Archive for 26 أوت, 2009

مدرسة كارل يونغ التحليلية

أوت 26, 2009

مقدمه

ولد كارل جوستاف يونغ عام 1875 ببلدة كيسوييل علي ضفة نهر سويسرا , انتقل أبوه بعد ولادته إلي بلدة شلوسلفن ثم أقام بمدينة بال هذه الأخيرة التي أمضي فيها كارل يونغ طفولته و تلقي بها دروسه الأولى و تحصل فيها علي شهادة طبيب, لينتقل فيما بعد إلى زيوريخ أين بدأ العمل في مستشفي كاتون للأمراض العقلية , هناك تعرف بالطبيب و العالم النفسي بليوير وأصبح تلميذا عنده, بعدها قدم مذكرته التي كانت بعنوان:" علم النفس المرضي للظواهر الخفية" ثم قام بالتحضير لنشر طبعته الأولى حول" دراسات حول التداعيات" سنة 1903 ومن ثم كتابه المعنون ب:"الجنون المبكر" سنة 1907.

و في نفس هذه السنة تعرف علي أب التحليل النفسي سغموند فرويد ليتكون تحت إشرافه لمدة خمس سنوات ثم ينفصل عنه ليحضر لإنشاء مدرسة و تيار نفسي تحليلي جديد بمبادئ و أفكار جديدة و ظهر ذلك جليا بإنشائه لمعهد يونغ بزيوريخ، توفي سنة 1961.

أفكار جديدة في علم النفس :

يعتبر يونغ مكتشف ما يسمى ب: "اللاشعور الجماعي" الناشئ عن التخيل، وهو موجود عند كل المجتمعات و الشعوب بمختلف الأعمار ويظهر جليا في الديانات و الأساطير و الخرافات و الطقوس السحرية.

ولقد سافر يونغ مرارا إلى إفريقيا السوداء، إفريقيا الشمالية، والهند، وفي أمريكا أين درس بالخصوص تقاليد الهنود الحمر، وتجدر الإشارة إلى أن يونغ تبنى في مجمل حياته فكرة تجاوز النظرة و الاتجاه الوصفي للظواهر و الأمراض العقلية و في فهم البعد الداخلي للإنسان.

فاهتم في بداية حياته بدراسات فرويد،ثم ابتعد شيئا فشيء عن أفكار فرويد، بحيث أنه لم يتقبل فكرة تصور أن الطاقة الجنسية "الليبيدو" تكون محدودة، بالنسبة إلى الحاجة لنظرية في البعد جنسي للإنسان و ظهر ذلك جليا في ظهور كتاب له بعنوان :
" الشكل التحولي و الرمزية في الليبيدو" سنة 1912 أين شرح يونغ فكرته حول اللاشعور الجماعي.

البنية الرباعية للنفس:

وضع يونغ بنية رباعية خاصة بالنفس الإنسانية، انطلاقا من أربع وظائف نفسية، تحدد و تميز مختلف الأنماط البشرية وهي: التفكير، الحدس، العاطفة، و الإحساس.
وهذه الوظائف الأربع تكون أداة بها يمكن للفرد أن يستغلها في سبيل تطوره و تغيره أو تحوله.

و كانت نظرة يونغ للإنسان نظرة دينامية ويمكن لنا أن نلخصها في تصورين اثنين هما: الكينونة"كيف يكون؟" والتصور الثاني هو التحول "إلى ماذا يتحول؟"

و عند الإنسان العالم يكون مدرك لديه بفضل تكون الأنا، لكن القوة الأحادية لهذا الأخير لا يجب أن تتجاوز الحدود، ومن جانب آخر الأنا يجب عله أن لا ينسلخ من جذوره أصله.
وفي المخطط الجماعي تكون سلوكاته في هذه الحالة منطلقات سيئة و غير مقبولة من طرف الجماعة المنتمي إلها الأنا.

و العصاب مثلا لا يرجع فقط كما قال فرويد إلى أحداث الماضي الصادمة خاصة الطفولية بل إلى الوضعية الآنية للفرد؛ وتعديل الوضع بدون التأثر بمعارضة التيار النفسي ينشأ بتحديث النفس الإنسانية و يكون ذلك مثلا بسبر الجانب الداخلي و الغامض لها.
الشخصية: هي الجزء لا يتجزأ منا، جلية وظاهرة، مشعة كما نظهرها للآخرين وهي الأنا الاجتماعي.

الظل: الجزء اللاواعي في شخصيتنا غير جلي ، وهو مجمل قوانا التي نخفيها لكن ليس بالضرورة أنها تسيطر بصورة كاملة علينا.

و يوجد هناك توازن بين الشخصية والظل وإلا لم تكن هناك عفوية أبدا في سلوكاتنا أو لن يكون هناك مكان لما هو عفوي و تلقائي ،و هذا التوازن يكون خاضع و تابع لإطار اجتماعي ثقافي.

اللاوعي الجماعي:من مظاهره الأنماط والموروثات البدائية أو القديمة التي تصور الصور القديمة مثل التنين، الجنة المفقودة.. هذه الصور تكون في عمق الإنسانية، ونجدها عند كل فرد، في شتى الأماكن و مختلف الأزمان، وتكون بجانب الذكريات  الشخصية، وتظهر في الأحلام و الهذاءات والفن كالرسومات. و يميز يونغ عدة طبقات في اللاوعي الجماعي:

الطبقة الأولى: تكمن في اللاوعي الفردي
الطبقة الثانية : تكون في اللاوعي الجماعي العائلي
الطبقة الثالثة: تظهر في اللاوعي الجماعي الخاص بسلالات عرقية ومجموعات ثقافية قد تنتمي إلها العائلة.
فوق كل هذا يوجد اللاوعي الجماعي المشترك وهذا ما نجده عند كل الكائنات البشرية مثل الخوف من الظلمات، الغرائز..الخ
و في هذا النمط من اللاوعي توجد البنيات القاعدية، و قانون عام به يمكن لهذا اللاوعي أن يجسد و يظهر كل هذا في الموروثات الإنسانية بفضل الأبعاد المختلفة كالخليط و التراكمات الموروثة من الأصل.
الأنماط البدائية الموروثة:
تشكل البنيات القاعدية و الإطار العام للاوعي الجماعي وبفضلها يتجسد و تكون فطرية ثابتة و نفسها عند كل الناس ، و هذه هي مضامين اللاوعي . و الأنماط الموروثة هي الأشكال الأولية و الأساسية للظواهر، و هناك أيضا الأنماط الأبوية الموروثة من عند الأب و الأم.
الأنيما: البعد الأنثوي النفسي عند الرجل
الأنيموس: البعد الذكوري النفسي عند المرأة
الذات: هي الكمال و عندما يصل هذا الجزء من أنفسنا إلى هذه الدرجة يصبح تصبح مقدسة، و لنا كلنا النزعة للبحث عن الوحدة الكاملة.
وكل أعمال يونغ مبنية علي سؤالين أساسيين هما: ما هو العالم ؟ و السؤال الثاني من أكون؟
وكان يونغ غير مقتنع بتفسيرات الإطار الديني الخاص به هذا ما دفعه إلى العمل خارج هذا الإطار و جره ذلك إلى البحث عن الكمال في شتى أبعاد النفس الإنسانية و الطب العقلي قدم له الوسيلة الأكثر ملائمة للتقرب من فهم الكمال النفسي للإنسان.
و قد عمل يونغ في مجال البحث في علم الآثار و علم الأساطير، و البعد النفسي للآثار و شبه فكرة تحويل الحديد إلى الذهب بالرغبة الإنسانية في تحويل الشخصية مكن الضعف إلى القوة، من النقص إلى الكمال.

دينامية الصور في الحلم البشري:

الحلم عند يونغ كما عند فرويد هو الطريق الأسمى و المختصر و المضمون للوصول للاوعي، و يعطي أهمية كبرى للرؤية و الرسائل التي تحملها ،و الحلم يحمل في طياته وجودية بعد نفسي خالص و موضوعي، و فهم طبيعي يؤدي مباشرة إلى تعديل ذاتي في الشخصية الإنسانية، وهو يترجم بصورة واقعية للاوعي في موضع معين، وهو أيضا يمثل الوظيفة المكملة للوعي لذا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار شأنه شأن الحالة الواعية.

مدرسة يونغ التحليلية:هي تيار نفسي تحليلي تبنى أفكار يونغ في فهم الاضطراب النفسي، و بالتركيب مع مبادئ فرويد التي ترجع المرض إلى تأثير البعد الجنسي للإنسان بغرائزه الجنسية المتفاعلة التي تكون كمحرك للسلوك البشري، وأضافت إلى جانب كل هذا فكرة يونغ على أن الفرد يجب أن  يضع في حسبانه الأبعاد الكامنة اللاواعية في شخصيته، و العلاج المستوحى من نظريات يونغ يساعد العميل على فهم و الوعي بالمنبع الأصلي و الجوهري لتطوير وتمنية قدراتهم النفسية بهدف علاج الاضطراب و التقليل من حدة الصراع النفسي المعاش، وهذا كله يتم بفضل تحليل الأحلام و الخيالات الخاصة بالعميل و أيضا يساهم البعد الفني كالرسومات مثلا علي الولوج لعمق النفس الإنسانية ، وتفسير التنظيمات الخاصة بالعميل بفضل الصور اللاشعورية الرمزية التي هي حسب نظر يونغ مشتركة عند كل فرد منا.

يونغ و النزوات:انطلاقا من كونه التلميذ الأول لفرويد انشأ معه مدرسة التحليل النفسي و مثل أستاذه درس و عالج يونغ المفهوم الليبيدي للإنسان، لكن تصوره تجاوز خلافا لفرويد البعد النزوي للفرد الذي يكمن في النزوات الجنسية فقط، فأضاف يونغ نزوات الحاجة للاكتشاف كجملة محركة للسلوك الإنساني و هذا ما ساهم في تطوير البعد النزوي في التيار التحليلي النفسي المعاصر.و هذا ما استفاد منه الكثيرون من علماء النفس في عصرنا الحالي بحث أن الرغبة في الاكتشاف هي أساس تطور معرفة الطفل بعالمه الخارجي و هذا ما أكددت عليه فيما بعد أنا فرويد و ميلاني كلاين في علم النفس الطفل، و كل هذا يعود بفضل أفكار كارل يونغ الجدبدة.

العقد النفسية حسب يونغ :

يرى أن العقد النفسية مردها إلى التظاهرات أو التمثيلات النفسية الكامنة أو المكبوتة، و شرح في كتابه" دراسات في التنظيمات التشخيصية" هذه الفكرة بل و بنى انطلاقا منها برنامجا علاجيا ؛ فكان يطلب من مرضاه انطلاقا من كلمة يقترحها عليهم ببناء تنظيم أو تعبير فكري يشترك مع معنى الكلمة، وحسب رأيه هذه التنظيمات ترجع للتظاهرات النفسية الكامنة، والتي بها يمكن لنا فهم المركبات النفسية الخفية في النفس البشرية، وبفضل التعبير المتداعي يأمل يونغ في إمكانية الوصول لعلاج الهستيريا،

وكل إنتاج لغوي ينبئ عن عرض قد يكون منطلق لفهم مرض نفسي معين

الطريقة العلاجية:

لكي نعدل السياق الخاص بالتيار النفسي للإنسان يجب معرفة كيف نصل إلى اكتشاف البعد الداخلي للإنسان؛ ولكي نصل إلى هذا يجب علينا أن نعتمد على طرق فنية احترافية للتعرف علي معنى السلوكات الإنسانية و هذا يعطينا قدرة على معرفة الأعراض المرضية للإنسان و التنبؤ بمرضه بفضل الحدس العلمي المقنن و بفضل هذا يمكننا أن نصل إلى درجة من الاحترافية في مجابهة الاضطرابات النفسية ومد العون دون تملص من المسئولية الملقاة على عاتقنا في مساعدة إنسان يبحث عن نجدة من طرف إنسان يمتلكها و مطالب بتقديمها و هنا نتكلم عن البعد الإنساني للمعالج النفسي؛ بحيث أنه لا يجب عليه أن ينظر لمضطرب بنظرة البائع للمشتري بل يجب عليه أن يضع في ذهنه فكرة أن الهدف أسمى من مقابل مالي ، فهو تعديل لشخصية، تحويل لوضع مساعدة لإنسان و بهذا يصل المعالج لأعلى درجات الكمال بل و القدسية بمجرد النجاح في تقويم سلوك مضطرب كان يشكل عبئا على كل العالم.

و وضعية المعالج يجب أن تكون وضعية موضوعية، محايدة، ولا يجب أن يعامل المعالج المضطرب على أنه طبيب بل على أنه إنسان يمد يد العون لإنسان آخر، و يجب عليه أن يعيش حالة المريض لا أن ينظر إليها عن بعد يشاركه و يسانده.

أشار يونغ فيما بعد إلى أهمية التحويل الذي هو الرابط العاطفي القائم بين المختص و العميل، و يمثل حسب يونغ الدور الفعال لتبلور التظاهرات الراجعة للمضامين اللاوعي.
في نظر يونغ العلاج النفسي يختلف بالاختلاف الطبيعة الإنسانية.

انطلاقا من العلاج النفسي المصغر يمكن أن نصل إلى شفاء الأعراض الوسواسية ، الكف.. كل هذه الأعراض التي علاجها فرويد عياديا ووضعها ضمن العلاجات الكبرى، وقد تأخذ وقتا كبير في العلاج، ولا تؤدي إلى النتيجة المرجوة و التي هي التغير الكامل و الإيجابي في الشخصية.
و منذ 1948 انشأ المعهد النفسي لكارل يونغ في زيوريخ، و الذي يضمن التكوين النفسي للأخصائيين و المتبنيين للتيار كارل يونغ في علم النفس في شتى أنحاء العالم.

أقول و أفكار:

1- "اللاشعور أو اللاوعي الجمعي هو ذلك الجانب من اللاشعور الذي يشترك فيه البشر جميعا عبر التاريخ ،و هو موروث و منتقل عبر الأجيال و يشمل على الخبرات السابقة المتراكمة منذ آلاف السنين ومادته الأساسية هي الأنماط الأولية التي هي عبارة عن استجابات الإنسان الغريزية تجاه الكون و الحياة و صور عن الخير و الشر و الشيطان و ما شابه ذلك"

2- "لا يستطيع الإنسان أن يعتمد فقط على فكرة أنه يعيش في العصر الحالي و بالتالي تتوافر لديه المؤهلات ليطلق عليه لقب إنسان معاصر، فكثيرون هم من يظنون أن كل إنسان يعيش في الوقت الحاضر هو إنسان معاصر و هذا خطأ فحسب نظري فإن الإنسان العصري هو الذي يملك أكبر قدر على الإدراك الحسي بالعصر الحديث."
د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

سيجموند فرويد و المدرسه التحليليه

أوت 26, 2009

مقدمه
الفرويدية مدرسة في التحليل النفسي أسسها اليهودي سيجموند فرويد وهي تفسر السلوك الإِنساني تفسيراً جنسياً، وتجعل الجنس هو الدافع وراء كل شيء كما أنها تعتبر القيم والعقائد حواجز وعوائق تقف أمام الإِشباع الجنسي مما يورث الإِنسان عقداً وأمراضاً نفسية.
التأسيـس وأبــرز الشخصــيات:

أولاً: المؤســس وحياتــه:

– ولد سيجموند فرويد في 6 مايو 1856م في مدينة فريبورج بمقاطعة مورافيا بتشيكوسلوفاكيا الحالية من والدين يهوديين.
– استقرت أسرة أبيه في "كولونيا" بألمانيا زمناً طويلاً، وفي القرن الرابع أو الخامس عشر نزحت شرقاً. وفي القرن التاسع عشر هاجرت مرة أخرى من ليتوانيا عن طريق غاليسيا إلى مورافيا التابعة لأمبراطورية النمسا والمجر قبل زوالها عقب الحرب العالمية الأولى.
– ولدت أمه بمدينة برودي في الجزء الشمالي من غاليسيا الواقعة بالقرب من الحدود الروسية، وقد نزح والدها إلى فيينا وهي لا تزال طفلة ولما شبت تزوجت من جاكوب فرويد والد سيجموند فرويد حيث أنجبت له سبعة أبناء.
– و "غاليسيا" المدينة البولندية التي جاء منها والد فرويد كانت معقلاً رئيسياً ليهود شرق أوروبا، وبسبب ظروف الشغب رحلت الأسرة إلى برسلاو بألمانيا وعمر سيجموند حينها ثلاث سنوات، ثم رحلوا مرة أخرى إلى فيينا حيث أمضى معظم حياته (وبقى فيها إلى سنة 1938م حيث غادرها إلى لندن ليقضي أيامه الأخيرة فيها مصاباً بسرطان في خده وقد أدركته الوفاة في 23 سبتمبر 1939).
– تلقى تربيته الأولى وهو صغير على يدي مربية كاثوليكية دميمة عجوز متشددة كانت تصحبه معها أحياناً إلى الكنيسة مما شكل عنده عقدة ضدّ المسيحية فيما بعد.
– نشأ يهودياً، وأصدقاؤه من غير اليهود نادرون إذ كان لا يأنس لغير اليهود ولا يطمئن إلا إليهم.
– دخل الجامعة عام 1873م وكان يصر على أنه يرفض رفضاً قاطعاً أن يشعر بالدونية والخجل من يهوديته. لكن هذا الشعور الموهوم بالاضطهاد ظل يلاحقه على الرغم من احتلاله أرقى المناصب.
– في سنة 1885م غادر فيينا إلى باريس وتتلمذ على شاركوت مدة عام حيث كان أستاذه هذا يقوم بالتنويم المغناطسي لمعالجة الهستيريا وقد أعجب فرويد به وهو الذي أكّد له أن بعض حالات الأمراض العصبية يكون سببها مرتبطاً بوجود اضطراب في الحياة الجنسية.
– في سنة 1886م عاد إلى فيينا وبدأ يشتغل بدراسة الحالات العصبية بعامة والهستيريا بخاصة مستعملاً التنويم المغناطسي.
– عاد مرة أخرى إلى فرنسا ليتعرف على مدرسة نانسي، لكنه خاب أمله عندما علم بأنهم ينجحون في التنويم المغناطيسي مع الفقراء أكثر من نجاحهم مع الأغنياء الذين يتلقون علاجاً على حسابهم الشخصي.
– عاد إلى فيينا من جديد وعاد إلى استعمال التنويم المغناطيسي فحقق نجاحاً مقبولاً.
– أخذ يتعاون مع جوزيف بروير (1842 – 1925م) وهو طبيب نمساوي صديق لفرويد، وهو فيزيولوجي في الأصل لكنه انتقل إلى العمل الطبي وكان ممن يستعملون التنويم المغناطيسي أيضاً.
– بدأ الاثنان باستعمال طريقة التحدث مع المرضى فحقّقا بعض النجاح ونشرا أبحاثهما في عامي 1893 و 1895م وصارت طريقتهما مزيجاً من التنويم والتحدث، ولم يمض وقت طويل حتى انصرف بروير عن الطريقة كلها.
– انضم عام 1895م إلى جمعية (بناي برث) أي أبناء العهد وهذه التي لم تكن تقبل في عضويتها غير اليهود، وكان حينها في التاسعة والثلاثين من عمره، وقد واظب على حضور اجتماعاتها على مدى سنوات، كما ألقى فيها محاضراته عن تفسير الأحلام.
– تابع فرويد عمله تاركاً طريقة التنويم معتمداً على طريقة التحدث طالباً من المريض أن يضطجع ويتحدث مفصحاً عن كل خواطره، وسماها طريقة (الترابط الحر) سالكاً طريقَ رفعِ الرقابة عن الأفكار والذكريات، وقد نجحت طريقته هذه أكثر من الطريقة الأولى.
– كان يطلب من مريضه أن يسرد عليه حلمه الذي شاهده في الليلة الماضية، مستفيداً منه في التحليل، وقد وضع كتاب "تفسير الأحلام" الذي نشره سنة 1900م، ثم كتاب (علم النفس المرضي للحياة اليومية) ثم تتالت كتبه وصار للتحليل النفسي مدرسة سيكولوجية صريحة منذ ذلك الحين.
– أسس في فيينا مركز دائرة علمية، واتصل به أناس من سويسرا وأوروبا عامة، مما أدى إلى انعقاد المؤتمر الأول للمحللين النفسيين سنة 1908م إلا أن هذه الدائرة لم تدم طويلاً إذ انقسمت على نفسها إلى دوائر مختلفة.
– كان يعرف تيودور هرتزل الذي ولد عام 1860م، وقد أرسل فرويد إليه أحد كتبه مع إهداء شخصي عليه، كما سعيا معاً لتحقيق أفكار واحدة خدمة للصهيونية التي ينتميان إليها من مثل فكرة "معاداة السامية" التي ينشرها هرتزل سياسياً، ويحللها فرويد نفسياً.

ثانياً: مِنْ أصحابه وتلاميــذه:

– من أصحابه: ساخس، رايك، سالزمان، زيلبورج، شويزي، فرانكل، روينلز، سيمل، وهم جميعاً يهود.
– لارنست جونز، مؤرخ السيرة الفرويدية، مسيحي مولداً، ملحد فكراً، يهودي شعوراً ووجداناً، حتى إنهم خلعوا عليه لقب: اليهودي الفخري.
– ولهلهم ستكل، وفرنز وتلز: عضوان هامان في جماعة فرويد إلا أنهما قد خرجا عليه لاختلافات بسيطة تناولت النظريات أو الطرائق.
– أوتو رانك (1884 – 1939م) قام بوضع نظرية تقوم أساساً على أفكار فرويد الأصلية مع بعض التعديلات الهامة، وأبرز نقاط نظريته أن صدمة الميلاد العميقة تظل تؤثر في الإِنسان تأثيراً لا ينقطع سعيه بعدها من أجل استعادة اتزانه ونموه.
– الفرد آدلر: ولد في فيينا (1870 – 1937م)، وقد انضم إلى جماعة فرويد مبكراً لكنه افترق عنه بعد ذلك مؤسساً مدرسة سماها مدرسة "علم النفس الفردي" مستبدلاً بالدوافع الجنسية عند فرويد عدداً من الدوافع الاجتماعية مع التأكيد على إرادة القوة والمجهودات الشعورية.
– كارل جوستاف يونج (1875 – 1961م) ولد في زوريخ، وهو مسيحي، نصبه فرويد رئيساً للجمعية العالمية للتحليل النفسي، لكنه خرج على أستاذه معتقداً بأن هذه المدرسة التحليلية ذات جانب واحد وغير ناضجة، وكان لخروجه أثر بالغ على فرويد. وضع نظرية (السيكولوجيا التحليلية) مشيراً إلى وجود قوة دافعة أكبر هي طاقة الحياة مؤكداً على دور الخبرات اللاشعورية المتصلة بالعرق أو العنصر.
ثالثاً: الفرويـديون المحدثــون:
حدث انسلاخ كبير عن الفرويدية الأصلية، وذلك عندما تكونت الفرويدية الحديثة التي كان مركزها مدرسة واشنطن للطب العقلي، وكذلك معهد إليام ألانسون هوايت في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مدرسة تتميز بالتأكيد على العوامل الاجتماعية وعلى أن ملامح الإِنسان إيجابية، وهم يلحّون على نقل التحليل النفسي إلى علم الاجتماع للبحث عن أصول الحوافز البشرية في تلبية مطالب الوضع الاجتماعي، ومن أبرز شخصياتهم:
– هاري ستاك سليفان (1892 – 1949م) الذي يميل إلى تمحيص مظاهر التفاعل بين المريض والآخرين وانعكاسات ذلك على الناحية النفسية.
– أريك فروم: ظهر بين (1941 – 1947م) كان ينظر إلى الإِنسان على أنه مخلوق اجتماعي بالدرجة الأولى بينما ينظر إليه فرويد على أنه مخلوق مكتف بذاته، تحركه عوامل غريزية.
– إبرام كاردينر، ظهر ما بين (1939 – 1945م) وسار في طريق دراسة التفاعل بين المؤسسات الاجتماعية والشخصية الفردية.
– كارن هورني: استعملت طريقة فرويد خمسة عشر عاماً في أوروبا وأمريكا إلا أنها أعادت النظر فيها إذ وضعت نظرية جديدة تحرر فيها التطبيق العلاجي من كثير من القيود التي تفرضها النظرية الفرويدية.
– وعلى الرغم من ذلك فإن الفرويديين المحدثين لا يزالون متمسكين بأشياء كثيرة من نظرية فرويد الأصلية من مثل:
1- أهمية القوى الانفعالية بوصفها مضادة للدفع العقلي والارتكاسات الاشتراطية وتكوين العادات.
2- الدفع اللاشعوري.
3- الكبت والمقاومة وأهمية ذلك في التحليل أثناء العلاج.
4- الاهتمام بالنزاعات الداخلية وأثرها على التكوين النفسي.
5- التأثير المستمر للخبرات الطفولية المبكرة.
6- طريقة التداعي الحر، وتحليل الأحلام، واستعمال حقيقة النقل.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

رمضان كريم

أوت 26, 2009

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

مرض السكر لدى الكبار…سؤال و جواب

أوت 26, 2009

مقدمه
أصبت بمرض السكري من النوع الثاني منذ 12 عاما، وعمري الآن 81 سنة، وأتناول أدوية «ميتفورمين» و«جانوفيا». ولم يقترح عليّ الطبيب قط أن أقوم بمراقبة جسمي بأي جهاز على مدى اليوم. وقد ظل مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي» يتزايد لديّ ووصل إلى قيمة 7. هل يجب عليّ تناول علاج أقوى؟

إنك مصاب بالسكري من النوع الثاني، الذي كان من المعتاد تسميته «السكري لدى البالغين». وهذا النوع من السكري ينجم بالدرجة الرئيسية عن مقاومة الجسم للأنسولين. وفي العادة يساعد الأنسولين على إخراج سكر الدم (أي الغلوكوز) من مجرى الدم وتوجيهه نحو داخل الخلايا، حيث يتم استخدامه لاستهلاك الطاقة. وتظهر حالة مقاومة الأنسولين، عندما تقوم الخلايا بالامتناع عن تقبل الأنسولين، ولذا فإن كميات السكر الدائرة في مجرى الدم تزداد، ويؤدي الدم المملوء بالسكر إلى عدد من المشكلات، ومنها إحداث الأضرار في العينين والكليتين والأعصاب، إضافة إلى زيادته لأخطار التعرض للنوبة القلبية والسكتة الدماغية.

* مستويات وقيم

* ويمكنك أن تهنئ نفسك على أنه وبعد 12 عاما من الإصابة بالسكري فإن مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي» hemoglobin A1c يظل لديك في قيمة 7.

ويقيس مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي» كميات السكر التي «التصقت» بالهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء. ويعكس هذا المستوى مستويات سكر الدم على مدى الأشهر القليلة الماضية. ويتمثل هدف غالبية مرضى السكري في الحفاظ على هذا المستوى في قيمة 7، أو أقل. وهذه القيمة هي التي تمثل ضبطا صارما إلى حد كبير لمستويات سكر الدم.

أما الضبط الأشد صرامة لدى المرضى الكبار في السن فقد يؤدي إلى ظهور مستويات منخفضة خطيرة من سكر الدم، أي حالة «نقص السكر» hypoglycemia، الأمر الذي يؤدي إلى التشوش الذهني، والدوار، والإغماء، ولذلك فان مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي» بقيمة 8 أو إقل، يمكن أن يمثل هدفا معقولا لهم.

* أدوية علاجية

* ومن المعقول جدا تناولك لعقار «ميتفورمين» metformin «غلوكوفايج» (Glucophage) للسكري من النوع الثاني، فغالبية المرضى يحتاجون إلى دواء لضبط مستوى سكر الدم. ولهذا الدواء مزايا أفضل من الأدوية الأخرى، فهو يخفض مستويات سكر الدم، إلا أنه لا يخفضها بشكل كبير ولذلك لا يعرض المرضى إلى خطر حدوث حالة «نقص السكر». كما أنه، بخلاف الأدوية الأخرى لعلاج السكري، لا يتسبب في زيادة الوزن. كما أنه عقار قديم، ولذلك فإن له سجلا حافلا، ويتوفر بأسعار ليست عالية نسبيا.

إلا أن من سوء الحظ، أن غالبية المرضى يحتاجون، مع مرور الزمن، إلى أدوية إضافية لتقليل مستويات سكر الدم لديهم وبالتالي للحفاظ على مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي» في نطاق قيمه السليمة. وفي دراسة موسعة لمرضى كان مستوى السكر لديهم قد تم ضبطه بدواء واحد فقط، ظهر أن نصفهم كانوا بحاجة إلى دواء إضافي بعد مرور ثلاث سنوات (من بدء علاجهم ـ المحرر)، فيما احتاج ثلاثة أرباعهم إلى عدد من الأدوية أو إضافة حقن الأنسولين للتوصل إلى الهدف المطلوب بعد مرور تسع سنوات.

إنك تتناول الآن دواء ثانيا هو «سيتاغليبتن» sitagliptin («جانوفيا» Januvia)، وهو متوفر أيضا في توليفة من حبة دوائية تحتوي على «ميتفورمين» تسوق باسم «جانوميت» janumet. وقد أجازت وكالة الغذاء والدواء الأميركية عقار «سيتاغليبتن» عام 2006، وهو العقار الوحيد من صنفه ـ المسمى مثبطات دي بي بي-4 DPP-4 inhibitors ـ في أسواق الولايات المتحدة.

إن وضعك جيد، إلا أن أكثر المصابين بالسكري الذين يتناولون الأدوية سيحتاجون بالتدريج إلى حقن الأنسولين. وربما كنت قد عولجت بعقار «سلفانيلوريا» sulfonylurea من قبل، وهو من صنف كان يُستخدم منذ زمن طويل. وإن لم تكن قد تناولته، وكان مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي» يرتفع لديك، فعليك بمحاوله تناول هذا الدواء قبل الإقدام على حقن الأنسولين.

* مراقبة السكر

* أما في ما يخص مراقبة سكر الدم لديك، فهنا ندخل في حالة من اللا تعيين. فالمرضى الذين يحتاجون الأنسولين قد تكون مراقبة غلوكوز الدم مساعدة لهم، إلا أنها ليست ضرورية للذين يتناولون الأدوية. وقد وجدت دراسة للمرضى الذين كانوا يتناولون أدوية عبر الفم لعلاج السكري نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، أن المراقبة الذاتية لمستويات سكر الدم لا تحسن من عملية ضبط مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي».

ولأنه لا فائدة من مراقبة سكر الدم، ولأنها ترتبط بالشعور بعدم الراحة عند تعريض الإصبع لوخزة الإبرة لتحليل الدم، فإنني لا أوصي الكثير من المرضى الذين يتناولون أدوية عبر الفم، بإجراء مراقبة ذاتية. ومع ذلك فإن عددا من الأطباء يوصون بذلك لأنهم يعتقدون أن ذلك يشكل حافزا للمرضى لتناول غذاء أفضل وإجراء التمارين الرياضية.

وفي اعتقادي أن كل الأمر يتلخص في ما يلي: إن كان مستوى «الهيموغلوبين إيه 1 سي» لديك يواصل ارتفاعه، فإنك بحاجة إلى علاج أقوى، قد يشمل حقن الأنسولين. أما مراقبة غلوكوز الدم لديك الآن فهي غير ضرورية، إلا أنها قد تساعدك إذا تناولت الأنسولين. اهتم بغذائك ونشاطك البدني، فالتقدم في هذين المجالين قد يبعدك عن اللجوء إلى حقن الأنسولين. كما أن من المهم أيضا ضبط مستويات ضغط الدم والكولسترول لديك، لأن ذلك يقلل من احتمالات حدوث أمراض القلب. وتفترض الدراسات أن ضبط سكر الدم قد يكون أكثر أهمية لتقليل أخطار حدوث أضرار في الأوعية الدموية الشعرية في العينين والكليتين والأعصاب، أكثر من خفضه لأخطار النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الإغماء…(Syncope)…التشخيص و العلاج

أوت 26, 2009

مقدمه

الإغماء، فقدان الوعي.. اسمان لأمر واحد: الفقدان المؤقت للوعي، الذي يعقبه شفاء كامل وسريع. إنه أمر مخيف عندما يحدث فجأة، ومخيف أكثر حينما يتكرر مرة تلو الأخرى. ويطلق عليه من الناحية الفنية اسم Syncope (التي تلفظ بشكل: سين ـ كاه ـ بي)، المأخوذ من الكلمة اليونانية التي تعني «القطع». والشيء الذي تعرض إلى القطع في هذه الحالة هو تدفق الدم نحو الدماغ.

الإغماء من الصعب على القلب أن يضخ الدم إلى الأعلى نحو الدماغ، مقارنة بضخه إلى القدمين. وهنا يساعد ضغط الدم على ضخه إلى الرأس ضد قوى الجاذبية الأرضية.

لقد تعودنا على الاعتقاد بأن قيمة ضغط الدم مستقرة نسبيا. إلا أنها ليست كذلك، إذ إنها تتغير كل مرة نقف فيها، أو نجلس، أو ننحني، أو نأكل، أو نعطس، أو نذهب إلى دورة المياه، أو عند التعرض للتوتر أو الاسترخاء، أو عند حملنا كيسا من البضائع.

والجسم البشري مصمم لمواجهة مثل هذه التغيرات، بحيث يمكنه إعادة قيمة ضغط الدم إلى مستواها الاعتيادي بسرعة. وهذا يتطلب وجود نظام معقد لترجيع المعلومات يضم مجسات استشعار في الشريان الأورطي (الأبهر) وفي الشرايين السباتية التي تصل إلى الدماغ. وتحفز هذه المجسات جملة من الإشارات العصبية والهرمونية التي تعمل على تغيير معدل نبضات القلب، وكمية الدم التي يضخها في كل نبضة، وانقباض جدران الأوعية الدموية وانبساطها. إلا أن بعض الأمراض، وكذلك الهرم في بعض الأحيان، تتداخل مع هذه التعديلات الدقيقة إلى أبعد الحدود، الأمر الذي يسبب انخفاضا مؤقتا في تدفق الدم نحو الدماغ.

وبخلاف غالبية الأنسجة، فإن أنسجة الدماغ لا تختزن الطاقة. وبدلا عن ذلك فإنها تتطلب تجهيزات متواصلة من السكر والأكسجين. ويكفي توقف تدفق الدم لفترة ما بين ثلاث إلى خمس ثوان فقط لإغلاق الدماغ لكل أنشطته، لكي يحافظ على الطاقة. وعندها تتوقف إشارات الدماغ إلى الأعصاب والعضلات، وبذلك يسقط الشخص على الأرض. وما إن يصبح الجسم في وضع أفقي، حتى يصبح من السهل على القلب ضخ الدم إلى الرأس، لـ «يصحو» الدماغ مجددا.

الكثير من الأمور قد تسبب انخفاضا مفاجئا في تدفق الدم نحو الدماغ وتقود إلى الإغماء. ويمكن تصنيف الأسباب في مجموعتين عامتين: الإغماء بسبب مشكلات لا تمت بصلة إلى القلب noncardiac syncope التي تمثل غالبية حالات الإغماء، والإغماء بسبب مشكلات في القلب cardiac syncope.

أسباب غير قلبية

إن أغلب أسباب الإغماء لا تتأتى من تشابك الخطوط بين الدماغ وبين أجزاء من الجهاز العصبي (العصب الحائر أو المبهم vagus nerve) الذي ينظم ضغط الدم ومعدل نبضات القلب. واستجابة لبعض المحفزات فإن الأوعية الدموية في الرجلين تسترخي، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة عودة الدم إلى القلب. ويأخذ الدم في التجمع في الرجلين. ويزداد الأمر سوءا عندما يشرع القلب في البطء في عمله بدلا من تنفيذ واجبه بالإسراع فيه. وبهذا «يسقط» ضغط الدم ويسقط الإنسان على الأرض.

والمحفزات يمكن أن تتراوح بين الخوف والألم أو التوتر العاطفي الشديد، إلى سحب الدم من الشخص أو وقوفه لفترة طويلة. والمحفزات الأخرى الأقل شيوعا تشمل: العطاس، الذهاب إلى دورة المياه، رفع الأثقال، حزّ ياقة القميص للرقبة، وحتى العزف على واحدة من آلات العزف الموسيقية النحاسية. وبعض الأشخاص يعانون من حالات إغماء ترتبط بانخفاض ضغط الدم لديهم عند قيامهم من الفراش صباحا أو النهوض من كرسي وهو «نقص ضغط الدم الانتصابي» postural or orthostatic hypotension أو بعد تناول الطعام المسمى «انخفاض الدم ما بعد الوليمة» postprandial hypotension. ولفهم الحالة الأولى تصور جسمك وكأنه اسطوانة مملوءة بسائل. فعندما تستلقي يتوزع السائل بالتساوي من الرأس حتى أصابع القدم. وعندما تقوم لتقف فإن قوة الجاذبية تسحب الدم إلى الأسفل. وبهذا فإن نحو ربع غالون (946 مليلترا) من الدم يتجمع في الرجلين (أي نحو خمس كل الدم لدى الشخص البالغ)، الأمر الذي يخفض كمية الدم الراجعة إلى القلب. أما نبضات القلب التالية فإنها تقدم كمية أقل من المعتاد من الدم، ولذا سينخفض ضغط الدم. وكذلك فإن القيام واقفا بعد الجلوس له نفس التأثير. كما أن جفاف الجسم يمكنه أن يسهم في هذا النوع من انخفاض ضغط الدم، بل ويتسبب فيه في بعض الأحيان. ويحدث الأمر نفسه بعد تناول الطعام. فعندما يوجه الجسم كميات أكبر من الدم نحو المعدة والأمعاء لمساعدتها في الهضم، فإن كمية منه أقل تعود إلى القلب، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

إغماء القلب

أما الإغماء الناجم عن مشكلات في القلب فإنه مثير للقلق، أكثر من الإغماء الناجم عن مشكلات في غير القلب. وإيقاع نبضات القلب يعد أكثر الأسباب شيوعا. فقد يدق القلب ببطء شديد في حالة «بطء ضربات القلب» bradycardia لوجود عيب في نظامه الكهربائي أو نتيجة تأثير الأدوية. كما أن القلب قد يدق سريعا في حالة الخفقان tachycardia نتيجة وجود اضطراب الرجفان الأذيني atrial fibrillation أو الخفقان الأذيني ventricular tachycardia. وهذه الحالة الأخيرة خطيرة جدا لأنها تتحول إلى الرجفان البطيني ventricular fibrillation وهو أكثر الأسباب شيوعا لتوقف القلب.

وكل شيء يمنع تدفق الدم عبر الجسم يمكن أيضا أن يقود إلى الإغماء. وقد يكون ذلك صماما في القلب تعرض للضيق أو الانسداد، أو خثرة دموية كبيرة بل وحتى ورم في القلب. والأسباب الأخرى للإغماء الناجم عن القلب تشمل ازدياد حجم القلب بشكل كبير بسبب السماكة الكبيرة لعضلته hypertrophic cardiomyopathy، أو تمزق الشريان الأورطي، أو نوبة قلبية، أو وقوع ضرر في عضلة القلب.

قاوم الإغماء غالبية الناس يمرون ببضع ثوان تحذيرية قبل حدوث الإغماء الوعائي المبهمي vasovagal. ويأخذ وجههم بالشحوب ويشعرون بالدوار، وأحيانا بالغثيان ويفرزون العرق البارد بغزارة. ويمكن استغلال هذه الثواني لوقف الحالة قبل تطورها. فالجلوس أو الاستلقاء يؤديان مهمتهما وكذلك «الجلوس ورأسك متدليا بين ساقيك» كما يقول المثل.

كما يمكن تدريب جسمك لمحاربة الإغماء. وقد كتب الدكتور ديفيد بنديت والدكتور جون نغوين الباحثان في كلية الطب بجامعة مينسوتا في عدد 12 مايو (أيار) من مجلة كلية علوم القلب الأميركية، واصفين أحد التمارين الخاصة بتدريب الميلان. ويشمل التمرين الوقوف وظهرك مستند إلى الحائط بينما يكون كعبا قدميك بعيدين بنحو 6 بوصات (15 سم تقريبا) عن الحائط، لمدة 3 إلى خمس دقائق من دون أي حركة، مرتين في اليوم. وفي كل بضعة أيام أضف دقيقة واحدة إلى تلك المدة حتى تصبح بين 20 إلى 30 دقيقة من دون الشعور باقتراب حالة الإغماء. وبعد ذلك حاول الوقوف بهذا الشكل 20 دقيقة، ثلاث أو أربع مرات في اليوم. ومن الأفضل أن تتدرب في غرفة تكون أرضيتها مكسوة بالسجاد، وبالقرب من أحد أقربائك، كي لا تكون وحدك إن حدث الإغماء.

وإن كنت تريد البقاء يقظا في بعض المواقع التي تعتقد أنك ستكون معرضا فيها للإغماء، مثل حضور ميلاد حفيدك، فعليك اتباع الخطوات التالية:

• تناول نحو لتر من العصائر وكلْ كيسا من رقائق البطاطا المقرمشة، وبذلك فسوف تتجنب جفاف الجسم.

* ضع جوارب خاصة تضغط على إربة الساق وعلى عضلة الفخذ لمنع تجمع الدم في الرجلين.

* استعمل كرسيا مائلا لرفع رجليك قليلا نحو مستوى القلب عندما تتعرض للدوار.

* علامات الإغماء

* يظهر الإغماء عندما يقوم شيء ما بقطع الدم عن الدماغ. ورغم أن الإغماء أمر غير ضار فإنه قد يتسبب في حدوث جروح، وقد يؤشر في بعض الأحيان إلى وجود مشكلة في القلب أو الدورة الدموية.

* إن حصلت لك حالة إغماء، فمن الأفضل استشارة الطبيب خصوصا إن لم يكن هناك أي تفسير لها.

* شدّ العضلات في الرجلين والذراعين يمكن له أحيانا إبعاد شبح الإغماء. كما أن التدريب على الوقوف، أو الوقوف مائلا، يمكنه أن يساعد بعض الأشخاص على تقليل الإشارات المتضادة التي تتسبب في حدوث الإغماء.

* أسباب الإغماء «العميقة»

* إن فهم سبب الإغماء هو أفضل وسيلة لدرء وقوعه في المستقبل.

وأهم دليل حاسم هنا هو وصف الشخص لما حدث، خصوصا أن تطابق الوصف مع وصف واحد أو أكثر من شهود الواقعة. فقد يفترض الوصف حدوث حالة من رد الفعل تسمى الإغماء الوعائي المبهمي vasovagal reaction (الإغماء نتيجة الوقوف لفترة طويلة جدا أثناء الحر، أو نتيجة حصوله على حقنة طبية وما شابه)، أو حالة «نقص ضغط الدم الانتصابي» orthostatic hypotension، أو أمر آخر أكثر خطورة. ويجب إخضاع المريض إلى فحص طبي مهما كانت خطورة الحالة أو عدم خطورتها. إن تخطيط القلب الكهربائي، والتخطيط بصدى الموجات الصوتية هي فحوصات حيوية لتقييم أي شخص تعرض للإغماء. ويمكن للتخطيط بصدى الموجات الصوتية رصد المشكلات الخفيّة في البطين الأيسر أو الأشكال الأخرى للأمراض في بنية القلب التي تتسبب في الإغماء. أما تخطيط القلب الكهربائي فبمقدوره الكشف عن اختلال إيقاع نبضات القلب التي قد تسبب الإغماء.

ولسوء الحظ فإن رصد نبضات القلب الخافقة غير المنتظمة هنا يشابه البحث عن إبرة وسط كومة القش كما يقول المثل. وإن كنت قد تعرضت للإغماء عدة مرات من دون أي سبب واضح وكان تخطيط القلب لديك «ممتازا»، فقد يطلب منك الطبيب ارتداء جهاز يسمى «مراقب هولتر» Holter monitor الذي يقوم باستمرار بتسجيل نسق النشاط الكهربائي للقلب لمدة 24 ساعة. أما المراقبة لفترات طويلة فيمكن أن تتم بواسطة مسجل حلقي يلبس فوق الجسم، أو يزرع في داخله. وتراقب هذه الأجهزة معدل نبضات القلب باستمرار، إلا أنها لا تختزن معلومات عنه إلا في فترة البضع دقائق الأخيرة منها. فعندما تشعر بقدوم حالة الإغماء، عليك أن تضغط زرا في الجهاز لكي يتم «تجميد» المعلومات داخله.

وهناك فحص آخر هو فحص الميلان، الذي يتم فيه قياس ضغط الدم ومعدل نبضات القلب، أولا عند الاستلقاء منبطحا على طاولة متحركة، ثم عندما تتم إمالة الطاولة بحيث يكون جسمك في حالة القيام وانتصاب القامة تقريبا.

* خطوات لتجنب الإغماء

* إن شعرت بأنك مصاب بالدوار أو بأنك مقبل على الإغماء حاول أن تضع رجلا على أخرى وأن تشد العضلات في الجزء الأسفل من الجسم، أو تجعل عضلات الذراعين منقبضة بأن تشد قبضتي يديك وتسحبهما نحوك. وكل من هذه الخطوات يمكنها أن تزيد من ضغط الدم. وقد تكون كافية لوقف حالة الإغماء قبل أن تحدث، أو أن تسمح لك بأن تستلقي على الفراش أو التحرك نحو موقع آمن.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الضغوط و المشكلات اليوميه… كيف تحاربها

أوت 26, 2009

مقدمه

تؤدي الضغوط والمشكلات الخارجية المحيطة بنا إلى تفاعل الجسم معها بشكل مؤذٍ، إذ تظهر على شكل غضب أو انفعالات عصبية أو كتمان داخلي أو اختناق نفسي. للتخلص من هذه المشكلات، يجب الوقوف على الأسباب أولا، ثم مساعدة الجسم والنفس على التخلص منها بخطوات بسيطة قد تحول دون اللجوء إلى الطبيب النفسي.

ـ الاستلقاء على البطن حيث تلامس الجبهة الأرض مع وضع اليدين تحت الجبهة والتنفس بعمق وببطء لمدة خمس دقائق يساعد على إفراغ شحنة الغضب والتخلص من الانفعال العصبي الذي أصاب الجسم.

ـ يؤدي الجلوس على مقعد مع وضع إحدى اليدين على منطقة الصدر والأخرى على منطقة البطن مع التنفس بعمق وببطء لمدة خمس دقائق إلى النتيجة نفسها، وللتأكد من فعالية التمرين لاحظ حركة اليد الموضوعة على البطن إن زادت حركتها عن تلك الموضوعة على منطقة الصدر، فهذا يعني أنك تتنفس بعمق.

ـ إرخاء العضلات يساعد على التخلص من الآلام الجسدية والنفسية. حاول الجلوس في مكان هادئ أو الاستماع إلى موسيقى هادئة أو تخيل مناظر جميلة أو أصوات أشخاص ذوي مكانة لديك، فكل هذا يساعد على الارتخاء ويُخرِج الانفعال من الجسم.

ـ قد يستفيد بعض الأشخاص من التحدث إلى شخص قريب إلى القلب عن المشكلات والضغوط المؤثرة على النفس. وباستخدام طريقة «الفضفضة» يتم التخلص من 50%من المشكلة.

ـ تحديد المشكلة ووضع حلول لها يريح النفس كثيرا، كما أن معرفة الأسباب وفرزها وإيجاد حل لكل سبب وكيفية التعامل معه، ينشط الجسم والنفس معا، لأن التعامل الإيجابي مع المشكلات يخفف من الضغط النفسي على عكس التعامل السلبي الذي يسهم في زيادة الضغط النفسي والجسدي.

ـ وضع قائمة بالأشياء التي ينبغي عملها في اليوم، يساعد على ترتيب الحياة وتنظيمها، فالشعور بالتنظيم يوفر الكثير من الجهد والعبء اللازم لإنهاء هذه الأعمال، وبهذا يتخلص الشخص من أحد أهم بنود الضغوط الحياتية.

ـ تجنب تناول النيكوتين والكافيين والكحول أو العقاقير المنشطة، التي تعمل على إثارة الأعصاب وفقدان الجسم قدرته على التحمل، فيصبح الشخص منفعلا وعصبيا لأتفه الأسباب.

ـ عدم النوم والراحة أكبر عدو للجسم، فحاول تناول قسط وافر من النوم يوميا.

ـ اجعل كلمة «لا» من قاموس كلماتك اليومية، فاستخدام هذه الكلمة أحيانا يساعد على إراحة الأعصاب.

ـ الجأ إلى روح الدعابة عند التعرض لأحد الضغوط، وقل «لا» للاستهزاء.

ـ الهروب من المشكلات يزيد من حدتها، لذا حاول إيجاد الحل لها والتخلص منها بشكل صحيح.

ـ خصص وقتا للترفيه ولممارسة الهوايات المحبوبة لقلبك على الأقل لمدة ساعة يوميا، فهذه الساعة تساعد كثيرا على إراحة النفس وصفاء المخ وإرخاء الجسم من كل المتاعب والضغوط المؤثرة سلبيا عليه.

ـ استخدم النشاط الرياضي كوسيلة للتخلص من المشكلات والضغوط اليومية. عليك ممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 30 دقيقة، فالنشاط الرياضي لا يخفف التوتر أو يريح الذهن أو يقوي الجسم فقط، وإنما يمد الجسم بطاقة كبيرة وقوة احتمال على إنهاء المهام المطلوبة في أوقاتها المحددة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

زياده الوزن عند الاطفال

أوت 26, 2009

مقدمه

السمنة أو الزيادة في وزن جسم الطفل، لا تعني بالضرورة ارتفاع احتمالات وجود اضطرابات في نسبة الكولسترول. ولذا فإن من الخطأ الاعتماد فقط على وزن الجسم كفيصل للتفريق بين الأطفال الذين يتعين فحص نسبة الكولسترول لديهم والآخرين الذين لا يتوجب خضوعهم لنفس الفحص. هذا ما وجده الباحثون من جامعة متشيغن الأميركية في دراستهم الجديدة والمنشورة ضمن عدد 3 أغسطس (آب) الحالي من مجلة أرشيفات طب الأطفال والمراهقين Archives of Pediatrics & Adolescent Medicine. وما تطرحه هذه الدراسة، ضرورة إعادة صياغة إرشادات الهيآت الطبية في الولايات المتحدة المتعلقة بالمسح الإحصائي لفحص الكولسترول لدى الأطفال. وكانت إرشادات لجنة الخبراء الخاصة بالأطفال والمراهقين في البرنامج القومي الأميركي للتثقيف بالكولسترول NCEP، والمدعومة من رابطة القلب الأميركية والأكاديمية الأميركية لطب، قد صدرت في يوليو (تموز) من العام الماضي. ونصحت بأن يتم فحص نسبة كولسترول الدم للأطفال الذين لديهم سمنة أو زيادة في الوزن، كوسيلة مجدية لاكتشاف الأطفال الأكثر عرضة لاحتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب في مراحل تالية من أعمارهم. وتعتبر اضطرابات الكولسترول لدى الأطفال أحد القضايا الطبية الشائكة، إذ بالرغم من الاتفاق على أهمية العمل على تقليل احتمالات الإصابة المبكرة بأمراض القلب، وأن بدايات هذه المشكلة تصيب شرايين البعض في مرحلة الطفولة، وأن ارتفاع الكولسترول أحد الأسباب المهمة لحصول هذه المشكلة، إلا أن التعامل الأفضل مع مشكلة ارتفاع كولسترول الأطفال لا يزال يحتاج إلى كثير من التوضيحات للخطوات العملية الإكلينيكية في المتابعة والعلاج. وهذا الجدل الطبي أحد أسباب التأخير لمدة تقارب عشر سنوات، في تحديث الإرشادات القديمة. وإن كانت جوانب عدة من هذه القضية غير محسومة بشكل مقنع، إلا أن من المفيد الاطلاع على جوانب منها للعمل على حفظ الأطفال مبكرا عن السمنة وارتفاع الكولسترول، عبر الغذاء الصحي وممارسة الرياضة البدنية وضبط وزن الجسم.

* السمنة والكولسترول

* ومنذ أن صدرت صياغة تلك الإرشادات، ظهرت اعتراضات في الأوساط الطبية على دقة هذا العنصر بالذات في حصر الأطفال الذين قد تكون لديهم مشكلة اضطرابات في نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية. وفي هذا الشأن قام فريق من الباحثين بكلية الطب التابعة لجامعة متشيغن بفحص مدى صحة العلاقة المباشرة بين السمنة أو زيادة الوزن وبين اضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية. وتحديدا، نسبة الكولسترول الخفيف LDL. ومعلوم أن حالة «السمنة» مرحلة متقدمة عن حالة «زيادة وزن الجسم»، وذلك وفق التعريف الطبي المعتمد على «مؤشر كتلة الجسم» body mass index BMI. الذي يصنف السمنة بأنها ما كان المؤشر فيها أعلى من 30، وزيادة الوزن ما بين 25 إلى 30. ويتم حساب «مؤشر كتلة الجسم» بقسمة مقدار الوزن بالكيلوغرامات على مقدار مربع طول الجسم، حينما يحسب بالمتر. ومعلوم أيضا أن تحليل كولسترول الدم يعطي نتائج أرقام لأربعة عناصر. وهي «الكولسترول الكلي» TOTAL CHOLESTEROL، و«الكولسترول الخفيف» LDL و«الكولسترول الثقيل» HDL و«الدهون الثلاثية» T.G.. وارتفاع كل من «الكولسترول الكلي»، «الكولسترول الخفيف»، «الدهون الثلاثية»، عوامل ترفع من احتمالات خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب. أما «الكولسترول الثقيل»، فهو عامل حماية للشرايين القلبية من ترسبات الكولسترول فيها، وبالتالي فإن ارتفاع هذا النوع من الكولسترول، أمر جيد. وانخفاضه أمر ضار. ومما تبين لباحثي جامعة متشيغن، فإن الاكتفاء بإجراء تحليل نسبة كولسترول الدم لكل الأطفال البدينين وذوي الوزن الزائد، سيحرمنا من اكتشاف 50 في المائة من حالات اضطرابات الكولسترول لدى الأطفال. والسبب أن 50 في المائة من الأطفال المصابين بارتفاع الكولسترول الخفيف، هم بالفعل من ذوي الأوزان الطبيعية. وتبين لهم أمر آخر، وهو أن تعريض جميع الأطفال البدينين وذوي الوزن الزائد لهذا الفحص، سيجعلنا نُجري هذا التحليل بلا داع لأكثر من 30 في المائة من الأطفال. ذلك أن أكثر من 30 في المائة من الأطفال البدينين وذوي الوزن الزائد لا توجد لديهم مشكلة ارتفاع الكولسترول بالأصل. وقامت بالدراسة الدكتورة جويسي ليي، طبيبة الأطفال بجامعة متشيغن وعضو وحدة تقييم وأبحاث صحة الطفل بالجامعة. وقالت الدكتورة ليي إن «نتائجنا تظهر أن استخدام «مؤشر كتلة الجسم» لا ينفع بشكل جيد كوسيلة لتمييز الأطفال الذين لديهم ارتفاع في الكولسترول، عن بقية الأطفال السليمين منه. وكان هناك عدد مهم من الأطفال الذين أوزانهم طبيعية ولديهم في نفس الوقت ارتفاع في الكولسترول». وأضافت أن «نتائجنا تشير أيضا إلى أنه تجب مراجعة إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال حول المسح الإحصائي العام لنسبة الكولسترول لدى الأطفال، وإلا سنُفوّت تشخيص إصابة بعض الأطفال، وسنجري الفحص للبعض الآخر دونما حاجة».

* الكولسترول المقبول للطفل

* ومما تجدر ملاحظته، أن الطبيعي في الكولسترول والدهون الثلاثية لدى الأطفال يختلف عما هو لدى البالغين. وتحديدا، فإن ما قد يكون مقبولا لدى البالغين، قد يعتبر مرتفعا لدى الأطفال. ووفق إرشادات لجنة الخبراء الخاصة بالأطفال والمراهقين في البرنامج القومي الأميركي للتثقيف بالكولسترول NCEP، والمدعومة من رابطة القلب الأميركية والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، فإن معدلات «الكولسترول الكلي» و«الكولسترول الخفيف»، عند الأطفال والمراهقين ما بين سن 2 إلى 19 سنة، تصنف إلى ثلاث درجات. وهي «مقبول» و«على الحافة» و«مرتفع». وما كان مرتفعا، يتطلب القيام بتغيرات الحمية في الوجبات الغذائية، وربما تناول الأدوية لخفضه. أما ما كان «على الحافة» فيتطلب فقط تغيرات الحمية الغذائية نحو تناول أطعمة لا ترفع الكولسترول في الدم.

والمقبول للـ «الكولسترول الكلي» هو ما كان أقل من 170 مليغراما. والمرتفع هو ما كان أعلى من 200 مليغرام أو أكثر. وما بينهما يعتبر «على الحافة». والمقبول للـ «الكولسترول الخفيف» هو ما كان أقل من 110 مليغرامات. والمرتفع هو ما كان أعلى من 130 مليغراما أو أكثر. وما بينهما يعتبر «على الحافة». أما «الكولسترول الثقيل» فيجب أن يكون أعلى من 35 مليغراما. والدهون الثلاثية يجب أن تكون أقل من 150 مليغراما.

* الصوم للتحليل

* وباختلاف الداعي، تختلف مدة صوم الطفل قبل أخذ عينة الدم. ومعلوم أن تحليل الكولسترول بالنسبة للبالغين تتطلب الصوم لمدة 12 ساعة، عن تناول الأطعمة والمشروبات بأنواعها، ما عدا الماء الصافي الذي يُمكن شربه خلال مدة الصوم للتحليل. وإذا ما كان داعي إجراء تحليل الكولسترول للطفل هو العنصر الأول، المتقدم ذكره، فإن المطلوب صوم 12 ساعة، أي كما يجب على البالغين سواء بسواء. أما إذا كان الداعي هو العنصر الثاني أو الثالث، المتقدما الذكر، فإن تحليل الكولسترول لا يتطلب الصوم، بل تؤخذ العينة في أي وقت دون صيام. ثم إذا ما وجد أن نتيجة الكولسترول الكلي أقل من 170 مليغراما، فإن النتيجة مقبولة ولا داعي لإعادة إجرائها مع الصوم. أما إذا كانت نتيجة الكولسترول الكلي أعلى من 170 مليغراما، فتجب إعادة التحليل بعد صوم الطفل 12 ساعة بالصفة المتقدمة الذكر.

وتُذكر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأهمية الالتفات إلى هذه الأمور، وعدم تأخير تحليل كولسترول الطفل إلى ما فوق سن العاشرة إن وجدت لديه أحد الدواعي.

* أدوية «ستاتين» والأطفال

* ومن جانب آخر، لا يزال الجدل دائرا في الأوساط الطبية حول اللجوء إلى وصف أدوية خفض الكولسترول من نوع «ستاتين» للأطفال الذين لا تفلح الحمية الغذائية والرياضة البدنية في ضبط ارتفاعات الكولسترول لديهم. ولذا تختلف الإجابة حول ضرورة استخدام هذه النوعية من الأدوية باختلاف الرأي الطبي الذي يتبناه الطبيب. وكانت الإرشادات الأخيرة المتعلقة بعلاج ارتفاع الكولسترول لدى الأطفال البدينين، قد نصحت الأطباء باللجوء إلى أدوية «ستاتين» لعلاج الأطفال الذين في عمر 8 سنوات وما فوق، حال فشل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة البدنية وجهود خفض وزن الجسم، في ضبط ارتفاع كولسترول الدم لديهم. وحال أيضا وجود عوامل أخرى لارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية.

ومما يلاحظه أحدنا، أن الإرشادات الطبية للفحوصات الطبية تشير إلى أن تحليل كولسترول الدم يجب إجراؤه مرة كل 5 سنوات لكل الأشخاص الذين تجاوزوا سن 18 سنة. وأنه لا توجد نصيحة بإجراء هذا الفحص لكل الأطفال، بل هناك «دواع» يجب النظر إليها. والسبب هو أن أكثر من 50 في المائة من الأطفال الذين لديهم ارتفاع في الكولسترول، تعود نسبة الكولسترول إلى المعدلات الطبيعية بعد بلوغهم ما فوق 18 سنة من العمر. ومعلوم أن أدوية «ستاتين» أحد أفضل الاكتشافات البشرية في معالجة ارتفاع الكولسترول وتقليل الإصابات بأمراض شرايين القلب. وأثبتت هذه النوعية من الأدوية أنها قادرة على فعل ما لا تستطيع أي وسيلة متوفرة حتى اليوم في التعامل مع معضلة ارتفاع الكولسترول والحد من حصول تداعياتها الخطرة. وفي حين يمكن للاتباع الصارم لأشد حمية غذائية ولممارسة الرياضة اليومية على أفضل وجه يطلبه الأطباء ولخفض وزن الجسم إلى المعدل الطبيعي، أن يؤدي إلى خفض الكولسترول الخفيف بنسبة تصل إلى 10 في المائة، وخفض الدهون الثلاثية بنسبة تصل إلى 30 في المائة، على أعلى تقدير لكليهما، فإن تناول أدوية «ستاتين»، مثل «ليبيتور» أو «زوكور» أو غيرها، يؤدي إلى تحقيق خفض الكولسترول الخفيف إلى حد يتجاوز 50 في المائة، وإلى رفع الكولسترول الثقيل والحميد بنسبة 15 في المائة.

ولكن يظل اللجوء إلى هذه الأدوية في معالجة ارتفاع الكولسترول لدى الأطفال، من الأمور الطبية التي لا يجب الاستعجال فيها مطلقا. وما تحتاجه الأوساط الطبية هو مزيد من الأدلة العلمية على أن من المفيد على المدى البعيد، والآمن لنمو الطفل، خفض الارتفاع في نسبة الكولسترول بتناول أدوية ستاتين.

وهذا التحفظ الشديد، في وصف أدوية ستاتين للأطفال، لا يعني البتة تخفيف الجهد نحو خفض الكولسترول بالحمية الغذائية وبممارسة الرياضة البدنية وبإنقاص الوزن.

* 3 أسباب رئيسية لإجراء تحليل الكولسترول للأطفال توضح رابطة القلب الأميركية بأن ثمة ثلاثة أسباب رئيسية لإجراء تحليل الكولسترول للأطفال. وهي:

* أولا: وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض الشرايين. أي وجود إصابة إما أحد الوالدين، أو أحد الأجداد، أو أحد الأعمام أو العمات أو الأخوال أو الخالات من الدرجة الأولى، وقبل سن 55 سنة بالنسبة للذكور، وقبل سن 65 سنة بالنسبة للإناث. ويُقصد بمرض الشرايين، إما نوبة الجلطة القلبية، أو ألم الذبحة الصدرية، أو السكتة الدماغية، أو حدوث موت مفاجئ، أو أن الفحوصات الطبية أثبتت وجود تضيقات في شرايين القلب بالذات.

* ثانيا: إصابة أحد الوالدين بارتفاع نسبة الكولسترول الكلي إلى ما فوق 240 مليغراما. والملاحظ طبيا أن 90 في المائة من الأطفال الذين لديهم ارتفاع في الكولسترول، هم أبناء أو بنات لآباء أو أمهات مُصابين أيضا بارتفاع الكولسترول.

* ثالثا: أن يُوجد لدى الطفل أحد عوامل رفع احتمالات خطورة الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، مثل السمنة أو مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو فشل الكلى أو كسل الغدة الدرقية.

ولو تأمل أحدنا هذه الدواعي الثلاث، وجد أنها مرتبطة بـ «شؤون متعلقة بالعائلة». كالوراثة، أو السمنة الناتجة عن الكسل البدني أو عن وجبات الطعام المُعدّة في المنزل أو التي يسمح الوالدين لأطفالهم بتناولها، وخاصة منها المتخمة بالدهون.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

النوم الصحيح

أوت 20, 2009

مقدمه

* الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في مواعيد محددة وثابتة من أهم مقومات عادات النوم السليم الصحي.

* الجسم يحتاج إلى الاسترخاء لمدة ساعة على الأقل بعد بذل أي مجهود عقلي أو عضلي وقبل الذهاب إلى النوم، فالقرار المفاجئ بالنوم لا يعنى بالضرورة أن الجسم مستعد للاستغراق في النوم.

* اللجوء إلى النوم خلال النهار عادة ما يفقد الجسم قدرته على استعادة نشاطه بشكل سليم.

* النوم في أثناء النهار يسبب الأرق وفقدان القدرة على التركيز، بل وقد يسبب بعض المتاعب الجسدية.

* القيام ببعض التمارين الخفيفة والمتركزة على جزء واحد من الجسم كتمارين أصابع القدم مثلا يركز المجهود على جزء بسيط من الجسم ويرخي باقي أجزاء الجسم مما يساعد على استرخائه.

* الاستحمام الدافئ قبل النوم يساعد على استرخاء الجسم وإزالة الضغوط عنه.

* من المهم عدم الذهاب إلى السرير بمعدة خاوية تماما، فمحاولة النوم مع الإحساس بالجوع تطير النوم من الجفون. وتناول وجبة خفيفة ككوب من الحليب الدافئ مع قطعة من البسكويت أو شرب الأعشاب كالنعناع أو البابونغ الدافئ يساعد على الاسترخاء.

* وعلى النقيض مما ذكرنا، فإن تناول وجبات دسمة قبل الذهاب إلى النوم مباشرة يمكن أن يؤدي إلى ارتباك النوم بسبب عدم هضم الطعام جيدا. فالطعام الدسم يثير إفراز أحماض المعدة، مما يؤدي إلى الشعور بحرقة في المعدة بعد الاستلقاء وبالتالي عدم القدرة على النوم.

* قبل الخلود إلى النوم يجب إلقاء كل المشاكل والأفكار التي تشغل البال خارج غرفة النوم، فالتفكير المستمر في حل القضايا والمشاكل اليومية يجعل العقل في حاله نشطة، وبالتالي يفقد القدرة على الاسترخاء.

* هدوء المكان وسكينة الأجواء المحيطة من أهم مقومات النوم السليم.

* في حال عدم القدرة على النوم لمدة تتجاوز 20 دقيقة، ابتعد عن السرير لفترة ثم كرر المحاولة مرة أخرى.

* الأنوار والأضواء الساطعة تحفز المخ على الاستيقاظ لذا يجب اجتنابها قدر الإمكان.

* قراءة كتاب أو قصة ليست مشوقة تبعث الملل في النفس تساعد على النوم، لكن قراءة شيء محبب ومشوق تزيد من يقظة المخ، وتدعوه للتركيز والتفكير، وبالتالي يذهب النوم.

* عدم مشاهدة التلفزيون أثناء محاولة الخلود إلى النوم.

* عند انعدام القدرة على النوم، يمكن اللجوء إلى بعض الحيل القديمة كعد الأرقام أو الخراف، أو تخيل منظر طبيعي جميل هادئ يبعث الطمأنينة والهدوء في النفس ويساعد على استرخاء العقل والجسم.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

المراهقة تؤدي إلى تغيرات جسدية ونفسية

أوت 20, 2009

مقدمه

كم مرة  سمعنا آباء وهم يشكون، أو يحكون، أن أطفالهم أصبحوا خارج نطاق السيطرة، أو أنهم يتصرفون بطريقة غير مسؤولة، أو أنهم أصبحوا متمردين ويرفضون الاستماع إليهم؟ وعادة يكون المبرر الأساسي لتصرفاتهم بأنها «مرحلة المراهقة» ـ فالعرف السائد هو أن الفتيان والفتيات يعتبرون خارج نطاق السيطرة عند سن البلوغ، لذلك يوجد لديهم عذر يمكن أن يقلل من توجيه توبيخ لهم. ولكن هل هذا صحيح حقا؟ وما هي أسباب هذا التغيير في سلوك الأطفال؟ وماذا يحدث في سن البلوغ عند البنين؟ 

* تغيرات جسدية ونفسية

* تعرف المراهقة بأنها مرحلة بين الطفولة والنضج، يتم فيها نمو الطفل. ويمر الطفل في هذه الفترة بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تكون فترة المراهقة في سن 11 إلى 19 عاما وتنقسم إلى 3 مراحل، الفترة المبكرة، والوسطى والأخيرة لسن المراهقة. والبلوغ معترف بها عموما على أنها بداية مرحلة المراهقة، ويمكن تعريفه بأنه عملية نضج الغدد التناسلية، مما يؤدي إلى اكتساب الخصائص الجنسية الثانوية بطفرة النمو والخصوبة. والفرق الأساسي بين الخصائص الجنسية الأولية والثانوية هي أن الأولى مجرد وجود الأعضاء التي تفرز بين الجنسين. ومن خلال فترة البلوغ يتعلم فيها المراهق مواجهة التغيرات التي طرأت بجسمه، والطريقة التي يتعامل بها الناس مع هذه التغييرات. عادة ما يبدأ البلوغ عند الأولاد بين سن 11 و14 عاما، إلا أنه قد يحدث في سن أصغر أو سن أكبر من ذلك. ما يحدث خلال فترة البلوغ؟

تعرف المراهقة بأنها مرحلة طبيعية تتحول فيها هيئة الطفل إلى هيئة إنسان ناضج. وعادة ما يحدث ذلك بسبب تأثير الهرمونات الجنسية. فعند الصبيان تطلق الغدة النخامية Gonadotrophin هرمونا في جزء الدماغ المعروف باسم الهايبوثلاموس Hypothalamus وتحفز على تركيب هرمون المنبه المسام Luteinising Hormone، وهذا بدوره يحفز الغدد التناسلية (الخصيتين للبنين) لإنتاج هرمون «تستوستيرون» Testosterone المعروف أيضا باسم هرمون الرجولة. وهرمون التستوستيرون هو المسؤول عن جميع الخصائص الجنسية الثانوية التي تحدث في الأولاد. أما هرمون الاندروجين Androgen الذي تفرزه الغدد الكظرية Adrenal Gland وتوجد فوق الكلي، فهو يعمل علي تحفيز نمو شعر العانة وتحت الإبطين عند الأولاد. وتعتبر عملية البلوغ معقدة بشكل عام وتستغرق عدة مراحل، حتى تتحول هيئة الطفل إلى رجل شاب. وفي خلال هذه الفترة نرى أن الطفل قد ازداد وزنه وطالت قامته، وبعض التغيرات الأخرى هي زيادة حجم القضيب وخصيتيه، وينمو شعر العانة والوجه وشعر الجسم. وتكبر عضلاته وقوته الجسدية، ويغلظ صوته وينضج عقله. وإذا نظرنا إلى أهمية البلوغ عند الأولاد فنجد أن الأعضاء التناسلية قد نمت حتى أن يكون الشاب الصغير قادرا علي التناسل.

* مراحل البلوغ

* يمر الصبي عبر خمس مراحل نمو خلال فترة البلوغ.

* المرحلة الأولى: قد تبدأ في وقت من 9 سنوات وتستمر حتى 14 سنة. ولا يوجد عادة أي دليل على النمو الجسدي، ولكن تبدأ عملية إنتاج الهرمونات داخل الجسم. * المرحلة الثانية: تبدأ بين سن 11 إلى 13 عاما. ومن علاماتها: ـ زيادة سريعة في الطول والوزن.

ـ تصبح الخصيتان أكبر حجما وأقل تعلقا في الصفن. ـ يزداد جلد الصفن قتامة. ـ يبدأ نمو شعر ناعم في قاعدة القضيب. ـ نمو شعر الجسم ويمكن أن يبدأ في الساقين والإبطين.

* المرحلة الثالثة: قد تبدأ ما بين 12 إلى 14 عاما. ومن علاماتها:

ـ نمو القضيب، وكيس الصفن والخصيتين. ـ يصبح شعر العانة أكثر قتامة، وسمكا وتجعيدا. ـ تصبح العضلات أكبر حجما ويزداد عرض المنكبين.

ـ تصبح الغدد الدهنية وغدد العرق أكثر نشاطا مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب.

ـ قد يبدأ إنتاج الحيوانات المنوية. ـ قد يحدث تورم مؤقت في الحلمتين. ـ استمرار زيادة الطول والوزن. ـ استمرار نمو الشعر على الساقين والإبطين.

* المرحلة الرابعة: تبدأ من سن 13 إلى 16 عاما. وعلاماتها:

ـ بدء إنتاج الحيوانات المنوية. ـ تضخم الحنجرة وزيادة حجم «تفاحة آدم»، تصبح الحبال الصوتية أطول وأكثر سمكا، وقد يصبح الصوت عاليا ويتقطع حتى إن بقي منخفضا.

ـ استمرار زيادة الطول والوزن.

ـ استمرار نمو القضيب والخصيتين.

ـ الزيادة في كمية شعر العانة ويصبح أكثر قتامة وخشونة وتجعدا.

* المرحلة الخامسة: تبدأ من سن 14 إلى 18 عاما. وعلاماتها:

ـ يبدأ نمو شعر الوجه. ـ قد يبدأ نمو شعر الصدر، وبعض الذكور لا ينمو لديهم شعر في الصدر. ـ يزداد الطول ليصل الي هيئة الكبار. ـ ينمو القضيب والخصيتان إلى الحجم الكامل للكبار.

ـ يكتسب شعر العانة، وتحت الذراع والساق لون وملمس وتوزيع شعر الكبار. ـ يتحول المنظر العام إلى هيئة شاب.

تغيرات عاطفية ونفسية معظم الصبيان يواجهون خلال مرحلة البلوغ تغيرات عاطفية ونفسية، وهم يرون أجسامهم تنمو وتنضج في مرحلة البلوغ. عادة يخجل معظم الفتيان عن التحدث عن التغيرات الجسدية التي حلت بهم. ولكن بعض المشاعر التي قد تنتاب الولد يمكن أن تشمل، الإحساس بالتعب والحزن أو الاكتئاب، وتعكر المزاج أو القلق أو الخجل. وبعض العوامل التي قد تتسبب في هذه الأحاسيس هي: الضيق من وجود حب الشباب، تغيرات الصوت، الإفراز الشديد للعراق فقد يضطر الصبي إلى استخدام مزيلات العرق، وقد يحتلم، وإذا لم يكن يدرك عن الاحتلام فقد يشعر بمشكلة كبيرة مثل أنه تبول في النوم أو أن هناك شيئا خطيرا يحدث بجسمه. هذه المشاعر طبيعية يمكن أن تحدث في الأولاد وعادة لا تتطور إلى أي شيء خطير.

* دور الآباء

* التغيرات الجسدية التي تحدث أثناء سن البلوغ يمكن أن تسبب قلقا كبيرا للشباب. فمرحلة البلوغ فترة معقدة ينمو أثناءها الطفل وينضج، ولذلك يجب أن يدرك الطفل أن كل هذه الأحاسيس والتغييرات طبيعية. ومن المحتمل أن يصبح ابنك متقلب المزاج وصامتا، ومن الممكن أن يميل إلى الاستقلال عنك في يوم، ويريد أن يظل بجانبك في اليوم التالي.

ومما لا شك فيه فإن فترة البلوغ وقت مهم جدا للأطفال، يتأثرون فيه بأقرانهم، ومن الممكن أن يجربوا الأشياء مثل التدخين والكحول والمخدرات والجنس، حتى يتم نمو عقلهم وتثبت آراؤهم ومعتقداتهم في الحياة. وكل هذه الأشياء متوقعة. كوالدين نحن بحاجة إلى التزام الهدوء والصبر، وأن نعطي ابننا كل الدعم الممكن دون أن نشعره بذلك. وعلى الرغم من أنه قد يبدو كأنه لا يريد هذا الدعم لكن ثق بأنه في هذه الفترة هو أكثر حاجة إليك. ويحتاج ابنك أيضا إلى دليل يفهمه ما يحدث له، وهو أيضا الوقت المناسب للحديث عن ما يتوقعه هو في حياته وعن أهدافه، وكيف يؤثر على خياراته المستقبلية. من المهم أن تكون دائما بجانب ابنك. لأنه يحتاج إلى الشعور بالراحة في الحديث معكم. لذلك عليكم أن تقووا وتعززوا ما بنيتموه من علاقة وثيقة حميمة مبنية علي الثقة والاحترام مع أطفالكم. وستكون النتائج مثمرة.

* 10 نصائح لتسهيل فترة البلوغ للأبناء

1. يجب أن تتحدث مع ابنك عن المرحلة المقبلة في حياته، وينصح الخبراء أن تتناول الموضوع في عدة جلسات مع طفلك. ويكون الوضع الأمثل أن تبدأ الحديث مع طفلك وهو صغير، خاصة إذا بدأ طرح الأسئلة عن أجزاء جسمه. فمن الممكن أن تبدأ بحديث عام، حتى أن تصل إلى مرحلة التفاصيل. وبالتأكيد هذا يتوقف على مستوى نضج طفلك ومدى اهتمامه بالموضوع.

2. حاول دائما الإجابة على أسئلة طفلك بصدق. وإذا كنت تشعر بعدم الارتياح أو الحرج حاول أن تجد شخصا مناسبا ليرد على طفلك بثقة.

3. قد يشعر طفلك بالحرج أو الاختلاف عن غيره من الفتيان في عمره. لذلك يجب أن نتذكر أن نطمئنه أنه لا يوجد وقت محدد لكي يبدأ فيها عمر البلوغ، وهذا يعني أن الأولاد في كثير من الأحيان قد يجدون أن بداية التغيير يمكن أن تختلف عن أقرانهم.

4. بعض التغييرات في بداية مرحلة بلوغ البنين قد لا تكون ظاهرة للوالدين، ولكن كن قريبا من طفلك وعلى بينة من التغييرات التي قد تحدث. هذا سيساعدك على إعداد طفلك للتغييرات التي ستحدث.

5. تجربة الاحتلام أو حدوث الانتصاب غير المتوقع لا يعني دائما أن طفلك يفكر بالجنس، أو أنه يتخيل تخيلات جنسية، لذلك يجب أن تشرح لابنك ما يمكن أن يحدث له، وتطمئنه وتشرح له أن ما يحدث له لا يمكن منعه وأنها أشياء طبيعية قد تحدث له.

6. حاول أن تكون مرنا ومتعاطفا مع طفلك، وتفهم تقلبات طفلك المزاجية والفترات الحرجة التي يمر بها.

7. شجع طفلك على القراءة حول البلوغ، وإذا كان هنالك شخص ما يمكنه التحدث معه عن ذلك، فإنه من المؤكد ستكون أكثر سهولة للطفل أن يكون ذكر مثله يتحدث معه. ومن الأفضل إن أمكن أن يكون ذلك الشخص والده أو أخيه، العم أو الخال أو شخص آخر موثوق به.

8. لا تنتظر حتى يصل طفلك المدرسة للتحدث معه حول فترة البلوغ. في كثير من الأحيان قد يأتي الحديث بعد فوات الأوان.

9. حاول أن تشارك ابنك بتجربتك الشخصية لفترة المراهقة. فذلك سيسهل على طفلك الموضوع كما أنه سيطمئنه أن الأشياء التي يمر بها طبيعية ومن الممكن أن تحدث لكل الأشخاص.

10. لا تتجاهل أو تهزأ بما يمر به طفلك. فيجب علينا أن نتذكر أن المراهقين ليست لديهم مهارات التصدي النفسي والعقلاني للتعامل مع كل الأمور التي تواجههم.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

التصلب المنتشر (Multiple sclerosis).. تشخيصه وعلاجه

أوت 20, 2009

مقدمه

* بالرغم من أن التصلب المتعدد للألياف العصبية هو مرض مزمن، فإن تشخيص المرض له دور ضئيل في إمكانية توقع حياة المريض. وتشير الإحصائيات إلى أن اثنين من كل ثلاثة من مرضى التصلب المتعدد للألياف العصبية يمكنهم الاستمرار في القدرة على السير حتى وفاتهم. أما الباقون فيحتاجون لاستخدام عصا أو أحد الأجهزة الأخرى المعاونة على السير.

في حالات التصلب المتعدد الانتكاسي المتردد غير المعالج، يكون متوسط الزمن الذي يمر حتى يكون المصاب في احتياج لاستخدام كرسي متحرك، هو 20 عاما. ومع وجود نوع المرض الذي يتطور سريعا من البداية يصل متوسط الوقت المطلوب حتى استخدام الكرسي المتحرك من 6 ـ 7 سنوات من بداية تشخيص المرض.

* حدوث المرض

*  أن التصلب المتعدد للألياف العصبية يعد من أكثر أمراض الجهاز العصبي المركزي انتشارا في الأعمار الصغيرة من البالغين، حيث يبدأ المرض عادة في الظهور عند عمر 30 سنة، ويصيب النساء بنسبة تقترب من ضعف نسبة إصابة الرجال، وأن 85 في المائة ممن يصابون مرة بأعراض تشير لمرض التصلب المتعدد للألياف العصبية تتأكد إصابتهم به في غضون سنتين.

وتشير الدراسات إلى أن العرق القوقازي يعاني من هذا المرض بنسبة نحو ضعف نسبة إصابة أي عرق آخر، وأن المرض يظهر بصورة أكثر في المناطق التي تقع على خط عرض أعلى من خط الاستواء (نحو 40 درجة مئوية) عنها في المناطق القريبة من خط الاستواء.

أن التصلب المتعدد للألياف العصبية مرض مزمن يؤدي إلى عطب وتدمير في الغلاف المحيط للجهاز العصبي المركزي (المخ، النخاع الشوكي، العصب البصري). ومن أنواعه: الحميد، المنتكس، المتطور الثانوي، المتطور الأول. يؤدي المرض إلى إعاقة حسية وحركية ومن ثم إلى الاكتئاب السريري الشديد، ويشعر المريض بالتصلب والإرهاق، وتشويش أو ضعف الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، وصعوبة التركيز، والتنميل في الساقين والوجه وجذع الجسم، والدوخة، والارتخاء الجنسي، وقد تكون هذه الأعراض تدريجية.

* أسباب وتأثيرات المرض

*و قد أظهرت إحدى الدراسات  أن خطر الانتحار بين مرضى التصلب المتعدد للألياف العصبية يزيد بـ5.7 مرة عن باقي أفراد المجتمع.

أن المسبب الأول لهذا المرض غير معروف، إلا أن هناك مجموعة من العوامل المسببة للمرض، منها اضطراب المناعة، التدخين، المواد الكيميائية، التعرض للأبخرة السامة أو التلوث البيئي، والوراثة، حيث وجد العلماء أن هناك مناطق جينية تسهم وتقوي الإصابة بالمرض من خلال التعرض لعدوى فيروسية أو لبعض العوامل البيئية.

* مدى الانتشار

* أن نحو 5.2 مليون إنسان على مستوى العالم يعانون من مرض التصلب المتعدد للألياف العصبية، وتبلغ نسبة الانتشار في أوروبا وأميركا ما بين 30 ـ 200 لكل 100000 من السكان (بحسب الدولة والمنطقة)، وتبلغ أعلى نسبة انتشار للمرض في شمال أوروبا (أكثر من 200/100000 في اسكوتلندا)، ويقدر عدد الحالات الجديدة المكتشفة في أوروبا وحدها بأكثر من 10000 حالة سنويا، وفي الشرق الأوسط تبلغ نسبة الانتشار 35/100000.

وفي العالم العربي هناك 20 ألف مريض في مصر، و200 في لبنان، و2000 في الأردن، وازداد العدد في دول الخليج بعد حرب الخليج حيث وصل إلى 13 ألف حالة. وتقدر التكلفة المباشرة وغير المباشرة بنحو 40000 يورو (51000 دولار أميركي) للمريض الواحد.

* التشخيص والعلاج

*  إن تشخيص المرض يتم بالفحص السريري (الإكلينيكي)، وفحص المجال البصري، وقياس الجهد الكهربي، والتشخيص التأكيدي المخبري، وأخذ خزعة من النخاع الشوكي، واستخدام أشعة الرنين المغنطيسي MRI.

و يلاحظ ان العلاج بالعقاقير الحديثة المطورة يمكن ان تمنع حدوث المضاعفات، والرنين المغناطيسي بعد العلاج يوضح فعالية الدواء.

وعلى الرغم من أن اكتشاف المرض تم عام 1870، فإن أول دواء لعلاج المرض تم إنتاجه بعد 120 عاما، أي في عام 1990، وهو «بيتافيرون»، وهو عقار منتج بطرق الهندسة الوراثية من الإنترفيرون الطبيعي (والإنترفيرون عبارة عن بروتين طبيعي موجود في جسم الإنسان يساعد على التغلب على العدوى والأمراض). وتم اعتماد الدواء بواسطة وكالة الغذاء والدواء الأميركية تحت الاسم التجاري «بيتا سيرون» عام 1993، وتم اعتماده من منظمة الاتحاد الأوروبي عام 1995. وللدواء كفاءة عالية في التصدي للمرض فهو يخفض عدد الانتكاسات ويقلل حدوث الأزمات المتوسطة والشديدة إلى 50 في المائة.

وكعقار غير مسبوق في علاج مرض التصلب المتعدد يتمتع «بيتافيرون» بخبرة على مستوى العالم لسنوات كثيرة في علاج أكثر من 800 ألف مريض، وأكثر من 16 عاما من بيانات المتابعة طويلة الأجل التي تدعم الدواء كعلاج آمن ومحتمل من المرض وذي فاعلية عالية في جميع مراحل المرض.

«بينيفيت BENEFIT» تجربة رائدة كانت التجربة الرائدة لعقار بيتافيرون أول دراسة عشوائية محكمة في العلاج الوهمي تتم على نطاق واسع لأي من علاجات مرض التصلب المتعدد، وأدت إلى إجازة «بيتافيرون» في أوروبا والولايات المتحدة لعلاج التصلب المتعدد من النوع الانتكاسي المتردد. وقد تم في هذه التجربة توزيع 372 مريضا بصورة عشوائية على ثلاثة أفرع للدراسة، وتم إعطاء المرضى «بيتافيرون» 50 ميكروغراما، و250 ميكروغراما، وعلاجا وهميا. وتمت متابعة هؤلاء المرضى لمدة ثلاث سنوات مع عمل تحليل للنتائج بعد سنتين، وأمكن لكل المشتركين إتمام التجربة بصورة مزدوجة التعمية لمدة خمس سنوات ونصف السنة، وتم تسجيل نتائج إضافية بعد خمس سنوات.

وقد أظهرت تجربة بيتافيرون أن العلاج يساعد على:

ـ تقليل عدد الانتكاسات التي يتعرض لها المريض.

ـ زيادة الوقت بين الانتكاسات أو الهجمات.

ـ تقليل شدة الهجمات.

ـ تقليل عدد الإصابات الجديدة التي تظهر في جهاز المسح بالرنين المغناطيسي.

ـ أظهر بيتافيرون أنه يقلل عدد الإصابات الجديدة من أول شهر بعد بدء المريض للعلاج، وبعد سنتين من العلاج أدى بيتافيرون إلى تخفيض عدد الإصابات النشطة بنسبة 78 في المائة وعدد الإصابات ككل بنسبة 90 في المائة.

وأظهرت نتائج تجربة BENEFIT التي أجريت على مدى ثلاث سنوات ونشرت في مجلة «لانست» في أغسطس (آب) 2007 أن المرضى الذين تم علاجهم ببيتافيرون في بداية ظهور المرض الإكلينيكي الأول لمرض التصلب المتعدد أظهروا انخفاضا بنسبة 40 في المائة في خطورة ظهور الإعاقة المؤكدة، بالمقارنة بالمرضى الذين تأخر علاجهم، ولم يظهر أي دواء آخر لعلاج التصلب المتعدد مثل هذا التأثير في مجموعة المرضى حديثي الإصابة. وتوجد اليوم خبرة تجارب إكلينيكية لأكثر من 16 عاما تظهر أن بيتافيرون علاج فعال ومحتمل بالنسبة للمرضى لعلاج النوع الانتكاسي من التصلب المتعدد، وله مظهر آمن وفعال على المدى الطويل.

د. ياسر منولى

http://yassermetwally.com