Archive for 28 ديسمبر, 2009

متلازمه نفق الرسخ (Carpal tunnel syndrome)

ديسمبر 28, 2009

مقدمه

* الرسغ هو المنطقة التي تفصل ما بين الساعد وكف اليد. وفي منطقة الرسغ، ثمة عدة أوتار وأعصاب وأوردة وشرايين، تعبر من الساعد إلى اليد، ومن اليد إلى الساعد. وتحديدا، هناك ترتيب عجيب لمعظم هذه الأشياء ضمن ما يُعرف في علم التشريح بـ«النفق الرسغي».

ولهذا النفق أربعة جدران، ثلاثة منها تتكون من جدران عظمية، والجدار الرابع عبارة عن رباط ليفي قوي. وهو ما يعني أن هناك حجما محددا وضيقا يكفي بالكاد الأشياء التي تمر من خلاله.

وأحد الأشياء، المصفوفة بعناية ودقة مع بعضها البعض داخل النفق الرسغي، هو العصب المتوسط. وحينما يحصل ضغط على العصب المتوسط في داخل المنطقة الضيقة للنفق الرسغي، تبدأ في الظهور أعراض التنميل والألم وضعف العضلات في أجزاء من اليد. وهذه الحالة تعرف طبيا باسم «متلازمة النفق الرسغي» (carpal tunnel syndrome).

ويحصل الضغط على العصب إما نتيجة لزيادة حجم أحد الأشياء التي تمر مع العصب داخل النفق الرسغي، أو نتيجة لنقص حجم النفق نفسه.

وتبدأ الأعراض كألم في منطقة الرسغ نفسه، وقد يبدأ المصاب بالشكوى من تنميل في أصابع الإبهام والسبابة والوسطى. أي دون وجود تنميل في الخنصر أو في البنصر. ويلاحظ تزايد هذه الأعراض في الليل، ما يدفع المصاب إلى هز اليد وتحريكها عدة مرات ابتغاء تخفيف الشعور بالألم. وقد تتطور الأمور، ويبدأ الضعف يعتري قوة عضلات اليد، وبالتالي يجد المصاب صعوبة في الحفاظ على إمساك الأشياء بيده، وربما سقوطها منه.

وغالبا ما يتمكن الطبيب من تشخيص الحالة إذا استمع جيدا لوصف المصاب حول ما يشعر به، وإذا ما أتم فحص المريض بعناية وأجرى بعض الفحوصات التي تتطلب إثارة العصب بالضغط الخارجي عليه أو بإثارته عبر الطرق عليه.

والنساء والرجال عرضة للإصابة بهذه الحالة، ولكن النساء أكثر إصابة ومعاناة من الرجال عموما.

وحول أسباب نشوء الإصابة بهذا المرض، يقدم «المركز القومي الأميركي لصحة النساء» قائمة بالعوامل الشائعة التي ترفع من احتمالات خطورة الإصابة بهذه الحالة. وهي ما تشمل:

* وجود عظام صغيرة بشكل غير طبيعي داخل النفق الرسغي.

* إصابة الرسغ بضربات متكررة في السابق، أو تكرار استخدام مفصل الرسغ بطريقة منهكة في لوحة مفاتيح الكومبيوتر أو هواتف «بلاك بيري» أو الآلات الكاتبة.

* حصول إصابة سابقة أتلفت الوضع الطبيعي لتراكيب مفصل الرسغ.

* مرحلة الحمل.

* مرحلة ما بعد بلوغ سن اليأس.

* السمنة.

* الخضوع لعملية جراحية لاستئصال الثدي.

* نتيجة للإصابة ببعض الأمراض الأخرى، مثل كسل الغدة الدرقية أو مرض السكري أو مرض الذئبية الحمراء أو التهاب المفاصل الرثوي الروماتويدي.

وهناك عدة طرق لعلاج الحالة، غير الطريقة الجراحية، مثل استخدام المصاب لسنّاد ضاغط يثبت منطقة الكف والرسغ والساعد، كي تخف الحركة ويقل الشعور بالأعراض. كما قد يستفيد البعض من استخدام موجات الأشعة فوق الصوتية لعلاج الآلام العميقة في العضلات، أو التدليك، أو حقن مادة عقار «كورتيزون» في منطقة النفق الرسغي لتقليل التورم المصاحب لعمليات الالتهابات، أو تناول عقاقير مسكنة للألم ومخففة للالتهابات.

وقد لا يجدي مع البعض إلا الخضوع لإجراء عملية جراحية تخفف الضغط لما في داخل النفق الرسغي. وهذه العملية تتطلب توفر جراح ماهر في هذا النوع من العمليات الجراحية العصبية.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الرهاب الاجتماعى…بين السؤال و الجواب

ديسمبر 28, 2009

مقدمه

س:  عمري 38 سنة،  فى كل مرة أقوم فيها بمواجه الناس أشعر بقلق كبير، الأمر الذي يزيد من صعوبة إلقائه  اى محاضره أمام الحضور. وقد سمعت أن هناك حبوبا يمكنها أن تساعدني في تجاوز ذلك إلا أنني لا أرغب في تناول أي حبوب مهدئة. ما الذي تقترحه علي؟

ج: على الرغم من أن أعراض مشكلتك تظهر في قاعات المحاضرات، وليس على خشبات المسارح، فإن مشكلتك تعرف باسم شعبي شائع وهو «رهبة المسرح» (stage fright) (أو بالأحرى «رهبة الجمهور»). وهذه مشكلة شائعة يشخصها الأطباء بوصفها «قلق الأداء» (performance anxiety). ويمكن معالجتها بنجاح.

* علاج بسيط

* أفضل أدوية العلاج هي أدوية «حاصرات بيتا» (beta blockers) التي طرحت لأول مرة لعلاج الذبحة الصدرية نحو عام 1970. وهي ليست من الأدوية المهدئة أو المخدرة، ولا تساعد في إزالة القلق المعتاد، كما أن تناولها لا يؤدي إلى التعود عليها، ولا يؤثر مفعولها على الجهاز العصبي المركزي. وبدلا من ذلك فإنها تقلل من عدد ضربات القلب، كما تقلل من ضغط الدم، وتهدئ من بعض أنواع الرعشات.

وإضافة إلى دورها في علاج الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم، فإن «حاصرات بيتا» قد برهنت على فائدتها لحالات عجز القلب، وأنواع معينة من اضطرابات إيقاع القلب المضطرد، والرعشات الأولية (essential tremors) (رعشات اليد والرأس)، وفي درء حدوث الصداع النصفي (الشقيقة).

وفي حالة «قلق الأداء» فإن هذه الأدوية تؤدي مفعولها بدرئها لتزايد عدد دقات القلب، عندما تشرع في إلقاء التقرير أمام الحضور. ومن دون تسارع نبضات القلب، فإن جسمك لن يرسل إشارات القلق، لأن الجسم يشعر بالراحة، ولذا فإن عقلك يظل مرتاحا. وهذا هو مثال جميل لوحدة الفكر والبدن، عندما يتم كبح استجابات الجسم للتوتر الفكري، وعندما يتم دفع الفكر للشعور بالهدوء والثقة.

وتوصف أدوية «حاصرات بيتا» طبيا، ويجب استخدامها بحذر، خصوصا من قبل الأشخاص المصابين بالربو أو السكري أو الذين يتناولون أدوية أخرى للقلب. ولكن، ولأن الجرعة المطلوبة هنا صغيرة فإن «حاصرات بيتا» هي آمنة لاستعمال أي شخص لها يعاني من «قلق الأداء»، تقريبا.

ويصف الأطباء غالبا دواء «بروبرانولول» (propranolol) (إنديرال Inderal) وغيره بجرعات بين 10 و20 مليغراما، يؤخذ قبل 30 دقيقة من الظهور أمام الجمهور. وإن وافق الطبيب على هذه المنطلقات ووصف لك الدواء فحاول اختباره مبكرا للتحقق من كفاءته.

وعلى الرغم من أن «حاصرات بيتا» تقدم حلا بسيطا لغالبية الناس المعانين من «قلق الأداء»، فإن هناك عددا من البدائل لها. ومن تلك البدائل العلاج السلوكي المعرفي، وكذلك التدرب في صفوف لتعلم فنون الخطابة.

وأخيرا تأكد أن «رهبة الجمهور» لديك ليست ناجمة من اضطراب أكبر من اضطرابات القلق الاجتماعي، الذي يتسبب في الكثير من التفاعلات المؤثرة. ويستجيب اضطراب القلق الاجتماعي هذا أيضا للعلاج، ولكن ليس بأدوية «حاصرات بيتا».

أما إن كانت مشكلتك منحصرة في «رهبة الجمهور» البسيطة، فإن «حاصرات بيتا» ستتيح لك الانحناء أمام الجمهور بعد إلقاء تقريرك بنجاح!

د. ياسر منولى

http://yassermetwally.com

الإفراط في استخدامه التليفون المحمول يقود إلى السهر والخمول الشديد في الصباح

ديسمبر 28, 2009

مقدمه

لعل من المثير للاهتمام، معرفة أن من أعراض اضطرابات الشخصية، عدم قدرة الشخص على البقاء وحيدا لفترة وجيزة، والحرص الشديد على التواصل مع الآخرين في جميع الأوقات. وقد أصبح هذا العَرَض منتشرا هذه الأيام نتيجة لاستخدام أدوات الاتصال الحديثة بشكل مفرط، ومنها الهاتف المحمول. فمن المألوف أن نجد أحدهم لا يقوى على مقاومة إلحاح العبث بهاتفه المحمول بصورة متكررة خلال الساعة الواحدة، سواء لأمر ضروري، وتنسيق موعد مهم، أو لتمضية وقت الفراغ، والتحادث أثناء قيادة السيارة أو قبل وقت النوم عن أمور يمكن تأجيلها، أو لكتابة نص رسالة ليست بتلك الأهمية، وإرسالها بشغف للجميع.

* المحمول واضطرابات النوم

* هناك دراسه أميركية، نشرت في عام 2008، تم إجراؤها على 21 مراهقا، أظهرت الأثر السلبي للإفراط في استخدام الهاتف المحمول على طبيعة نوم المجموعة التي استخدمته للاتصال أو إرسال رسائل نصية بمعدل أعلى من 15 مرة يوميا، مقارنة بأفراد المجموعة التي استخدمته بمعدل أقل. وقد وجد أن فرط استعمال المحمول أدى بشكل ملحوظ إلى فرط السهر، والاستيقاظ متأخرا والشعور بالخمول الشديد عند الصباح، نتيجة للأرق أو التململ في الفراش أثناء الليل. ويبدو أن توقيت استخدام المحمول يرتبط بازدياد حدة أعراض اضطرابات النوم، فاستعماله عند النوم مباشرة يزيدها بمعدل الضعف، أما استعماله من بعد منتصف الليل إلى الساعة الثالثة صباحا، فيزيدها إلى 4 أضعاف. ولعل مرحلة النوم العميق أكثر مراحل النوم تأثرا بفرط استعمال الهاتف المحمول، مما يتسبب في ضعف الاستفادة من ساعات النوم الضرورية، وقلة التعرض لهرمون النمو الضروري لصيانة أعضاء الجسم وترميم أنسجتها خلال هذه المرحلة. ويبدو أن آثار استخدام الهاتف المحمول على طبيعة النوم تتعدى أثره السلوكي، فقد بينت دراسة أميركية – سويدية مشتركة، أن التعرض للموجات التي يستقبلها الهاتف المحمول عند الاستخدام، له أثر سلبي على القدرة على الخلود إلى النوم، يختصر من نسبة التعرض لمرحلة النوم العميق، وأن مجموعة الرجال والنساء الذين تعرضوا لها قد زادت لديهم أعراض الصداع وقلة التركيز.

* الآثار الاجتماعية

* من الملاحظ أن وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف المحمول – على الرغم من أهميتها – تساعد على رفع حدة التوتر النفسي وتشتيت الانتباه وضعف التركيز، وحتى ازدياد المشكلات العائلية. ففي دراسة أميركية نشرت نتائجها عام 2005، تم دراسة مستوى رضا الأزواج العاملين على مدى سنتين، وتبين أن الاستمرار في استخدام المحمول داخل البيت لأغراض العمل، قد قلص من مستوى رضاهم عن حياتهم الزوجية ورفع من حدة اضطرابات المزاج لديهم، وأظهر اختراق مشكلات العمل لأجواء المنزل. أما بالنسبة للنساء العاملات، فقد ساعد استخدام المحمول على انتقال مشكلاتهن وواجباتهن المنزلية إلى بيئة العمل، مما أثر سلبا على مزاجهن وأدى إلى قصور في أداء وظيفة بعضهن.

لا شك أن تنافس شركات الاتصال في تقديم أفضل الخدمات بأقل التكاليف، والحافز النفسي الذي تذكيه إعلانات أجهزة الاتصال والمعلومات بمختلف أنواعها، هي عوامل مهمة ساعدت بشكل كبير على انتشار التعرض للمكالمات والرسائل وجعلها عادة أكثر منها حاجة لدى كثير من الناس، أوصلت بعضهم إلى حد الإدمان السلوكي الاجتماعي. ومما زاد من فرط الارتباط بالهاتف المحمول، احتواؤه على خاصية الاتصال بالإنترنت مما جعل من السهل تصفحها لاسلكيا في أماكن كثيرة تتوافر فيها هذه الخدمة، وإضافة مواصفات تقنية عالية حفزت مستخدميه كثيرا على التواصل مع غيرهم على مدار اليوم.

* نصائح صحية

* نتيجة لثقافة السهر والارتباطات الاجتماعية، أصبح من المقبول في عدد من المجتمعات العربية أن يناقش كثير من الناس مشكلاتهم واهتماماتهم عبر الهاتف المحمول في أوقات متأخرة من الليل، وأن يقوم بعضهم بالاتصال لأمر غير ذي بال في أي وقت، في انتهاك صريح للخصوصية الفردية، وإزعاج واضح لكثير من الناس خلال أوقات راحتهم.

وينصح خبراء اضطرابات النوم والاختصاصيون النفسيون، بضرورة إعطاء النفس فرصة للسكون، والتقليل من الارتباطات الاجتماعية خاصة قبل النوم وأيام الإجازات، ونشر ثقافة ترشيد استعمال وسائل الاتصال كالمحمول والإنترنت، وعدم تحولها إلى «هاجس اجتماعي»، يقلل من فرص الهدوء النفسي، ويزيد من تعكر المزاج والشد العصبي، ويسبب حرمانا مزمنا من النوم أو أرقا مزعجا، يصعب في كثير من الأحيان التخلص من مضاعفاته السلوكية والنفسية.

ومن المفيد نشر ثقافة النوم السليم التي تدعو إلى تجنب السهر، وانتظام ساعات النوم والاستيقاظ حتى أيام العطلات الأسبوعية، والتخلص من التوتر قبل النوم عن طريق إغلاق الهاتف المحمول، أو وضعه في وضع الصامت، وممارسة تمارين الاسترخاء وخفض شدة الأضواء، إضافة إلى تجنب الإثارة الذهنية أو تناول المنبهات ومشروبات الطاقة، والحرص على تناول الخفيف من العشاء.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الكولسترول و عته الشيخوخه

ديسمبر 28, 2009

مقدمه

وجدت دراسة كبيرة أن ارتفاعا، ولو كان معتدلا، في مستويات الكولسترول في أواسط عمر الإنسان، يزيد من خطر إصابته بالعته عند وصوله إلى عمر متقدم.

وقد حلل باحثون نتائج فحوصات 9 آلاف و844 عضوا من أعضاء جمعية «كيزر برمنانته لمجموعة كاليفورنيا الشمالية الطبية» Kaiser Permanente Northern California Medical Group، الذين خضعوا لتقييم طبي شامل، شمل فحوصات للكولسترول، في أعمار من 40 إلى 45 سنة. ثم دقق الباحثون في السجلات الطبية للمشاركين أنفسهم بعد مرور 30 إلى 35 سنة.

وعند مقارنة هؤلاء المشاركين مع الآخرين الذين لديهم مستويات مرغوب فيها من الكولسترول (التي تحدد بأقل من 200 مليغرام/ديسيلتر)، ظهر أن الذين كانت لديهم معدلات مرتفعة قليلا (200 إلى 239 ملغم/دل) كانت إصابات العته الوعائي vascular dementia تحدث لديهم على الأكثر بنسبة 50 في المائة، في وقت لاحق من عمرهم. كما أنهم على الأكثر، سيصابون بمرض ألزهايمر، على الرغم من أن النتائج لم تتوصل إلى إحصاءات ملموسة بهذا الشأن.

أما أولئك الذين كانت مستويات الكولسترول لديهم عالية (240 ملغم/دل أو أكثر) فإن مرض ألزهايمر يحدث لديهم على الأكثر، بنسبة 57 في المائة. كما أنهم سيصابون على الأكثر بحالات العته الوعائي، إلا أن النتائج لم تتوصل إلى إحصاءات ملموسة. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن الكولسترول العالي والعوامل الأخرى التي تسهم في حدوث أمراض القلب، يمكنها أن تزيد من خطر العته. إلا أن هذه الدراسة تعتبر مهمة لحجمها وشمولها لأشخاص ينحدرون من مختلف الأعراق البشرية. ولهذا فإنها تضيف دلائل أخرى تؤكد على ضرورة خفض مستويات الكولسترول إلى نطاقها الصحي لأن ذلك مفيد للعقل مثل فائدته للقلب.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

المخ لايسطيع تجديد نفسه…هل هده المقوله صحيحه؟

ديسمبر 28, 2009

مقدمه

أظهرت  الأبحاث  الجديده أن هذه الاعتقادات المتشائمة  (بأن المخ لايسطيع تجديد نفسه) كانت خاطئة، لأن غالبية الحيوانات وكذلك الإنسان تنتج تلك الخلايا مجددا. وكانت واحدة من أولى الدراسات في هذا الشأن قد أجريت على الطيور المغردة. فخلال أوقات التزاوج، تغني هذه الطيور بهدف تحديد حدود منطقتها ولاجتذاب جنسها الآخر. وقد وجد العلماء أن حجم جزء من دماغ هذه الطيور يكبر أثناء هذا الموسم، وهو الجزء المسؤول عن الغناء، وذلك نتيجة لتشكيل خلايا عصبية جديدة.

ولكن، وعندما يبدأ الحديث عن التفكير والذاكرة، فإن الأمر الأكثر أهمية من مسألة إنتاج الخلايا العصبية الجديدة، على أكثر الاحتمال، هو عملية تشكيل روابط جديدة داخل المخ تربط بين هذه الخلايا العصبية.

وهذه الروابط التي تسمى التشابكات العصبية هي التي تسهل عملية التفكير. فقد يتمكن الإنسان من إنتاج ملايين الخلايا العصبية الجديدة، إلا أنها تكون عديمة الفائدة في عملية التفكير ما لم ترتبط في ما بينها.

وعلى المنوال نفسه فإن تمكنت من تقوية روابط التشابك العصبي بين خلايا عصبية قديمة، فإن بمقدورك تقوية التفكير أيضا.

وهكذا فإن المخ لديه إمكانات لإنتاج خلاياه، أكبر مما كان يعتقد في الماضي. وهذه أنباء عظيمة، إلا أن هذا الإنتاج لا يحدث لوحده. ولذلك فإن شحذ أذهاننا وتنشيطها يمثل إحدى الوسائل في هذا الشأن.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

التدخين السلبي و سلوك الأطفال

ديسمبر 26, 2009

مقدمه

كشفت دراسة علمية ألمانية أن الأطفال الذين يستنشقون في مرحلة عمرية مبكرة دخان التبغ المنبعث من الوسط المحيط بهم، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة باختلالات سلوكية ملفتة خلال سنواتهم الدراسية الأولى.

وذكرت الدراسة الصادرة عن جامعة لودفيغ ماكسيمليان ومعهد هايم هولتس للصحة العامة والأوبئة في ميونيخ، أن التعرض لدخان السجائر بغير إرادة –أو ما يعرف بالتدخين السلبي– له تأثيرات سلوكية ونفسية بالغة الضرر على الأجنة في بطون أمهاتهم، والأطفال حديثي الولادة والرضع والصغار ممن تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وثلاثة أعوام.

smoke

وحللت الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في العالم، 5991 حالة شملت أجنة لأمهات مدخنات وأطفالا ولدوا خلال الفترة بين عامي 1995 و1998 تعرضوا لاستنشاق دخان التبغ في فترات مبكرة، ورصدت تأثير التدخين السلبي على تطورهم ونموهم السلوكي والنفسي بين الثالثة إلى السادسة عشرة عاما.

أجنة الحوامل المدخنات يزيد لديهم خطر اكتساب السلوكيات المضطربة

وقالت الدراسة إن "التدخين السلبي يتسبب للأطفال الصغار بأضرار صحية عديدة، ويلحق بهم اضطرابات سلوكية لا تقل خطورة من بينها القلق والنشاط الحركي غير الطبيعيين وتراجع التركيز إلى مستوى متدن، وعدم القدرة على التواصل مع أقرانهم والتلعثم والارتباك وصعوبة التخاطب".

وأضافت أن "هذه الاضطرابات السلوكية الملفتة -التي تم إثباتها بالتحليل العلمي- تؤثر تلقائيا على القدرة الاستيعابية والمهارات العقلية لهؤلاء الصغار".

وأوضحت أن الأجنة في بطون الحوامل المدخنات يزيد لديهم خطر اكتساب التصرفات السلوكية غير الطبيعية بنسبة أربعة أضعاف ما يكتسبه الأطفال الذين يتعرضون عقب الولادة لاستنشاق دخان التبغ المنبعث من محيطهم.

وعزت الدراسة ذلك إلى عدم اكتمال الأعضاء وجهاز المناعة للأجنة وحساسيتهم الشديدة تجاه المتغيرات التي تحدث حولهم.

ونبهت الدراسة إلى أن خطر الإصابة بهذه الاختلالات السلوكية يزيد أيضا عند الأطفال حديثي الولادة والرضع والصغار بمقدار ضعفين عن نظرائهم الموجودين في بيئة غير مدخنة.

ونوهت إلى أن احتواء الدخان السلبي المنبعث من أطراف السجائر المشتعلة على نسب أكثر تركيزا من النيكوتين وأول أكسيد الكربون وغيره من الغازات الضارة، يجعل هذا الدخان أكثر خطرا على المدخنين إراديا ومجاوريهم من المدخنين سلبيا وفي مقدمتهم الأطفال الصغار.

نتائج الدراسة بنيت على قياس معدل النيكوتين بمنازل المدخنين

و قد قال د. يواخيم هاينريش مدير معهد هايم هولتس للصحة العامة والأوبئة والمشرف علي إجراء الدراسة، إن الأطفال الذين جرى فحصهم هم أبناء لأسر طبيعية لا تعاني أي مشكلات، غير أن أحد أو كلا الوالدين فيها من المدخنين.

وأشار إلى أن هذا الاختبار يدلل على أن تعرض هؤلاء الأطفال للتدخين السلبي هو المسؤول عن الاختلالات السلوكية التي تنشأ عندهم لاحقا.

وأوضح أن الدراسة بنيت نتائجها على قياس معدل النيكوتين المنبعث داخل منازل الأسر المدخنة ونسبة الكاتونين، وهي المادة التي أفرزها دم أو بول أو ريق الأطفال الصغار نتيجة لاستنشاقهم النيكوتين المنبعث من سجائر المدخنين.

وأكد أن الدراسة أثبتت علميا أن 93% من الأطفال الذين يوجدون في سن مبكرة بأسر مدخنة يكتسبون جملة من الاضطرابات السلوكية أثناء مراحلهم الدراسية الأولى.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

راس محمد…التصوير تحت الماء

ديسمبر 21, 2009

اضغط للتكبير 

صوره رقم 1. صوره تحت الماء (اضغط للتكبير)

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

راس البر ساعه الغروب…الفنار..منطقه اللسان

ديسمبر 21, 2009

 

اضغط للتكبير

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

حبة من الأسبرين تقلل من خطور االنوبات القلبية او الجلاطات الدماغيه حال حدوثها…بين السؤال و الجواب

ديسمبر 21, 2009

سؤال

سمعت أن على الشخص تناول حبة أسبرين، إن اعتقد بأنه يتعرض لنوبة قلبية او دماغيه. وأنا أتناول في الواقع حبة أسبرين (بجرعة 325 ملغم) يوميا. هل ينبغي علي تناول حبة أسبرين، إن شعرت بأني أتعرض لنوبة قلبية او دماغيه آتية؟

الاجابه

إنك محق تماما ـ فإن من المفيد مضغ حبة من الأسبرين إن كنت تشعر بحدوث نوبة قلبية او دماغيه. وفي الواقع فإن أفراد طاقم الإسعاف يقولون للأشخاص الذين يتصلون بهاتف النجدة، بأن يفعلوا ذلك لحين وصول سيارة الإسعاف إليهم.

تحدث غالبية النوبات القلبية او الدماغيه بسبب الجلطة الدموية. ويمنع الأسبرين تراكم الصفائح الدموية فوق بعضها، وهي عملية مهمة لتكون الخثرات الدموية. ورغم أن مفعول الأسبرين ليس قويا جدا بحيث يمكنه تفكيك الخثرة التي تشكلت بالفعل، فإن أكثر الناس الذين يتعرضون للنوبات القلبية هم من الأشخاص الذين تكون الخثرة الدموية لديهم في طريقها إلى التكون، والانحلال، والتكون مجددا.

وإن كنت من الذين يتناولون جرعة كاملة من الأسبرين يوميا، فإن حبة إضافية منه لن تساعدك كثيرا، لأنك على الأكثر تتمتع بأكثر ما يمكن من مفعوله لوقف تكون الخثرات الدموية. إلا أن تناوله لن يضرك. وتذكر دوما أن أدوية تخفيف الألم الأخرى، مثل «أسيتامينوفين» («تايلينول») و«ايبوبروفين» («مورتين»)، و«نابروكسين» (أليف) لا توقف عملية تكون الخثرات.

وعلى صعيد آخر فقد تكون استشارة طبيبك واجبة، للتداول حول تناول جرعتك اليومية من الأسبرين. إذ يفترض الكثير من الأدلة أن الأسبرين الصغير (بجرعة 81 ملغم) يوميا، جيد لدرء وقوع النوبات القلبية او الدماغيه بمثل جودة الجرعة الكاملة للأسبرين، لغالبية الناس، كما أنه لا يتسبب في الغالب في حدوث مشاكل لنزف الدم.

إلا أن هناك بعض المخاوف التي تدور حول مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يملكون صفائح دموية لا تستجيب للأسبرين من الجرعات الصغيرة، ولذلك توصف لهم جرعات منه تبلغ 325 ملغم. لكن الدلائل حول «مقاومة الأسبرين» لدى هؤلاء، ضعيفة جدا.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الذاكرة , و الخواف و القلق

ديسمبر 21, 2009

مقدمه

الهبوط الدراماتيكي لطائرة الركاب الأميركية أثناء رحلتها الجوية على مياه نهر هادسون في يناير (كانون الثاني) 2009، وإنقاذ كل ركابها البالغ عددهم 155 شخصا، لم تكن اختبارا لخبرة التحليق الممتازة للطيار وأفراد طاقم الطائرة الآخرين فحسب، بل وأيضا اختبارا لهدوئهم والتفكير المركز لهم، أثناء حدوث الأزمة. ولكن، أثناء مقابلات إعلامية أجريت معهم لاحقا، تحدث قائد الطائرة الكابتن تشيلسي سالنبيرغر وغيره من أفراد الطاقم عن تعرضهم لتكرار ظهور لقطات الأحداث السابقة، إضافة إلى شعورهم بتشتت الانتباه، وصعوبة النوم ـ وهذه كلها أعراض نموذجية تتبع حدوث الصدمة.

تحديات الذاكرة

* ورغم أن سقوط الطائرة يظل نادرا لحسن الحظ، فإن الكثير من الأشخاص يمرون دوما، بأشكال أخرى من التحديات البدنية والعاطفية. وقد تتحول هذه التحديات، جزئيا، إلى صدمات، لأن الشخص يسترجعها ذهنيا بشكل متكرر. وفيما يشفى العديد من الأشخاص من التأثيرات العاطفية الناجمة عن صدمة ما بعد وقوع الحوادث، فإن اضطرابات القلق تظهر لدى آخرين. ويمكن لوسائل العلاج النفسي مساعدة أولئك الأشخاص في التخلص التام من الحساسية المرتبطة بالذكريات التي تثير مخاوفهم. إلا أن هذه الوسائل لا تؤدي مهمتها لكل الأشخاص المعالجين. وتقترح الأبحاث حول تكون الذاكرة، استخدام وسيلتين قد تثمران نتائج جيدة في المستقبل. الوسيلة الأولى هي توظيف الأدوية، أو طرق أخرى لتعزيز العلاج النفسي. أما الوسيلة الثانية فتبدو وسيلة جذرية في بعض جوانبها، إذ إنها تحاول إزالة الجانب المثير للخوف من الذاكرة.

ذكريات «متحركة»

* عرف علماء النفس والباحثون في علوم الأعصاب منذ زمن بعيد أن الذكريات تتشكل على مراحل. ففي البداية تكون الذكريات العاطفية غير مستقرة، إذ إنها لا تشكل أكثر من نسق من الإشارات الكهربائية في الدماغ. إلا انه وعندما تؤدي الحادثة إلى ظهور مشاعر أو عواطف قوية، فإن البروتينات وهرمونات التوتر، والنواقل العصبية، تقوي تلك الإشارات، الأمر الذي يقود إلى تعزيز الذكريات وتحويلها إلى ذكريات دائمة، أو هذا كان هو المعتقد السائد.. حتى الآن.وقد أظهرت التجارب على الحيوانات أن عملية استرجاع الذكريات المخيفة تعيد تنشيط الذكريات نفسها بطريقة تعيدها إلى حالتها البيولوجية غير المستقرة. ولكي تظل تلك الذكريات مستمرة فإن عليها أن تخضع كل مرة لإعادة تعزيزها. أما الدراسات الاستكشافية التي أجريت على مجموعات من البشر، فإنها تفترض أن أمرا ما يؤدي إلى إحداث اضطراب في هذه العملية ـ مثل تناول دواء، أو التدرب على نوع من أنواع السلوك ـ بل وحتى أن الذكريات القوية المعززة يمكن إضعافها أو إزالتها كلية.

تعزيز العلاج النفسي

* ينصب العلاج النفسي لاضطرابات القلق على محاولة تخفيف حدة ردّات الفعل العاطفية لأمر ما يعتبره المريض مفزعا (مثل العناكب أو الارتفاعات). وهنا، يعتبر «علاج التعريض للمخاوف» exposure therapy واحدا من أكثر المنطلقات المفيدة. وهو نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد المرضى على التدرب على الاستجابة، بشكل مختلف، للمحفزات أو الذكريات المخيفة.

ويشير علماء الأعصاب إلى هذه العملية بوصفها عملية لاقتلاع الخوف fear extinction، أي أنها تمنع حدوث استجابة للخوف. وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن عملية اقتلاع الخوف تشمل في الحقيقة، ميلاد ذكريات جديدة.

إذن، فإن كانت عملية اقتلاع الخوف هذه تؤدي إلى ميلاد ذاكرة من «الاستجابات المضادة» الجديدة، فإن تعزيز هذه الذاكرة الجديدة بوسيلة من الوسائل ربما سيساعدها على أن تنتصر في تنافسها مع الذاكرة التي تثير المخاوف. ولهذا قام الباحثون باختبار عدد من الأدوية للتعرف على جدواها مع العلاج النفسي، بهدف تقوية عملية اقتلاع الخوف. وقيمت عدة دراسات استدلالية، فاعلية واحد من عقاقير المضادات الحيوية هو «دي ـ سيكلوسيرين» D-cycloserine الذي يعزز نشاط «غلوتامين»، الناقل العصبي «المحفز على الإثارة» الذي ينشط خلايا الدماغ.

وفي دراسة مراقبة عشوائية مزدوجة خصص عقار «دي ـ سيكلوسيرين» مع الحبوب الوهمية، عشوائيا، لـ28 مشاركا من الذين يخافون من الارتفاعات، قبل حضورهم لجلستين من علاج التعريض الافتراضي لمخاوفهم. وبعد أسبوع من ذلك ظهر تحسن لدى الأشخاص الذين تناولوا عقار «دي ـ سيكلوسيرين»، مقارنة بالذين تناولوا الحبوب الوهمية، وبدا هذا التحسن، وفقا لإفاداتهم، في جوانب مخاوفهم، وكذلك في جوانب التوتر لديهم بعدما أجرى الباحثون قياسات على توصيلية الجلد لديهم. كما قام باحثون في دراسة استدلالية أخرى أجريت على 27 شخصا يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، بإعطاء المشاركين عشوائيا عقار «دي ـ سيكلوسيرين» أو الحبوب الوهمية، قبل ساعة من حضور كل جلسة من أربع جلسات للعلاج النفسي موجهة لتخفيف المخاوف من رهبة التحدث أمام الجمهور. وظهر أن المشاركين الذي تناولوا عقار «دي ـ سيكلوسيرين» شعروا بتخفيف مخاوفهم بعد الجلسات مباشرة، وكذلك بعد مرور عام كامل، مقارنة بالآخرين الذين تناولوا الحبوب الوهمية.

كما استنتجت دراستان استدلاليتان أخريان أن عقار «دي ـ سيكلوسيرين» ربما يساعد أيضا في تحسين استجابات المعانين من اضطراب الوسواس القهري للعلاج النفسي الموجه لتخفيف حدة الهواجس والأعراض الأخرى.

محو المخاوف من الذاكرة

* إلا أن هناك منطلقات مختلفة تتمثل في محو العنصر المثير للخوف من الذاكرة، أو على الأقل إزالة التأثير العاطفي القوي له. ويشير علماء الأعصاب إلى هذه الاستراتيجية بوصفها «إعادة التماسك مع الإضعاف» impairing reconsolidation. ولكن، ولكي تؤدي هذه الوسيلة العلاجية أهدافها فإن عليها أن تكون متزامنة في توقيتها وبدقة كبيرة، بحيث انه يتم تنفيذها أثناء فترة استرجاع الذكريات المختزنة أو بعدها مباشرة، وقبل أن تعود الذاكرة إلى تماسكها مرة أخرى، وهي الفترة التي تمتد لبضع ساعات فقط.

ولأن هرمونات التوتر مثل الكورتيزول تساعد في تماسك الذكريات المثيرة للخوف، فإن الباحثين غالبا ما حاولوا اختبار أدوية «حاصرات بيتا» beta blockers (التي تكافح تأثيرات هذه الهرمونات) باعتبارها وسائل محتملة للتأثير على عملية إعادة التماسك.

وقد أفاد باحثون في جامعة أمستردام نتائج دراسة مراقبة عشوائية وجدت أن دواء «بروبرانولول» propranolol، وهو أحد أدوية «حاصرات بيتا»، بمقدوره محو الذكريات المخيفة. وفي إحدى مراحل تجربتهم المسماة «مرحلة اكتساب الخوف» «fear acquisition» تعرض 40 متطوعا لصدمة خفيفة في كل مرة شاهدوا فيها صورا لعناكب. ولذا فلم يكن من المدهش أن يتعلم المتطوعون بسرعة على الخوف من العناكب، كما أشارت إلى ذلك استجابات «الفزع» التي ظهرت لديهم لدى مشاهدة العناكب مرة أخرى.

وعندما كان المتطوعون نائمين، فإن أدمغتهم كانت تعيد تماسك ذاكرتهم حول الأمور التي تعرضوا إليها أثناء تجربتهم. ويفترض هذا البحث أن قرين آمون hippocampus في الدماغ يساعد في تماسك الذاكرة التقريرية declarative memory (شكل العناكب)، في حين تقوم اللوزة amygdale بالعمل على تماسك الذاكرة العاطفية (العناكب كانت مخيفة).

وفي اليوم الثاني تناول قسم من المتطوعين دواء «بروبرانولول» بينما تناول القسم الآخر الحبوب الوهمية. ثم شاهد جميع المتطوعين صورا للعناكب مرة أخرى، بحيث كان بإمكان الباحثين، بواسطة تجربتهم هذه، إعادة تنشيط الذكريات المخيفة وقياس استجابات «الفزع» لدى المتطوعين. وحتى تلك اللحظة ظهرت لدى المتطوعين في كلتا المجموعتين استجابات «فزع» متقاربة، عند رؤيتهم صور العناكب.

ثم خلد المتطوعون للنوم مرة أخرى. وكان مبدأ النظرية هنا يتمثل في أن دواء «بروبرانولول» سيقوم بالتشويش على المستقبلات الخاصة باللوزة amygdale، وبهذا فإنه سيمنع إعادة تماسك جانب الذاكرة المتعلق بالخوف، إلا أنه لن يؤثر على عملية إعادة تماسك الذاكرة التقريرية في قرن آمون.

وأخيرا وفي اليوم الثالث، شاهد المتطوعون صور العناكب مرة أخرى.

وظهر أن الأشخاص الذين تناولوا «بروبرانولول» كانوا أقل فزعا بكثير لدى رؤيتهم المشاهد المخيفة مقارنة بالذين تناولوا الحبوب الوهمية. كما انعدمت استجابات الفزع لدى البعض منهم. وفي الوقت نفسه فإن المتطوعين الذين تناولوا دواء «بروبرانولول» كانوا يتذكرون لماذا كانوا خائفين من صور العناكب (الأمر الذي يشير إلى أن ذاكرتهم التقريرية ظلت جيدة)، لم يعودوا خائفين (الأمر الذي يفترض أن الذاكرة العاطفية قد تم تغييرها بنجاح).

توقيت العلاج

* إلا أن توقيت العلاج بالأدوية كان أهم الأمور. فقد مرّ 20 متطوعا آخرين بنفس مرحلة اكتساب الخوف أثناء التجارب، وتناولوا دواء «بروبرانولول» في اليوم الثاني من دون مشاهدة صور العناكب مرة أخرى ـ ما يعني أنهم لم يعيدوا تنشيط الذكريات المخيفة. وفي اليوم الثالث شاهد هؤلاء المتطوعون صور العناكب مجددا. وكانوا فزعين مثلما كانوا في مرحلة اكتساب الخوف. وهذا يفترض أن الذاكرة المخيفة يجب استعادتها بطريقة ما، لكي يمكن إرجاعها إلى حالتها البيولوجية الضعيفة قبل أن يتمكن دواء «بروبرانولول» من درء تماسكها. ووجدت دراسة مراقبة عشوائية استدلالية على 19 مريضا باضطراب إجهاد ما بعد الصدمة post-traumatic stress disorder (PTSD) أيضا أن «بروبرانولول» بمقدوره المساعدة في محو المحتويات العاطفية من الذاكرة طويلة المدى المصدومة. وقد خصص باحثون في جامعة ماكجيل أما دواء «بروبرانولول» أو الحبوب الوهمية لـ19 مريضا بحالات إجهاد ما بعد الصدمة المزمنة، لتناولها مباشرة بعد وصفهم للأحداث الأصلية التي أدت إلى صدمتهم. وبعد مرور أسبوع رصد العلماء معدل ضربات القلب، درجة التعرق، والقياسات الفسيولوجية الأخرى كلما استرجع المتطوعون ذكرياتهم عن تلك الأحداث. وظهر أن المشاركين الذين تناولوا «بروبرانولول» بعد إعادة تنشيط الذكريات المثيرة للمخاوف كانت لديهم معدلات أقل لضربات القلب، كما رصدت لديهم جوانب أضعف في التوتر الفسيولوجي مقارنة بالذين تناولوا الحبوب الوهمية.

اتجاهات المستقبل

* نشر باحثون في جامعتي نيويورك وتكساس نتائج دراسة أجريت على الحيوانات، افترضت أن من الممكن التغلب على الخوف باستخدام وسيلة التخلي السلوكي المضبوط في توقيته، بدلا عن الدواء، بهدف محو الذكريات المخيفة.

وبالرغم من أن هذه الدراسات ما زالت في بداياتها فإن الأبحاث تظهر أن يمكن التلاعب بالذاكرة، أي تكييفها، لتقليل الآلام العاطفية.

محو الذكريات المثيرة للخوف

* عملية استرجاع ذكريات مخيفة تعيد تلك الذكريات إلى شكل بيولوجي غير مستقر، يمكن التلاعب به، أي تكييفه.

* وجد الباحثون أن من الممكن في بعض الحالات خفض حدة جوانب الذاكرة المثيرة للمخاوف.

* رغم أن الأبحاث لا تزال في بدايتها فإن بمقدورها تعزيز علاج اضطرابات القلق.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com