اضطراب الشخصية البينية (الحدية) Borderline Personality Disorder…السمات الأساسيه

مقدمه
سميت بهذا الاسم نظرا لأن المصابين بهذا الاضطراب في الشخصية يقف بين (أو على الحدود) بين الاضطراب العصابي من جهة والاضطراب الذهني من جهة أخرى.

تتميز الشخصية الحدية بعدم الاستقرار العاطفي والمزاجي والسلوكي وعلى صعيد العلاقات مع الآخرين ومع النفس حيث يكون الاضطراب واضحا في كل هذه الأشياء أو في أغلبها.

نسبة الاصابة بها في المجتمع عموما تبلغ 1 – 2 % وهي موجودة في الإناث أكثر من الذكور بنسبة الضعف.

الخصائص والصورة الإكلينيكية:

دائما يظهر المصاب بهذا الاضطراب وكأنه في أزمة أو مشكلة وتنتابه تقلبات في المزاج باستمرار فتجده في قمة المرح وحب المشاركة في الكلام مع الآخرين وفجأة يكتئب ويصمت وبعد فترة قد يصف شعوره بالخواء الداخلي والملل كما أنهم يعبرون دائما عن عدم شعورهم بهوية أو شخصية معينة تخصهم.

يصعب عليهم التحكم في غضبهم فيبدون ذلك في مناسبات ولأسباب مختلفة وبأشكال مختلفة أيضا. وهذه التصرفات تضيف لمشاكلهم في استمرارية علاقات طبيعية مع الآخرين.

تنتاب المريض نوبات ذهان حادة وقصيرة جدا ولا تترك أثرا قويا على حياة المريض. عادة ما تكون سلوكيات وتصرفات المريض مفاجئة ولا يمكن التنبؤ بها.

يقوم المصاب بهذا النوع من الاضطراب بالعديد من السلوكيات التي تؤدي بالضرر لنفسه كانعكاس لنوع الحياة المؤلمة التي يعيشها فتجده كثيرا ما يحاول الانتحار أو جرح أو حرق مناطق معينة في جسمه وهكذا.

بالرغم من إعتماديتهم الكبيرة على الآخرين وبالذات المقربين منهم إلا أنهم قد يكونون عدوانيين باللفظ أو الفعل تجاه من يعتمدون عليهم.

لا يستطيع ذو الشخصية البينية البقاء لوحده بل يفضل صحبة الآخرين مهما كانت طبيعة هؤلاء الآخرين حتى لو لم يكونوا مرتاحين لهم. بالطبع فإن علاقاتهم الاجتماعية غير مستقرة, فمن هو أفضل شخص في العالم بالنسبة لهم غدا قد يعدونه أسوأ شخص في العالم بل ولا يستبعد أن يلصق بهم أي عيب ممكن.

يظهر على الشخصية البينية الكثير من الاندفاعية في التصرف بمعنى أن يعمل شيئا معينا دون تفكير في العواقب ويظهر ذلك جليا في كيفية صرفهم للمال والممتلكات, القيادة المتهورة للسيارة, تعاطي المخدرات أو سلوكيات جنسية غير سوية.

لا يستطيع المصابون بهذا النوع من اضطراب الشخصية التأقلم مع متغيرات الحياة أو اتخاذ القرارات المصيرية كالزواج أو نوعية العمل بالشكل الطبيعي المتوقع منهم في مراحل عمرهم المختلفة ويلاحظ كذلك أن إنتاجيتهم تقل كثيرا عن الإمكانيات التي يمتلكونها.

لا يتغير مسار المرض كثيرا مع التقدم في العمر إلا قليلا ويظل محافظا على نفس النمط من التفكير والمزاجية والاعتمادية والشعور بالملل والخواء الداخلي. يصاب الكثير منهم بالاكتئاب أكثر من غيرهم.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

أضف تعليق