Archive for 31 جويلية, 2009

تشنج الحمل (Eclampsia).. أسبابه وأعراضه

جويلية 31, 2009

مقدمه

معظم الحالات تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الحمل

عرف تشنج الحمل أو الإرجاج Eclampsia قديما بين النساء بتسمم الحمل. وجاءت هذه التسمية لأن هذه الحالة لا تصيب إلا السيدات الحوامل، فكان الاعتقاد القديم بأن الجنين يتسبب في تسمم الأم. وهذا اعتقاد خاطئ لأن هذه التسمية لا تصف الحالة الحاصلة حيث لا وجود للتسمم في جسم المرأة الحامل.

يعتبر تشنج الحمل من الحالات الطارئة التي تهدد حياة الأم والجنين معا، ويصاب به حوالي من 5 إلى 7% من النساء الحوامل اللائي شخصن بحالة ما قبل الإرجاج أو مقدمة الإرجاج preeclampsia، وفيها تصاب الحامل بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول الذي يعرف بالزلال مع تورم الجسم مثل القدمين واليدين والوجه. ويتطور المرض إلى تشنج الحمل لدى امرأة واحدة من بين كل 100 امرأة مصابة بما قبل الإرجاج.

وحسب آخر إحصائية يتسبب تشنج الحمل في حوالي 50 ألف حالة وفاة للأمهات حول العالم. وهو يصيب 25% من النساء خلال فترة الحمل، و50% أثناء عملية الولادة و25% بعد الولادة.

* أسباب المرض

* لم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي للإصابة بحالتي ما قبل التشنج وتشنج الحمل، وبما إنه لم يتم اكتشاف السبب في حدوث المرض فلا يستطيع الأطباء تقديم أي من العلاجات أو الاختبارات الوقائية الفعالة للسيدة الحامل لمنع إصابتها بالمرض. وتكثر الإصابة بهذا المرض لدى السيدات صغار السن خلال حملهن الأول، على الرغم من ذلك يمكن حدوثه للحوامل بأكثر من جنين (التوائم)، والسيدات ما فوق سن الخامسة والثلاثين، ومن شخصن بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، ومريضات السكري، ومن يعانين من أمراض أخرى كأمراض الكلى أو الذئبة الحمراء.

ولأسباب غير معلومة يعد تشنج الحمل أكثر شيوعا بين الأميركيات من أصل أفريقي أكثر من غيرهن، كما يظهر لدى السيدات من ذوات التاريخ العائلي لهذا المرض كإصابة الأم أو الأخت بذات المرض، وأيضا في حالات الحمل التي يصحبها كبر حجم المشيمة (chorionic villi) كالحمل في توائم أو الحمل العنقودي (molar pregnancies) واستسقاء الجنين غير المناعي (nonimmune hydrops fetalis).

ومع أن معظم الحالات التي تحدث تكون موجودة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الحمل أو خلال 48 ساعة من بعد الولادة، فقد تم رصد حالات قبل إتمام الأسبوع 20 من الحمل، وتم رصد حالات أخرى متأخرة عن ذلك أي بعد الولادة خلال فترة النفاس. وقد تم تسجيل حالات لتشنج الحمل دون أن تكون مسبوقة بحالات «ما قبل تشنج الحمل».

* آلية حدوث المرض

* تبنى العلماء العديد من النظريات والعوامل التي يمكنها أن تؤدى إلى الإصابة بالمرض، منها العوامل الوراثية والغذائية والمناعية وغيرها. لكن تبقى النظرية الأقوى التي حتى الآن لم يتم إثباتها تماما بالأبحاث العلمية وهي أنه عند وجود نقص أو قصور في تروية الأوعية الدموية التي تمد المشيمة والرحم بالدم والغذاء، يؤدي ذلك إلى إفراز وسائط كيميائية حيوية (biochemical mediators) أو الأجسام المضادة (antigen) التي تنتشر عبر دم الأم وتتسبب في خلل كبير في وظائف بطانة الرحم، فتؤدي إلى تضيق وانقباض شرايين الجسم أو الأوعية الدموية بشكل عام مما يسبب قصورا في وظائف أعضاء الجسم كالقلب والكلى والكبد والجهاز العصبي والدورة الدموية والدم.

وتتلخص قصور وظائف أعضاء الجسم فيما يلي:

ـ الدورة الدموية: تقلص الأوعية الدموية، زيادة ضخ الدم من البطين الأيسر، نقص ضغط الدم الوريدي، نقص ضغط الشريان الرئوي.

ـ الكلى: نقص تنقية البولينا، نقص معدل الترشيح الكلوي، نقص البلازما في الكلى.

ـ الكبد: تلف خلايا الكبد، تجمعات دموية تحت غشاء الكبد.

ـ الجهاز العصبي: تجمع السوائل بين خلايا المخ، نزف الدماغ.

ـ الدم: زيادة نسبة لزوجة الدم وزيادة قابلية التجلط، زيادة حجم البلازما وزيادة تركيز الدم.

* أعراض المرض

* تظهر هذه الأعراض قبل الدخول في مرحلة تشنج الحمل:

ـ صداع ـ غثيان وقيء ـ اضطراب البصر ـ ألم بالجهة اليمنى من أعلى البطن أو في المعدة ـ تورم الجسم ـ زلال في البول تنقسم مرحلة التشنج إلى أربعة مراحل، ويلاحظ لدى بعض المريضات عدم وجود البروتين في البول واختفاء التورم والانتفاخ، مع استمرار الاضطرابات العصبية.

* المرحلة الأولى: انتفاض عضلات الوجه وأكثر ما ترى حول الفم.

* المرحلة الثانية: تقلصات توترية تجعل الجسم متصلبا وقاسيا. وتستمر هذه المرحلة بين 15 إلى 20 ثانية.

* المرحلة الثالثة: حدوث التشنج أو نوبة صرع وهي عبارة عن اهتزازات قوية لا إرادية في عضلات الجسم، يصحبها خروج رغوة من الفم وعض اللسان وتوقف التنفس.

* المرحلة الرابعة والأخيرة: الدخول في غيبوبة.

في بعض الحالات النادرة قد لا تحدث مرحلة التشنج، وتدخل المريضة في الغيبوبة مباشرة، ويصاب بعض المريضات بعد الاستيقاظ من الغيبوبة بفقدان وقتي للبصر مع عدم تذكر ما حدث لها. ويصاب الجنين خلال نوبة التشنج بانخفاض في معدل ضربات القلب.

* سبل العلاج

* يعتمد علاج تشنج الحمل على منع تكرار حدوث نوبات الصرع، والسيطرة على ضغط الدم المرتفع، وولادة الجنين.

* الوقاية من نوبات التشنج: تتم باتخاذ سبل المراقبة والوقاية الأولية المعروفة. ولا ينصح بالتدخل أثناء حصول التشنج الأول بمحاولة وقفه أو تقصيره، وتعطى كبريتات الماغنسيوم عن طريق الوريد لمنع المزيد من التشنجات.

* السيطرة على ضغط الدم المرتفع: يتم قياس ضغط الدم كل عشر دقائق مع إعطاء عقار خفض الدم عن طريق الوريد.

* الولادة: بعد العمل على استقرار حالة المريضة يجب الإسراع في إجراء عملية الولادة القيصرية ويتم ذلك بغض النظر عن عمر أو حجم الجنين، فالولادة هي العلاج الرئيسي والأساسي لحالات التشنج. ومن المهم جدا عدم القيام بمحاولات الولادة قبل الانتهاء من التشنج والغيبوبة واستقرار حالة المريضة.

* استمرار مراقبة الأم بعد الولادة والحفاظ على ضغط الدم في المعدل الطبيعي له تجنبا لحدوث تشنج الحمل لدى السيدات اللائي تمت ولادتهن في مرحلة ما قبل تشنج الحمل.

* أسباب وفاة الجنين

* وأهم أسباب وفاة الجنين هي عدم اكتمال نموه عند الولادة، احتشاء المشيمة (placental infarctions)، تأخر نمو الجنين داخل الرحم، انفصال المشيمة، نقص كمية الأوكسجين الواصل إلى الجنين.

وللوقاية من مشاكل الحمل وعدم التعرض لأي من المخاطر الصحية يجب على كل سيدة حامل متابعة حملها بالرعاية الصحية الطبية الدورية، حيث إن التشخيص المبكر والعلاج المكثف لحالات ما قبل التشنج مع الإشراف الطبي توفر الكثير من العناء للأم والطفل وتعد أساسا لاجتناب العديد من المضاعفات وحالات الوفاة بين السيدات.

* مخاطر ومضاعفات

* حالات ما قبل الإرجاج أثناء الحمل إلى جانب التهيؤ لاستقبال عضو جديد في الأسرة، فإن حمل المرأة يمكن أن يقود إلى عدد، ولو كان قليلا، من الحالات المؤثرة على صحتها لأمد طويل.

وحالة ما قبل الإرجاج preeclampsia، واحدة من الحالات التي يمكن أن تكون خطيرة، وهي تؤثر على واحدة من كل 20 امرأة حاملا.

وحالة ما قبل الإرجاج هي ظهور ارتفاع ضغط الدم وازدياد زلال (بروتين) الدم بعد نحو 20 أسبوعا من بداية الحمل. وأكثر حالات المرض خفيفة ولا تؤثر على الأم والجنين. إلا أن حالاتها الحادة قد تقود إلى حدوث التشنجات، أو السكتة الدماغية، أو الإسقاط.

و«تشفى» حالة ما قبل الإرجاج عند الولادة، فما إن يولد المولود، يعود ضغط الدم وزلال البول إلى طبيعتهما الاعتيادية. إلا أن حدوث الحالة قد يسبب آثارا بعيدة المدى. فالنساء اللواتي يصبن بها يتعرضن أكثر بمرتين للنوبات القلبية والسكتة الدماغية، ويكنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، التي قد تؤدي إلى وفاتهن مقارنة بالنساء اللواتي لا يعانين من مضاعفات أثناء الحمل، وفقا لباحثين من جامعة ماكماستر نشروا دراستهم في مجلة «القلب» الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وفقا لتقرير نشر في «رسالة هارفارد للقلب». وكلما كانت حدة ما قبل الإرجاج أكثر كلما كانت مخاطرها أعظم.

وتؤدي حالة ما قبل الإرجاج إلى إلحاق الضرر بالأوعية الدموية والكليتين، مما يؤدي إلى مشاكل في المستقبل. كذلك من المحتمل أن يكون الحمل نفسه اختبارا يمتد عدة شهور للقلب والمنظومات الأخرى في الجسم.

وما قبل الإرجاج، ومرض السكري أثناء الحمل، والمضاعفات الأخرى الناجمة عن الحمل، ربما هي علامات تشير إلى المشاكل التي تقود لاحقا إلى وقوع أمراض القلب.

وإن سبق لامرأة أن عانت من حالة ما قبل الإرجاج عند الحمل، فإن عليها أن تحافظ على مستويات ضغط الدم، الكولسترول، والوزن، وأن تتحكم في عوامل الخطر المؤثرة على القلب. وتجرى الآن دراسات حول الوسائل الفعالة لحماية قلوب النساء اللواتي تعرضن إلى هذه الحالة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الصداع…انواعه…اسبابه….علاجه

جويلية 31, 2009

مقدمه

كل رجل أصيب ولو مرة واحدة بالصداع، فيما يتعرض الكثير من الآخرين إلى عدد كبير من أنواعه. والصداع الخفيف أمر زائل يمكن معالجته بحبة من دون وصفة طبية أو بتناول الطعام أو شرب القهوة، أو الراحة. إلا أن التعرض للصداع الشديد، أو غير المعتاد، يهدد بمخاوف من حدوث السكتة الدماغية، أو الأورام، أو الخثرات الدموية. ولحسن الحظ فإن هذه المشاكل نادرة الحدوث. ومع هذا فعليك أن تعرف متى يجب عليك الاهتمام السريع بالصداع، وأن تتعلم السيطرة على حالات الصداع المتكررة التي تهدد حياتك.

* الألم ليس في الدماغ لا يعرف الأطباء أسباب حدوث 9 من كل 10 أنواع من الصداع. إلا أنهم يعرفون أن أنسجة الدماغ والجمجمة ليست مسؤولة عنه، لأنها لا تمتلك الأعصاب التي تتحسس الألم. إلا أن الأوعية الدموية في الرأس والرقبة يمكنها أن ترسل إشارات الألم، وكذلك الأنسجة المحيطة بالدماغ، وبعض الأعصاب التي تنطلق من الدماغ. ويمكن لفروة الرأس، الجيوب الأنفية، الأسنان، العضلات والمفاصل في الرقبة، أن تتسبب في حدوث الصداع.

* متى يجب القلق؟

* يمكنك علاج الصداع بنفسك أو بالتعاون مع الطبيب. إلا أن بعض أنواعه تتطلب رعاية صحية سريعة.

وإليك بعض العلامات التحذيرية:

* صداع يظهر لأول مرة بعد سن 50 عاما.

* حدوث تغير جوهري في شكل الصداع.

* «صداع لم يشاهد مثله أبدا» حاد، وغير اعتيادي.

* ألم يزداد حدة مع السعال والحركة.

* أنواع من الصداع تزداد شدة مع الزمن.

* حدوث تغيرات في الشخصية أو الوظائف العقلية.

* أنواع الصداع المصاحبة بالحمى، تيبس الرقبة، التشوش، تدني التركيز أو الذاكرة، أو بظهور أعراض عصبية مثل اختلال البصر، تعثر النطق، الضعف، التنميل، أو التشنجات.

* أنواع الصداع المصاحبة باحمرار العين.

* أنواع الصداع المصاحبة بالألم في منطقة الصدغين وازدياد حساسيتهما.

* أنواع الصداع التي تمنع مزاولة النشاط اليومي.

* أنواع الصداع التي تأتي فجأة، خصوصا تلك التي توقظ من النوم.

* أنواع الصداع لدى المصابين بالسرطان أو بنقص في المناعة.

* أصناف الصداع

* هناك أكثر من 300 نوع من أنواع الصداع، ولا تعرف أسباب سوى 10 في المائة منها. أما الأنواع الباقية فتسمى «الصداعات الابتدائية» primary headaches. وفي ما يلي بعض من هذه «الصداعات الابتدائية»:

* الصداع التوتري

* الصداع التوتري Tension ـ type headaches من أكثر أنواع الصداع شيوعا ويصيب نحو ثلاثة من كل أربعة من البالغين. وفي أغلب الحالات يكون خفيفا إلى معتدل الشدة ولا يتكرر ظهوره. إلا أن قلة من الناس يصابون بنوع شديد منه والبعض الآخر يعاني من ثلاث إلى أربع نوبات منه أسبوعيا.

ويولد هذا الصداع ألما ضاغطا غير حاد على جانبي الرأس. أما النوع الشديد منه فيولد ألما، وكأن الرأس موضوعة داخل ملزمة حديدية. وقد يصاب الكتفان والرقبة بالأوجاع بسببه. وتظهر بعض أنواع هذا الصداع نتيجة الإجهاد، التوتر العاطفي، مشاكل في عضلات ومفاصل الرقبة والفك. ويستمر أغلبها لفترة ما بين 20 دقيقة وساعتين.

وإن أصبت بهذا الصداع التوتري بشكل عابر، فيمكنك العناية به بنفسك، بتناول الأدوية من دون وصفة طبية مثل «أسيتومينوفين» («تايلينول» وغيره)، أو الأدوية غير الستيرودية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين و«نابروكسين» و«إيبويروفين». كما أن كمادة حارة أو الاستحمام تحت مرشاش ساخن، قد يساعد في التخلص منه، فيما يشعر بعض الناس بالتحسن بعد حصولهم على إغفاءة قصيرة أو تناولهم وجبة خفيفة.

وإن كان هذا الصداع يصيبك بشكل متكرر، فحاول التعرف على أسبابه لدرء حدوثه. لا تجهد نفسك كثيرا، ولا تنسَ تناول وجبتك. تعلم وسائل الاسترخاء، واليوغا تساعد خصوصا لأنها تساعد على استرخاء الفكر وكذلك عضلات الرقبة. وإن كنت من الذين يطحنون أسنانهم أثناء الليل، فمن الأفضل استخدام قطعة لمنع اصطكاك الأسنان.

* الصداع النصفي

* الصداع النصفي (الشقيقة) أقل حدوثا من الصداع التوتري، إلا أنه أشد منه عادة. وهو أكثر شيوعا بمرتين إلى ثلاث مرات بين النساء، إلا أن هذا لا يكفي لطمأنة ما بين 6 و8 في المائة من الرجال، الذين يصابون به.

ومنذ تقديم دراسة هارفارد على 20 ألفا و84 رجلا بين أعمار 40 و84 عاما، التي أشارت إلى أن التعرض للصداع النصفي يزيد من أخطار النوبة القلبية بنسبة 42 في المائة، أصبح على الرجال المصابين به، الاهتمام بقلوبهم أكثر.

ويعتقد علماء الأعصاب أن الصداع النصفي ناجم عن تغيرات في تدفق الدم نحو الدماغ وفي نشاط الخلايا العصبية. وتلعب الجينات 70 في المائة في ظهور الإصابة به لدى الأشخاص الذين يوجد لهم أقارب مصابون بالمرض.

* محفزات الصداع النصفي رغم أن الصداع النصفي يحدث من دون تحذيرات، فإنه يبدأ بظهور أمر محفز له. وتختلف المحفزات بين شخص وآخر، إلا أن المصابين به يظلون في العادة حساسين لنفس المحفزات. وفي ما يلي أكثر المحفزات شيوعا:

* تغير الطقس: ازدياد الرطوبة، أو درجة الحرارة.

* عدم النوم، أو زيادته.

* الإجهاد.

* التوتر العاطفي.

* محفزات الأحاسيس: النور الساطع أو المهتز، الضوضاء، الروائح الشديدة.

* المحفزات الغذائية:

– عدم تناول وجبة الطعام في موعدها.

– تناول الكحول.

– الشوكولاته.

– النترات الموجودة في اللحم والسمك المقدد.

– الجبن المعتّق – زيادة الكافيين، أو نقصانه.

– «إم إس جي» MSG (غالبا ما يوجد في الأطعمة الآسيوية أو الجاهزة) ـ (مركب اسمه monosodium glutamate، وهو من مضافات الطعم ـ المحرر).

* أعراض الصداع النصفي

* يبدأ الصداع النصفي عادة في المساء أو أثناء النوم. ولدى بعض الأشخاص، تسبق نوبته حالة تستمر عدة ساعات من الإجهاد، الكآبة، الخمول، أو الانزعاج والضيق. ولأن أعراض الصداع النصفي تتفاوت بشكل واسع، فإن نصف المصابين به على الأقل يعتقدون أنهم مصابون بالجيوب الأنفية أو الصداع التوتري، وليسوا مصابين بالصداع النصفي.

وتبدأ نسبة 20 في المائة من الصداع النصفي بظهور عرض واحد أو عرضين عصبيين، تسمى «الهالة البصرية» aura، إذ تكون الشكاوى البصرية الأكثر شيوعا. وقد تشتمل هذه الشكاوى على ظهور هالة، شرارات أو ومضات من الضوء، خطوط متموجة، بل وحتى فقدان البصر مؤقتا.

وقد تؤدي الهالة أيضا إلى حدوث التنميل أو الشعور بالوخز في أحد جانبي الجسم، خصوصا في الوجه أو اليد. وتظهر لدى بعض المصابين أعراض الهالة من دون تعرضهم للصداع النصفي، وغالبا ما يعتقدون أنهم أصيبوا بالسكتة الدماغية، وليس بالصداع النصفي. وتظهر أغلب حالات الصداع النصفي من دون ظهور الهالة. وفي الحالات النموذجية، يكون الألم في أحد جانبي الرأس، غالبا ما يبدأ بألم حوالي العين والصدغ، قبل أن ينتشر إلى مؤخرة الرأس. ويكون الألم شديدا وكثيرا ما يوصف بأنه نبضي ودقّاق. والغثيان أمر شائع فيما يعاني الكثيرون من المصابين بالصداع النصفي من تدميع العينين، وسيلان الأنف أو احتقانه. وإن كانت هذه الأعراض ظاهرة جدا، فقد تؤدي إلى إساءة التشخيص ووصف الحالة بأنها صداع الجيوب الأنفية sinus headache.

وأحد الطرق للتذكير بملامح الصداع النصفي تتمثل في استخدام كلمة POUND اللاتينية (الحرف الأول P للألم النابض pulsating pain، والحرف الثاني O لفترة يوم واحد من النوبات الشديدة المستمرة غير المعالجة one ـ day duration of severe untreated attacks، والحرف الثالث U هو للألم الأحادي (الوحيد الجانب) unilateral (one ـ sided) pain، والحرف N للغثيان والتقيؤnausea and vomiting، وأخيرا الحرف D لشدة الإعاقة disabling intensity).

ومن دون علاج فعال، فإن نوبة الصداع النصفي تمتد في العادة ما بين 4 إلى 24 ساعة. وعندما يعاني المصاب من الصداع النصفي فإن فترة 4 ساعات هي فترة طويلة ـ ولذلك يكون العلاج المبكر مهما جدا.

* علاج الصداع النصفي

* إن نجحت في رصد الصداع النصفي في مراحله المبكرة فبمقدورك السيطرة عليه بأدوية تخفيف الألم من دون وصفة طبية. وأدوية «اسيتامينوفين»، الأسبرين، «إيبوبروفين»، «نابروكسين» أو توليفة من أدوية مكافحة الألم، والكافيين، كلها فعالة ـ إن تناولت جرعات كاملة منها مبكرا بعد النوبة. كما قد يعزز دواء «ميتوكلوبراميد» metoclopramide (ريغلان Reglan) من تأثير الأدوية غير الستيرويدية.

وعندما تكون هناك حاجة للأدوية الموصوفة طبيا، يلجأ الكثير من الأطباء إلى أدوية التريبتان triptans المتوفرة بهيئة حبوب أو بخاخات الأنف أو حقن يمكن للمصابين التعود على حقنها. وتشمل الأمثلة هنا على sumatriptan (Imitrex)، zolmitriptan (Zomig)، rizatriptan (Maxalt).

وتخفف أدوية التريبتان الأعراض تماما خلال ساعتين في 70 في المائة من الحالات. وتكون الاستجابات لها أفضل عند بدء العلاج مبكرا. ويحتاج بعض المصابين إلى جرعة ثانية خلال 12 إلى 24 ساعة. ولأن أدوية التريبتان قد تؤثر على تدفق الدم إلى القلب وكذلك إلى الدماغ، فإنه لا ينبغي للمصابين بأمراض الشرايين التاجية أو بعوامل خطر عالية للإصابة بأمراض القلب، تناولها كما لا ينبغي تناولها من قبل المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب من عائلة SSRI.

ولبعض المصابين، لا تزال تلعب دورها الأدوية القديمة لعلاج الصداع النصفي، ومنها أدوية «إريغوت» ergot وتوليفات تحتوي على أدوية «باربيتورات» barbiturates. بينما يحتاج آخرون إلى أدوية مضادة للغثيان، وأدوية قوية لتخفيف الألم توصف طبيا، بل وحتى إلى أدوية الكورتيكوستيرويدات corticosteroid مثل «ديكساميثازون» dexamethasone. تشاور مع الطبيب للتوصل إلى الطريقة الفضلى لعلاج الحالة. ولكن تذكر أن الاستخدام السيئ للأدوية قد يقود إلى عودة الصداع وإلى حلقة مفرغة من الأدوية والصداع. ولذا، وإن كنت تعالج نفسك أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، فعليك التفكير بتوظيف العلاجات الوقائية.

* علاجات وقائية

* بعض الأشخاص ينجحون ببساطة في توقي حدوث الصداع النصفي بتجنب محفزاته، بينما يقوم آخرون بالتوجه فورا إلى العلاج حال حدوث نوباته غير المتكررة. إلا أن المصابين الذين يعانون من نوبات متكررة من الصداع النصفي غالبا ما يستفيدون من العلاجات الوقائية له. وأكثر الوصفات الدوائية الوقائية الفعالة هي حاصرات «بيتا» (مثل «بروبرانولول» propranolol و«أتينالول» atenolol و«ميتوبرولول» metoprolol)، وبعض مضادات الاكتئاب (مثل «أميتريبتيلين» amitriptyline) وبعض الأدوية المضادة للتشنجات (مثل «ديفالبرويكس» divalproex و«توبيرامات» topiramate و«غابابنتين» gabapentin). وأما الحالات الأصعب فيمكن توجيهها إلى طبيب مختص بالصداع.

* الصداع العنقودي

* الصداع العنقودي Cluster headache نوع غير شائع من الصداع، إلا أنه شديد جدا. ويزداد ظهوره أكثر بخمس مرات لدى الرجال من النساء. ورغم أن أي شخص معرض للإصابة به، فإن المصاب النموذجي به هو رجل في أواسط عمره له تاريخ في التدخين.

ويأتي اسم الصداع العنقودي من حقيقة أنه يظهر على شكل عنقود، بين نوبة واحدة إلى ثماني نوبات في اليوم خلال فترة شهر إلى ثلاثة أشهر في كل عام أو عامين، وغالبا ما يأتي في نفس أيام السنة.

ويضرب الألم دوما جانبا واحدا من الرأس ويكون حادا جدا. وتكون العين على ذلك الجانب المؤلم حمراء ومدمعة، وقد يتهدل جفن العين، ويسيل الأنف أو يحتقن. وتبدأ النوبة فجأة وتستمر بين 30 و60 دقيقة. ويصبح أكثرية المصابين به منفعلين خلال النوبة، لا يمكنهم الجلوس، ويمشون رواحا ومجيئا، ويهرولون في أماكنهم، أو يضربون رؤوسهم بالجدران. وقد يصاحب الألم بالغثيان أو الحساسية للضوء والصوت.

وقد يساعد استنشاق الأكسجين النقي أثناء النوبة. ودواء «سمرتريبتان» Sumatriptan فعال، خصوصا عند حقنه في الجسم. وأدوية التريبتان الأخرى مفيدة أيضا. ويفضل بعض المصابين قطرات «ليدوكايين» lidocaine للأنف، حقن «ديهيدروارغاتامين» dihydroergotamine، أو علاجات أخرى.

وأكثر العلاجات فاعلية لدرء نوبات الصداع العنقودي هو «فيراباميل» verapamil، وهو من أدوية حاصرات قنوات، أو بوابات، الكالسيوم. كما تساعد ادوية أخرى مثل «ديفالبرويكس»، «توبيرامات» والليثيوم.

* فحوصات الصداع

* يعتمد الطب الحديث على الفحوصات لتشخيص الكثير من المشاكل الصحية. ولغالبية أنواع الصداع فإن الاختبارات القديمة وهي الفحوصات البدنية والتدقيق في التاريخ الصحي للمصاب، تقدم نتائجها المطلوبة. وفي الواقع فإن صور المسح بطرق التصوير بالأشعة المقطعية أو بالمرنان المغناطيسي، وكذلك تخطيط موجات الدماغ، لا تظهر سوى صورا عادية أثناء نوبات الصداع التوتري والصداع النصفي والصداع العنقودي. إلا أنها تظل وسائل مهمة للاختبار عند ظهور علامات تحذيرية على وجود أنواع أسوأ من الصداع.

* التعايش مع الصداع

* يبدو الصداع لأكثرية الناس أمرا عابرا في الحياة اليومية. ومع ذلك فإن نوباته يمكن تخفيفها باتخاذ خطوات بسيطة في أسلوب الحياة إضافة إلى الأدوية من دون وصفة طبية. وقد تساعد في ذلك أيضا وسائل الاسترخاء، اليوغا، والإبر الصينية.

إلا أن بعض الناس يعانون من مشكلة الصداع وعليهم التعرف على علاماتها التحذيرية واستشارة الطبيب لوضع برنامج لتوقي حدوث نوبات الصداع وعلاجه.

* «صداع الآيس كريم» و«صداع النشوة الجنسية» اثنان من مئات أنواعه

* قام الأطباء بتشخيص مئات الحالات المرتبطة بالصداع. وفي ما يلي بعض منها:

* صداع الأدوية: الكثير من أنواع الصداع تنجم عن الأعراض الجانبية للأدوية. وغم المفارقة العجيبة، فإن أدوية علاج الصداع نفسها ربما تقود أحيانا إلى حدوث الصداع. وتمكن طريقة التعرف على هذا النوع من الصداع في التوقف عن تناول الأدوية. ولكن، استشر الطبيب قبل ذلك.

* صداع الجيوب الأنفية: التهاب الجيوب الأنفية الحاد يسبب الآلام في الجبهة، وحول الأنف والعينين، وفوق الوجنتين، أو في الأسنان العليا. والمخاط الثخين القوام، الاحتقان، والحمى دلائل على وجود مشكلة في الجيوب الأنفية. وعندما تزول المشكلة الحادة، تزول الآلام. ولا يعتبر التهاب الجيوب الأنفية سببا شائعا لحدوث الصداع المزمن المتكرر.

* صداع «الآيس كريم»: هذا النوع من الصداع يظهر لدى بعض الأشخاص في شكل ألم فجائي حاد في الرأس بعد تناولهم لأي طعام بارد. ويختفي الألم خلال أقل من دقيقة، حتى عند الاستمرار في تناول ذلك الطعام. وإن كنت متخوفا من صداع الآيس كريم، حاول أكله ببطء وتسخين القطع الباردة منه في مقدمة الفم قبل بلعه.

* صداع ضغط الدم العالي: ارتفاع ضغط الدم لا يتسبب في حدوث الصداع، في ما عدا حالات ارتفاع ضغط الدم العالي جدا. وفي الواقع فإن غالبية المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعانون من أي أعراض له. وقد أشارت دراسة على 51 ألفا و234 شخصا إلى أن ارتفاع ضغط الدم يرتبط بحدوث حالات أقل من الصداع. ولكن هذا لا يمنع من الاهتمام بارتفاع ضغط الدم لتأثيراته السيئة على القلب والكليتين.

* صداع الرياضة والجنس: التمارين الرياضية الفجائية أو الشديدة قد تؤدي إلى الصداع. كما قد يقود الجماع الجنسي إلى تحفيز نوبة من الصداع. وبعض الأشخاص يعانون من صداع خفيف، بينما يعاني آخرون من نوبات شديدة مما يسمى بـ«صداع النشوة الجنسية» orgasmic headaches. والطريقة العلاجية الوقائية النموذجية هي تناول «إندوميثاسين» («إندوسين»، والماركات الأصلية الأخرى)، قبل 30 إلى 60 دقيقة من العملية الجنسية. وتساعد أيضا هنا أدوية حاصرات بيتا والتربتان.

د. ياسر منولى

http://yassermetwally.com

اضطرابات الوسواس القهري في الأطفال

جويلية 30, 2009

مقدمه

هواجس تتسبب في علامات عدم الارتياح أو الإجهاد وتستنفد الكثير من الوقت

«ابنتي منى فتاة في عمر 7 سنوات. أنا قلقة جدا على سلوكها الغريب، فمنذ عمر 5 سنوات لاحظت أن سميرة لديها ذوق غريب في الملابس وفي الأكل. وكمثال فهي تصر على ارتداء زوجين من الجوارب في كل قدم، ولا ترتدي سوى ملابس قطنية. عندما أشتري لها ملابس جديدة تصاب بنوبة غضب إن ظلت بطاقة السعر عليها. وفي الليل تقضي ساعات في ترتيب فراشها بطريقة محددة. كما أنها ترفض أن تأكل أي نوع جديد من الطعام، فهي لا تأكل إلا الأرز أو الخبز واللبن. عرضتها على الطبيب فشخص حالتها باضطراب الوسواس القهري. ما هو هذا الاضطراب، وهل ستكون كذلك طيلة حياتها؟».

يقال إن المليونير الأميركي دونالد ترامب لديه رعب من الإصابة بالجراثيم، حتى إنه يخاف من مصافحة الآخرين. وتحكي الممثلة كاميرون دياز أنها عندما تريد فتح باب ما، لا بد لها من تنظيف مقبض الباب عدة مرات، وكثيرا ما تزيل الدهان بسبب التنظيف الشديد. أما لاعب كرة القدم البريطاني ديفيد بيكام فيفضل أن تكون الأشياء من حوله في غاية النظافة وموضوعة في نظام معين. والشيء الذي يجمع هؤلاء المشاهير مع بعض هو أنهم يعانون من اضطراب الوسواس القهري، مثل الموسيقار بيتهوفن، والكاتب تشارلز داروين. فاضطراب الوسواس القهري مرض شائع، وبإمكانه أن يصيب الكبار والصغار معا. فنحن نسمع عنه كثيرا، حتى إن البعض يمزحون به، فهناك من يعتقد أنه مرض غريب، فما بالك إذا شُخّص طفلك بهذا الاضطراب؟ لا شك أنه سيكون أمر مقلق ومخيف للوالدين، خاصة إذا كان هناك خوف وترقب مما قد يحدث للطفل في المستقبل، وكيف ستكون قدرته على التعامل مع هذه الإعاقة.

* وسواس قهري

* يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية الطبعة الرابعة، اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder) بأنه وجود أي هواجس أو ضواغط تتسبب في علامات عدم الارتياح أو الإجهاد، وتستنفد الكثير من الوقت، أو تتداخل بشكل كبير مع الروتين أو العمل الطبيعي للشخص. وهو مرض نفسي شائع، ووفقا للإحصاءات هناك 1% ـ 3% من الأطفال مصابون بهذا الاضطراب، وتظهر أعراض وعلامات الاضطراب في المتوسط عند عمر العاشرة، على الرغم من أن الأطفال في سن 5 أو 7 سنوات قد يصابون بالمرض. وقبل البلوغ، الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب من الفتيات، أما بعد فترة البلوغ فتتساوى النسبة بين الجنسين. في أميركا وبريطانيا يقدر أن 1% من الأطفال يعانون من اضطراب الوسواس القهري. من جهة أخرى فالدراسات البحثية في المملكة العربية السعودية بينت أن معدل انتشار الاضطراب 2% ـ 3% بين الأطفال، في حين أن الدراسات التي أجريت في مصر قدرت الانتشار بـ2%.

* هواجس ودوافع

* الوسواس القهري هو أحد اضطرابات القلق. فالهواجس والدوافع الملحة في الاضطراب قد لا تحدث معا، وفيما يلي شرح للهواجس والدوافع.. الهواجس: هي أفكار أو صور أو دوافع مزعجة وغير مرغوب فيها، تشغل ذهن الطفل، ويمكن أن تسبب قدرا كبيرا من القلق. وهناك أنواع مختلفة من الهواجس لدى الأطفال وأكثرها شيوعا هي:

* الخوف من التلوث، وفي هذا الهاجس يخاف الطفل من لمس الجراثيم وبالتالي يمكن أن يخاف من المرض، أو نقل العدوى للآخرين عند لمس الأسطح القذرة.

* الخوف من الحوادث العرضية للطفل وللآخرين، حيث يخشى الطفل تعرضه والآخرين للأذى عن طريق الإهمال.. كمثال، قد يكون الطفل قلقا إذا لم يغسل يديه فإنه سيعرض الآخرين إلى الجراثيم.

* الخوف من إيذاء الآخرين متعمدا، وهذا يحدث من خلال التفكير المستمر في ضرر شخص سواء بدنيا أو لفظيا. هذه الأفكار يمكن أن تسيطر على عقل الطفل، ويترتب على ذلك الشعور بالذنب لوجود مثل هذه الأفكار.

* التماثل والدقة، فبعض الأطفال قد يصبحون في حالة هياج شديد إذا كانت بعض الأشياء ليست في محلها أو غير موضوعة في زاوية معينة. وهوس النظام يمكن أن يكون وفقا للون أو الحجم أو أن يكون الشيء في اتجاه معين.

* هوس الأرقام، مثل عد أرقام محددة باستمرار، أو عمل الأشياء عددا معينا من المرات، كمثال غسل اليدين 6 مرات. تعرف الهواجس بأنها تكرار السلوك أو الأفكار، ويشعر الطفل برغبة قوية لفعل ذلك للحد من إحساسه الشديد بالقلق.

الهواجس عادة ما تتم بطريقة طقوسية، فعلى سبيل المثال يمكن أن يغسل الطفل يده عدة مرات بغسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى. وإذا انقطعت العملية أو لم تتم بالطريقة الصحيحة، فقد يكررها إلى أن تتم بالشكل الصحيح. وبعض الهواجس الأكثر شيوعا عند الأطفال هي:

* هاجس الغسل، غسل اليدين بشكل مفرط حتى تنزف اليد وتتشقق، والتنظيف المفرط للأسنان بالفرشاة، وهوس النظافة.

* هوس التحقق، ويشمل التحقق من الأبواب والمفاتيح الكهربائية إن كانت مغلقة بشكل صحيح، أو أن كل من في المنزل على ما يرام، فتجد الطفل يذهب عدة مرات ليتأكد من أن الباب مغلق.

* هوس الترتيب (التنظيم)، وينطوي على ترتيب الأشياء بطريقة محددة مثل السرير، والكتب، أو خزانة الملابس أو حقيبة المدرسة.

* الطقوس العقلية، ليس من الضروري لكل الأطفال المصابين باضطراب الوسواس القهري أن تكون لديهم هواجس يمكن رؤيتها أو ملاحظتها، فبعض الطقوس قد يتم أداؤها في الرأس، حيث يتم تكرارها عدة مرات حتى يقوم بها الطفل بشكل صحيح.

* هوس الاعتراف، بعض الأطفال والمراهقين يخشون أن يكون ما قاموا به أو ما فكروا به خطأ، ولذلك يشعرون بالحاجة إلى الاعتراف بما قاموا به، ويريدون الحصول على تأكيدات أن كل شيء على ما يرام.

* أسباب الوسواس القهري

* حتى الآن لم يعرف السبب الحقيقي للوسواس القهري، ولكنه قد يكون نتيجة لمجموعة مختلفة من العوامل. وقد أظهرت الأبحاث أن الوسواس القهري هو خلل في الدماغ، وأن هناك عاملا وراثيا، فالطفل الذي لديه قريب مصاب بالوسواس يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض. وأثبتت الأدلة أن الوسواس القهري يمثل أداء غير طبيعي في المخ. الوسواس القهري يمكن أن ترافقه أمراض أخرى مثل الاكتئاب، فرط النشاط وقلة الحركة، التشنجات اللاإرادية أو غيرها من اضطرابات القلق.

* الطفل والوسواس القهري

* من الطبيعي والمناسب تنمويا أن تكون للأطفال الصغار طقوسهم الخاصة التي يؤدونها، على سبيل المثال تناول أغذية معينة فقط، أو ارتداء نوع محدد من الملابس. ولكن السؤال الذي يشغل بال معظم الآباء والأمهات هو معرفة ما هو التصرف الفاصل الذي يفرق بين التصرف الطبيعي وغير الطبيعي، وهل هو وسواس قهري أم لا!..

الطفل الذي يعاني من الوسواس القهري يمكن أن يعاني من رغبات ملحة لا يمكنه السيطرة عليها. ويقول الباحثون إن أداء هذه الطقوس يقلل من حدة القلق لكنه لا يذهبه بعيدا. واستنادا إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، فالهواجس والوساوس يجب أن تستمر على الأقل ساعة واحدة يوميا، حتى إنها تؤثر على حياته الطبيعية من أجل أن يشخص بالوسواس القهري، وهذا ينطبق على الأطفال والبالغين على السواء.

إذا كنت تشعر بأن طفلك لديه هواجس معينة أو وسواس لا يزول، تأكد من استشارة طبيبك، لأنه من الأفضل دائما أن تكون آمنا من أن تكون نادما.

* العلامات والأعراض

* من الصعب التعرف على الوسواس القهري عند الأطفال، لأنهم قادرون على إخفاء سلوكياتهم. وبعض الآباء قد لا يعرفون أن هناك شيئا خطأ لعدة أشهر أو حتى سنوات. معظم الأطفال قد يشعرون بأن ما يقومون به خطأ، ولذلك يتخذون مزيدا من الإجراءات الاحترازية لإخفائه من أي شخص حتى أقرب الأقربين، لا سيما الأطفال الذين لا يريدون أن يكونوا منبوذين أو مختلفين عن أقرانهم.

بعض الأعراض والعلامات:

* جفاف اليدين من جراء الغسل المستمر.

* الاستهلاك العالي للصابون أو ورق التواليت.

* الفواتير العالية للخدمات مثل الكهرباء والماء.

* طول فترة التحضير والاستعداد للنوم.

* زيادة كمية الملابس للغسيل.

* الزيادة المفرطة للقمامة.

* غرفة الطفل نظيفة للغاية.

* تغيير في الأداء المدرسي.

* الخوف من الخطر أو الأذى.

* الخوف من المشاكل الصحية.

* الطلب المستمر لمشاركة الوالدين في طقوس معينة. إذا ما ترك الطفل من دون علاج لهذه المخاوف والهواجس فقد تزيد حدتها وتصبح مرهقة للطفل في بعض الأحيان، لدرجة أن الطفل قد لا يغادر المنزل بسبب القلق الذي يسيطر عليه.

عادة يتم تشخيص الوسواس القهري من خلال استشارة طبيب نفسي، يخضع الطفل لتقييم كامل. وهناك أنواع مختلفة من العلاجات المتوافرة، ولكن عادة ما يعالج الوسواس القهري بمجموعة من الأدوية والعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي).

* ما هو دور الوالدين؟

* الطريقة التي يتفاعل بها الوالدان مع طفلهما المصاب بالوسواس القهري يمكن أن يكون لها تأثير بالغ عليه. فوجود طفل مصاب بالوسواس القهري يمكن أن يكون واحدا من أكثر الأمور المربكة والمخيفة للوالدين، خاصة أنهما يخافان على طفلهما ويشعران بالقلق إزاء ما قد يحدث. الخبر المفرح هنا أن الوسواس القهري يمكن معالجته، ولكن العلاج لن يكون ناجحا من دون التعاون الكامل والدعم من والدي الطفل. ومن المهم جدا توفير الحب والدعم غير المشروط لطفلك، ففي واقع الأمر يكون ذلك جزءا أساسيا من العلاج. ومعظم الأطفال الذين يعانون مع الوسواس القهري عليهم التغلب على الكثير من المشاعر الصعبة، بما فيها الحرج الشديد والقلق. ولهذا السبب فهم بحاجة لمزيد من الدعم والاطمئنان، وهو ما لا يمكن أن يوفره أحد أفضل من الآباء والأمهات.

* مقترحات لمساعدة طفلك

1 عامل هواجس وسلوكيات طفلك كأعراض، وليس كعيب في شخصيته. تذكر أن طفلك مصاب باضطراب، ولكنه في صحة جيدة.

2 لا تدع الوسواس القهري يسيطر على حياة عائلتك. قدر الإمكان حاول المحافظة على الحياة الأسرية، والتقليل من القلق، وعَيْش حياة طبيعية.

3 لا تشارك في طقوس طفلك. إذا كنت قد ساعدت في هذه الطقوس في الماضي، فقد يستغرق بعض الوقت والممارسة لتغيير هذا النمط. من أجل تحسن المصابين بالوسواس القهري، على العائلة والأصدقاء المساعدة في مقاومة الطقوس والسلوكيات. دعم الطقوس بما فيه طمأنة الطفل يعوق تقدم العلاج.

4 تخاطب مع طفلك بطريقة إيجابية، تجنب انتقاده وانتقاد سلوكياته. فالانتقاد سيؤدي إلى مزيد من القلق والإجهاد.

5 تذكر دائما أن تثني على طفلك إذا بذل أي مجهود لتجنب الوسواس القهري.

6 حاول معرفة المزيد عن هذا المرض وذلك لتكون قادرا على فهم ما يعاني منه طفلك.

7 تذكر أن الطفل المصاب بالوسواس القهري لديه احتياجات خاصة، ويتطلب مزيدا من الدعم أكثر من غيره من الأطفال. حاول أن تقدم له كل الحب والدعم اللازم للتغلب على عجزه. 8 تأكد أن الأسرة ملمة بحالة طفلك، وذلك من أجل تهيئة بيئة داعمة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الغذاء.. واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة(Hyperactive child syndrome)

جويلية 30, 2009

مقدمه

الغذاء لوحده، على الأغلب، لا يمثل القوة الدافعة لحدوث أعراض متنوعة من مشكلات السلوك والإدراك التي يبتلى بها الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة .إلا أن دراسات عديدة قد جددت الاهتمام حول ما إذا كانت بعض أنواع الأغذية والمضافات الغذائية تلعب دورها في حدوث بعض الأعراض لدى قسم من المصابين بهذا الاضطراب.

ونشير إلى أن الدراسات كلها المذكورة في الفقرة السابقة، كانت موجهة. إلا أن الأبحاث التقليدية لم تعثر على أي نتائج تدعم فوائد نظام غذائي جذري مثل «نظام فينغولد الغذائي» الذي يستبعد كل الأغذية المعدة صناعيا تقريبا وكذلك كثيرا من الفواكه والخضروات ـ لأكثرية الأطفال المصابين باضطراب (ن. إ. ف. ح.). كما أنه لا توجد طريقة سهلة لرصد ذلك العدد القليل من الأطفال الذين قد يكون بمقدورهم الاستفادة من النظم الغذائية التي تستبعد منها بعض أنواع الأغذية.

ومع ذك، فإن الآباء ـ وبعض الباحثين ـ يتساءلون حول ما إذا كان تغيير العادات الغذائية قد يكون مكملا للعلاج متعدد الأنماط، الذي يشمل العلاج السلوكي والعلاجات النفسية المبنية على البراهين للاضطراب، والدعم المدرسي، وتثقيف الوالدين.

وفي ما يلي نظرة عامة قصيرة للأدلة المتعلقة بأنواع المواد الغذائية «التدخلية»، التي حظيت بأكثر الاهتمام.

* مضافات الغذاء الصناعية

* شرع الباحثون ومنذ عام 1970 في دراسة ما إذا كانت المنتجات الصناعية من الصبغات، ومضافات الطعم، ومواد الحفاظ على الأطعمة، التي توضع في شتى الأغذية المسوقة تجاريا أو في أطعمة المأكولات السريعة، لها دور في المساهمة في فرط الحركة أو في حدوث الأعراض الأخرى لاضطراب (ن. إ. ف. ح.). وكانت أكثرية الدراسات صغيرة أو تشوبها العيوب. كما لم يحدث أي توافق علمي حول كيفية مساهمة مثل هذه المضافات في حدوث أعراض اضطراب (ن. إ. ف. ح.) لدى الأطفال.

وقد أثير الاهتمام مجددا بدور المضافات بعد إجراء دراسة بريطانية صممت خطتها بشكل جيد، على الأقل لأن نتائجها أقنعت وكالة الغذاء البريطانية بلفت نظر منتجي الأغذية إلى ضرورة استبعاد ستة من مضافات اللون الصناعية في الأغذية المسوقة للأطفال في بريطانيا.

وكان الباحثون البريطانيون قد صمموا دراسة عشوائية لمجوعتين، إحداهما مجموعة مراقبة، والأخرى تناول أفرادها حبوبا وهمية، بهدف اختبار تأثيرات مادة حافظة للغذاء هي بنزوات الصوديوم وستة من مضافات اللون الصناعية إلى الغذاء، على فرط الحركة لدى 153 من الأطفال في مرحلة ما قبل سن المدرسة (في سن الثالثة من عمرهم)، و144 من أطفال المدارس الابتدائية (من أعمار 8 أو 9 سنوات).

وقام الباحثون عمدا بإجراء الدراسة ضمن مجموعة صحية من الأطفال، بدلا من حصر كل أفرادها في المصابين باضطراب (ن. إ. ف. ح.) فقط. إلا أنهم طلبوا من المدرسين ملء استمارات استطلاع بهدف تقييم فرط الحركة للأطفال في بداية الدراسة، وذلك للانطلاق من مستويات محددة عند بدء قياساتهم.

وعلى مدى ستة أسابيع كان الأطفال يتناولون الأغذية والمشروبات الخالية من بنزوات الصوديوم ومن ستة من مضافات اللون. ولكن وفي الأسبوع الثاني، والرابع، والسادس، تناول الأطفال إما عصيرا وهميا، أو عصيرا يحتوي على خليط واحد من خليطين اثنين يحتوي كل منهما على مضافات خلطت معه طيلة ذلك الأسبوع.

* تأثيرات ملموسة

* ورصد الباحثون زيادة خفيفة، إلا أنها ملموسة، في فرط الحركة لدى كل أفراد مجموعتي الأطفال من فئتي الأعمار ـ بغض النظر عن مستويات فرط الحركة الابتدائية عند بدء الدراسة ـ خلال الأسبوع الذي تناولوا فيه مشروبات احتوت على مضافات اللون الصناعية.

وتشابهت هذه النتائج مع نتائج دراسة سبقتها أجريت على الأطفال في أعمار 3 سنوات. وبتوظيف حسابات معقدة حول «حجم التأثير»، قدر الباحثون أن المضافات قد تفسر نحو 10 في المائة من الاختلافات السلوكية بين الطفل المصاب باضطراب (ن. إ. ف. ح.)، والطفل غير المصاب به.

وكانت هذه النتائج حول حجم التأثير مشابهة لنتائج دراسة مراجعة سابقة لباحثين في جامعتي كولومبيا وهارفارد. وقد افترض أولئك الباحثون بعد الانتهاء من تحليلاتهم لـ15 تجربة أجريت لتقييم تأثير مضافات اللون الغذائية الصناعية، أن يكون استبعاد هذه المواد من أغذية الأطفال المصابين باضطراب (ن. إ. ف. ح.)، فعالا بنسبة الثلث إلى النصف من فاعلية علاجهم بدواء «ميثيلفينيديت» («ريتالين»). إلا أن الباحثين، مثلهم مثل الباحثين البريطانيين، حذروا من أن أقلية صغيرة من الأطفال مهدة فعلا بتأثيرات المضافات الصناعية. كما أنهم أشاروا أيضا إلى أن من الصعب، ولكن ليس من المستحيل، تحديد أي الأطفال أكثر تقبلا لتلك التأثيرات.

وعلى الرغم من أن بعض الخبراء أوصوا بتطوير فحص للأطفال المصابين باضطراب (ن. إ. ف. ح.) لتحديد ردات أفعالهم تجاه الأغذية، فإنه لا يوجد للآن اختبار لهذه المضافات.

وبوسع الآباء استبعاد المصادر الرئيسية لمضافات اللون الصناعية والمضافات الأخرى ـ مثل الحلوى، والمأكولات السريعة، ورقائق حبوب الإفطار الصباحي الملونة، ومشروبات الفواكه، والمشروبات الغازية ـ من طعام أطفالهم لعدة أسابيع، بهدف ملاحظة تحسن الأعراض لديهم. إلا أن أحد التحديات العملية التي يجب الانتباه إليها هي أن استبعاد السكر قد أظهر أن الآباء قد يعتقدون، خطأ، بأن التغيرات الحاصلة في سلوك أبنائهم يعكس استبعاد تناول الأغذية التي «تسبب المشكلات».

وفي إحدى الدراسات حول السكر التي تتكرر إليها الإشارة، درس الباحثون 35 زوجا من الأمهات والأطفال. وكانت الأمهات كلهن يعتقدن أن أولادهن ـ الذين كانوا في أعمار 5 ـ 7 سنة ـ حساسون للسكر. وأخبر الباحثون الأمهات بأن أولادهن سيوضعون بشكل عشوائي في مجموعة اختبار يتناول أفرادها جرعة عالية من السكر، أو مجموعة أخرى للمراقبة يتناول أفرادها «اسبارتام».

وفي الواقع فقد تناول جميع الأطفال «اسبارتام». وأفادت الأمهات اللاتي كن قد أعلن أن أولادهن حساسون للسكر، أنهن لاحظن أن أولادهن أصبحوا أكثر نشاطا في فرط الحركة بعد الاختبار. ولهذا فقد استنتج الباحثون أن توقعات الآباء ربما تضفي صبغة على تصوراتهم عندما يجري الحديث عن السلوكيات المرتبطة بالغذاء.

* «أوميغا 3»

* درس العلماء احتمال مساهمة النقص في تناول أحماض «أوميغا ـ 3» الدهنية في ظهور أعراض اضطراب (ن. إ. ف. ح.)، ذلك أن هذه الأحماض الدهنية تنفذ عددا من الوظائف في الدماغ، كتأثيرها على إرسال النواقل العصبية «دوبامين» و«سيروتونين»، ومساعدة خلايا الدماغ على الاتصال.

* الفيتامينات والأملاح المعدنية

* إن تأثير النقص في بعض أنواع الفيتامينات والأملاح المعدنية ـ مثل الزنك، والحديد، والمغنيسيوم، وفيتامين «بي6» ـ على الأطفال المصابين باضطراب (ن. إ. ف. ح.)، معروف وموثق. إلا أن نتائج التجارب التي درست إمكانات المكملات (أي الحبوب) الحاوية على هذه الفيتامينات والأملاح في إزالة أعراض اضطراب (ن. إ. ف. ح.)، لم تكن دوما إيجابية.

وعلى الرغم من أن حبوب الفيتامينات والأملاح المعدنية بمقدورها أن تساعد الأطفال الذين شخص لديهم نقص معين فيها، فإنه لا توجد دلائل على أنها تساعد الأطفال المصابين باضطراب (ن. إ. ف. ح.). وإضافة إلى هذا، فإنه ينبغي تجنب تناول الجرعات الهائلة من الفيتامينات لأنها يمكن أن تكون سامة.

ولا يزال التوافق الساري حاليا حول المنطلقات المعقولة بشأن التغذية للأطفال المصابين باضطراب (ن. إ. ف. ح.)، هو التوافق نفسه حول التوصيات الموجهة لكل الأطفال: تناول الغذاء الغني بالفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والدهون غير المشبعة الصحية، والمصادر الجيدة من البروتينات، وكذلك التقليل من الدهون المشبعة والمتحولة غير الصحية، ومن الكربوهيدرات السريعة التي يسهل تمثيلها غذائيا، ومن المأكولات السريعة، وموازنة الغذاء الصحي مع التمارين الرياضية.

النظام الغذائي الصحي يمكنه تقليل أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، لأنه يقلل من تناول مضافات اللون والمضافات الصناعية الأخرى، ويزيد من تناول دهون «أوميغا ـ 3» والعناصر الغذائية الميكروية كالفيتامينات والأملاح المعدنية. كما أنه سيحسن بالتأكيد الصحة والتغذية العامة ويمهد لحياة صحية طويلة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

مرضى متلازمة داون (Down syndrome)

جويلية 30, 2009

مقدمه

مرض متلازمة داون أو «الطفل المنغولي»، مرض سببه اختلال كروموسومي يتمثل في وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 في كل خلايا الجسم. وتوجد لدى الإنسان، عادة، نسختان من 23 كروموسوما في كل خلية، أي 46 كروموسوما، بينما في متلازمة داون هناك 47 كروموسوما، مع وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21. وفي مراجعة شاملة للأبحاث التي نشرت حتى عام 1998 اتضح أن احتمال الإصابة بمرض السرطان لمرضى متلازمة داون مختلف تماما عن غيرهم. فقد أظهر عدد من الدراسات الميدانية أن مرضى متلازمة داون لديهم ارتفاع ملحوظ في نسبة الإصابة بسرطان الدم تصل إلى أكثر بـ 10 إلى 30 مرة مقارنة بغيرهم! و هناك بعض الحالات التي تتكاثر فيها الكريات البيضاء بشكل يشبه سرطان الدم لكن سرعان ما تختفي هذه الكريات البيضاء لدى المريض حتى من دون علاج. ولذلك وجب الحذر وعدم التسرع بالوصول إلى تشخيص خاطئ بأن الطفل لديه سرطان دم، والحقيقة غير ذلك. وهذا أمر يحتاج لشخص له دراية بمثل هذه الحالات.

حدوث الأورام وحول ملاحظة أخرى من أن لدى مرضى متلازمة داون أخطارا متزايدة لحدوث أورام أو وفاة بسبب أورام الغدد الليمفاوية وبضعة أورام صلبة أخرى، في حين أن عددا من الدراسات اقترحت أن بعض الأورام الأخرى هي أقل انتشارا وشيوعا في الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون مقارنة بغيرهم، أي ربما يكون هناك تأثير وقائي متعلق بمتلازمة داون ضد بعض أنواع السرطان، . أن هذه الدراسات قد شجعت على عمل الكثير من الأبحاث لمعرفة الآلية الوراثية المحتملة لمنع حدوث أورام معينة عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون. والأدلة التي وردت في الأبحاث المختلفة عن مدى انتشار الأورام زيادة أو نقصانا لدى مرضى متلازمة داون مختلفة فهناك 10 دراسات لخصها الأستاذ ساسكو في عام 2008 أظهرت أن احتمال الوفاة من سرطان الدم لدى مرضى متلازمة داون هو أكثر بـ 10 إلى 30 مرة مقارنة بغيرهم. أما الأورام الأخرى التي أيضا تميل للانتشار بدرجة أكبر فهي أورام الخصية وأورام الكبد. بينما يقل انتشار أورام الرئة وأورام الثدي مقارنة بغيرهم من المرضى.

وفي هذه الدراسات لم ترد أي معلومات حول أورام الفم أو البلعوم لدى مرضى متلازمة داون بعكس بقية الأورام الصلبة. ولم تكن هناك فروق ذات قيمة تستحق الذكر. كما أن وجود أعداد أقل من سرطان الرئة أو سرطان الفم والبلعوم لدى مرضى متلازمة داون ليس بالمفاجئ. وذلك نظرا لأن مرضى متلازمة داون لا يدخنون ولذلك يمكن اعتبارهم أكثر حكمة من الأصحاء الذين يدخنون. ومثل هذا التوجه لأعداد أقل من سرطان الرئة والفم والبلعوم ظهر أيضا في مجموعات أخرى من ذوى الاحتياجات الخاصة مثل الذين يعانون من الشلل الدماغي. على الجانب الآخر، ربما تقل نسب سرطان الثدي لدى مرضى متلازمة داون بسبب أن لديهم نسبة أقل من هرمون الاستروجين مقارنة بغيرهم.

وفى دراسة نشرها البروفسور يانغ في مجلة «لانسيت» عن أسباب الوفاة التي تسجل لمرضى متلازمة داون تبين أن الأورام الصلبة ربما تكون أقل لدى مرضى متلازمة داون مقارنة بغيرهم إذا ما ذكرت كسبب للوفاة أمراض أخرى لدى تقارير وفيات مرضى متلازمة داون مثل الخرف أو الإعاقة أو ما شابه ذلك بدلا من ذكر الورم الأصلي. ومن المعروف أن سبب الخرف يذكر كثيرا لدى مرضى متلازمة داون في تقارير وفياتهم، لذلك يعتبر أن ذكر الأورام الصلبة ربما يكون ليس بالضرورة معبرا عن مدى انتشارها لدى مرضى متلازمة داون. بينما لا يمكن إغفال وجود سرطان دم لدى هؤلاء المرضى لأنه يعتبر سببا مباشرا للوفاة أكثر من غيره من الأسباب المؤدية للوفاة في مرضى متلازمة داون. على الجانب الآخر، أجرى العلماء بحوثا لمعرفة ما إذا كانت هناك تأثيرات مثبطة لظهور الأورام لدى بعض الجينات الموجودة في كروموسوم 21 والتي توجد منها 3 نسخ لدى مرضى متلازمة داون، إذ قد يفسر وجود 3 نسخ من هذه الجينات تأثيرا مثبطا لظهور هذه الأورام. وكانت هناك إشارات بأن جينا معينا يعرف باسم DSCR1 ربما يكون له أثر في تغيير تركيبة عامل نمو الأوعية الدموية المسمى VEGF والذي يحتاجه أي ورم لنموه، إذ إن عامل النمو للأوعية الدموية هذا هو الذي يؤدي إلى نشوء أوعية دموية جديدة تغذي الورم بالأكسجين والمواد الغذائية. وعلى جانب آخر أيضا كان هناك بحث نشره البروفسور بيك في مجلة «نتشر»، أفاد بأن جين DSCR1 ربما كان له تأثير حماية من نشوء الأورام.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com