Archive for 19 فيفري, 2009

ما هو المستوى الطبيعي والصحي للسكر والكولسترول؟

فيفري 19, 2009

مقدمه

الحدود بين المستويات الطبيعية والصحية للمؤشرات التي تدل على صحة الإنسان، تتغير. وينطبق هذا على مستويات الكولسترول، وقراءات ضغط الدم، والمؤشرات الصحية الأخرى. ويبدو أن التعريفات الموضوعة للمستويات الطبيعية والصحية لضغط الدم، والكولسترول والمؤشرات الأخرى تتغير باستمرار. ولهذا فإن أعدادا متزايدة من الناس وجدوا أنفسهم ضمن خانة الخطر، وأنهم بحاجة إلى العلاج. وما كان يعتبر طبيعيا بالأمس أصبح اليوم بحاجة إلى العلاج! يتساءل الكثير من الناس: لماذا تتغير هذه المستويات، وهل المقاييس تتغير لكي يتمكن الأطباء أو الجهات التي تقدم الرعاية الصحية، توسيع نطاق أعمالهم. وعلى الرغم من أن الأطباء والأشخاص الآخرين المساهمين في مجال الرعاية الصحية ليسوا محصنين من الركض وراء مصالحهم، فإن هناك تفسيرات أفضل وأشمل لعملية تغيير المستويات هذه.

* «الطبيعي» لا يعني «الصحي»

* في أي اختبارات طبية، فإن «الطبيعي» يعرَّف ابتداء، بعد أن يتم أخذ القياسات لعدة آلاف من الأشخاص الذين يبدون أصحاء. وتكون النتيجة في العادة على شكل منحنى شبيه بالجرس، الذي تظهر في منتصفه القيم الناتجة الأكثر تكرارا. أما القيم العليا والقيم الدنيا التي ترصد لدى نسبة مئوية قليلة من الناس، فإنها تظهر عند نهايتي، أو ذيلي، المنحنى.

وبشكل ما، وبصفة ارتجالية، فإنه يقال عن 2.5% من الناس الذين يملكون قيما أعلى، وأمثالهم الذين يملكون قيما أدنى، إن نتائجهم غير طبيعية. وبالمقابل يقال عن الـ95% الذين يقعون بينهم، إنهم أشخاص طبيعيون.

وبهذه الصفة المستخدمة، فإن «الطبيعي» يعني «قياسي» – أي أنه يقابل القيم التي تقع في نطاق عريض من القيم الشائعة. إلا أن الذي لا يعنيه «الطبيعي» هو أن على الإنسان ألا يقلق إن كان «طبيعيا».

* سكر الدم

* خذ مستويات سكر الدم (الغلوكوز) مثلا. في السبعينات من القرن الماضي، وضعت مجموعة من العلماء المرموقين الحدود العليا لمستوى سكر الدم أثناء الصيام (أي عند التوقف عن تناول الطعام بين 6 و8 ساعات قبل إجراء الفحص) – 140 مليغراما لكل ديسيلتر (ملغم/دل). وكان هذا يعني اعتبار كل شخص لديه مستوى أعلى من 140 ملغم/دل منه، مصابا بمرض السكري. إن من المهم جدا تشخيص السكري مبكرا، حتى قبل أن تظهر أعراضه، لأن عدم تشخيصه ومعالجته يزيد من خطر حدوث أمراض أخرى، ومنها أمراض القلب والسكتة الدماغية.

وفي التسعينات، غيرت مجموعة أخرى من الخبراء الحدود العليا لسكر الدم، وقللته من 140 إلى 126 ملغم/دل. كما وضعت منطقة رمادية (مبهمة) تم تصنيفها كـ«حالة ما قبل السكري» prediabetes (التي تسمى أحيانا اضطراب غلوكوز الصيام impaired fasting glucose)، وذلك للقيم بين 110 و 125 ملغم/دل.

أما جمعية السكري الأميركية، فقد خفضت هذه القيم أكثر، إلى أقل من 100 ملغم/دل لسكر الدم الطبيعي أثناء الصيام، واضعة نطاق حالة ما قبل السكري بين 100 و 125 ملغم/دل.

وكانت دوافع كل من هذه التغييرات هي النتائج المستخلصة من دراسات علم الأوبئة الموسعة، التي أظهرت خطرا متزايدا في الإصابة بالسكري – والحالات المرتبطة به – عندما يزداد مستوى سكر الدم أثناء الصيام فوق 100 ملغم/دل. فعندما يكون المستوى في حدود 125 ملغم/دل، يصبح الخطر أعلى، مقارنة بمستوى 100 ملغم/دل، وعندما يكون 140 ملغم/دل، يصبح أعلى من مستوى 125 ملغم/دل.

وحاليا لا توجد دلائل على أن الخطر عند مستوى 99 ملغم/دل، هو أكثر من الخطر عند مستوى 90 ملغم/دل/، وهذا هو السبب الذي يعتبر فيه مستوى 99 ملغم/دل الآن، الحد الأعلى أو الطبيعي لمستوى سكر الدم هذا.

* مستويات الكولسترول

* وبعد أن تم التأكد من أن الطبيعي والصحي، من الناحية الإحصائية، ليسا متماثلين، فقد طرح السؤال التالي: هل العلاجات التي تغير المستويات غير الصحية نحو نطاقات تعتبر صحية، تحسن الصحة فعلا؟

إن كولسترول الدم هو حالة مثيرة للاهتمام هنا. فقبل عقود من السنين، اعتبرت مستويات الكولسترول التي تقل عن 280 ملغم/دل طبيعية لدى الأميركيين، وذلك بعد استخدام الـ95% من القيم المسجلة في المنحنى الشبيه بالجرس، كمقياس لها.

ولم تكن الصلة بين الكولسترول وأمراض القلب مؤكدة في ذلك الحين. ولكن، وبعد أن تأكد وجود هذه الصلة، طرح الباحثون الطبيون تساؤلهم المشروع: هل يتعرض الأشخاص الذين لديهم مستويات من الكولسترول تبلغ 280 ملغم/دل فأكثر إلى خطر أمراض القلب، أكثر من تعرض الأشخاص الآخرين الذين لديهم مستوى يبلغ 240 ملغم/دل، وهو المستوى الذي يقع ضمن النطاق الطبيعي للمنحنى؟ وكان الجواب: نعم، كما وجدوا أن الخطر عند الذين لديهم 240 ملغم/دل، هو أكبر من الخطر لدى الذين لديهم مستوى 200 ملغم/دل. وهكذا، وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين توجد لديهم مستويات تتراوح بين 200 و 280 ملغم/دل، فإنهم كانوا من ضمن الأشخاص ذوي المستويات القياسية، إلا أن مستوياتهم لم تكن صحية.

وبعد توفر أدوية خفض الكولسترول، تمثلت الخطوة الأولى في إجراء دراسات لاختبار حقيقة أن خفض الكولسترول يؤدي إلى تحسن الصحة. وقد أثبتت عشرات الدراسات العشوائية التي أجريت حول العالم على مختلف أنواع الناس، أن خفض الكولسترول، بمختلف الوسائل، نحو مستوى 200 ملغم/دل، أدى إلى درء حدوث النوبات القلبية ومشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى.

وقدمت التجارب العشوائية على أدوية الستاتين الفعالة دلائل أقوى، إذ أظهرت أن خفض الكولسترول هو الأفضل للأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بها. وقد تم عام 2004 إعادة النظر في الإرشادات الوطنية الخاصة بمستويات الكولسترول، إذ أشارت إلى أن الاتجاه إلى خفض الكولسترول منخفض الكثافة LDL (الضار) إلى 70 ملغم/دل، يمثل «خيارا علاجيا» لبعض الأشخاص من ذوي الخطورة العالية. ولأكثرية الناس فإن المستويات التي تقل عن 100 ملغم/دل تعتبر المثلى، ومستويات 100 إلى 129 ملغم/دل «قريبة من المثلى».

إن الاندفاع نحو خفض الكولسترول كان له أثر قوي على متوسط مستوياته في الولايات المتحدة. ففي بداية الستينات من القرن الماضي، كانت مستوياته، مع أخذ عامل العمر بنظر الاعتبار، هي 222 ملغم/دل. وبحلول نهاية السبعينات انخفضت إلى ما بين 210 و 215 ملغم/دل. وفي عامي 2005-2006، إلى مستوى أقل هو 199 ملغم/دل.

* «المرغوب بدلا من «الطبيعي»

* وفي رأينا، فإنه وفي الكثير من المناحي، علينا أن نتوقف عن الحديث حول الأرقام، والطبيعية منها، ونتحدث بدلا عن ذلك عن الأرقام المرغوبة، التي تستند إلى الدلائل العلمية الصلدة، التي تقود إلى فوائد صحية. وكانت هذه دوما لغة واضعي الإرشادات الطبية حول الكولسترول، وسيكون من الأفضل أن يقوم واضعو الإرشادات الطبية الأخرى بذلك أيضا.

وقد يبدو ذلك وكأنه نقاش حول التعابير اللغوية. ولكن ومن جهة أخرى، فإن الكثير من الالتباس حول «الطبيعي» يأتي بسبب معاني التعابير.

وكلمة «المرغوب» تقدم لنا تعبيرا أفضل من كلمة «الطبيعي»، خاصة عندما تذكرها الإرشادات أو يذكرها الأطباء والمرضى.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الأطفال الرُضّع يُدركون.. مقاصد أفعال الناس…فيما لا يزال بعض البالغين يتخبط في فهمها

فيفري 19, 2009

مقدمه

من الطبيعي أن لدى كل إنسان رغبات يطمح لبلوغها، وأهدافاً يعمل على تحقيقها فوق أرض الواقع. وإن من الممكن أن ينجح الإنسان في الوصول إلى ما يصبو، ومن الممكن أن يفشل. وأن أفعال الناس إما أن تكون عفوية لا قصد من ورائها، أي صدرت عنهم كردة فعل أو فعل ابتدائي بريء عن أي قصد، وإما أن يقوم الإنسان بتلك الأفعال عن قصد دفين في نفسه ولتحقيق أهداف معينة لديه. وأن تلك المقاصد والغايات، أو الوسائل الفعلية المُمَارسة لتحقيقها، قد تكون ذات صفات قبيحة شريرة ممقوتة أو ذات صفات حميدة سامية محبوبة. وأن الإنسان «الطبيعي» و«السوي» في قدراته العقلية العادية والأساسية، لديه قدرة «فطرية» و«غريزية» على التمييز بين صنفي صفات مقاصد وأفعال الناس. وأنه حينما يقوم الإنسان، المستجمع في كل وقت لقدراته الذهنية، أي من ذوي «الأحلام والنُهى»، بتأمل أفعال إنسان ما، أو مجموعة من الناس، فإن لديه قدرة على رؤية، بل وإدراك، جوانب من الأسباب الخفية والمكنونة التي تُحفز وتدفع هذا الإنسان إلى فعل تلك السلوكيات أو التصرفات.

وفي العالم هناك «مغامرون» في تصرفاتهم الهوجاء وغير المدروسة عواقبها، وممن لا يتحملون مسؤولية أفعالهم ونتائجها على أنفسهم وعلى الغير، وبالمقابل هناك «العقلاء». وقبل أن نسأل: متى يكتسب أحدنا «حسّ» معرفة «الخبيث» الأرعن من المقاصد تلك، و«الحميد» الحكيم منها؟، يكون السؤال الأهم: متى يبدأ الإنسان الطبيعي التحلي بـ «ملكة» فهم وإدراك أن أفعال الناس وتصرفاتهم منها ما هو عفوي ومنها ما تُوجد من ورائه أهداف وغايات ومقاصد؟ ولأن النفس لها طبّ وعلم، فإن ما يقوله الطب النفسي في هذا الجانب، يستحق أن يُعرض، خاصة إن كان نتيجة للتجربة العلمية المشاهدة.

وإلى فترة قريبة، كانت نتائج الدراسات الطبية النفسية تقول كلاماً مفاده أنه عند النظر إلى التصرفات والأفعال، فإن الطفل في عمر ما بين 15 و18 شهراً، أي أقل من عمر سنة ونصف، لديه القدرة على التفريق بين الأهداف والدوافع وبين التصرفات والأفعال. ولكن ما توصل إليه الباحثون النفسيون من جامعة متشيغن بالولايات المتحدة، المنشور في عدد فبراير الحالي بمجلة «سايكولوجيكال ساينس»، يقول إن الطفل في عمر 10 أشهر، هو مثل الشخص البالغ، لديه القدرة على فهم أن هناك نية وقصداً وأهدافاً من وراء قيام إنسان بفعل ما. وأن الطفل الصغير هذا يُدرك وجود قصد وهدف لدى منْ يقوم بالفعل أمامه، حتى حينما تكون تلك الأهداف غير واضحة أو جلية له، أي حين رؤيته لشخص يقوم بفعل شيء ما دون تحقيقه نتيجة من وراء القيام بذلك الفعل. بينما الأطفال الأصغر، أي في عمر حوالي 8 أشهر، يحتاجون إلى معلومة «النتيجة»، كي يُدركوا ما هو القصد والهدف من وراء قيام شخص ما بفعل ما. أي إنهم لا يستطيعون استنتاج أن ثمة قصداً، من ذاك الفعل، طالما لم يروا نتيجة لقيام الشخص بذلك الفعل. ورأى الباحثون أن الإنسان يتطور في قدرات فهم تصرفات وأفعال الناس التي يُشاهدها أو يسمع عنها.

وفي البداية، في الطفولة المبكرة جداً، نكون «سطحيين» في فهمنا لتلك الأفعال. ثم مع الوقت نكتسب ملكة إدراك أن أفعال الناس وتصرفاتهم إنما تصدر عن بواعث داخلية فيهم، كتحقيق المكاسب أو تفاعل العواطف أو تلبية احتياجات الاعتقادات. ولكي نجتاز ونعبر بمهارة بحر الأمواج المتلاطمة في اتجاهات شتى لمجتمعات الناس الذين نتعامل معهم بشكل مباشر أو غير مباشر، ونبلغ مرحلة «تحقيق ما نريد نحن»، علينا أن نُدرك ونفهم الدوافع الداخلية لتصرفات الناس المحيطين بنا. وخلال الدراسة قام الباحثون بتجارب من عدة مراحل على مجموعات من الأطفال بعمر 8 و10 و12 شهراً. وتضمنت التجارب ملاحظة نوعية متابعة ورد فعل هذه المجموعات من الأطفال المتفاوتين في العمر لرؤية شخص يقوم بأربعة سيناريوهات مختلفة لفعل «محاولة الوصول إلى كرة والإمساك بها». منها سيناريوهان للنجاح وللفشل في الوصول مباشرة إلى الكرة والإمساك بها، وسيناريوهان للنجاح وللفشل في محاولة نفس الشخص الالتفاف لتجاوز عائق بين يده وبين الكرة. وتم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين، كل منها تضم مختلف مراحل العمر الثلاث. وفي المرحلة الأولى من التجربة، عرض الباحثون على المجموعة الأولى مشاهد محاولة الشخص تجاوز الحاجز ونجاحه في الإمساك بالكرة. وعرضوا على المجموعة الثانية مشاهد فشل الشخص في محاولته الإمساك بالكرة مع وجود الحاجز. وفي المرحلة الثانية عرضوا على المجموعتين السيناريوهات الأخرى.

 وما لفت أنظار الباحثين هو أن جميع الأطفال الذين شاهدوا نجاح الشخص في الإمساك بالكرة، اهتموا بمتابعة كيفية تمكنه من الإمساك بها عندما كان بينه وبينها حاجز. أما حين مشاهدة فشل بلوغ غاية إمساك الكرة، فإن الأطفال ما فوق سن 10 أشهر فقط هم الذين تابعوا كيفية محاولة ذلك الشخص التغلب على الحاجز للوصول إلى الكرة. بمعنى أن إدراك هؤلاء الأطفال، في سن ما فوق 10 أشهر، أن هناك رغبة لدى هذا الشخص في الوصول إلى الكرة، دفعهم لمتابعة محاولته الوصول إليها حتى لو كان هناك حاجز بينه وبينها. أما الأطفال الأصغر فلم يُدركوا أن أفعال ذلك الشخص نابعة من محاولاته الوصول إلى الكرة أصلا.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

التهاب الفقرات التصلبي (Ankylosing Spondylitis).. أسبابه وعلاجه

فيفري 19, 2009

مقدمه

 التهاب الفقرات التصلبي (التلاصقي) أو الالتهاب الفقاري المفصلي Ankylosing Spondylitis ويسمى أيضا التهاب الفقار المقسط أو اللاصق، هو التهاب يصيب المفاصل بين فقرات العمود الفقري إضافة للمفاصل الأخرى، وهو مرض روماتيزمي يسبب التهابا مزمنا في المفاصل ويكون عادة مصحوبا بالتهاب في الأوتار، خاصة في أماكن التصاقها بالعظام. وفي معظم الحالات تتركز الإصابة في مفاصل العمود الفقري والحوض والأطراف السفلية، مسببة آلاما في هذه الأماكن.

* عامل وراثي

*أن الدراسات قد أظهرت أن نسبة حدوث مثل هذه الالتهابات في العمود الفقري والمفاصل تكون أعلى في الأشخاص الذين يحملون العامل الوراثي هـ ل أ- ب27 أي الزمرة النسجية HLA B27 ولعل هذا ما يفسر ظهور هذا المرض بين أكثر من فرد في العائلة الواحدة، إلا أن كيفية حدوث ذلك أو ماهية العلاقة بين المرض وهذا العامل الوراثي فلا تزال قيد البحث والدراسة حتى الآن.

ورغم أن هذا المرض أكثر شيوعا بين الذكور، لكنه قد يصيب الإناث أيضا. وتبدأ أعراضه في الظهور عند عمر 20-30 سنة.

* أسباب المرض

* أن أسباب حدوث المرض وكيفية تطوره لا تزال غير معروفة، مثل سائر الأمراض الروماتيزمية، إلا أنه يكون مصحوبا باضطراب في الجهاز المناعي، كذلك فإن الالتهاب الفقاري المفصلي قد يظهر مصاحبا لالتهابات أخرى تحدث في أجزاء مختلفة من الجسم مثل الجهاز الهضمي، البولي، التناسلي، أو الجلد. وهو ليس مرضا معديا.

* أعراض المرض – التهاب المفاصل: يشكو المريض في معظم الحالات من آلام وتورم بالمفاصل مع محدودية في مدى حركة المفصل. إلا أن الالتهاب قد يتركز في مفصل أو مفصلين فقط، ويكون ذلك في أغلب الأحوال في مفاصل الطرفين السفليين. والمفاصل الأكثر إصابة هي مفاصل الركبة والكاحل، كذلك تتأثر مفاصل القدم والفخذ وبنسبة أقل قد تظهر بعض الالتهابات في مفاصل الطرفين العلويين، خاصة مفصل الكتف.

– التهاب الأوتار: يعتبر من أشهر أعراض هذا المرض خاصة عند مكان التصاق الأوتار بالعظام، ويعتبر كاحل القدم من أكثر الأماكن عرضة لحدوث مثل هذه الإصابة تليه الأوتار في القدمين وحول صابونة الركبة، ويشعر المريض غالبا بآلام في هذه الأماكن والتي قد تكون مصحوبة بتورم.

– التهاب المفصل الحرقفي: يقع المفصل الحرقفي في مؤخرة عظام الحوض في أسفل الظهر، وهو يتكون عند التقاء عظمة الحرقف آخر عظام العمود الفقري مع عظمتي الحوض. – الالتهاب الفقاري: يظهر تأثر مفاصل العمود الفقري ويكون ذلك في صورة آلام أسفل الظهر، تيبس وصعوبة في الحركة خاصة في الصباح كذلك قد يحدث نقص في مدى حركة الظهر، وتكون آلام الظهر في معظم الأحوال مصحوبة بآلام في الرقبة والصدر. وفي بعض الحالات، والتي تستمر أعراض المرض فيها لمدة طويلة، قد يتطور المرض ليصل إلى درجة تعظم الأربطة الواصلة بين فقرات العمود الفقري مما يؤدي إلى تكون نتوءات عظمية تصل ما بين كل فقرات العمود الفقري مكونة صورة تشبه شجر البامبو، ولكن يحدث مثل هذا التعظم في نسبة قليلة من المرضي وبعد فترة طويلة من المرض.

– تأثر العين: في بعض الحالات قد يحدث التهاب في الجزء الأمامي من العين، مما يسبب احمرارا وألما بالعين ويتطلب ذلك استشارة طبيب العيون بصورة عاجلة.

– تأثر الجلد: في بعض المرضى قد تظهر أعراض مرض الالتهاب الفقاري المفصلي مصاحبة لحدوث مرض الصدفية، وهو مرض جلدي يسبب ظهور قشور جلدية خاصة عند المرفقين والركبة وقد تسبق آلام المفاصل ظهور المرض الجلدي بعدة أعوام.

– تأثر الجهاز الهضمي: قد تظهر أعراض مرض الالتهاب الفقاري المفصلي في بعض المصابين بالتهابات الجهاز الهضمي خاصة مرضى داء «كرون»، والتهاب القولون التقرحي.

* تشخيص المرض

* أن تشخيص الأمراض المصاحبة لهذه الأعراض (مثل تيبس العمود الفقري، التهاب المفاصل ….) يعتمد على الأعراض الإكلينيكية ونتيجة الفحص بالأشعة. وأن الكشف عن وجود العامل الوراثي هـ ل أ- ب27 يساعد في توجيه الطبيب المعالج للتشخيص. ويظهر هذا العامل الوراثي في 5-10% من الأفراد الطبيعيين، ولذلك فإن وجود هذا العامل من دون وجود الأعراض الإكلينيكية المميزة الأخرى ليس له أي أهمية تشخيصية. في حين أن بعض الفحوصات الأخرى مثل سرعة الترسيب وبروتين «سي التفاعلي» تساعد في إعطاء صورة عن شدة نشاط المرض، ولذا فإن لها أهمية خاصة في متابعة نشاط المرض كما تساعد هذه الفحوصات في تقييم مدى استجابة المريض للعلاج الدوائي. كذلك تفيد التحاليل الطبية في الكشف عن الآثار الجانبية والتي قد تحدث مصاحبة للعلاج الدوائي، في حين تساعد صور الأشعة في متابعة تطور المرض وتقييم شدة إصابة المفصل، بينما تساعد الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي في تقييم مدى إصابة المفصل الحرقفي.

* العلاج

* أن الأبحاث العلمية والتجارب الحديثة قد توصلت إلى علاجات بيولوجية حديثة تحد من شدة المرض وتعمل على التقليل من حدته وتجنب المضاعفات على المدى الطويل وتجعل الإنسان يمارس حياته بشكل طبيعي .

هذا المرض يعتبر من الأمراض المزمنة، ومن المهم أن يدرك المريض أن العلاج يستغرق وقتا قد يصل إلى عدة شهور، كي يتوصل الطبيب إلى الجرعة المناسبة التي تتحكم بالمرض ويشعر المريض بتأثير العلاج بشكل ملحوظ.

يتكون العلاج من شقين: علاج دوائي يساعد في النهاية على إيقاف نشاط المرض، وعلاج طبيعي/ تأهيلي يساعد على الحفاظ على المفاصل ومنع حدوث التشوهات المفصلية.

* العلاج الدوائي 1- مضادات الالتهاب غير الكورتيزون: إلا أنها تساعد فقط في تحسين أعراض المرض. 2- حقن المفاصل: في الحالات التي يتركز فيها المرض في عدد قليل من المفاصل، قد يلجأ الطبيب المعالج لحقن هذه المفاصل بحقن الكورتيزون والذي غالبا ما يكون من النوع طويل المدى ليستمر تأثيره مدة طويلة.

3- عقار السلفاسالازين أو عقار الميثوتركسات: بالإضافة إلى مضادات الالتهاب وحقن الكورتيزون. إلا أنه يجب ملاحظة أن تأثير هذا العقار الإيجابي على المرض يظهر بعد أسابيع عديدة أو عدة أشهر من بدء العلاج به.

4- أما الآن، فإن آمالا جديدة ظهرت مع ظهور مجموعة جديدة من العقاقير التي تسمى بمضادات ت ن ف – ألفا (-anti TNF alpha) أو العلاج البيولوجي. ويظهر تأثيرها على المرض بعد 4 إلى 6 أسابيع من بدء العلاج بها. وتعتبر العلاج الفعلي الوحيد حتى الآن. وقد ساعدت مرضى كثيرين على استعادة حياتهم الطبيعية والعملية.

* العلاج الطبيعي

* يلعب العلاج الطبيعي دورا مهما في علاج مرض الالتهاب الفقاري المفصلي ويفضل دائما بدء العلاج الطبيعي مبكرا وأن يكون بصورة منتظمة ليحقق أفضل النتائج من حيث الحفاظ على مدى حركة المفصل وقوة العضلات كما أنه يساعد في منع التشوهات المفصلية. كذلك يساعد العلاج الطبيعي في تقوية عضلات الظهر وعضلات التنفس. وتعد ممارسة الرياضة أحد الأنشطة الأساسية لمقاومة ومنع التيبس. ويجب أن يتم اختيار بعض الرياضات التي لا تسبب أي إجهاد للمفاصل مثل العوم أو ركوب الدراجات.

* دور التغذية في مقاومة أمراض الروماتيزم

* كلنا يعلم أهمية الغذاء السليم بالنسبة للجسم وهو الذي يحتوي على حاجة الجسم من جميع المواد الغذائية، ولاشك أن المرضى بصفة عامة ومرضى الروماتيزم بصفة خاصة يحتاجون لغذاء صحي يساعد على مقاومة المرض وخاصة الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم والخضراوات والفواكه. وقد أثبت البروفيسور أولاف آدم من كلية طب ميونخ في ألمانيا أن نسبة عالية من مرضى الروماتيزم يعتمدون على الوجبات الجاهزة ويهملون أكل الخضراوات. وقد أثبتت الدراسة أن 40% من مرضى الروماتيزم يعانون من سوء التغذية ونقص الفيتامينات والكالسيوم.

وقد أعد أهم قائمة من النصائح الغذائية لمصابي الأمراض الروماتيزمية، ومنها الالتهاب الفقاري وتشمل: – تناول اللحم مرتين في الأسبوع كحد أقصى وبكميات محدودة.

– الإكثار من الخضار والفواكه. – شرب نصف لتر يوميا من الحليب قليل الدسم أو اللبن أو الزبادي ذي النكهات أو من دون نكهات. – طبخ المواد الغذائية بالطريقة التي تحافظ على الفيتامينات فيها.

– الحفاظ على الوزن الصحي من أجل تقليل الضغط على المفصل.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

هرمون.. يساعد في التعرف على الوجوه…دوره معروف في تعزيز رابطة الثقة بين الأم ووليدها

فيفري 18, 2009

مقدمه 

أفادت دراسة سويسرية بأن هرمون «أوكسيتوسين» الذي يلعب دورا مهما في عملية ولادة الطفل والرضاعة، يساعد الإنسان في التعرف على الوجوه المألوفة. وأضافت أن المشاركين في الدراسة الذين استعملوا بخاخا للأنف يحتوي على جرعة من هذا الهرمون، تعززت لديهم قدرات التعرف على الوجوه وتذكّرها. إلا أن هذا النجاح لم يشمل التعرف على الأشياء الجامدة وتذكرها.

وقال باحثون في جامعة زيوريخ في دراستهم المنشورة في عدد السابع من يناير (كانون الثاني) الماضي من مجلة «نيروساينس»، إن دراستهم هي الأولى من نوعها التي «أظهرت أن جرعة وحيدة من الأوكسيتوسين قد عززت بشكل خاص من ذاكرة التعرف على الجوانب الاجتماعية، ولكن ليس على الجوانب غير الاجتماعية».

ويعزز هذا الهرمون أحد أنماط السلوك الاجتماعي، وهو الثقة، إلا أن دوره في تعزيز الذاكرة الاجتماعية كان مبهما. وعلق الدكتور أرنست فيهر الباحث في الجامعة، الذي سبق له أن درس تأثير هذا الهرمون على بناء الثقة، الذي لم يشارك في الدراسة، أن «نتائج الدراسة تفترض حصول تأثير انتقائي فوري للهرمون، الذي قام بتعزيز النظام العصبي للذاكرة الاجتماعية».

وكانت أبحاث على الفئران قد أظهرت أن هرمون الأوكسيتوسين مهم للتعرف على الوسط الاجتماعي لها، حيث يتذكر فأر فأرا آخر له وجه مألوف. وبعكس الإنسان الذي يوظف إشارات حاسة البصر، فإن الفئران توظف حاسة الشم للتعرف على الفئران الأخرى والفرز فيما بينها.

وقال بيتر كلافير الباحث في الجامعة، الذي أشرف على الدراسة، إن «التعرف على الوجوه المألوفة هو أحد الجوانب الحاسمة للتعامل الاجتماعي الناجح للإنسان». واختبر الباحثون مجموعتين من المتطوعين، زودت إحداهما ببخاخ يحتوي على جرعة من الهرمون، والأخرى على جرعة وهمية. وعرضت أمامهم صورا لأشخاص، ولمشاهد جامدة مثل المساكن والتماثيل والمشاهد الطبيعية. وتعرفت مجموعة جرعة الهرمون على وجوه الأشخاص لدى عرض صورهم مجددا، أكثر من مجموعة الجرعة الوهمية.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

لماذا يعجز المدخنون عن الإقلاع عن التدخين؟…أبحاث جديدة تشير إلى عودة رغبتهم لا إراديا

فيفري 18, 2009

مقدمه

مجرد رؤية المدخن الذي أقلع حديثا عن التدخين، لشخص آخر وهو يدخن، تدفعه إلى أن يعود إلى التدخين وتذهب كل جهوده هباء، وفقا لدراسة أميركية جديدة. وأظهرت مسوحات الدماغ خلال تدخين الشخص، ثم مسوحاته بعد 24 ساعة على إقلاعه عن التدخين، زيادة نوع من النشاط في المخ عندما يرى الشخص الذي توقف عن التدخين صورا لأشخاص وهم يدخنون، وفقا لباحثين من المركز الطبي في جامعة ديوك الأميركية.

وتسلط الدراسة التي نشرت في النسخة الإلكترونية من مجلة «سايكوفارماكولوجي»، المعنية بالدراسات الصيدلية للطب النفسي، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، الضوء على صعوبة الإقلاع عن التدخين نهائيا، وعودة المدخنين السابقين إلى عادتهم الضارة. ووظف الباحثون المرنان المغناطيسي الوظيفي لدراسة التغيرات الحاصلة في المخ.

وقال جوزيف ماكليرنون الباحث في المركز الذي أشرف على الدراسة، إن «خمسة في المائة من المقلعين عن التدخين يتخلون عنه نهائيا» بعد البدء في التوقف عنه مباشرة. وأضاف أن الإقلاع عن التدخين يزيد بشكل كبير من نشاط المخ، الذي يستجيب بدوره فورا عند رؤية الشخص لحافز ما على التدخين، مثل رؤيته لشخص يدخن.

ولذلك فإن المخ يظل متأهبا للنشاط، والأغرب من ذلك أن هذا النوع من النشاط يظهر في منطقة ترتبط بالتعلم، مثل التدرب على ركوب دراجة هوائية، أو على تفريش الأسنان، ولذلك فإن هذا النشاط يعوّد المخ على اتخاذ قرار أوتوماتيكي، ودون وعي. ويعكف الباحثون الآن على تطوير وسائل للتقليل من هذا النشاط الذي يعيد المدخنين إلى التدخين .

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

أول اختبار لمرض التوحد.. من عينات اللعاب

فيفري 2, 2009

 مقدمه

اكتشاف نوع من البروتينات الشاذة فى عينات لعاب مرضى التوحد.

أفاد باحثون إيطاليون أنهم اكتشفوا بروتينات شاذة في لعاب المصابين بمرض التوحد autism، وهو الأمر الذي قد يتيح في المستقبل إمكانية التعرف على مؤشرات هذا المرض، الذي يحدث لدى حصول اضطراب في عملية النمو لدى الإنسان. ويعاني المصاب بالتوحد من العزلة، ومن تأخر حاد في استجاباته العاطفية، ومن صعوبات الاتصال والتواصل مع الناس، وأعراض أخرى. ولا تتوفر أية اختبارات أو فحوص مختبرية لحالاته، ولذلك توجه الباحثون إلى رصد البروتينات الشاذة التي تظهر في سوائل جسم المصابين، بهدف التوصل إلى فهم أسباب المرض ووضع العلاجات اللازمة له.

وقال ماسيمو كاستاغنولا وفريقه العلمي من باحثي جامعتي روما الكاثوليكية وكاغلياري، إنه قارن البروتينات الموجودة في لعاب 27 طفلا مصابا باضطرابات طيف التوحد (ASD) autism spectrum disorders مع البروتينات الموجودة لدى أطفال في مجموعة مراقبة كانوا سليمين من هذا المرض.

واكتشف الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «جورنال أوف بروتيوم ريسيرتش» المعنية بأبحاث البروتينات في عددها لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وجود بروتين واحد على الأقل من بين أربعة بروتينات لدى 19 من الأطفال المصابين بالمرض، كان مستوى الفسفرة (التحويل إلى فوسفات عضوي) phosphorylation فيه قليلا بشكل ملموس. وهذه المركبات تقوم عادة بتنشيط البروتينات بهدف تأدية مهمتها بنجاح.

وتفترض نتائج البحث الإيطالي أن هذه البروتينات الشاذة ربما تشكل مفاتيح لفك أسرار الظواهر الشاذة التي تحدث لعملية زيادة الفسفرة داخل البروتينات، التي تشارك في عملية نمو الجهاز العصبي للإنسان في أثناء الطفولة المبكرة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الأسبرين الطبيعى..يكونه الجسم و يقى الانسان من النوبات القلبيه و السكتات الدماغبه

فيفري 2, 2009

 مقدمه

 الاسبيرين يتوفر في أجسام منْ لا يتناولونه.. والخضار والفواكه تساهم في إنتاجه

«الأولة»، في شأن الأمراض، أن التعامل العلاجي مع حالات نقص توفر مواد معينة في الجسم، يكون بتعويض ذلك النقص عبر تناول دواء أو غذاء يحتوي عليها.

و«التانية»، أنه كلما كانت وسيلة المعالجة، دوائية أو غيرها، لحالة مرضية ما، متطابقة أو قريبة مع ما يقوم به الجسم نفسه للتخفيف من شدّة تلك الحالة المرضية أو القضاء عليها، كانت وسيلة المعالجة تلك أكثر فائدة. و«التالتة»، كلنا يعلم أن الأطباء يصفون للكثير من المرضى تناول الأسبرين. وهذا الأسبرين، بعد دخوله إلى الجسم، يتم تحويله إلى مُركّب «حمض السليسليت» salicylic acid، وهو المركب الفاعل الذي يقوم بإحداث التأثيرات العلاجية الإيجابية للأسبرين.

القصة تبدأ بعد هذا، إذْ يقول الباحثون من المملكة المتحدة إن ثمة أدلة جديدة على قدرة جسم الإنسان، والحيوان، على إنتاج كميات كافية للجسم من مُركّب «حمض السليسليت»، وذلك متى ما توفرت له «المواد الخام» اللازمة لإنتاج ذلك المُركّب.

وفي دراستها الأخيرة، المنشورة بعدد أواخر ديسمبر الماضي من مجلة كيمياء الغذاء والزراعة الأميركية، ذكّرتنا الدكتورة غوندولين باكستر بما سبق أن توصلت إليه حول ثبوت وجود مُركّب «حمض السليسليت» في دم الأشخاص الذين لا يتناولون بالأصل أقراص الأسبرين الدوائية. وأن الأشخاص الذين يُكثرون من تناول الخضار والفواكه، وخاصة «النباتيين» في تغذيتهم، لديهم في أجسامهم كمية من مُركّب «حمض السليسليت» توازي تلك الكمية التي توجد في جسم الإنسان العادي بعد تناوله لأقراص «بيبي» أسبرين، أي أقراص الأسبرين المتدنية المحتوى منه (وليس المخصصة للأطفال)، إذْ من المعلوم أن الأطفال ما دون سن 12 عليهم عدم تناول الأسبرين.

واستنتجت الباحثة آنذاك، أن هذا «الأسبرين»، الموجود في جسم منْ لا يتناولون أقراص الأسبرين، إنما أتى مما تحتوي عليه الفواكه والخضار من مُركّب «حمض السليسليت». وعلى هذه الفرضية «نام» الباحثون ليلتهم تلك.

ولأن ما «ننام» عليه ليس بالضرورة هو ما «نستيقظ» عليه، فإن الباحثين البريطانيين أنفسهم يتحدثون اليوم عمّا يزيد الدهشة حول ما يُمكن لجسم الإنسان صناعته من مركبات كيميائية. ومفاد ما أضافوه أخيرا، هو أن جسم الإنسان الطبيعي لديه قدرة على «صناعة الأسبرين»، مما يُضيف مصدرا آخر، أي غير الغذاء النباتي، لتعليل وجود الأسبرين في أجسامنا حينما لا نتناول أقراصه الدوائية. وهذا الإنتاج الذاتي لمُركّب «حمض السليسليت»، والمسؤول عن تخفيف الألم وخفض مستوى نشاط عمليات الالتهابات في الجسم، وتدني فُرص ترسّب الصفائح الدموية على بعضها البعض داخل الشرايين، ربما يُمثل فئة جديدة من المركّبات الكيميائية الحيوية ذات الفاعلية في تنظيم وضبط ما يجري داخل الجسم bioregulators، وفق ما قاله الباحثون البريطانيون. والطريقة التي تمكن من خلالها الباحثون إثبات قدرة الجسم على صناعة مُركّب «حمض السليسليت» كانت بتناول مجموعة من الناس العاديين لمادة «حمض البنزويك»، وهي مادة طبيعية متوفرة في الخضار والفواكه، وقياس تأثيرها على مدى وجود هذا المُركّب للأسبرين في أجسامهم. وما ثبت للباحثين هو أن ثمة علاقة طردية في الأمر، أي كلما زاد تناول المرء لـ «حمض البنزويك» النباتي، كلما ارتفع مستوى «حمض السليسليت» في جسمه.

وإنتاج أجسامنا لمركّب الأسبرين الفاعل، يُذكّرنا بما ثبت حول أسباب إنتاج النباتات بالأصل للأسبرين ومركبات علاجية أخرى. ومعلوم أن البشر على مر العصور لجأوا إلى النباتات للحصول على عقاقير دوائية تشفيهم من الأمراض التي تُلم بهم. والبشر تعرفوا على الأسبرين منذ آلاف السنين، ووصفه الأطباء الإغريق قديما، كمستخلص من لحاء أشجار الصفصاف، لتخفيف الألم وخفض ارتفاع الحمّى. وأكد الباحثون الألمان في أواخر القرن التاسع عشر أن مستخلص لحاء أشجار الصفصاف إنما هو مادة «حمض السليسليت». ولأن المادة الحمضية هذه شديدة الوطأة على المعدة والجسم، إذا ما تم تناولها بصفة مباشرة، تمكن العلماء الفرنسيون والألمان من إنتاج مُركب كيميائي منها ذي صفة «خفيفة» على المعدة. وكان أن ظهر الأسبرين منذ ذلك الحين.

المهم في جانب إنتاج النباتات للأسبرين ليس هذا، فهي لا تُنتجه بالأصل من أجل «سواد عيون» البشر، بل هي تنتجه لأنها محتاجة إلى وجوده في «جسم النبتة» بذاتها. وكان الباحثون من المركز القومي الأميركي لأبحاث المناخ في الولايات المتحدة قد توصلوا في سبتمبر الماضي إلى أن أشجار الجوز، «عين الجمل»، تصنع داخلها كميات من مركبات الأسبرين كي تُخفف عن نفسها توتر وإجهاد تعرضها للظروف المناخية الصعبة.

وفي أكتوبر عام 2007 نشرت مجلة «ساينس» نتائج الباحثين من جامعة كورنيل في نيويورك حول التأثيرات الإيجابية لإنتاج النباتات لمواد مشتقات الأسبرين، وذلك لرفع مستوى جهاز مناعة النباتات وقدرتها على مقاومة ما يعتريها من تضرر. واللافت للنظر في هذا الأمر، ما قاله الباحثون حول ارتفاع نسبة هذه المواد في الأجزاء المتضررة من الشجرة، مقارنة بالأجزاء السليمة منها، وأن إنتاجها يرتفع في أجزاء النبات القريبة من التي قضمتها الحيوانات للتو، أثناء رعيها! وعلل الباحثون ذلك بمحاولة النبات تخفيف «ألمه» والإسراع في «التئام» تلك الجروح التي أصابته. والمادة التي تحدثوا عنها هي «ميثايل سليسليت».

وكانت دراسات سابقة، تمت فيما بين عام 2003 و2005، قد تحدثت عن قدرة النباتات على تحويل مادة «ميثايل سليسليت» الخاملة إلى «حمض السليسليت» النشطة والفاعلة.

والعبرة، أن جسم الإنسان لديه القدرة على إنتاج مواد مفيدة لصحته حينما يتناول الواحد منا أغذية صحية متنوعة، وخاصة من الخضار والفواكه الطازجة.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com

الشخير وانقطاع النفس.. مضاعفاته خطيرة وحلوله متوفرة

فيفري 2, 2009

مقدمه

54% من البالغين يعانون من المشكلة.  يعرف الشخير طبيا بأنه صوت يصدر من الإنسان خلال التنفس عند الاستغراق في النوم. وهو عادة يصحب الشهيق، ولكنه قد يحدث مع الزفير أحيانا، وهناك من الناس من يعاني من الشخير في اليقظة أيضا. تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 45% من الناس البالغين يعانون من مشكلة الشخير أحيانا، وأن حوالي 25% من البالغين يعانون منه بصورة دائمة، وأن نسبة الاصابة بالشخير تزيد مع التقدم في السن.
* أسباب الشخير

* أن الشخير مشكلة تكثر لدى الذكور عن الإناث، وأن سبب الشخير هو انسداد جزئي لمجرى الهواء في البلعوم الأنفي والبلعوم الفمي والجزء الخلفي من اللسان.

وتشرح ما يحدث في هذا المثلث التشريحي من استرخاء للعضلات المكونة له فيمنع – جزئيا – انسحاب الهواء إلى الرئتين. ومع انكماش الحجاب الحاجز يتم سحب الهواء، بحيث يقتصر على المرور من خلال الانسداد الجزئي للمجرى العلوي، فيحدث تذبذب في الأنسجة الرخوة لسقف الحلق واللهاة فيحدث صوت الشخير… وأحيانا قد يحدث انقطاع تام للتنفس.

 أن للشخير أسبابا أخرى عضوية، وهي: > ضعف في عضلات اللسان وتجويف البلعوم الفمي: ويحدث استرخاء شديد في هذه المنطقة خلال النوم العميق (النوم بعد الإجهاد الشديد أو السهر).

> زيادة كثافة الأنسجة المحيطة بتجويف البلعوم الفمي، مثل تضخم اللوزتين والغدانيات (لحميات البلعوم الأنفي) والذي يحدث عند الأطفال، والزيادة المفرطة في الوزن عند الكبار. > استطالة اللهاة وأنسجة الحنك الرخو (soft palat).

> انسداد الأنف العضوي: مثل انحراف الحاجز الأنفي، تضخم قرنات الأنف، وجود ناميات أنفية أو لحميات وأورام أنفية.

وهناك بعض الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة كثافة الأنسجة المحيطة بالتجويف البلعومي الفمي مثل كسل الغدة الدرقية، التي تؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الشحوم. كما أن هناك أسبابا عصبية مركزية لانقطاع التنفس وهي نادرة، ومنها مرض شلل الأطفال، الأمراض المتعلقة بجهاز المهاد البصري في الدماغ (Thalamus) كالجلطة الدماغية، والأمراض المتعلقة بالحبل الشوكي.

* مضاعفات الشخير

* هل الشخير مشكلة وله مضاعفات؟ 

نعم، الشخير يعتبر مشكلة للشخص المصاب به وللآخرين ممن يشاركونه المسكن. إن النوم الصحي هو عبارة عن ثلاث مراحل، يجب على النائم الاكتفاء منها جميعا، وإلا فإنه سيصاب بالأرق ولن يتمكن من الوصول للدرجة المطلوبة من الاستغراق في النوم، وذلك بسبب أن المصاب يحتاج إلى أن يعود من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الأولى من مراحل النوم باستمرار خلال الليلة الواحدة حتى يأخذ كفايته من الهواء والأكسجين.

قد يصاحب الشخير انقطاع تام للتنفس، فإذا زاد هذا الانقطاع على عشر ثوان، وإن تكرر حدوث ذلك أكثر من سبع مرات في الساعة الواحدة، فهذا يعني نقصا في أكسجين الدم، مما يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، وتدريجيا إجهاد القلب المرضي المزمن على المدى البعيد وارتفاع ضغط الدم. وكثير من المصابين بالشخير يشكون من التوتر وفقدان القدرة على التعامل السليم مع الآخرين، كما يشكون من التعب والإجهاد والخمول خلال ساعات العمل في النهار. وهذا مما يؤثر على إنجازاتهم العملية بسبب فقدانهم للتركيز، فيتقهقر مستواهم التحصيلي، كما قد يصابون بالعديد من الحوادث عند التعامل مع الأجهزة الخطرة التي تحتاج إلى بعض التركيز والانتباه.

* التشخيص

* يتم التشخيص عن طريق استضافة المريض في المستشفى للنوم ليلة واحدة (سبع ساعات نوم) مع توصيله بجهاز تخطيط النوم، وهو عبارة عن توصيلات تثبت على مناطق معينة في رأس المريض ويديه ورجليه، وكاميرا مثبتة على المريض، يتم عن طريقها تسجيل كل أحداث النوم: من شخير – وانقطاع للنفس – واسترخاء العضلات – ونقص الأكسجين – ومراحل النوم. وتسجل كل هذه القراءات على جهاز الكومبيوتر عن طريق أرقام وجداول ورسومات بيانية، وتتم دراسة هذه المعلومات، ثم استخلاص النتائج التي تبين عدد ساعات النوم الفعلي، وعدد ساعات اليقظة الجزئية والتامة، ونسبة الشخير، وانعدام التنفس. كما يتم تحديد نسبة الأكسجين وتذبذبه خلال النوم، ثم يتم تحديد نوع الشخير وطريقة علاجه.

* العلاج

*  أن علاج الشخير هو في الأساس علاج للأسباب المؤدية له، مثل تخفيف الوزن وعلاج كسل الغدة الدرقية…الخ وأن هناك طرقا غير جراحية وأخرى جراحية.

* الطرق غير الجراحية: وتهدف للتخفيف من الشخير، مثل حث المريض على النوم على جنبه بدلا من على ظهره مع توصيل نوع من المنبهات على الظهر لمنع المريض من أخذ وضعية الاستلقاء على الظهر خلال الاستغراق في النوم.

ويمكن توصيل جهاز (C-PAP) على منطقة الفم والأنف قبل النوم مباشرة، حيث إن هذا الجهاز يعمل على ضخ الهواء إلى مجرى التنفس بطريقة الضغط المستمر. من أجل تخطي حاجز الأنسجة الرخوة أو الكثيفة، وبالتالي ينعدم الشخير.

وهناك أيضا بعض الأجهزة المساعدة التي يمكن بواسطتها شد اللسان للأمام لمنع انزلاقه للخلف خلال الاستغراق في النوم.

* الطرق الجراحية: وهي متعددة، ومنها استئصال اللوزتين والغدانية، فقد تنتهي المشكلة بعد هذه العملية. أو قد يحتاج المريض لإجراء تقصير للحنك الرخو وإعادة تشكيل اللهاة عن طريق جراحة الليزر أو الجراحة العادية. وبعض المرضى يحتاجون لتخفيف كثافة اللسان الخلفي. وأخيرا، نقول إن الوقاية خير من العلاج، دائما، فعلى المرء أن يلاحظ وزنه باستمرار، وأن يتجنب السهر المستمر.

د. ياسر متولى

http://yassermetwally.com