Archive for 31 ماي, 2009

الوجبات السريعه و طفلك

ماي 31, 2009

مقدمه

* كثيرة هي غرائب العلم الحديث، إلا أن واحدة من أغرب الدراسات توصلت أخيرا إلى أن المأكولات السريعة، مثل الهمبرغر وشرائح البطاطا المقلاة بالدهن، تؤدي إلى تدهور الأداء الدراسي للأطفال من تلاميذ المدارس وتدني درجات اختباراتهم في القراءة والحساب.

ووجدت الدراسة التي شملت 5500 من تلاميذ المدارس الابتدائية الأميركية، أن 54 في المائة من التلاميذ قالوا إنهم تناولوا بين وجبة واحدة وثلاث وجبات في الأسبوع من تلك المأكولات، بينما تمتع نحو 10 في المائة من الآخرين بتناول ما بين 4 و6 وجبات منها في الأسبوع، وتناول اثنان في المائة 4 أو أكثر من الوجبات في اليوم. وفي المجموع فقد سجل الأطفال ما بين 58 و181 نقطة في الاختبارات. وقالت الدكتورة كارين توبين الباحثة في جامعة فاندربيلت الأميركية في تينيسي التي أشرفت على الدراسة، إن التلاميذ الذين تناولوا ما بين 4 و6 وجبات في الأسبوع سجلوا درجات أقل بمعدل 6.96 درجة تحت المتوسط في القراءة، و6.55 تحت المتوسط في الحساب. وتدنت هذه المعدلات أكثر لدى التلاميذ الذين تناولوا وجبة واحدة من المأكولات السريعة يوميا لتقل بـ16.07 درجة في القراءة و14.82 في الحساب. ثم تدنت على التوالي بـ19.34 و18.48 درجة لدى الذين تناولوا ثلاث وجبات من تلك المأكولات يوميا. ونُشرت الدراسة في ملحق صحيفة «التايمس» البريطانية التعليمي الأسبوعي في 22 مايو (أيار) الحالي.

إلا أن الباحثة أشارت إلى وجود عدد من الاحتمالات وراء نتائج هذه الدراسة، منها أن بعضا من أنواع المأكولات السريعة التي تقدمها المطاعم ربما تتسبب في حصول صعوبات في الإدراك لدى الأطفال وتدني درجاتهم، أو أن التوجه لتناول تلك المأكولات يترافق مع انعدام توجيههم من قِبل آبائهم عموما، وعدم تعاونهم في تنفيذ الواجبات البيتية خصوصا، الأمر الذي يؤثر على تدني درجات الأطفال الامتحانية.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

السمنة و الكرش.. مرض العصر

ماي 31, 2009

مقدمه

انتشرت في الآونة الأخيرة السمنة بكل مشاكلها، حتى إنها أصبحت من أكثر المشاكل التي تواجه المجتمعات خطورة، وبخاصة المجتمعات الخليجية. ويعتبر الباحثون السمنة من أهم أسباب الموت المفاجئ؛ مما دفع بهم إلى إطلاق مصطلحات عديدة عليها، مثل: داء العصر، وبوابة الأمراض، وأم الأمراض.. وذلك لما تسببه من أمراض كثيرة لا حصر لها، كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب وآلام المفاصل والعظام، والعقم لدى الرجال والنساء، والالتهابات الجلدية البكتيرية والفطرية، والاكتئاب، والمشاكل النفسية، وأخيرا المظهر الشكلي غير اللائق لدى مرضى السمنة.

ولا يخفى على المهتمين بموضوع السمنة الأسباب التي أدت إلى انتشارها بشكل كبير، وهي تتعلق باختلاف ظروف الحياة العصرية المحيطة بنا من كل جانب، مثل انتشار الأطعمة السريعة المليئة بالزيوت المهدرجة الضارة جدا بالصحة، والغنية بالدهون المشبعة الضارة التي سرعان ما تجد طريقها سهلا للتراكم تحت الجلد، ويوما بعد يوم تنشأ السمنة، وتنتشر بكل أجزاء الجسم. إلى جانب ذلك، فإن وسائل الرفاهية الحديثة المنتشرة في كل مكان تنمي عند الشخص ميلا شديدا للاسترخاء والراحة. كل ذلك يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالسمنة، وصعوبة التخلص منها. وقد تزامنت زيادة معدلات السمنة، لحسن الحظ، مع ظهور علاجات جديدة.

* علاجات علمية ومزيفة

* هناك  مدارس كثيرة للعلاج وللوقاية من السمنة، في البلاد العربية بالتحديد، ومنها ما هو قائم على أساس علمي، ومنها ما اعتمد على أسلوب أقرب ما يكون إلى الدجل والشعوذة، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، ظهرت في الأسواق العربية بعض أنواع من الأعشاب، يدعي مروجوها أنها تقضي على السمنة، أو تحد منها، وقد استعملها بعض الأشخاص المصابين بالسمنة، وتمت مراقبتهم لفترات مناسبة؛ ولوحظ نزول وزن الجسم، ولكنه نزول خادع ومؤقت، كما أنه ضار، حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى التأثير الضار لهذه الأعشاب على الجسم، يمتد ليصيب القولون والجهاز الهضمي ببعض الاضطرابات، نظرا لكونها غريبة التركيب، ولا يستطيع الجسم التعامل معها بشكل سليم. وهناك بعض الأعشاب المفيدة، ولكن لا بد من استعمالها تحت إشراف متخصصين؛ لضمان سلامة الجسم.

* أسباب السمنة

* الخمول والكسل: إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، سوف يؤدي، مع مرور الوقت، إلى تراكم الزائد منها على هيئة دهون. كما إن الخمول والكسل وقلة الحركة مع المكوث طويلا أمام التلفاز من الأسباب الأخرى للإصابة بالسمنة. ووجد أن أكثر من 65% من حالات السمنة ضحاياها الأشخاص قليلو النشاط والحركة. وهذا يفسر سر انتشار السمنة بشكل ملحوظ في المجتمعات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المرتفع.

* الوراثة: هناك عدة عوامل يرثها الأبناء من الآباء، مثل زيادة عدد الخلايا الدهنية عن الطبيعي، وتشابه مناطق تراكم الدهون في الجسم، كتراكمها في الأرداف والبطن، والخلل في التفاعلات الكيميائية التي تنتج عنها زيادة تراكم الدهون في الجسم .

* الغدد والهرمونات: لا يزيد دور اضطرابات الغدد والهرمونات في إحداث السمنة على 5%، بالرغم من إلصاق الكثيرين تهمة إصابتهم بالسمنة بها.

* مشاكل السمنة

* السمنة وارتفاع ضغط الدم. هناك علاقة بين الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم، إذ تعتبر السمنة المفرطة أحد عوامل الخطورة المسببة لارتفاع الضغط. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، ففي حالة سمنة الكرش يزداد معدل إفراز هرمون الأنسولين بالدم، وهذه الزيادة تساعد في ارتداد واختزان عنصر الصوديوم بالجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط، كما يعمل الأنسولين على زيادة الدهون، مما يزيد الفرصة لحدوث تصلب الشرايين وارتفاع الضغط.

* السمنة وأمراض القلب والشرايين. من أهم مضاعفات السمنة على القلب والشرايين: تَضخُّم كل من البطين الأيسر والأيمن للقلب، وخاصة في حالات السمنة المُفرطة وسمنة الكرش، وضعف عضلة القلب، واحتمال حدوث هبوط بالقلب، وضيق النفس لأقل مجهود، وتصلب الشرايين، وخاصة الشريان التاجي، مع زيادة الفرصة لحدوث الذبحة الصدرية وجلطة القلب.

asperine3

* السمنة وآلام المفاصل. آلام المفاصل المصاحبة للسمنة وزيادة الوزن تعتبر شكوى متكررة، إذ يشعر الشخص السمين بآلام مبرحة في المفاصل، وخاصة مفصلي الركبة والقدمين، نتيجة للحِمل الزائد عليهما. وللأسف، فإن معظم أنواع العلاجات لا تجدي في الحد من هذا الألم. وهناك عدد كبير من الأشخاص المصابين بالسمنة، وخاصة من أصحاب الكروش، يشكون آلاما شديدة أسفل الظهر. وعند إجراء الفحوص اللازمة، نجد أن غضاريف هذه المفاصل قد أصيبت بالتهابات، وخشونة، وقد يصل الأمر إلى تجمع كميات من السوائل داخل المفاصل. وجدير بالذكر أن (داء النقرس) يزداد معدل حدوثه في الأشخاص السمان عن معدل حدوثه في الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.

* السمنة ومرض السكري. لقد أظهرت نتائج معظم الأبحاث أن 80% من مرضى السكري يعانون من السمنة، وأن ما يقرب من 20% من الأشخاص السمان معرضون للإصابة بمرض السكري. وقد فسَّر الباحثون سبب هذه العلاقة بأن هناك علاقة عكسية بين عدد الخلايا الدهنية وحجمها، وعدد مستقبلات الأنسولين على جدار الخلية. وهذه المستقبلات هي المسؤولة عن دخول الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلية، بفعل هرمون الأنسولين. ومعنى هذا أن زيادة عدد وحجم الخلايا الدهنية في الجسم يكون مصحوبا بنقص في المستقبِلات، وزيادة في جلوكوز الدم. كما أن كثرة تناول النشويات والسكريات التي اعتاد عليها الأشخاص السمان تزيد من إفراز الأنسولين، وتسبب إجهادا لغدة البنكرياس الذي يعجز فيما بعد عن إفراز كمية كافية من الأنسولين.

* السمنة والجلد يقع مريض السمنة فريسة للفطريات التي تنتشر بين ثنايا جلده، وخاصة تحت الإبط والثديين، وبين الفخذين. وتساعد زيادة ثنايا الجلد عند الأشخاص السمان، والعرق الغزير لديهم على انتشار هذه الفطريات. وأكثر هذه الفطريات شيوعا، فطر (مونيليا)، وهو يسبب احمرارا في الجلد، مع حكة (هرش) في مناطق انتشارها. وكذلك تكثر الدمامل، والالتهابات البكتيرية، وحمو النيل بجلد الأشخاص السمان.

* علاج السمنة

* الرجيم الغذائي (الحمية الغذائية) ذو السعرات الحرارية المقننة والمحدودة في كمية السكريات والنشويات والدهون، هو أقوى الأسلحة، وأحسن الوسائل لعلاج السمنة.

* المواظبة على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وخاصة رياضة المشي، والبعد عن الكسل، والخمول، وركوب السيارات. وهذه الوسيلة لا تقل أهمية عن الوسيلة الأولى، فهاتان هما الوسيلتان المهمتان في محاربة السمنة والتخلص منها.

وهناك مشكلتان رئيسيتان تواجه مرضى السمنة في سبيل تحقيق علاج آمن وفعال، هما:

* الشعور بالجوع والحرمان عند تطبيق أي حمية غذائية.

* هبوط معدل الحرق الأساسي بعد فترة من العلاج، كوسيلة مقاومة من الجسم للحمية، مما يؤدي إلي توقف النزول في الوزن بعد فترة قصيرة من العلاج.

وهناك وسائل أخرى تساعد في علاج السمنة، مثل: الأدوية ـ الإبر الصينية – الموجات الكهرومغناطيسية ـ الجراحة – شفط الدهون.

ومن هنا تظهر أهمية استخدام بعض العقاقير التي يمكن أن تسهم في التغلب على تلك المشاكل. ومن أهم العقاقير التي ظهرت في هذا المجال:

* أدوية مسرعة للشبع، مثل سيبوترامين Sibutramine، وريداكتيل Reductil. وهذا الأخير يعمل وفق آليتين، فهو يسرع الشبع؛ فتقل كمية الطعام المتناولة، ويحافظ على مستوى استقلابي (التمثيل الغذائي) عالٍ؛ فيزيد من عملية الحرق، وبذلك يقل الوارد، ويزيد المفقود. وهو يناسب ذوي الأوزان الزائدة في سن ما بين 18 ـ 65 سنة.

* أدوية تقلل امتصاص الدهون في الأمعاء، مع ثبات معدل الحرق.

وهو يطبق عند وجود بدانة مفرطة، مع مؤشر كتلة الجسم فوق 40، أو عند فشل الحمية والعلاج الدوائي، أو وجود أمراض مهمة تقتضي خفض الوزن، وعندها يمكن اللجوء إلى العمل الجراحي، إذا تجاوز مؤشر كتلة الجسم 35.

* نصائح.. لتغذية جيدة

* شرب بين 6 و 8 أكواب من الماء يوميا، للمحافظة على عمليات الحرق بصفة طبيعية داخل الجسم، وللتخلص من الفضلات ما بين الوجبات.

* استخدام زيت الزيتون والذرة، بدلا من الدهون الحيوانية.

* التقليل ما أمكن من استخدام السكر والأطعمة المقلية واللحوم العالية الدهون، وتناول ملح الطعام بمقدار 3 غرامات في اليوم، أي أقل من ملعقة صغيرة، لأنه لا يعمل على إذابة الدهون.

* تناول الفطور قبل الساعة العاشرة صباحا، بحيث تكون المدة الزمنية بين الوجبة والأخرى من 4 إلى 5 ساعات، مع وجوب ألا يتجاوز موعد العشاء الساعة الثامنة مساء.

* تناول الخضراوات (الخيار، والطماطم، والخس) عند الشعور بالجوع، وعدم تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون، وعدم النوم مباشرة بعد الغداء.

* التقليل ما أمكن من القهوة والشاي.

* ممارسة الرياضة يوميا (المشي)، ولمدة ساعة تقريبا.

* تغيير نمط الحياة.. وذلك بالمتابعة والانتظام على الحمية الغذائية، والرياضة، والدواء.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الانتحار

ماي 31, 2009

مقدمه

ليست كل محاولات الانتحار هي محاولات جادة للموت. والقصة التي ذكرتها في رسالتك قد تتكرر لدى قلة كوسيلة لجذب الانتباه. ولكن يجب أخذ الموضوع بجدية عالية حتى لو كان ذلك الفعل نوعا من العبث.

وهناك أصلان طبيان علينا تذكرهما. الأول، أنه ليس بالإمكان منع جميع أشكال أو حالات الانتحار، ولكن بالإمكان منع الغالبية منها. والثاني، ليس هناك سوى عدد قليل من حالات الانتحار التي تحصل دون إنذار مسبق.

والواقع العالمي، وفق ما تشير منظمة الصحة العالمية، هو أن في كل أربعين ثانية يموت إنسان جراء محاولة الانتحار، أي أكثر من مليون شخص سنويا تقريبا. وارتفعت نسبة الانتحار عالميا بمقدار 60 في المائة خلال العقود الأربعة الماضية. ولأن الإقدام على محاولة الانتحار لا يعني بالضرورة حصول الوفاة، فإن العدد الفعلي لمحاولات الانتحار يفوق هذا الرقم بكثير. وهو ما يعني أن هذه المشكلة الصحية ليست نادرة الحصول، بل ترى المنظمة، وفق ما لديها من إحصائيات عالمية، أن الانتحار هو أحد المسببات الثلاثة الرئيسية للوفيات لدى الأشخاص الذين أعمارهم تتراوح ما بين 15 و44 سنة، على مستوى العالم.

ولدى غالبية الأطباء ذكريات أليمة لمراهقين أو شباب، من الجنسين، تُوفوا جراء محاولات للإقدام على الانتحار. والتي ثبت فيها من كلامهم قبل الوفاة، أو من كلام أقاربهم، أنهم لم يكونوا يقصدون بالفعل إنهاء حياتهم.

وهناك عدة تدابير، قد تفلح في كثير من الأوقات، للحد من احتمال وقوع حالات الانتحار. ومنها الحد من فرص الحصول على وسائل الانتحار نفسه. ومعلوم أن هؤلاء يلجأون لتناول إما المبيدات الحشرية أو الأدوية، أو يستخدمون أنواعا من الأسلحة، ومنها التنبه المبكر لاكتشاف ومعالجة حالات الاكتئاب أو فصام الشخصية أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات. والاهتمام بمتابعة ومعالجة الأشخاص الذين سبق لهم الإقدام على محاولات الانتحار، وحتى أولئك الذين ثبت أنهم أقدموا عليها لمجرد عبث وطيش لفت الانتباه.

ولأن معظم حالات الانتحار تحدث مع ظهور علامات تحذيرية وإنذارات يبديها أولئك الأشخاص لمنْ حولهم، فمن المهم إعطاء الاهتمام اللازم لأي تهديد يظهره الشخص بإيذاء نفسه.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

صحة شرايين القلب و الدماغ

ماي 31, 2009

مقدمه

أن أمراض القلب و شرايين الدماغ لا تزال هي السبب الأول للوفيات على مستوى العالم، بين الرجال وبين النساء، وفي كافة بلدان العالم ومجتمعاته. وبجانب هذه الحقيقة القاسية، هناك حقيقة أخرى، طيبة من ناحية المعنى، ولا تقل أهمية وفائدة من ناحية الجدوى. وهي أن بالإمكان الوقاية ومنع حصول 80 في المائة من حالات الأزمات القلبية أو نوبات السكتة الدماغية التي تحصل، لدى الرجال أو النساء، في سن مبكرة.

وهناك أربعة عناصر لتحقق هذه النجاة، وهي اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والامتناع عن التدخين، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية.

ونظام الغذاء الصحي المتوازن يعني الإكثار من تناول الخضروات والفواكه والحبوب غير المقشرة، أي الحبوب غير منزوعة النخالة، والبقول. والحرص على تناول اللحوم الخالية من الشحوم. وعلى تناول الأسماك مرتين في الأسبوع على أقل تقدير. هذا مع تقليل تناول الملح والسكر، في أي أطعمة أو مشروبات. ويتم توزيع هذا الطعام اليومي على ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين بينهما («سناك»). والمؤشر الأهم على اتباعك نظام الغذاء الصحي المتوازن، هو حفاظك على وزن طبيعي لجسمك.

وإضافة للحرص على ممارسة نوعية نشطة للحياة اليومية، أي كالمشي لقضاء الأعمال والأنشطة الاجتماعية، فإن ما يفيد القلب والأوعية الدموية هو الهرولة لمدة نصف ساعة، في غالب أيام الأسبوع. وهذه النصف ساعة ليس بالضرورة أن تكون مرة واحدة، بل يمكن الهرولة لربع ساعة في وقتين مختلفين خلال اليوم الواحد، أو لمدة عشر دقائق، في ثلاثة أوقات مختلفة من اليوم. وممارسة وقت أطول من نصف ساعة يوميا، سيكون بلا شك أفضل للقلب ولوزن الجسم.

والتدخين ضار على الإطلاق للقلب والأوعية الدموية والرئة وغيرها من أجزاء الجسم. وذلك الضرر يتحقق حتى عند تدخين عدد قليل من السجائر، وسواء كان التدخين يتم مع، أو من دون، وجود عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب. والهدف الأول من الفحوصات الطبية الدورية هو معرفة مدى وجود أحد العوامل التي ترفع من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين، والعمل بالتالي على ضبطها. وهي وجود مرض السكري أو ارتفاع الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم. والهدف الثاني لتلك الفحوصات، هو الاكتشاف المبكر لوجود مرض في شرايين القلب.

وفي الحالات العامة، لأي إنسان تجاوز سن العشرين، يشمل الفحص الطبي الدوري إجراء قياس ضغط الدم مرة في كل سنة، وتحليل نسبة سكر الدم مرة كل ثلاث سنوات، وتحليل الكولسترول مرة في كل خمس سنوات. وعند وجود أي دواع طبية، بتقرير الطبيب ونصيحته، يكون إجراء هذه الأمور في أوقات متقاربة بشكل أكبر، أو إجراء فحوصات خاصة بشرايين القلب نفسه، وتحديدا أحد أنواع اختبار جهد القلب. ولذا فإن مراجعتك للطبيب ضرورية للتأكد من هذه الأمور الصحية العامة، وأيضا لتقرير مدى حاجتك لفحوصات مبكرة لشرايين القلب. وبناء على النتائج تكون خطوات الوقاية الخاصة، أي في جانب تناول الاسبرين أو أي أدوية أخرى.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

رهاب الاطفال (child phobia)…الرهاب أكثر أنواع اضطرابات القلق شيوعا

ماي 31, 2009

مقدمه

اعرف طفل مرح عمره 11 عاما، وهو يحب لعب كرة القدم مع أصدقائه. ولكن لسنوات عديدة إذا رأى أي حشرة في الملعب، فإنه يجري باكيا، وعادة ما يترك وراءه اللعبة. والمؤسف له أن خوفه من الحشرات تطور إلى درجة لا يمكن السيطرة عليه. حاولنا إيجاد حل لخوفه، ولكن مهما حاولنا لا فائدة. لماذا يخاف أحمد من الحشرات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لمساعدته؟» أم أحمد تروي قصة خوف ابنها من الحشرات لا بد أن تكون انتابتنا جميعا مشاعر خوف وقلق في مرحلة ما في حياتنا، وأحيانا قد لا يكون لتلك المخاوف تفسير منطقي وواضح. وعادة ما نشعر بالخجل عندما ينتابنا هذا الشعور، أو عند عدم تمكننا من السيطرة على شعورنا بالخوف. فمع الخوف تأتي مفاهيم أخرى مثل الجبن وغيرها من التسميات. ولكن الخوف شعور طبيعي، خاصة بالنسبة للأطفال، بل إنه يعتبر جزءا أساسيا في مرحلة نمو الطفل. فتجربة الخوف والقلق تمنح أطفالنا القوة في التعامل مع مختلف التحديات التي قد يواجهونها في حياتهم.

* الخوف والرهاب

* ولكن في بعض الأحيان قد تصبح تلك المخاوف في مرحلة الطفولة خطيرة جدا على مدى البعيد، ويمكن أن تتطور إلى رهاب (ما يسمى «الفوبيا» phobia). ويعرف الرهاب أو الفوبيا بأنه خوف مستمر وملزم من الرهبة والانشغال من الشيء (من كائن أو مخلوق) أو من الوضع المرهوب. وبإمكان الطفل أن يدرك أن هذا الخوف غير متناسب مع درجة الخطورة، ولكنه لا يزال غير قادر على الشعور بالطمأنينة للابتعاد عن الحالة أو الشيء تماما.

الرهاب أو الفوبيا هو أكثر أنواع اضطرابات القلق شيوعا، ومعظم حالات الرهاب المحدد تبدأ في مرحلة الطفولة في سن سبع سنوات. وبخلاف الخوف والقلق، فإن الرهاب يتدخل في حياة الطفل، والطفل عادة لا يملك السيطرة على مشاعر الخوف التي تتمالكه. ووفقا لشبكة متخصصة بقلق الطفل، فإن هنالك 90 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 ـ 14 سنة لديهم على الأقل خوف محدد واحد.

* تطور رهاب الأطفال

* هناك العديد من العوامل التي قد تسبب تطور الرهاب. وتشير البحوث إلى أن الأسباب الرئيسية لتطوير أنواع الرهاب تشمل عوامل وراثية وبيئية، وفي معظم الأحيان تكون هذه العوامل مشتركة مع بعضها. فبعض الأطفال قد يصاب بالرهاب بعد التعرض لوضع معين، يمكن أن يكون مؤلما أو مخيفا. وكمثال على ذلك، قد يخشى الطفل الماء بعد تجربة مع الغرق. وبالنسبة لأطفال آخرين قد يصابون بالرهاب بعد الاستماع إلى المعلومات المخيفة عن شيء، على سبيل المثال، إذا كان الطفل يرى الكبار يخافون من العناكب، أو يتحدثون عن العناكب بطريقة مخيفة، فإن الطفل قد يطور تلقائيا خوفا من العنكبوت. أما بعض الأطفال الآخرين فقد يصابون بالرهاب إذا كانوا يحذرون دائما من شيء ما ويتجنبون خطورته، مثل الطفل الذي يحذر باستمرار من الكلاب لأنها قد تعضه، سيكون على الأرجح خائفا من الكلاب وقد يتطور هذا الخوف لاحقا إلي رهاب. ويري الدكتور هجين فليستاي وهو اختصاصي في علم النفس، أن للأطفال ردود فعل مختلفة جدا للخوف في الحالات الخاصة. وهذه الاختلافات قائمة على مدى التفاعل بين العوامل المتعددة التي تحدد استجابة الخوف. كمثال، إذا تعرض طفل خجول لكلب ينبح قد يكون أكثر عرضة لتطوير خوف أو رهاب الكلاب، على عكس الطفل الذي سبق أن تعرض للكلاب وشخصيته تميل إلى الجرأة فلن يظهر عليه مثل هذا الإحساس بالخوف.

* أعراض الرهاب

* ما الأعراض التي قد تظهر علي الطفل؟ الطفل المصاب بالرهاب تظهر عليه أعراض القلق عندما يتعرض للشيء الذي يخيفه أو الوضع الذي يهابه. والأعراض النفسية والجسدية التي قد تظهر يمكن أن تتراوح بين مشاعر التخوف البسيطة إلى الخوف الفعلي إلى الذعر (panic attack). وفي ما يلي علامات وأعراض أنواع الرهاب العامة:

* سرعة التنفس أو أن لا يستطيع الطفل أن يتنفس بشكل جيد.

* قد ينبض قلب الطفل بصورة سريعة جدا وغير طبيعية.

* الارتعاش أو الارتجاف.

* التعرق.

* الشعور بالاختناق.

* الغثيان أو القيء.

* الشعور بالدوخة أو عدم الاتزان.

* أن يظهر الطفل الخوف أو الذعر من الموت. «الأشياء المخيفة» ما الأشياء التي يمكن أن تخيف الطفل؟ الأشياء التي تخيف يمكن أن تتفاوت كثيرا بين طفل وآخر، فتشير البحوث إلى أن الأطفال الصغار يمكن أن يظهروا خوفا من بعض الأشياء، وقد يخطئ الكبار في التقاطها. ووجدت دراسة شملت والدي أطفال يبلغون عمر أربع سنوات أن ثلثي الأطفال لديهم مخاوف متكررة. وأكثر المخاوف شيوعا تشمل الخوف من الثعابين والعناكب أو المرتفعات.

بعض المخاوف الشائعة بين الأطفال:

* 2 ـ 4 سنوات: الخوف من الحيوانات، والضوضاء العالية، أو الوحدة، أو التدريب على استخدام «مقعد التبرز»، أو الحمام، أو وقت النوم، أو الأشباح، أو التبول علي الفراش، أو المعوقين، أو الموت أو الجروح.

* 4-6 سنوات: الخوف من الظلام، أو المخلوقات الخيالية، أو الحيوانات، أو وقت النوم، أو الأشباح، أو الغرباء، أو الثعابين، أو فقدان أحد الوالدين، أو الوفاة أو الإصابة بجروح أو أن ينفصل أو يطلق والداه.

* أما بعد سن 6 سنوات، فالمخاوف غير المسببة تميل إلى التناقص كلما كبر الطفل. ولكن عادة ما تنتاب الطفل مخاوف مرحلة الطفولة، فقد تأتي وتذهب كلما تطور ونما الطفل، وأحيانا قد يتطور الخوف لرهاب إذا كانت هنالك حالة معينة قد تثير مخاوف الطفل وتزيد من وضعه سوءا. دور الوالدين للوالدين دور مهم في تقييم الخوف الذي يؤثر على حياة الطفل، فهل يؤثر هذا الخوف عليه بشدة، وهل يؤثر علي أنشطة الطفل اليومية، وإذا لم تكن هذه المخاوف تؤثر على حياة طفلك اليومية فينصح الخبراء الآباء والأمهات أن يحاولوا ترك الطبيعة تأخذ طريقها وينمو الطفل من غير تدخل في خوفه. أما إذا أصبح الخوف منهكا ويؤثر على حياة الطفل، مثل منعه من الذهاب إلى المدرسة، أو أن تحدث نوبات الذعر المتكررة، فمن الأفضل استشارة الطبيب. على الرغم من عدم قدرتنا كوالدين على السيطرة علي الخوف وما يرعب أطفالنا، فإننا نلعب دورا حاسما في تحديد قدرة أطفالنا على التعامل والتكيف مع الخوف والظروف الضاغطة، فتربية وتنشئة أطفالنا عملية متداخلة، وليس هناك نهج خطأ أو صحيح في كيفية تربية أطفالنا، ولكن يمكننا تهيئة بيئة نعلم فيها أطفالنا الصمود ومواجهة المصاعب والحالات الصعبة في حياتنا. ويري الكاتب الأميركي الشهير مارك توين: «أن الشجاعة هي مقاومة الخوف والسيطرة عليه، وليست عدم وجود خوف». لذلك يجب علينا أن نغرس في أطفالنا الصمود والاستعداد لمواجهة المصاعب وقوة التحمل، فإذا فعلنا ذلك نستطيع أن نطمئن عليهم في المستقبل، فأطفال اليوم هم رجال الغد.

* 10 اقتراحات لمساعدة طفلك على التعامل مع الخوف والقلق

1 ـ يجب الاعتراف بأن الخوف حقيقي، بغض النظر عن تفاهته، طالما يبعث القلق في طفلك. لذلك حاول التحدث مع طفلك عن خوفه، فالحديث قد يخفف قلقه.

2 ـ لا تضحك أو تقلل من الخوف الذي يشعر به طفلك. فهذا سيضره، وقد يحاول إخفاء مخاوفه مستقبلا، كما أن السخرية من مخاوف طفلك لن تعالجها.

3 ـ حاول تجنب الإفراط في حماية طفلك. فهذا سيجعل الأمر أكثر سوءا. كمثال؛ إذا كان طفلك يخاف من الحشرات، لا تجعله يتفاداها تماما، لأن ذلك سيعزز مفهومه أن الحشرات مخيفة، ويجب تجنبها. فعاجلا أم آجلا سيكون طفلك في وضع توجد فيه حشرات وقد لا تكون معه، ما الذي سيفعله حينها؟

4 ـ جرب تعليم طفلك استراتيجيات للتعايش، خاصة إذا كان طفلك في سن أكبر. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يخاف من القطط، يمكن أن تقرب طفلك ببطء نحو القطة، وتعلم طفلك على التفكير بشكل إيجابي، وأنه ليس خائفا من القطط، وأنه لن يصيبه مكروه عندما يكون بالقرب من قطة. بدعمكم ومؤازرتكم والتعزيز النفسي الإيجابي لطفلك قد لا يزول الخوف من طفلك، ولكن على الأقل يمكنه التعود علي رؤية قطة قريبة منه. كما حاول تعويد طفلك على الهدوء في مثل هذه الحالات بأخذ نفس عميق، الذي سوف يخفف عنه.

5 ـ لا تحاول أبدا إجبار طفلك في عمل شيء يخافه. هذا سيؤدي إلى مزيد من القلق لطفلك، وربما يصاب طفلك بنوبة ذعر، أو يفقد الطفل ثقته بك.

6 ـ حاول تجنب ترديد إصابة طفلك بالخوف أو الرهاب أو خوف من حالة معينة. لأن ذلك سيؤثر سلبا عليه.

7 ـ جرب تهيئة بيئة تسمح لطفلك بالاعتداد بنفسه. شجع طفلك دائما على التحديات الجديدة، لأن ذلك سيمنح طفلك القوة والثقة.

8 ـ رَبِّ طفلك على الشجاعة ولا تخجل من مخاوف طفلك. ومن المهم تعليم طفلك، عن طريق الكلام والأفعال، أن القلق والخوف جزء من التجربة الإنسانية، وأنها مشاعر طبيعية.

9 ـ حفز طفلك عندما يتعلم السيطرة على مخاوفه.

10 ـ وفر لطفلك الطمأنينة والحنان دائما، فهذا سيساعده على مواجهة مخاوفه.

د. ياسر منولى

http://yassermetwally.com

القولون العصبي…اضطراب وظيفي تتفاوت أعراضه بين الإسهال والإمساك

ماي 31, 2009

مقدمه

القولون العصبي اضطراب مزمن يتسم بظهور نوبات من الإمساك، الإسهال، أو الاثنين معا، إضافة إلى آلام في البطن، والانتفاخ، والغازات. ويشيع أكثر بمرتين لدى النساء مقارنة بالرجال. وهو ثاني أكثر التشخيصات المرضية شيوعا التي يجريها الأطباء الاختصاصيون في الأمراض الهضمية. كما يأتي في المرتبة الثانية، بعد نزلات البرد، في أسباب التغيب عن العمل.

* عوامل وأعراض

* القولون العصبي Irritable bowel syndrome IBS، هو اضطراب وظيفي. وذلك يعني أنه لا يرتبط، حسب علمنا حتى الآن، بوجود أي مرض موجود أو أي تشوه بنيوي. ويعتقد أن عددا من العوامل تتداخل وتتفاعل فيه: العدوى، واختلال الاتصالات بين المخ والأمعاء، والحساسية الشديدة للألم، والهرمونات، والحساسية بأنواعها، والتوتر العاطفي. ومن الأمور الجيدة أن القولون العصبي لا يقود إلى ازدياد خطر الحالات المرضية الأكثر خطورة مثل القولنج (التهاب غشاء القولون المخاطي) التقرحي ulcerative colitis أو سرطان القولون. إلا أنه لا يوجد أي سبب معروف لهذا الاضطراب الذي يؤدي (في أفضل الأحوال) إلى الإزعاج، و(في أسوأ الأحوال) إلى ظهور أعراض مؤذية.

وعملية التعايش مع القولون العصبي تعتمد عادة على التجربة والخطأ، التي تمثل تحديا للمرضى وللأطباء على حد سواء. وتوجد اختبارات أو طرق متعددة للتحقق من انتفاء أية حالات مرضية أخرى. وتستخدم علاجات متنوعة كثيرة، أغلبها لم تثبت فاعليته، في علاج أعراضه، ومنها المضادات الحيوية، ومضادات تقلصات البطن، ومضادات الاكتئاب، وإجراء تغييرات غذائية، وطرق الاسترخاء، والعلاج النفسي، إضافة إلى أدوية تخفيف الإمساك أو الإسهال.

* توصيات جديدة

* وقد تقدم إرشادات الكلية الأميركية لأطباء الأمراض الهضمية ACG المساعدة في البحث عن استراتيجيات فعالة للتعايش مع القولون العصبي. وتنصب التوجيهات التي أعدها فريق من الاختصاصيين في الأمراض الهضمية، التي نشرت في ملحق عدد يناير (كانون الثاني) 2009 من «المجلة الأميركية للأمراض الهضمية»، على تجديد للتوصيات والإرشادات التي نشرت عام 2002.

وتضم الإرشادات الجديدة أحدث الدلائل حول العلاجات الجديدة، مثل منتجات «بروبايوتيك» probiotics (المستحضرات والمنتجات الحاوية على البكتريا المفيدة ـ المحرر) وبعض الأدوية المخصصة لعلاج القولون العصبي، إضافة إلى العلاجات القديمة.

ووفقا لتوصيات عام 2009، فإن الاختبارات الموسعة (فحص مكونات الدم الكامل، فحص وظيفة الغدة الدرقية، فحص البراز لرصد الطفيليات، والمسح التصويري للبطن) ليست ضرورية للأشخاص المصابين بأعراض القولون العصبي المعهودة الذين لديهم تاريخ عائلي بسرطان القولون، أو مرض التهاب الأمعاء inflammatory bowel disease أو مرض التجويف البطني السبروي celiac sprue من الذين لا توجد لديهم «أعراض مقلقة» مثل نزف الدم من المستقيم، فقدان الوزن، أو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.

أما الأشخاص المصابون بالقولون العصبي الذين تكون لديهم أعراض الإسهال هي المهيمنة، أو لديهم أنواع خليطة من القولون العصبي، فعليهم إجراء فحص للدم لرصد مرض التجويف البطني، وعليهم التفكير في إجراء فحص لرصد اللاكتوز في أنفاسهم، إن كانت حالة التحسس من اللاكتوز موجودة لديهم على الرغم من تغيير نمط الغذاء. كما تبسط الإرشادات الجديدة اللغة المستخدمة لوصف القولون العصبي. وكانت المعايير السابقة التي تشتمل على قائمة من الأعراض الخاصة (دوام التبرز وتكراره مثلا) قد حدّت من أهمية رصد القولون العصبي، وفقا لرأي الخبراء. وتم تعريف هذا الاضطراب الآن ببساطة على أنه «ألم أو شعور بعدم الارتياح، في البطن، يظهر بالترابط مع التغير في عادات حركة البطن خلال فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر».

* أبرز العلاجات

* وقد راجع فريق الاختصاصيين 300 دراسة حول مسيرة القولون العصبي الطبيعية، وعلاجه، وتقدم بسلسلة من التوصيات الجديدة التي تصنفه على أنه: شديد (1)، أو ضعيف (2) ـ مع الأعراض الدالة عليه بأنها قوية (A) أو معتدلة (B) أو ضعيفة (C). وفي ما يلي بعض أبرز النقاط المهمة:

* المضادات الحيوية: إن الاستخدام قصير المدى لدواء «ريفاكسيمين» rifaximin (زيفاكسان Xifaxan) وهو مضاد حيوي لا يمكن امتصاصه (إذ يبقى داخل الأمعاء)، يساعد في تقليل مجمل الأعراض، خاصة الانتفاخ (درجة B1). إلا أنه لم تثبت سلامة استخدامه وفاعليته على المدى الطويل، كما لم تتم إجازته لعلاج القولون العصبي. ودواء «ريفاكسيمين» مجاز لعلاج إسهال السفر بجرعة 200 مليغرام، مرتان في اليوم، لمدة ثلاثة أيام. وقد أجريت تجارب مبكرة على العقار على المصابين بالقولون العصبي تناولوا جرعات كبيرة منه لفترة أطول: 400 ملغم، مرتان إلى ثلاث مرات يوميا، لـ 10 أيام أو 555 ملغم يوميا لـ 14 يوما. وتجدر الإشارة إلى أن «ريفاكسيمين» غالي الثمن جدا، في حين يمكن للمضادات الحيوية الأخرى أن تؤدي نفس المهمة لبعض المرضى، بثمن ضئيل.

* مكثفات البراز والألياف: العوامل المكثفة للبراز التي تحتوي على نبات لسان الحملpsyllium (ispaghula husk)، تحسن مجمل الأعراض، إلا أن نخالة الحنطة أو نخالة الذرة لم تكونا أفضل من الحبوب الوهمية في التعامل مع القولون العصبي (درجة 2C). وتجدر الإشارة إلى أن الإرشادات الجديدة لم تناقش الحبوب الحاوية على لسان الحمل.

* أدوية أجازتها وكالة الغذاء والدواء لعلاج القولون العصبي: أحدث أدوية القولون العصبي هو «لوبيبروستون»lubiprostone (أميتيزا Amitiza) وهو فعال في تخفيف مجمل الأعراض للنساء اللاتي يهيمن لديهن عرض الإمساك في القولون العصبي (درجة 1B) إلا أنه ممنوع على النساء الحوامل أو يتهيأن للحمل.

عقار «الوسترون» Alosetron (لوترونكس Lotronex)، فعال في تخفيف الأعراض لدى النساء اللاتي يهيمن لديهن عرض الإسهال في القولون العصبي (درجة 2A)، إلا أن توفيره واستخدامه محدودان لأنه ارتبط بظهور حالات من الإمساك الحاد وحالات نقص التروية الدموية في الأمعاء المؤدية التي ينجم عنها القولنج.

عقار «تيغاسيرود» Tegaserod (زلنورم Zelnorm) يساعد في تخفيف مجمل الأعراض لدى النساء اللاتي يهيمن لديهن عرض الإمساك في القولون العصبي (درجة 1A)، ولدى كل من الرجال والنساء المصابين والمصابات بخليط من أعراض القولون العصبي (درجة 1B). وقد سحب لفترة قصيرة من الأسواق عام 2007 بسبب ظهور زيادة طفيفة في الخطر على الأوعية الدموية والقلب، وهو الآن متوفر للنساء فقط من اللاتي تقل أعمارهن عن 55 سنة، المحتاجات بشدة إليه، واللاتي لا يعانين من مشكلات في القلب.

* مضادات التقلصات: يمكن لمركبات مثل Hyoscine (المستخلص من نبات البنج henbane ـ المحرر) وcimetropium ودواء pinaverium التي لا تتوفر في الولايات المتحدة، إضافة إلى زيت النعناع البري، أن توفر حلولا لتخفيف ألم البطن على المدى القصير (درجة 2C)، إلا أن درجة سلامتها على المدى الطويل غير معروفة. وتجدر الإشارة إلى أن مضادات التقلصات «ديسيكلومين» dicyclomine (بنتيل Bentyl) و«هايوسايمين» hyoscyamine (ليفسين Levsin) غالبا ما توصف داخل الولايات المتحدة لآلام القولون العصبي. أما الأشخاص المصابون بارتجاع الحمض المعدي فعليهم الامتناع عن استخدام زيت النعناع البري لأنه يسبب حرقة الفؤاد.

* العلاجات النفسية: أظهرت عشرون دراسة عشوائية ومراقبة أن العلاجات النفسية، ومنها العلاج الإدراكي (المعرفي)، والعلاج النفسي الديناميكي، والتنويم المغناطيسي ـ ولكن ليس العلاج بالاسترخاء ـ هي أكثر فاعلية، مقارنة بوسائل العناية المعتادة، في تخفيف مجمل الأعراض (درجة 1B).

* منتجات البروبايوتك. البحث هنا صعب، لوجود الكثير من سلالات البروبايوتيك، وكذلك لاختلاف المستحضرات والجرعات. وبكتيريا العصيات البنية Lactobacilli لا يمكنها وحدها كما يبدو تخفيف أعراض القولون العصبي، إلا أن وجود مجموعة من المنتجات يساعد في ذلك (درجة 2C). أما بكتيريا Bifidobacteria فهي نوع آخر من البكتيريا الموجودة في الأمعاء التي يمكن أن تكون فعالة في هذا المجال (درجة 2C).

* مضادات الاكتئاب: مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic antidepressants ومثبطات استرداد أو استرجاع السيروتونين الانتقائية SSRI، فعالة في تخفيف مجمل الأعراض وتقليل ألم البطن، إلا أنه لا يعرف الكثير عن سلامتها ومدى تقبل أجسام المصابين بالقولون العصبي لها (درجة 1B). وتجدر الإشارة إلى أن مضادات الاكتئاب تستخدم لعلاج القولون العصبي بجرعات موصوفة أقل من جرعات علاج الكآبة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

إدمان المهدئات….أنواعها وكيفية التخلص منها

ماي 31, 2009

woman 

مقدمه

ملايين الناس في أنحاء العالم يتناولون المهدئات، بعد أن أصبح التوتر سمة العصر. وإذا استخدم الإنسان المهدئات بشكل واع، وتحت إشراف الطبيب؛ فلسوف تكون ذات فائدة له وقت اللزوم. لكن كثيراً من الناس في البلاد العربية باتوا يعتمدون على تلك المهدئات، الموصوفة طبياً، أو المجلوبة من أي مكان دون أي إشراف.. وأصبح هؤلاء أسرى لتلك العقاقير، وصاروا غير قادرين على التوقف عن تعاطيها، حتى لو أرادوا ذلك.

المهدئات، وهي عقاقير، أدوية، حبوب، كبسولات، توصل إليها العلم وطورها بعد مجهود شاق وبحث مستمر، وهي تنقسم إلى مجموعتين:

الأولى: تثبط من نشاطات المخ، وتهدئ من عمل الجهاز العصبي المركزي ككل، مثل المنومات المعروفة باسم «البابيتيورات»، وهي في جرعاتها الصغيرة تزيل الموانع من الشعور الإنساني (أي تترك الإنسان يتصرف بحرية لا شعورية أكثر)، لكنها في كمياتها الكبيرة تؤثر على العقلانية والقدرة على تحمل المسؤولية، حيث يحس الإنسان بالدوخة والنوم، كما أنها قد تؤدي إلى الغيبوبة، وقد يتوقف عمل القلب والرئتين إذا زادت الجرعة عن حدِّها المطلوب.

المجموعة الثانية: تعمل في أجزاء محدودة من المخ تتعلق بالوجدان والمشاعر، وهي أسلم نسبياً من البابيتيورات، وتسمى بالبنزوديازبينات Benzodizepines، ولها خاصية التهدئة ومنع الخوف، دون تأثير على عمل قشرة المخ.

الاعتماد النفسي والجسدي الإدمان على تلك العقاقير المهدئة لا يعدو كونه اعتمادا نفسيا وبدنيا.

الاعتماد النفسي تكون فيه حاجة المريض إلى تناول العقار، فقط للحصول على الانشراح والتأثير اللطيف، أو على الأقل لإزالة الأحاسيس المؤلمة والمتعبة وغير المرغوب فيها. أما الاعتماد الجسدي، فيعني احتياج الجسم إلى استمرارية تناول الدواء، بصرف النظر عن فائدته من عدمها. كما تظهر على المدمن آثار انسحاب العقار من الجسم واضحة عند التوقف عن تعاطيه، مثل الضيق، والعرق الغزير، والدوخة، والدوار، والغثيان، وجفاف الحلق، مع الرغبة الشديدة في تناول الدواء. وإذا فعل؛ زالت تلك الأعراض، مما يؤكد عملية الاعتماد الجسدي. وتجدر الإشارة هنا إلى شيوع إدمان العقاقير ذات التأثير النفسي، خاصةً في الولايات المتحدة ودول غرب أوربا وبعض الدول العربية. ومن الصعب التكهن بالذين يتهددهم شبح الإدمان أو الاعتماد على المهدئات، لكن نذكر هنا بعض المؤشرات التي تساعدنا على تحديدهم، مثل فترة تناول العقار، ومدة العلاج به. وبعض الناس يخافون من مجرد تناول حبة واحدة أو قرص واحد، لكن تزيد خطورة الاعتماد مع طول فترة العلاج، ويجب أن يكون الأمر كله تحت إشراف الطبيب. وتعتبر فترة سنة أو أكثر أمراً غير مستحب، إلا إذا اقتضت الضرورة عكس ذلك. كذلك فإن الجرعة الدوائية تحدد درجة الاعتماد، فكلما زادت الجرعة، زاد معها خطر الاعتماد، في حين أن الدراسات قد أثبتت أيضا أن تناول جرعات صغيرة على فترات طويلة يولد الاعتماد. وبشكل عام، فإن المدمنين على العقاقير غير الموصوفة طبياً لديهم قابلية أكثر للاعتماد على الأدوية ذات التأثير النفساني.

متناولو المهدئات:

هناك مجموعات من المتعاطين للحبوب المهدئة:

* المجموعة الأولى: تتمثل في شخص يجد صعوبة في النوم ليلاً بسبب مشاكل تتعلق بعمله مثلاً، لأن رئيسه المباشر ينتقده بشدة، ودون أي سبب واضح. هذا الإنسان خجول ويجد صعوبة في مواجهة رئيسه، وعندما توجه إلى الطبيب؛ وصف له الآخر منوماً معيناً بجرعة تتراوح بين 5 – 10 ملغم قبل النوم. وبعد أيام أحس ذلك الشخص بالقدرة على النوم، وبالهدوء أثناء النهار؛ فواجه مشاكل العمل بحسم. وبعد أسبوعين خفض الجرعة إلى 2.5 ملغم، وفي الأسبوع الثالث لم يعد الرجل في حاجة إلى أية حبوب؛ واستطاع النوم دون مشاكل.

ينتقد البعض المهدئات على أنها تعالج الأعراض، وليس المرض. والمثال السابق خير دليل على ذلك، إلا أن الاعتماد أو الإدمان مسألة تعتمد على الشخص المتعاطي نفسه، ومن هنا يكون انتقاد عملية صرف ووصف المهدئات نفسها في غير محله.

* المجموعة الثانية: فهي التي تسبب اعتماداً وقتياً عليها (بعد استعمال المهدئ) فإذا أخذنا رجل أعمال مثلاً يعمل تحت ضغط شديد، ويعاني من التوتر والإجهاد، نصحه طبيبه بتناول عقار معين مرتين يومياً، مما ساعده على التغلب على أعراض القلق. بعد خمسة أسابيع شجعه طبيبه على خفض الجرعة، لكنه لم يستطع الإقدام على ذلك، وأصيب بالخوف والضيق.

* المجموعة الثالثة: تستخدم المهدئات وغيرها لفترة طويلة، لكن دون الاعتماد عليها.

* المجموعة الرابعة: تستخدم المهدئات بشكل مزمن، لأنها تعاني من حالة مرضية مزمنة.

* المجموعة الخامسة: وفيها يعتمد الشخص اعتماداً كلياً على المهدئات، حيث يؤدي التوقف عن تناولها إلى آثار انسحاب كاملة ومتعبة جداً.

* المجموعة السادسة: يكون فيها الاعتماد في حالة ازدياد متواصل، نتيجة الدخول إلى حلقة مفرغة من المشاكل والمبررات المؤدية إلى استمرار التعاطي، وهنا تعمل المهدئات كمظلة تؤدي إلى زيادة الإفراط في تناولها، دون أي حل للمشكلة الرئيسية.

مشاكل التوقف عن العقار

ولكن ماذا لو قرر المصاب التوقف عن تعاطي المهدئات؟ وما هي المشاكل التي قد تواجهه؟.

تعتمد هذه المسألة على ستة عوامل رئيسية ،هي نوع العقار، والجرعة، ومدة الاستخدام، وآثار انسحاب الدواء في فترة سابقة ومدى شدتها، ووجود مشاكل اجتماعية من عدمها، وشخصية الإنسان.

* نوعية العقار: إذا كان المتعاطي يتناول الأسبرين مثلاً للصداع المستمر المرتبط بالتوتر، ويتناوله يومياً أكثر من مرة، فإن المسألة تظل محصورة في العادة، لا أكثر. لكن إذا استمر الألم وتناول المتألم مسكنات أقوى من الأسبرين، تحتوي على مواد مخدرة (كالكودايين مثلاً)، ومشتقات الأفيون، فإن الاعتماد والإدمان يكونان واردين تماماً.

* الجرعة: كما ذكرنا سابقاً، كلما زادت الجرعة، زاد ثباتها بشكل يومي، ويستثنى من ذلك (مضادات الاكتئاب) والمُعقلات التي يصفها الطبيب النفسي للمريض، وكذلك العقاقير المضادة للصرع والتشنجات.

* مدة الاستخدام: عادة ما تزيد درجة الاعتماد بعد استخدام المهدئات لمدة تتراوح من أربعة أشهر إلى سنة من الاستعمال المستمر والثابت.

وهناك شخصيات معينة لها سمات محددة تجد صعوبة في التوقف عن المهدئات، مثل الذين يعانون من قلق دائم، والمحتاجين إلى مساعدة الآخرين، والمتقلبي المزاج، غير القادرين على التأقلم مع متغيرات حياتهم، والمستسلمين للظروف وللآخرين، والمتوترين الذين يستحيل عليهم الاسترخاء، والمشغولين دائماً بصحتهم العامة.أما المشاكل الشخصية والعائلية والاجتماعية، فتكاد تنحصر في توترات العمل، وعدم الإشباع الوظيفي، والشجار الزوجي المزمن، وعدم القدرة على البذل والعطاء، مع وجود مشاكل مادية حادة.

خطوات التوقف عن تعاطي المهدئات

1- اختر وقتاً مناسباً، بمعنى عدم وجود ضغوط حياتية معينة.

2- أن تكون الجرعة الإجمالية لما تتناوله في حدود المعقول. وهذه مسألة يحددها الطبيب المعالج.

3- اختر عدد المرات التي تتناول فيها عقارك قدر الإمكان.

4- التخفيف من الجرعة في بداية برنامجك أفضل من تخفيفها في آخره.

5- يجب الاحتفاظ ببعض الحبوب من العقار الذي تنوي التوقف عنه، كضرورة للطوارئ.

6- تذكر أنك قادر على التحكم في أمر مهم يتعلق بك، وتذكر أنك غير مسلوب الإرادة.

7- تعلم كيف تتنفس في بطء وهدوء.

8- حاول أن تبوح بمشاكلك، وبما يدور في رأسك إلى شخص تثق به.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

علاج الشخير

ماي 31, 2009

مقدمه

وجدت جمعية للدفاع عن حقوق المستهلكين في بريطانيا أن معظم أدوية وقف الشخير غير مجدية إلا إذا صرفت بوصفة طبية.

واختبرت جمعية ويتش عدة أدوية لوقف الشخير من ضمنها بخّاخات للحلق على نحو ألفين من أعضائها يعانون من هذه المشكلة، وتبين أن بعضها خفّف من وطأة هذه المشكلة بينما فاقم البعض الآخر من حدتها فأحدث اضطراباً في عادات نوم الأشخاص وجعلهم يترددون في استخدامها مرة أخرى.

وقالت المسؤولة والباحثة في الجمعية جوانا بيرل "ليس هناك دواء واحد للشخير لأنه ينتج من أسباب مختلفة، ومن المهم محاولة معرفة السبب المحدد للشخير لأن هذا يساعد على إيجاد الحل الصحيح".

وعن أسباب الشخير أوضح متحدث باسم الجمعية أن الشخير عند الاستلقاء على الظهر قد يكون سببه إعاقة اللسان لمجرى الهواء والتنفس.

وأضاف أن الشخير والفم مفتوح قد يكون لمشكلة يتعين معرفة سببها من أجل حلها، أو قد يكون بسبب مشكلة في الأنف أو فتحتي المنخرين أو الاحتقان الناتج عن التهاب القناة التنفسية، مشيراً إلى أن النوم على الظهر يزيد الشخير وتتفاقم هذه الحالة عندما يكون الوزن زائداً وعند الإفراط في شرب الكحول.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن أربعة من بين كل عشرة بريطانيين (حوالي 15 مليون شخص) في بريطانيا يشخرون أثناء نومهم منهم 10.4 ملايين من الرجال و4.5 ملايين من النساء، وبأن شخير الرجال أعلى من شخير النساء.

وقالت ماريان دايفي من الجمعية البريطانية للشخير والتوقف المؤقت عن التنفس أثناء النوم إن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي للشخير وإذا ما تم تحديدها يكون من المستطاع حينها إيجاد علاج للأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

السرطان والاكتئاب

ماي 31, 2009

مقدمه

أظهرت دراسة أميركية جديدة ارتباطًا بين اضطراب الاكتئاب والإصابة بالسرطان. واستخدم الباحثون نموذجًا حيوانيًّا لإماطة اللثام لأول مرة عن العلاقة البيولوجية (الجزيئية) بين الأورام الخبيثة وتغيرات المزاج السلبية.

وأجرى الدراسة باحثون بجامعة شيكاغو بقيادة ليا بَيْتر، ونشرت حصيلتها بدورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم تحت عنوان "الأورام الطرفية تستحث سلوكيات اكتئابية وإنتاج السيتوكاين وتبدّل تنظيم المحور الوطائي النخامي الكظري".

وبحسب شبكة نيوزمديكل، وجد الباحثون أن موادَّ بعينها مرتبطة بالاكتئاب يتم إنتاجها (في الجسم) بكميات متزايدة بواسطة الأورام، وتنتقل بدورها إلى الدماغ. كما يؤدي نشوء الأورام إلى تعطل مسارات بيولوجية عادة ما تخفف تأثير المواد المسببة للاكتئاب.

كما أظهرت الدراسة أن الأورام تحدث تغييرات في التعبير الوظيفي للمورثات في منطقة قرن آمون (فرس البحر) بالدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم المشاعر.

ورغم وعي العلماء منذ مدة طويلة بأن الاكتئاب نتاج شائع لدى المشخصين بالإصابة بالسرطان، فإنهم لم يكونوا يعلمون هل يعود ذلك إلى علم المريض بمحصلة التشخيص أم إلى معالجات كالعلاج الكيميائي. بيد أن هذه الدراسة تحدد مصدرًا ثالثا للاكتئاب.

جزيئان متورطان

وقالت الدكتورة ليا بَيْتر، الباحثة والمؤلفة الأولى للدراسة، إنها هي وزملاؤها تعرفوا نوعين من الجزيئات التي يطلقها السرطان: أحدهما يفرزه الجهاز المناعي، والآخر مسؤول عنه غالبًا "محور الكرب" أو "stress axis". لقد ثبت تورط هاتين المادتين في الاكتئاب، لكن لم يسبق اختبار أي منهما في إطار زمني وكمي محكوم يربطهما بالأمراض المزمنة كالسرطان.

وفي سياق إجراء الدراسة، قام الباحثون بسلسلة فحوص لحوالي مائة من فئران المختبر، بعضها كان مصابًا بالسرطان، وذلك لأجل تحديد استجاباتها السلوكية في اختبارات الحالة النفسية.

وقال البروفسور برَيان بريندرغَست أحد مؤلفي الدراسة، إن الشائع استخدام الفئران لاختبار عقاقير تحت الدراسة للنظر في فوائدها للبشر كعلاجات الاكتئاب، لكن في هذه الدراسة كان الأفضل بشكل خاص فحص الاستجابات السلوكية لدى الحيوانات، لأن الفئران غير واعية بالمرض، لذلك تكون تغيراتها السلوكية غالبا محصلة عوامل بيولوجية بحتة.

مظاهر سلوكية وبيولوجية

استخدم الباحثون فحوصا شائعة بين العلماء في اختبار مضادات الاكتئاب على الفئران، فوجدوا أن الفئران المصابة بالأورام أصبحت أقل حرصا على النجاة لدى تعريضها لاختبار السباحة، وهي حالة مرضية تماثل الاكتئاب لدى البشر

واستخدم الباحثون فحوصا شائعة الاستخدام بين العلماء في اختبار مضادات الاكتئاب على الفئران، فوجدوا أن الفئران المصابة بالأورام أصبحت أقل رغبة أو حرصًا على النجاة لدى تعريضها لاختبار السباحة، وهي حالة مرضية تماثل الاكتئاب لدى البشر.

كذلك أظهرت الفئران المصابة بالأورام رغبة أقل في شرب الماء المحلّى بالسكر، وهي مادة عادة ما تجذب شهية الفئران السليمة من الأمراض.

وكشفت اختبارات أخرى أن الفئران المصابة بالأورام لديها مستويات عالية من السَيْتوكاين في مجرى الدم ومنطقة فرس البحر بالدماغ، لدى مقارنتها بالفئران السليمة. والمعلوم أن السيتوكاين ينتجه جهاز المناعة، وهناك ارتباط بين زيادة مستويات السيتوكاين والاكتئاب.

ووجد الباحثون أيضا تبدلاً في إنتاج هرمونات الكرب لدى الفئران المصابة بالأورام، حيث انخفض لديها إنتاج هرمون الكرب كورتيكوستيرون. وهو هرمون يساعد في تنظيم تأثير السيتوكاين، ويخفض إنتاجه، وبذلك يزيد تأثير السيتوكاين.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الاجهاد فى العمل يصيب بالاكتئاب

ماي 31, 2009

مقدمه

ذكرت دراسة جديدة قام بها باحثون أستراليون أن الوظائف المجهدة سبب رئيسي لحالة الاكتئاب لدى كثير من الموظفين.

وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة ملبورن أن واحدا من أصل ستة مواطنين يؤكد أن وظيفته المجهدة وراء حالة الاكتئاب، كما يرجع 15 % من العاملين الذين يعانون اكتئابا مسؤولية مرضهم لظروف عملهم.

وقال البروفسور توني لامونتاني الذي قاد الدراسة إن عدد العمال الذين تعرضوا لاكتئاب بسبب الجهد في العمل بلغ 21.437 عاملا.

وأضاف أن إحصائيات تعويض العمال لا توضح بشكل كاف مدى توسع هذه المشكلة لقلة الموظفين الذين يحصلون على تعويض عن الاضطرابات العقلية الناجمة عن الجهد، مشيرا إلى أن النساء والأشخاص قليلي المهارات هم الأكثر تأثرا.

وفي حين أكد خبراء في الصحة العقلية أن العمل قد يكون مجهدا، لكنهم نفوا بالمقابل أن يؤدي إلى حالة اكتئاب سريرية إلا في حالات قليلة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com