقبع المصابون من رهاب المناطق المكشوفة في بيوتهم ولا يغادرونها البتة. ومن حسن الحظ أن حالة زميلة ابنتك ليست شديدة، ولذا ربما يمكن مساعدتها بهدف زيادة مدى تجوالها.

خوف أم رهاب؟

* ولا تزال أسباب ظهور هذه الحالة غير معلومة. ويعود قسم منها – مثلها مثل باقي أنواع القلق – إلى كونها مكتسبة جزئيا. وتشير إحدى النظريات إلى أن هذه الحالة تظهر لدى شخص ما، بعد تعرضه لنوبة هلع في مكان مزدحم أو في موقع غير معروف لديه. وفي ما بعد فإن هذا الشخص يراوده الشعور بالخوف من أن نفس تلك الوضعية التي مر بها قد تحفز على ظهور نوبة هلع أخرى، ولذا فانه يأخذ في تجنبها.

ورغم أنني قد افترضت مسبقا أن حالة زميلة ابنتك قد شخصت برهاب المناطق المكشوفة، فإن بعض الناس يستخدمون هذا التعبير بشكل دارج غير طبي لحالات الخوف من التجوال هنا أو هناك.

إلا أن حالة الرهاب هي حالة محددة، وربما تسبب الحرج لصاحبها. وعلى سبيل المثال فإن زميلة ابنتك قد تكون متخوفة فقط من العلاقات الاجتماعية، أو أنها قد تكون قد وقعت سابقا ضحية لجريمة، ولذلك فهي لا تشعر بالراحة للحديث عنها، وهي الأمور التي تدفعها لتجنب الأوضاع أو الأحاديث التي تذكرها بالصدمة التي تعرضت لها.

العلاج

* يعتمد العلاج على نوع الأعراض وشدتها، إلا أنه يشمل عادة مزيجا من العلاج بجلسات الحديث، والأدوية. ويساعد العلاج السلوكي المعرفي مثلا المصابين على التعرف على أحاسيسهم المشوهة حول بعض الأوضاع التي تؤدي إلى حدوث القلق لديهم. وأثناء العلاج يتعلم المصاب كيفية إيجاد الوسائل الفردية لمقاومة التوتر والخوف الناجم عنه.

وغالبا ما يتم مزج العلاج السلوكي مع وسائل الاسترخاء، وهذا المنطلق قد يحفز على البدء بتمارين مرئية يقوم فيها الطبيب بمساعدة المصاب على الاسترخاء ثم الطلب منه تصور وضعية مثيرة للخوف (مثل ركوب قطار الأنفاق، أو الذهاب إلى مجمع تجاري مزدحم). وفي بعض الأحيان ربما يصاحب الطبيب المصاب في وجهته إلى تلك الأماكن، ويتمثل الهدف من ذلك في إبعاد الأحاسيس المرتبطة بتلك الأماكن من المريض، وبذلك فإنها لا تغدو مخيفة له.

ورغم أن الاسترخاء وتمارين تخفيف التوتر والوسائل الأخرى قد تساعد الكثير من الناس المصابين برهاب المناطق المكشوفة في تعلم كيفية السيطرة على الخوف فإن بعضهم سيحتاجون أيضا إلى الأدوية. وتشمل الخيارات هنا الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للقلق.

إني لا اقترح عليك هنا أن تقوم ابنتك بدور الشخص المعالج. ولكن، وما دامت تتحدث معك عن الحالة، فإنها تجد نفسها في موضع حرج. وربما وبعد أن تزداد معرفة بأوضاع زميلتها فإنها قد تتوصل إلى فهم الأمور التي تقبع خلف الخوف. وبذلك فقد يمكنها أن تساعد زميلتها بحيث تتحسن الأحوال لكلاهما.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

حقائق حول التدخين

سبتمبر 7, 2011

مقدمه
التدخين غير المباشر أو اللاإرادي أو ما يعرف باسم «التدخين السلبي» هو تعرض الشخص غير المدخن لمزيج الدخان الناتج عن احتراق التبغ في سيجارة المدخن، بالإضافة إلى الدخان الخارج من زفير المدخن.

وقد أكدت الدراسات أن التدخين السلبي يتسبب في الكثير من المشكلات الصحية للآخرين، فالمدخن يستنشق نحو 15 في المائة من دخان السيجارة، بينما ينفث نحو 85 في المائة من طرفها المحترق إلى الهواء ليستنشقه الآخرون، كما أكدت تلك الدراسات أن الأطفال هم أكثر الفئات حساسية للأضرار الصحية الناجمة عن العيش في بيئات ملوثة بدخان التبغ، فقد أشارت الإحصائيات إلى أن نحو 60 في المائة من الأطفال معرضون لمخاطر التدخين السلبي خلال مراحل النمو المختلفة، بدءا من نقص الوزن عند الولادة والمشكلات التنفسية والالتهابات المتكررة بالأذن الوسطى، وانتهاء بالصعوبات السلوكية واضطرابات النمو.

أما السجائر المستحدثة (الإلكترونية) فهي تشبه السيجارة التقليدية حجما وشكلا وتكون عادة مصنوعة من الفولاذ وبها عبوة لتخزين النيكوتين السائل بدرجات تركيز متفاوتة، ويستخدم المدخنون هذه السيجارة وكأنها سيجارة حقيقية، إلا أنهم لا يشعلونها.

وقد واجهت السجائر المستحدثة موجة واسعة من الانتقادات العلمية، فقد أكد الباحثون زيف الادعاءات التي سبق أن روج لها منتجوها بأن أضرارها أقل من السجائر المعتادة وتساعد على الإقلاع عن إدمان التبغ، بل وأشارت دراسات كثيرة إلى أن تلك السجائر الإلكترونية لا تقل خطورة عن لفائف التبغ القديمة وقد تفوقها خطورة في ما يخص حثها الخلايا الطبيعية على التحول السرطاني بصورة أكبر.

* التدخين السلبي وفقدان السمع

* في دراسة تعد الأولى من نوعها نشرت في مجلة «أرشيفات علم الأذن والحنجرة وجراحة العنق والرأس» في عدد شهر يوليو (تموز) الماضي، أكد باحثون بجامعتي فلوريدا وميامي الأميركيتين أن الدخان المنبعث من التبغ يعوق تدفق الدم إلى الأوعية الدموية بالأذن مما يؤدي إلى حرمانها من الكمية الكافية من الأكسجين، وقد يؤدي هذا الضرر إلى فقدان حاسة السمع بين الأطفال والمراهقين.

وقد شملت الدراسة استجواب أكثر من 1500 شخص تتراوح أعمارهم بين 12 – 19 عاما حول حالتهم الصحية والتاريخ الطبي للعائلة والتعرض للتدخين السلبي وإذا كانوا يعلمون بشأن معاناتهم من مشكلة السمع أم لا، بالإضافة إلى فحصهم بدنيا وإجراء اختبارات قياس السمع وقياس مادة «كوتينين – Cotinine» (وهي منتج جانبي نتيجة تعرض النيكوتين بالدم).

وأكدت النتائج أن معدلات فقدان السمع بين الذين تعرضوا للتدخين السلبي كانت أعلى من غيرهم، كما أكدت أن فقدان السمع يحدث نتيجة التأثير التراكمي لمادة «كوتينين» بالدم. وقد أكد الباحثون أن أكثر من 80% من المراهقين الذين يشكون من فقدان السمع لم يدركوا أنهم يعانون من هذه المشكلة قبل إجراء اختبار قياس السمع.

والجدير بالذكر أن فقدان السمع خلال السنوات الأولى من العمر يتسبب في الكثير من المشكلات المتعلقة بالنمو والوظائف المخية والإدراكية للطفل وخلال سنوات المراهقة، لذلك أكد الباحثون على ضرورة إدماج التدخين السلبي كأحد عوامل الخطورة المسببة لفقدان السمع المبكر مع التأكيد على أهمية إجراء اختبارات مسحية للكشف المبكر عن فقدان السمع بين الأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للتدخين السلبي.

وفي دراسة مماثلة نشرت خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2010 بالمجلة الطبية البريطانية «BMJ» شملت استجواب أكثر من 3000 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 20 و69 عاما، أكدت النتائج أن المدخنين (السابقين والسلبيين) أكثر معاناة للإصابة بفقدان السمع عند الترددات العالية مقارنة بغير المدخنين، فقد بلغت نسب الإصابة بفقدان السمع عند الترددات العالية (800 هرتز) بين المدخنين نحو 46% مقارنة بنحو 26% لغير المدخنين، كما بلغت نسب فقدان السمع عند الترددات المنخفضة (500 هرتز) نحو 14% بين المدخنين مقارنة بنحو 8% لغير المدخنين.

* التدخين السلبي وإدمان النيكوتين كما أكدت دراسة نشرت خلال شهر مايو (أيار) 2011 في مجلة «أرشيفات الطب النفسي» أجراها باحثون بالمعهد القومي الأميركي لأبحاث الإدمان أن الأشخاص المعرضين للتدخين السلبي يعانون من تغيرات مخية مشابهة للتغيرات التي تصيب مخ الشخص المدخن، وهو ما قد يؤدي إلى إدمان النيكوتين مثلما يحدث مع المدخن الإيجابي.

وقد استطاع الباحثون عن طريق «التصوير المقطعي باستخدام البوزيترون (PET)» إثبات أن تعرض الشخص غير المدخن لدخان السجائر لمدة ساعة في مكان مغلق يؤدي إلى ارتفاع مستوى النيكوتين بالمخ وحدوث تغيرات مخية مشابهة لما يحدث في مخ المدخن.

والجدير بالذكر أن الدراسات السابقة أكدت أن التعرض للتدخين السلبي خلال السنوات الأولى من العمر يجعل الطفل أكثر عرضة لإدمان النيكوتين في مراحل المراهقة، بل ويزيد من صعوبة الإقلاع عن التدخين في ما بعد، لذلك أكد الباحثون على ضرورة تفعيل القوانين الخاصة بحظر التدخين في الأماكن العامة تحسبا لزيادة مخاطر الإصابة بإدمان النيكوتين وارتفاع ضحايا التدخين.

وفي سياق متصل عن تأثيرات التدخين السلبي، نشرت خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2011 الكثير من الدراسات التي تتناول أضرار التدخين السلبي على صحة الأطفال، فقد أكدت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الأميركية لأمراض القلب أن التدخين السلبي يمثل عامل خطورة يعزز احتمالات إصابة الأطفال بارتفاع ضغط الدم، الذي يمكن أن يبقى مصاحبا لهم حتى مرحلة البلوغ.

كما أكدت دراسة نشرت في مجلة علوم البيئة والتكنولوجيا أن بقايا دخان السجائر المتراكمة على الملابس والأثاث والسجاد والمفروشات وغيرها من الأسطح المتاحة في بيئة المدخن قد تكون أكثر خطورة على الصحة مما كان يعتقد سابقا، وأشار الباحثون إلى تزايد فرص تعرض الأطفال أثناء جلوسهم على الأرض للمواد السامة الناجمة عن التدخين.

كما حذرت دراسة نشرت في المجلة الطبية الكندية من خطورة التدخين السلبي داخل السيارات على صحة الأطفال، وأكد الباحثون على ضرورة تفعيل قوانين صارمة تمتع التدخين داخل السيارات، وحث الباحثون الآباء والأمهات بضرورة تجنب عادة التدخين لتأثيراتها المباشرة على أطفالهم، فقد أكدت دراسة إحصائية نشرت في مجلة «Oxford bulletin of economics and statistics» أن عادة التدخين وإدمان التبغ تنتقل خلال المحيط الأسرى بين أفراد الجنس المشابه، فالآباء ينقلون هذه العادة إلى الأبناء وتنقلها الأمهات إلى بناتهن، والمثير أنه يحدث العكس أيضا فينقل الأبناء والبنات عادة التدخين إلى الآباء.

* السجائر الإلكترونية خدعة كبيرة

* وعن حقيقة السجائر الإلكترونية ومدى الاستفادة منها وأضرارها، أكد باحثون بجامعة جورج تاون الأميركية في دراسة نشرت خلال شهر يوليو (تموز) 2011 في مجلة «NJM» أن الشركات المنتجة للسجائر الإلكترونية تؤكد أنها لا تحتوي على «النيكوتين» لكنها في حقيقة الأمر عبارة عن «أجهزة استنشاق صغيرة» مماثلة للبخاخات العلاجية التي يستخدمها مرضى الأزمات التنفسية، وتحتوي على مادة «بروبيلين جليكول» بالإضافة إلى مادة «النيكوتين المنقاة -Refined nicotine» ومنكهات بطعم العنب والشوكولاته ومواد كيميائية أخرى.

وأكد الباحثون أن أنواعا متعددة من السجائر الإلكترونية يتم تسويقها بالولايات المتحدة الأميركية، بعضها يحتوي على 20 مليغراما من النيكوتين، بالإضافة إلى عبوات صغيرة لإعادة الشحن (التعبئة) يتم تسويقها عبر الإنترنت يحتوي بعضها على «جرعات مميتة» من النيكوتين إذا تناولها شخص بالغ بطريق الخطأ! وأكد الباحثون أن السجائر الإلكترونية خدعة كبيرة تحمل في طياتها الكثير من المخاطر، حيث يقوم الأشخاص باستعمالها في أماكن محظور فيها التدخين مما يساعد على تشجيع الآخرين ومن بينهم صغار السن على إدمان التبغ والتدخين.

الجدير بالذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية «FDA» أعلنت خلال شهر أبريل (نيسان) 2011 ضرورة التعامل مع منتجات السجائر الإلكترونية باعتبارها «منتجات تبغية – Tobacco products» وليست أجهزة علاجية للإقلاع عن التدخين كما تدعي الشركات المنتجة، وهذا التحذير جاء نتيجة لأحكام قضائية أصدرتها المحاكم الفيدرالية بالولايات المتحدة، أكدت على ضرورة التزام الشركات المنتجة للسجائر الإلكترونية بتوخي الدقة والأمانة في الإعلان عن منتجاتها تحسبا لزيادة مخاطر الإدمان والتعرض لجرعات سامة من النيكوتين.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com